افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية جروح من عبق الماضي

 

 

 

 

ها هو النور بداء يتسلل من نافذتي ..
نسمات هواء بسيطة اخترقت تلك الفتحات فبدات اوراقي بالتناثر وكانها تخشى من شيء وتحاول الهروب منه
جعلتها تتناثر دون اي تدخل مني .. لاني موقنة تماما بانها ستجد طريقها في النهاية وستهدا ويعود سكونها
امسكت بقلمي وبدات بترتيب افكاري .. لاعود لانسج احرفي من جديد
فالتحمت افكاري وذكرتني بسلسة طويلة من جروح يعيشها البعض في الماضي ويجلبوها الى حاضرهم
فمن منا ليس له ماض !! ومن منا لم يعش ذكريات لها طابع خاص في عقله
ولكن هناك ذكريات كم تمنينا كثيرا زوالها ونسياناها وبدا خطواتنا من جديد
تاكد ان كان لك شيء في الماضي ف سيعود يوما .. فان لم تستطع مواجهة ماضيك لن تقدر على عيش حاضرك
لهذا يجب ان ننهي كل المسائل المتعلقة بماضينا حتى نستطيع ان نعيش حاضرنا براحة بال
ولكن كيف سيكون شعورك وانت تستيقظ فجاة وتجد نفسك اسيرا لماضي لم تكن فيه .!!
فتقاسي فيه الوان من المرارة والعذاب
ويرتفع صوتك بالصراخ وانت تحاول ان تشرح لهم بان ليس لك ذنب في ذلك ..
صوتك يعلوا ويرتفع ولكن الاذان صمت غير راغبة للاستماع اليك او ما تتفوه به
ولكنك لا تياس فتستمر بالصراخ وطلب النجدة فتاتي كومة اخرى من الظلم فتخرسك .. فتحولك الى اشلاء
هنا يكون للظلم عنوان ..
ومن هنا ايضا بدات فكرة مولودتي الثالثة
قررت ان احكي فيها عن هذه الفئة التي تتجرع اقسى انواعالظلم والاستبداد بسبب اخطاء حدثت من غير قصد ..

•!¦[• جرgح من عبق الماضي •]¦!•

هذا هو عنوان مولودتي الثالثة
رواية اختلط فيها الكثير من المواقف .. مواقف يمر بها كل انسان في وقت من الاوقات
ولكن مهما حدث وسيحدث يجب ان تبقى هناك شعلة من الامل تنير دربنا
فبدون الامل لن نعيش ولن نحيا وسيكون مصيرنا مثل شمعه تذوب حتى تختفي ولا يبقى الا ذكراها
•!¦[• جرgح من عبق الماضي •]¦!•

قل للحزن :
اللي سكن باطرافي يستكين ..!
قله خلاص ولله خلاص ( )
ما عاد تغريني الحياة .!
ما عاد يغريني فرح .!
ما عدت افرح باللقا .!
ماعدت بعيون الحياة جنون
( وضحكات وشغب ) ..!!
انا غديت بعينها طفله ولعثمها الحزن !
طفله ممزوجه بوجع
طفله تبي تنطق ” ح ل م ”
وماتت الكلمه جفاء , ماتت حزن , ماتت وجع …!

:

:
•!¦[• جرgح من عبق الماضي •]¦!•

:

