افضل مواضيع جميلة بالصور

كثرة حلف الطلاق الغير معلق

ما حكم شخص كلما غضب او ارتفع ضغطه مع زوجته، يحلف بالطلاق، ثم يندم بعد ذلك؟ وقد اصبح لا يعلم عدد المرات التي حلف فيها ولا كيفية الحلف. مع العلم ان معظم الحلف مشروط.
الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:

فستكون الاجابة على هذا السؤال في النقاط التالية:

1 الحلف بالطلاق من ايمان الفساق، والاكثار منه داخل في عموم الاستهزاء باحكام الله تعالى، وهذا من الخطورة بمكان. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 125516.

2 الطلاق المعلق يقع عند جمهور اهل العلم بحصول المعلق عليه، وهو الراجح، وقال شيخ الاسلام ابن تيمية بلزوم كفارة يمين ان كان الزوج لا يقصد طلاقا، كما سبق في الفتوى رقم: 19162.

وتعليق الطلاق مكروه، لما فيه من تعريض العلاقة الزوجية للانهيار اذا حصل المعلق عليه، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 27785.

اما الطلاق المنجز فيقع بمجرد النطق به.

3 ان الزوجة يلحقها الطلاق ان كانت في العصمة وقت وقوع الطلاق، لكون زوجها قد راجعها قبل تمام عدتها من الطلاق السابق، او لم يراجعها، لكنها كانت لا تزال في اثناء العدة من طلاق رجعي، فاي طلاق يسنده الزوج اليها بلفظ صريح ولو هازلا به، او بلفظ كناية من كناياته وهو يقصد ايقاعه فانها تطلق به، وان وقع منه طلاقها بعد انقطاع العصمة او انقضاء العدة من غير ارتجاع فهو غير نافذ، لكونه لم يصادف محلا، وراجع الفتوى رقم: 154665.

4 من شك فيما تلفظ به هل هو صيغة يقع بها الطلاق ام لا؟ فطلاقه مشكوك فيه. وبالتالي، فلا يلزمه شيء، لان الاصل بقاء العصمة فلا تنقطع الا بيقين، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 154611.

5 طلاق الغضبان لا يقع اذا كان غضبه شديدا بحيث لا يعي ما يقول، لارتفاع التكليف عنه حينئذ، فان كان يعي ما يقول فطلاقه نافذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 35727.

6 اذا تحقق الزوج انه قد تلفظ بصيغة طلاق  منجز او معلق وحنث ثلاث مرات فاكثر وزوجته في عصمته فقد بانت منه بينونة كبري، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا نكاح رغبة لا نكاح تحليل ثم يطلقها بعد الدخول، وان كان طلاقه اقل من ثلاث فله مراجعتها قبل تمام عدتها، والعدة تنتهي بطهر الزوجة من الحيضة الثالثة بعد الطلاق، او وضع الحمل ان كانت حاملا، او مضي ثلاثة اشهر ان كانت لا تحيض، وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم: 30719.

فان انقضت عدتها فلا تحل له الا بعقد جديد، اما اذا شك في ماهية صيغة الطلاق هل هي مما يقع به ام لا؟ فلا شيء عليه كما سبق والطلاق ان كان في حيض، او نفاس، او تعدد في طهر، او وقع في طهر حصل فيه جماع، او قبل رجعة، او تجديد عقد فانه واقع عند جمهور اهل العلم، خلافا لابن تيمية فانه قد قال بعدم وقوعه، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 129665.
وقد علمت ما في هذه المسالة من تعقيد واحتمالات كثيرة وبناء على ذلك، فيتعين على الزوج المذكور البحث عن الحكم الشرعي لما سال عنه بالرجوع لمحكمة شرعية او مشافهة اهل العلم الثقاة لحكاية تفاصيل ما صدر منه.

والله اعلم.

 

  • كثرة التلفظ بالطلاق المعلق
  • كفارة حلف الطلاق
السابق
علاج سرعة الترسيب
التالي
مقدمة لكل مواضيع الانشاء