افضل مواضيع جميلة بالصور

هل يحاسب الانسان على حديث النفس

السؤال
وبركاته…

استشارتي دينية وارجو تحملي للاخير.

حصل لي موقف اثر على حياتي بشكل عام، مع وجود بعض الظروف الشخصية، وتعب نفسي من فترة لفترة، لكن الذي اتعبني انني قد وجهت السباب لقريبة لي احبها وهي كذلك، وهي شخص قريب مني جدا، وقد احسست بدون اي سبب او كره او سبب واقعي بشيء داخلي يلقي بلفظ بذيء جدا جدا قريب للقذف، لكن للاسف ان الكلمة طلعت، كانت بيني وبين نفسي لكن اللسان تحرك وقلتها، وقتها كنت افكر انه حديث النفس، وكنت اجرب قول الكلمة بيني وبين نفسي، واعني بالكلمة قريبتي، لكنها طلعت الكلمة علنا، فشعرت باستغراب وضيق شديد، وكنت الوم نفسي طول الوقت واقول كيف قلت عنها ذلك وهي طيبة، وسكت بعدها واستغفرت، وبقيت في ضيق ليوم تقريبا.

وقد اخبرتها انني لا اعرف لماذا قلت لها هذه الكلمة، فانا احبها وبيننا احترام وحب وتقدير، ولا يوجد اي سبب او خلاف يستدعي ذلك، لكن احسست بشيء يجعلني اقولها ولم اكن مرتاحة عندما قلتها، وكاني اقول لنفسي هذا حديث النفس، لاني كنت قد قرات عن الموضوع ثم صار الموقف، فندمت واستغفرت وشعرت بتانيب بالضمير ادى الى تعب نفسي خفيف.

قرات عن حديث النفس وقتها، وشعرت باطمئنان والله انه كان كذلك، لكنني ارجع واتذكر الموقف والوم نفسي؛ كيف انني قلت ذلك عن هذه الانسانة بالتحديد، واكلم نفسي بصوت مسموع.

وعدت اقرا عن حديث النفس وفهمت المقصود منه، والان افكر في الكلمة قبل ان اقولها للناس، ولم اكن اعرف لما طلعت الكلمة ان هناك ملائكة تسجل كلام الانسان حتى ولو كان لوحده في مكان منعزل، وعرفت ان قولي لم يكن حديث النفس، وممكن ان اكره نفسي كلما تذكرت الموقف.

بعدها تعبت وكانت نفسيتي غير مرتاحة، فخطر ببالي ان اقرا عن السيئات، ففرحت عندما عرفت ان السيئة لا تسجل الا بعد ساعات، وانا وقتها ندمت، واذكر والله واعلم انني استغفرت، لكن متاكدة انني لم اكن مرتاحة نفسيا لما صار، وتعبت كيف اقول هذا الكلام عن هذه الانسانة وانا احبها، حتى قبل ان اكتب لكم سالت كثيرا عن هذا الشيء، وانا تعبت جدا.

الكلام غير مرتب، واتمنى ان تفهموني وتجدوا لي حلا، وهل تعتبر هذه سيئة فعلا؟ هل كتبت ام لا؟ طالما استغفرت وقتها، او اذا كان جهلا مني، وقتها كنت افكر انه حديث النفس وطلع العكس، لكن قلتها انا للانسانة نفسها، وبعد ذلك رجعت انطق الكلمة بدون ذكر الانسانة، اجرب اللفظ، وكما ذكرت كنت وقتها افكر انه حديث النفس وطالما لم اخبر به احدا فحديث نفس وجهل ديني نوعا ما، وهل اذا مثلا باقل من 6 ساعات استغفرت لا تكتب علي ما دام اني كنت بضيق؟

ثانيا: هل علي اثم؟

فاتمنى رايكم لهذه المشكلة، وماذا افعل بلوم نفسي الفظيع الذي جعلني لا استمتع باي شيء كلما تذكرت الموقف؟

الاجابة
الاخت الفاضلة/ نوني حفظها الله.
وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه الصديقة والقريبة، ونشكر لك هذه النفس اللوامة التي تلومك على هذا التقصير، رغم انه في الحقيقة لم يحصل تقصير، وقد عالجت ذلك بالتوبة للرب القدير -سبحانه وتعالى-، الذي يغفر الذنب ويقبل التوبة ويعفو ويصفح -سبحانه وتعالى-.

فانت على خير ولله الحمد، وهذا العمل – ان شاء الله تعالى – لم يكتب، وهو ايضا من الاعمال التي يغفرها الغفور -سبحانه وتعالى-، طالما ان اللفظ كان وحدك ولم يخرج، وبعد ذلك كل ما حصل من تخليط هو من عدونا الشيطان الذي همه ان يحزن اهل الايمان، فلا تجعلي هذا العدو ينجح في ان يجعلك تعيشين الماسي والاحزان والهموم، ويشغلك بذلك عن مزيد من الطاعات ومن الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.

فاذا ذكرك الشيطان بالموقف فما عليك الا ان تذكري الله وتستغفريه، عندها سيحزن هذا العدو، سيهرب هذا العدو، الذي يندم اذا استغفرنا، ويحزن اذا تبنا، ويبكي اذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، وبذلك سيهرب منك.

كلما ذكرك الشيطان، كلما اراد ان يعود بك الى الوراء نوصيك بالذكر والاستغفار والتوبة، ونؤكد لك ان هذا الندم الحاصل دليل على انك تائبة، فالندم توبة، والتوبة تمحو ما قبلها، وتجب ما قبلها كما قال النبي – عليه صلاة الله وسلامه – فلا تقفي طويلا امام هذا المشهد، امام هذا الموقف، واعلمي ان مثل هذه الامور يغفرها الغفور -سبحانه وتعالى-، والحمد لله ان الاخت الصديقة – الطرف الثاني – لم تسمع الكلمة ولم تتاذ بها، وحتى لو حصل مثل هذه المواقف فان التوبة والرجوع الى الله -تبارك وتعالى- وطلب العفو من الاخت اذا كانت قد سمعت، اذا كان قد بلغها هذا، وايضا اذا لم يترتب على اخبارها بهذا ذنب اكبر او خطيئة اكبر، وفي حالتك لا نريد ابدا ان تخبري احدا بما حصل، ولكن توبي بينك وبين الله، وهو التواب، وهو الغفار -سبحانه وتعالى-.

وكما قلنا: كلما ذكرك هذا العدو عليك ان تجددي الاستغفار والذكر والتوبة والرجوع الى الله -تبارك وتعالى-، فتكسبي بذلك حسنات، وترتفعي بذلك عند الله درجات، وتغيظي عدونا الشيطان، الذي همه ان يحزن اهل الايمان.

نسال الله لك التوفيق والسداد، ونكرر: لا تتوقفي عند هذا المشهد، فان الغفور الرحيم يمحو هذه الذنوب ويقبل التوبة عن عباده -سبحانه وتعالى-. واسعدنا واعجبنا ايضا انك رجعت بسرعة واستغفرت، فلن يكتب هذا الذنب باذن الله وفضله ومنه.

نسال الله لك التوفيق والسداد.

  • هل يحاسب الانسان على حديث النفس
  • تعبت من حديث النفس
  • حديث النفس بصوت مسموع هل يحاسب
  • حديث النفس هل يحاسب عليه الله
السابق
رساله ميت عتاب
التالي
بدلات عرائس _ جميلة جدا