الجبن من الخنزير

الحمد لله،
وصلي الله و سلم و بارك على رسول الله،
وعلي الة و صحبه.


اما بعد.


الانفحة: شيء يستخرج من بطن البهيمه التي ترضع،
اصفر اللون،
اذا عصر على اللبن صار جبنا،
وقد اختلف العلماء فانفحه الميته على قولين: فذهب ما لك و الشافعى الى نجاستها و هو روايه عن احمد هي المذهب.
وقال ابو حنيفه بطهارتها و هو روايه عن احمد.
والذى يخرج طهاره انفحه الميته لان الصحابه رضى الله عنهم لما فتحوا بلاد العراق اكلوا من جبن المجوس.
قال شيخ الاسلام ابن تيميه فالفتاوي المصرية ((1/27) بعد ذكر طعام الصحابه جبن المجوس: ” و كان ذلك ظاهرا سائغا بينهم،
وما ينقل عن بعضهم من كراهه هذا به نظر ” و ربما روي عبدالرزاق فمصنفة ((12/87) عن شقيق انه قيل لعمر: ان قوما يعملون الجبن فيضعون به انافيح الميتة؟
!
فقال عمر: سموا الله و كلوا.
وهذا الاثر اصح ما و رد فالجبن الذي به انفحه الميته كما قال الامام احمد: اصح حديث به ذلك الحديث نقلة ابن رجب فجامع العلوم و الحكم فشرح حديث ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها (2/167) اما انفحه الخنزير ففيها اشكالان: نجاسه الخنزير و هي نجاسه عينيه و هي شامله لجميع اجزائة و ايضا اللبن الذي تنعقد منه الانفحه نجس،
وعلي ذلك يقال: اذا كانت انفحه الخنزير ربما استحالت تماما بان انقلبت الى عين ثانية بعد استعمالها فالجبن فانه يجوز طعام ذلك الجبن لانة لم يبق به شيء من الخنزير المحرم بالاجماع اما ان كانت الانفحه تبقي و غايه ما يجرى ان تنتشر فالجبن فانه لا يجوز حينئذ طعام ذلك الجبن لما به من الخنزير.
وقد ذكر فكتاب اعانه الطالبين (1/105) ما يفيد ان الجبن المصنوع من انفحه الخنزير لا يجوز و الله اعلم.