السؤال
انا امارس العادة السرية منذ 6 سنوات، واول ما عرفتها كان عن طريق احد الاصدقاء، حاولت مرارا ان اتوب الى الله، فتوقفت عنها ولمدة شهر، ومرة لمدة اسبوعين، وفي كل مرة ارجع الى فعلها ارجوكم دلوني كيف اتخلص منها؟
اثرت كثيرا على جسدي وعقلي، صرت اتجنب الحديث مع من لا اعرف، نظري ضعيف اساسا، ولكني اعتقد انها ساعدت على اضعافه، وزني لا يزيد اطلاقا، بل يقل، واعاني من المزاجية والتقلب والتضارب في شخصيتي، كل يوم حالة جديدة (حزين – سعيد – قوي – ضعيف- متفائل – كئيب- متكلم – صامت – واثق من نفسي – غير واثق- اخالط الناس – انطوائي – هادئ – عصبي- ومنفعل – وقلق).
احيانا اكون قادرا على التحدث، وبكافة المواضيع بطلاقة وانسيابية، واحيانا اتلعثم في الحديث، وكان الافكار هربت من ذاكرتي، احيانا اكون قادرا على مواجهة الناس في كل شيء، واحصل منهم على ما اريد من خلال سحرهم بكلماتي واسلوبي اللطيف المتزن، واحيانا اخرى اكون عاجزا عن تحقيق ابسط الاشياء، وعاجزا عن النجاح في اتفه المواقف.
صرت غير مركز، وكثير النسيان بصورة ملفتة، فاصدقائي لا ينسون مثلي، وهذا بالطبع اثر على تحصيلي الدراسي، هل السبب العادة السرية ام ضعف نظري ام الضغط في الكلية؟
مع العلم انني في الفرقة الثالثة كلية الطب، وهي من اصعب السنين.
وهل هناك علاج يخفف من هذا الضغط والتقلب في المزاج ويساعد على التركيز؟ وماذا افعل للتخلص من العادة السرية؟
الاجابة
وصفك لحالتك النفسية واضح، والذي استوقفني هو موضوع التباين والتقلب المزاجي الذي تعاني منه، هذا الموضوع يجعلني اتفكر في الامر بعمق اكثر، ولابد ان اطرح سؤالا: هل انت تعاني من حالة اضطراب وجداني ثنائي القطبية من النوع البسيط؟ هذه الاحتمالية من وجهة نظري موجودة، حيث يعرف عن الذين يعانون من هذه الحالة انهم قد ينجرون لكثير من السلوكيات التي لا يقبلونها ولا يرضونها حين يكون الواحد منهم في القطب المضاد، مثلا: تجد الشخص الذي يكون في القطب الانشراحي قد يتصرف تصرفات مثل الاسراف في الصرف، او عدم الانضباط الاجتماعي، وحين يختفي هذا المزاج ويتبدل الى مزاج سوي ومحايد او يدخل في القطب الاكتئابي، تجده ياسف كثيرا على ما بدر منه، والعكس صحيح.
عموما: انا لا اريد ان ازعجك ابدا، لكن بما انك طالب في كلية الطب رايت من الواجب تماما ان اوجهك نحو الخطوة التي تلي، والخطوة (حقيقة) بسيطة جدا، انا اريدك ان تذهب الى احد اساتذة الطب النفسي في كلية الطب التي تدرس بها، واستاذنه واشرح له حالتك بكل دقة ووضح كل التفاصيل التي ذكرتها لنا، وان كان هناك مزيد من المعلومات الضرورية المطلوبة سوف يسالك الطبيب عنها، وقطعا سوف تفيده في كل ما يصب في مصلحتك في نهاية الامر.
الطبيب سوف يشخص الحالة قطعا، واذا اتضح ان هناك تقلبا مزاجيا تنطبق عليه المعايير التشخيصية للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع البسيط، فهنا لابد ان تتناول احد الادوية البسيطة المثبتة للمزاج، ونسبة نجاح العلاج في مثل هذه الحالات ممتازة جدا.
واذا اتضح ان الامر هو مجرد تقلبات مزاجية بسيطة مرتبطة بشخصيتك، فهذا غالبا لا يحتاج لاي نوع من العلاج، المهم هو ان تحاول ان تنمي دائما من مقدراتك، وان تنظم وقتك، وان تركز على دراستك، هذا هو المطلوب في مثل هذه الحالات.
اما بالنسبة لموضوع العادة السرية: ان نظرت للموضوع بجدية وعمق فسوف تتخلص منها قطعا، هذا الموضوع موضوع ارادي، نحن لا ننكر النزعات الشهوانية التي تاتي للناس – خاصة في مثل عمرك – لكن في ذات الوقت الانسان يستطيع ان يكبح جماح هذه الشهوات، ولا يفرغها من خلال ممارسة العادة السرية، هنالك بدائل كثيرة، وهي: التوكل واليقين والقناعة التامة بان هذا الامر مضر، والصبر على هذه الشهوات، وممارسة الرياضة، والصوم ما امكن ذلك، والزواج.
اذن هنالك حلول، والانسان حين يكون لديه القناعة والتوجه الصحيح والاصرار والعزيمة على الاقلاع عن هذه الممارسات فسوف ينجح، وهذا النجاح سوف يتموضع داخل دماغه ويصبح ملازما له في حياته.
فانا (حقيقة) ارى ان موضوعك – ان شاء الله تعالى – بسيط ويمكن احتواؤه تماما، عليك بالتاكيد ان تقابل احد استشاري واساتذة الطب النفسي في الكلية التي تدرس بها، وكما ذكرت لك سوف تجد – ان شاء الله تعالى – النصح والارشاد والتوجيه العلاجي اللازم.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول اضرار هذه العادة السيئة: (2404 – 3858 – 24284 – 24312 – 260343 )، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041 – 1371 – 24284 – 55119 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 – 24312).
- اضرارالنسيان