في احداء احياء الرياض الفخمه وقفت هناك بكل تحدي وشمووخ لم تخشى لا من اشقائها ولا من غضب والدها الذي انفجر بعد ان عرف بالخبر ..كيف ولا وقد ذاع صيته في البلد .. وكان يعرف عنه باخلاقه وقيمه.. وتاتي هي وتخرج عن جبروته وسلطته .. بعدما كان يخبر الناس بضرورة التمسك بقيمهم وعاداتهم .. سيطر عليهم الذهول لفتره .. لم يتوقع احد صنيعها .. لم يتخيلوا ان العنود وحبها جعلها تصل الى تلك المرحلة .. ولكن ثقتها وحبها العظيم لتركي جعلها تصنع المسحيل ( فكانت البداية بترك كل شيء خلفها .. والهرب مع من احبته .. ثم عقد قرانه عليها وبعد مضي عدة اشهر عادت لتخبر اهلها اين غابت طوال تلك الاشهر .. ولتعتذر لعلها تجد سبيلا للوصول الى قلبهم
وتطلب منهم السماح وتبدا معهم صفحة بيضاء .. ولكن كل شيء لم يحدث كما خططت له )
الاب والغضب يتملكه : انتي جنيتي يا بنت ..!! الحين جاية وبكل قوات عين وودك اني اسامحك .!!
ما راح اسامحك طول عمري .. كيف تبيني اسامح وحده ما فكرت ب …؟؟!!
قاطعته العنود بشموخ وهي تحاول ان تخفي المها : بس تركي يحبني .. يبيني انا وما وده ياخذ احد غيري
قاطعها شقيقها بغضب : انتي ايش جنسك ؟!! ما تستحين على وجهك .. ترفعين صوتك على ابوك
العنود بثقه : انا ما سويت شيء غلط .. هذي حياتي ومن حقي اختار اللي ابي اعيش معاه
بو صالح بداء يشعر بالضعف فجاة ووضع يده على قلبة وهو يشعر وكان سكين يغرس في صدرة تمتم بصعوبة : طلعي من بيتي .. انا لا ابوك .. ولا انتي بنتي
العنود ودمعه ارتسمت على خدها : سامحني يبه .. بس اللي سويته هو الصح … وبيجيلك يوم وراح تعرف ه الشي
صالح لم يتحمل جراتها .. فلقد احرجته امام زملائة بتصرفها فشدها من شعرها وتمتم بغضب : انتي ما تستحين على وجهك .. خلاص انتي اخترتي وتحملي نتيجة قرارك .. بس راح يجيك يوم واذكرك انك غلطانه وغلطتك كبيرة يا العنود .. اللي سويتية كبير .. والمفروض تفكري بعواقب ه الشيء .. والظاهر انه عقوبتك بدت بتانيب ضميرك .. يلا برا
العنود وهي تنظر الى والدتها بانكسار : يمه حاولي تقنعيهم انه اللي قاعدة اسويه لمصلحة الكل .. تكفين يمه
ام صالح بانكسار ودمعه رسمت على خدها : ااااااااااااااااااه يا العنود كسرتي قلبي وقلب ابوك وقلب ……… ؟؟!!
العنود اقتربت منها سريعا ووضعت يدها على شفتيها وتمتمت بانكسار : تكفين يمه لا تكملين .. ترى اللي فيني مكفيني
صالح وهو يمسكها من يدها بقوة تمتم بغضب : طلعي برااااااااااااااااااا .. براااااااااااااااااااااااااا .. وانسي انه لك اهل
العنود والدموع بدات ترتسم على خدها تمتمت بالم كبير : يبه يمه .. سامحووووني تكفون ……….. سامحوني
صالح رغم صلابة قلبة الا انه لم يتحمل الموقف .. فاسند ظهره على الباب وظل يبكي بحرقة .. وما هي الا لحظات وسمع صوت ارتطام على الارض .. شاهد سقوط شخص لم يتوقع ان يشاهده مكسورا في يوم من الايام هكذا
لم يصدق ما حدث وظل يقلب عينيه في زوايا المنزل لا شعوريا .. وكانه يرفض هذه الحقيقة التي شاهدتها عيناه
ام صالح وهي تبكي بحرقة تمتمت بصوت مرتفع وقد خانتها قدماها على الوقوف : صالح الحق ابوك يا ولدي ..
:
شعرت بالخوف ارتعش جسدها دفعت ذلك الباب الصلب بقوة .. شاهدت والدها القوي يصارع الموت .. اصبح ضعيفا مكسورا .. عنادها هو الذي جعل حاله هكذا.. هنا شعرت بالم يعتصر قلبها .. توقعت ان قرارها سيجعل الكل سعداء ربما لم يفهموا هذه الحقيقه الان ولكن قد يفهموها مستقبلا .. جثت على ركبتيها بكت بحرقه .. بداء الكل يلقي عليها اللوم .. انهال عليها شقيقها الاكبر بالضرب وهو يردد عبارة واحده قتلتلي ابونا الله ينتقم منك .. هنا استيقظت على تلك الحقيقة المرة .. تمنت لو شقيقها يسكت لثواني .. وجهت انظارها الى شقيقتها علها تجد نظرة رحمه .. ولكن لم ترى سوى الحقد واللوم يسيطر عليهما .. اشاحت بوجهها .. امتلكت بعض القوة وتوجهت الى الخارج والالم يكسوا ملامحها
تركي كان ينتظرها هناك بمجرد رؤيتها تبكي شعر بان شيء عظيم قد حدث توجه نحوها مباشره وتكلم بنبره يكسوها الخوف والتوتر : عنود وش فيك .. وش الاصوات الغريبة اللي سمعتها .. احد صار عليه شيء ..
العنود ما زالت في حالة عدم ادراك لما حدث كانت تهذي بكلمات غريبه .. وتصرخ بصوت مرتفع
تركي بخوف وهو يهزها من كتفيها : العنود اصحي وش اللي صار .. قولي اي شيء لا تمين ساكته
العنود وهي تتامل تركي تمتمت لا شعوريا : قتلته يا تركي .. ابوي مات وانا سبب موته .. انا السبب .. انا اللي قتلته
تركي وعيناه بدت تتسع : العنود انتي ايش جالسة تقولي ؟!! تكفين فهميني اللي صار بالضبط
العنود وهي تشعر بكتلة من البرد تكسو جسدها تمتمت بالم : تركي خذني من هنا .. انا تعبانه تعبانه حيل ..
تركي قاطعها بخوف :العنود حبيبتي وش فيك ؟؟!!
وقبل ان ينتهي من كلامه تملكها الضعف وسقطت مثل الطير الجريح بين ذراعيه ..

