التوبة تجب ما قبلها

ما قبلها تجب التوبة 20160914 2503




لقد ارتكبت كثيرا من المعاصى و المحرمات،
والان اشعر بالذنب -والواقع سماحه الشيخ انه يسمى الحاجات التي اخطا بها تجنبت ذكرها لعلة من الاروع للبرنامج – و اخيرا يقول: دلونى على الطريق الصحيح لانى ابحث عن الطريق الى التوبة،
وبودى ان اقلع عن ذلك ان شاء الله؟

الحمد لله ،

وصلي الله و سلم على رسول الله ،

وعلي الة و اصحابة و من اهتدي بهداه.
اما بعد: ج/ ايها السائل: اعلم ان رحمه الله اوسع ،

وان احسانة عظيم،
وانة جل و علا هو الجواد الكريم،
وهو ارحم الراحمين،
وهو خير الغافرين – سبحانة و تعالى-.
واعلم كذلك ان الاقدام على المعاصى شر عظيم ،

وفساد كبير ،

وسبب لغضب الله،
ولكن متي تاب العبد الى ربة توبه صادقه تاب الله عليه،
فقد سال النبى – صلى الله عليه و سلم- مرات كثيرة عن الرجل ياتى هكذا و ياتى هكذا من الهنات و المعاصى الكثيرة ،

ومن نوعيات الكفر بعدها يتوب،
فيقول الرسول – صلى الله عليه و سلم له -: (التوبه تهدم ما كان قبلها،
والاسلام يهدم ما كان قبله).
وفى اللفظ الاخر: (الاسلام يجب و ما كان قبله،
والتوبه تجب و ما كان قبلها).
يعني تمحوها و تقضى عليها.
فعليك ان تعلم يقينا ان التوبه الصادقه النصوح يمح الله فيها الخطايا و السيئات حتي الكفر،
ولهذا يقول – سبحانة و تعالى -: و توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون [(31) سورة النور].
فعلق الفلاح بالتوبة.
وقال – سبحانة و تعالى -: يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبه نصوحا عسي ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار [(8) سورة التحريم].
وعسي من الله و اجبة.
المعني ان التائب التوبه النصوح تغفر له سيئاتة و يدخلة الله الجنه فضلا منه و احسانا – سبحانة و تعالى -،
فعليك يا اخي بالتوبه الصادقه و لزومها و الثبات عليها،
والاخلاص لله فذلك،
وابشر بانها تمحوا ذنوبك و لو كانت كالجبال ،

وشروط التوبه ثلاثة: الندم على الماضى مما فعلت ندما صادقا،
والاقلاع من الذنوب و رفضها و تركها مستقبلا طاعه لله و تعظيما له،
و العزم الصادق ان لا تعود الى تلك الذنوب،
هذه امور لا بد منها،
اولا: الندم على الماضى منك ،

والحزن على ما مضي منك.
الثاني: الاقلاع و الترك لهذه الذنوب دقيقها و جليلها.
الثالث: العزم الصادق ان لا تعود فيها.
فان كانت عندك حقوقا للناس اموال او دماء او اعراض فادها اليهم،
هذا امر رابع من تمام التوبة،
عليك ان تؤدى الحقوق التي للناس،
ان كان قصاص تمكن من القصاص الا ان يسمحوا بالدية،
ان كان ما ل ترد عليهم اموالهم الا ان يسمحوا ،

ان كان عرض كذلك،
تكلمت فعرضهم و اغتبتهم تستسمحهم،
وان كان استسماحهم ربما يفضى الى شر فلا ما نع من تركه،
ولكن تدعوا لهم ،

وتستغفر لهم،
وتذكرهم بالخير الذي تعلمة منهم فالاماكن التي ذكرتهم بالسوء فيصبح ذلك كفاره لهذا،
وعليك البدار قبل الموت،
وقبل ان ينزل بك الاجل،
عليك البدار و المسارعه بعدها الصبر و الصدق،
يقول الله – سبحانة و تعالى -: و الذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون [(135) سورة ال عمران].
افهم معني : و لم يصروا يعني لم يقيموا على المعاصي،
بل تابوا و ندموا و تركوا: و لم يصروا على ما فعلوا مهم يعلمون،
ثم قال بعد هذا: اولئك جزاؤهم مغفره من ربهم و جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين بها و نعم اجر العاملين [(136) سورة ال عمران].
هذا جزاء التائبين الذين اقلعوا و لم يصروا مغفره و جنة،
فانت ان شاء الله منهم اذا صدقت فالتوبة،
والله و لى التوفيق.


التوبة تجب ما قبلها