::

::

وفي السلطنة كانت هناك عائلة اخرى كسر قلبها وخرج احدهم عن طوع اهله
بعد ان تحرى سبب غيابة اكتشف زواج ابنه بامراة غير التي تمناها ان تكون عروسا له واختارها خصيصا له
ابو سعود والكثير من الغضب تملكه : سواها النذل وودر بنت عمه وتبع الغريبة .. وكسر كلمتي
سعود قاطعه بخوف : يبه هدي نفسك اخاف يصير عليك شي
ام سعود تمتمت بحزن : يا ابو سعود هذا ولدك الكبير وهذي حياته خله يعيشها مع اللي يحبها .. لا تصعبها علينا
ابو سعود قاطعها بغضب : انتي يا ام سعود تقولي كذا ..!! البنت صار لها سنين تنتظرة والحين يبدي الغريبه عليها !
ام سعود وهي تهز راسها قاطعته بحزن : بس هو ما قال يبيها !! انته كلمت اخوك من دون علمه ..!! وهذي ….؟؟!!
بو سعو قاطعها بغضب : ام سعود سمعيني انتي وسعود من يوم وساير انسوا انه في واحد اسمه تركي .. ما ابي اسمه ينذكر في ه البيت .. دامه فضل الغريبة علينا .. خلوه يتحمل نتيجة قرارة . تركي مات من اللحظة اللي قرر يتزوج فيها
سعود بحزن : يبه كبر عقلك .. تركي طلع من هنيه مكسور .. ما يصير تطرده به الشكل .. ما كان يبي غير رضاك
بو سعود قاطعه بغضب وهو يصك على اسنانه بقوة : مو انا اللي واحد مثل تركي يكسر كلمتي .. خل بنت ابليس تنفعه .. ولا عاد اسمع مره ثانيه هالاسم يتردد في هالبيت فاهمين .. وكلمتي ما راح اثنيها .. حتى جنازتي لا يحضرها
ام سعود ودمعه ارتسمت على خدها : حرام عليك يا رجال .. هذا ولدك ومن لحمك ودمك .. ما يصير تسوي فيه كذا
بوسعود بحزن ممزوج بكبرياء : اللي يبيع اهله عشان وحده ما فيه خير .. والله الغني عنه
ام سعود قاطعته بالم : بس!!
بو سعود قاطعها بغضب : لا بس ولا غيره .. تركي انتهى من حياتنا خلاص .. لازم تعودي نفسك على ه الشيء
سعود ضم امه الى صدرة وتمتم بحزن : يمه هدي نفسك ولا تكدري خاطرك هو الحين بس مضايق ومصيره يغير رايه
ام سعود بحزن : ااااااااااااااااه يا تركي ليش تعذبني وتعذب نفسك بهالشكل

::

::

المملكة العربية السعودية ..
تركي والكثير من الخوف تملكه : دكتور وش فيها ؟!!
الدكتور : الظاهر عندها انهيار راح انحطها كم يوم بالملاحظة وراح تصر زينه
تركي بتوتر : يعني ما شي خطر على حالتها
الدكتور : لا يا اخوي ما عليها الا العافيه وتقدر تشوفها اذا حبيت
تركي بابتسامه : مشكووور دكتور عن اذنك
فتحت عينيها ووجدت نفسها في غرفة مظلمة حاولت تمييزها ولم تستطع .. اخذت الاحداث تدور براسها وتذكرت نظرات والدها الذي كان ينظر اليها وهو يفارق الحياه لم تتحمل تلك النظره .. رات الغضب وحقده عليها في عينيه ؟؟
ثم اخذت تصرخ : يبه يبه سامحني .. انتوا اللي اجبرتوني اسوي كذا .. يبه سامحني .. تكفون سامحوني
تركي لم يتحمل منظرها فغرس راسها في صدرة وتمتم بخوف : العنود اسم الله عليك وش فيك
العنود وهي تبكي بحرقه : مات وهو غضبان علي .. علمني كيف ربي بيرضى علي الحين ؟!! ابوي مات وهو مو راضي علي .. مات وكان يشوفني بنظرات كلها حقد .. كيف اقدر اعيش وانا اتذكر ذيك النظره في كل لحظة
تركي وهو يهز راسه : انتي ما خبرتيهم انه نحن تزوجنا خلاص .. وشرفهم ما تلطخ .!!
العنود وهي تهز راسها بالنفي : ما خلوني اتكلم .. الكل فاجاني بكلامه القاسي محد خلاني ابرر موقفي .. يمكن ابوي لو عرف بموضوع زواجنا كان هدى شوي .. تركي انا خايفة .. خايفة بكرة الله يعاقبني باللي سويته باهلي
تركي وهو يضمها لصدره : العنود حبيبتي نحن مالنا غير بعض .. انتي تخلوا عنك اهلك وانا بعد اهلي باعوني ..
العنود وهي تبكي بحرقه على صدره : وليش يصير فينا كذا .. ليش كل شي عيب وحرام .. ليش العادات تتحكم فقراراتنا .. هذي حياتنا نعيشها مره وحده .. ليش ما يخلونا نقرر ونعيشها نفس ما نبي .. من متى كان الحب حرام
تركي وهو يطبع قبلة على راسها : خلاص يا الغاليه .. انا بعد ما ودي ازيد عليك همومك .. ولا راح ابعدك عن اهلك
و راح اخليك تعيشين في السعودية .. راح نستقر هنا .. بكذا تزوري امك بين فترة وفترة لحد ما يلينوا
العنود وعيناها بدت بالاتساع وارتسمت ابتسامه على شفتيها : من صدقك تركي ؟ راح تخلاني قريبه من امي
تركي وهو يمسح على راسها بحب : ايه اتكلم جد .. انا لما خذيتك قررت اني اسعدك .. واعتقد انه سعادتك اتمين فبلدك
العنود ودمعة ارتسمت على خدها : الله لا يحرمني منك حبيبي .. الله لا يحرمني منك ..
:
:
:
بعد مرور عامين من الحب والزواج ..
اعتمد تركي على نفسه وبداء باعمال صغيره حتى تمكن من ان يكسب قوت يومه .. ثم بدات اعماله تكبر وتكبر وذاع صيته في البلاد .. والعنود كانت من اسعد ما يكون بالقرب من تركي .. فلقد انساها كل الهموم التي تكبدتها ..
حاولت كثيرا زيارة اهلها ولكن دائما كانت الابواب تغلق في وجهها .. حتى بدات تياس ..
ولكن وجود تركي بجانبها جعلها قادرة على مواجهة كل تلك المشاكل .. فاستطاعوا ان يتخطوها معا
ولكن هيهات لتلك الايام الجميلة ان تكتمل
فهناك في ذلك القصر الشاسع .. كان يدور ويذهب يمنى ويسرى .. لا يعرف كيف يتصرف
اخذته الافكار .. كان يشد شعره بيده الى الخلف بقوة .. ويضغط على تلك الورقة الصفراء باقوى ما عنده .. دموعه
بدات بالانهيار .. وتحول وجهه للون الاصفر .. منذ اعوام بسيطة كان في قمة السعادة .. كان يشعر بانه تحدى الكل
ولكنه ربح في النهاية .. ربح حب حياته .. اثبت شيء لذاته . ولكن هيهات لم تدم هذه الفرحه الى لسنوات بسيطة
صرخ صرخة رجت كل ارجاء القصر .. وجعل من بداخلها يقف مذهولا من هذا التصرف جثى على الارض وضل يبكي
بحرقة .. لم يتوقع انه سيفقد كل شي في طرفة عين ..ولكن شاءت الاقدار ان تمشي حياته هكذا .. وتحين لحظة الفراق
كادت الورقة ان تتمزق بين يدية وهو يعتصر الما : ليش الحين ليش .. ليش انا مو واحد ثاني

:

:

وفي مكان اخر .. كانت هناك تترقب بشوق مثل اي امراءه تنتظر بشغف بشارة حملها
كانت تدرك جيدا كم هذا الخبر سيجعل تركي سعيدا .. خصوصا بعد ما عانياه في السنتين الماضيتين
ضلت الافكار تدور في راسها .. وابتسامتها البيضاء المكسوة بالبراءة تذهل الجميع .. فقد كانت بيضاء ناصعه كبياض الثلج .. تذهل اعين كل من يراها .. لم تكن تبالي بما يدور حولها .. كل ما تفكر به هو فقط تركي .. زوجها وحبيبها .. وفي وسط تاملاتها سمعت صوتا يناديها من بعيد ..
الممرضة : العنود فيصل .. العنود فيصل
شدها ذلك الصوت ووجهت راسها نحوه ثم تمتمت بابتسامة بريئة وبصوت يكسوه الخجل : نعم انا العنود
الممرضة بابتسامه : تفضلي هذي نتايج التحاليل اللي طلبتيها
العنود بتردد وهي تاخذ الظرف : شكرا ..
ضغطت عليه بقوه .. كانت تتمنى ان تكون هناك اخبار مفرحة .. فخبر حملها سيجعلها وتركي ينسيان ما عاناه من تشرد وذل وبغض من قبل العائلة .. امتلكت بعض القوة وتوجهت الى مكان يكسوه الهدوء وضلت تقرا ما في الظرف .. فجاة تجمد دمها لم تصدق ما تقراها .. وبدون شعور اغلقت الظرف بسرعه وتوجهت نحو القصر .. وعيناها تتلالان من شدة الفرح .. كانت تشعر وكانها ستطير .. كيف لا !! وهي ستصبح اما
فباحشائها ثمرت حبهما هي وتركي .. الثمرة التي ستجعلهما قادرين على مواجهة حياتهما بكل صعابها

:
:

تركي وهو مطاطا راسه والافكار تدور به يمنه ويسرى تمتم بحزن شديد ممزوج بحرقة : سامحيني يا العنود بس انا ما اقدر اظلمك معاي .. الافضل ترجعين بيت اهلك معززة مكرمة .. ولا ترجعين له ارملة .. سامحيني يا الغاليه .. بس كل هذا عشانك .. ما راح اخلك تشوفي تركي القوي اللي معتمدة عليه ضعيف
وكلها لحظات وسمع الباب يفتح امتلك بعض الشجاعة ورمى الورقة على الطاولة وتوجه نحو العنود
العنود بمجرد رؤيتها تركي ضغطت على بطنها وبكت بحرقه ثم توجهت وارتمت على صدره وضلت تبكي وبحرقه
تركي استغرب من تصرفها وهذا جعل الامر اصعب عليه مما كان متوقع .. كيف يتركها الان في منتصف الطريق بعد ان
انتبذها الكل بسببة .. شعر برغبة جامحه للبكاء ولكن تمالك نفسه وتناسى ما بقى بداخلة من حب ونطق تلك العباره
التي شلت كل جسد العنود عن الحركة .. وجعل كل فرحتها تتلاشى في لحظة .. الدموع تجمعت في عيناها لم تصدق ما سمعته ابتعدت عن صدره الضخم وتمتمت بخوف وتردد : تركي انته قلت شي ؟؟!! اكيد انا سمعت غلط صح
تركي اشاح بوجهه عنها وتمتم بحزن : اللي سمعتيه يا العنود هو الصح ..!! انا طلقتك
خارقت قواها .. لم تعرف ماذا تصنع .. تركي يتخلى عنها وفي اسعد يوم بحياتها .. ما الذي جعله يفعل ذلك .. ما السبب وراء تخليه عنها .. اسئلة كثيرة دارت في راسها .. خطرت في بالها فكره بان تخبره عن موضوع حملها ..فربما لو علم سينسى موضوع الطلاق ولكن هيهات لذلك ان يحدث .. كلها لحظات بسيطة ويدان ضخمتان تلفان العنود بقوه وترميها خارج المنزل .. وهي في وسط دهشتها وذهولها
تركي وهو مدير ظهرة تمتم بصوت مرتفع : طلعوها برااااااااا .. ما ودي اشوفها هنا .. انا صرت مريض وما اصلح لها تمتم بهذه الكلمات وجثى على الارض واخذ يضربها بيدية بقوة .. انا راح اموت وما باقي الا ايام بسيطة
العنود حبيبتي سامحيني .. تكفين سامحيني .. بس كافي اللي مر عليك من هموم .. ما اقدر اعذبك اكثر
تكفين يا الغالية سامحيني … كان ودي اضل معاك عمري كلة .. بس القدر عطا كلمته .. وراح نفترق خلاص
:
:
فجاة اصبحت خرساء تحاول ان تفهم ما الذي يفعله تركي بها .. وما الذي جعله غاضبا هكذا .. ودار بينها وبين نفسها
حوار طويل (( الم يعاهدني باننا سنظل معا الى الابد .. ولكنها كالعادة كلها كانت وعود سوداء .. لا شيء فيها من
الصحة .. كل ما اردت ان افهمه ما الذي صنعته حتى يعاملني بهذا الذل .. وما هي الا لحظات حتى رموني على ذلك
الرصيف البارد .. وقتها علمت ان ما اعيشه ليس حلما .. بل هو حقيقة مرة تفرض علي واقع جديد .. كنت فتاة
معروفة بشموخي وعزة نفسي .. فتاة قوية لا تهاب من اي احد سواء من خالقها .. ولكن اليوم تركي كسر كل هذا)
استيقضت من احلامها وتناولت عبائتها ثم بدات تمشي بخطوات مكسورة ضعيفة .. والدموع حفرت على خديها
كان شعرها مكشوفا .. فتاة متحررة .. حاول تركي اقناعها بارتداء الحجاب .. لكن كانت ترفض بسبب عدم اقتناعها به
..ارجعت خصلها المتناثرة على وجهها الى الوراء .. وظلت تمشي في الشارع لساعات طويله .. كان الجو شديد البرودة .. وضعت يدها على بطنها وهي تفكر بقدرها .. وما مصير طفلها المسكين ان يعيش بدون اب..
.. لاول مرة احست بالخوف .. اطلقت زفرة طويلة ثم عاهدت نفسها ان لا تجعل الخوف يتمكن منها .. شعرت بانها ضائعة .. كانت تفكر الى اين ستذهب ومن سيستقبلها .. فكل من احبتهم رموها بالشارع واغلقوا الابواب في وجهها .. فقررت العنود ان تختفي .. قررت ان تنسى تركي .. وتنسى والدتها .. وذكرى وفاة والدها وهو يصارع الموت في ساعاته الاخيرة .. وحتى شقيقتها التي جرحتها من دون قصد منها .. قررت ان تبداء حياتها من جديد .. كرامتها لم تسمح لها ان تعود الى تركي وتفهم منه ما حدث .. كانت تعلم مدى خطورة ما ينتظرها .. فهي تعلم جيدا مقدار الجرح العميق الذي غرس في صدرها ..فاصبحت تتلقى الصدمة تلو الاخرى
ولكنها تربت على مواجهة الصعاب وان تتحمل نتيجة اخطائها .. وان لا تترك ما حدث ان يؤثر فيها .. قررت ان تفكر فقط في ابنها .. وتنسى كل ما الم بها من مشاكل .. ظلت تمشي لساعات طويلة وهي تفكر وتفكر ..
حتى غابت الشمس وعم السكون الارجاء.. لم تعلم الى اين ستذهب والى اي مكان ستئول .. الجود اصبح يزاد برودة
.. لاول مره تشعر بانها غريبة في بلدها.. منبوذة من قبل الكل .. لم يعد احد يريدها في حياته ..
شاهدت كرسي قريب فقررت الجلوس عليه .. لترتاح قليلا ثم تمتمت وهي تشخص بصرها للسماء
ما الذي صنعته حتى الاقي هذا الجزاء القاسي .. هربت من منزلي من اجل الحب .. ولكن حبيبي تخلى عني .. وفي اعز حاجتي له .. الهي لم يبقى لي احد سواك .. كن بقربي وهدء من روعتي .. واستر علي .. واحفظ لي طفلي .. اللهم ابعث لي احدا في طريقي .. لا تتركني وحيدة في هذه الدنيا الكبيرة .. احمي طفلي واحميني ..
ظلت تدعي لساعات طويلة .. حتى بداء الظلام يزداد .. فهمت بالنهوض وعادت تمشي الى طريق مجهول لم تعلم ما نهايته .. لمحت ضوء منبعث من احد المنازل القريبة .. فتوجهت نحوه من دون تفكير
قررت ان تبيت فيه هذه الليلة وتفكر بما سيحدث لها فالغد . . فكانت متاكدة ان الغد سيحمل بيان طياته ايام قاسيه

بعد ان دخلت الى ذلك المنزل البالي.. وجدت هناك امراة عجوز فحكت لها قصتها .. اشفقت تلك العجوز على حالها وقررت مساعدتها وان تبقيها معها طوال فترة حملها ..
هنا توقف كل شي بالنسبة الى العنود حياتها اصبحت بدون اي هدف .. لم تعد ترغب في العيش .. اصبحت منزوية على
نفسها .. فكرت في الانتحار كثيرا .. ولكنها كانت تدرك جيدا ان الانتحار جريمة بحق النفس لهذا طردت هذه الفكرة من
راسها . وقررت مواجهة حياتها بكل الصعاب التي تحملها .. فكل ما يحدث كانت نتيجة لقرار بقائها مع تركي

:
:
اما تركي الذي كان الكل يجهل سبب تصرفه .. فالكل كان يعلم مقدار حبه للعنود .. ما الشي الذي جعله يطردها ذليلة
هكذا .. فلقد واجه اهله وتحدى والده .. هرب تركي مع حزنه تاركا المملكة باكملها .. اراد ان ينسى ذلك الالم الذي
يعتصر صدره وسببه لحبيبة قلبه العنود .. فلم تكن حالته احسن من حالتها .. فكلاهما قاسيا مرارة البعد
:

وها انا اليوم امسك قلمي واقرر ان اروي قصة العنود وتركي بادق تفاصيلها .. واهم الالام التي تكبدوها من اجل هذا الحب .. واهم المفارقات التي حدثت لهما .. والمواقف المؤلمة التي مرو بها
.. واتمنى ان تكون عظة وعبرة للجميع ..
فاحيانا كثيرة يجب ان نتبع ما يختاره لنا القدر .. لا ما نريده نحن ..

 

 

  • رواية جروح من عبق االماضي الجز ء الثاني
  • رواية جروح من عبق الماضي كامله بدون ردود
السابق
موديلات جيبات مشجرة
التالي
عمتنا بويه