الخوف من الناس والخجل

 

والخجل من الناس الخوف 20160916 1799

اضطراب القلق الاجتماعى او الرهاب الاجتماعى (Social anxiety disorder) هو اضطراب و نوع من المخاوف غير المبرره تخرج عند قيام الشخص بالحديث او عمل شيء امام مجموعة من الناس،
مثل المناسبات او قاعات الدرس او التقدم للامامه فالصلاة و فالمواقف التي يشعر بها الشخص انه تحت المجهر و ان الكل ينظر اليه،
فيخاف ان يخرج عليه الخجل او الخوف او ان يخطيء او يتلعثم مما يؤدى فيه للارتجاف و الخفقان و ضيق التنفس و جفاف الحلق و التعرق… الخ.

عندما تحدث هذي الاعراض فموقف ما فان المرء يخاف و يتجنب تلك المواقف.
مما يزيد من مخاوفة و يضعف ثقتة بنفسه،
فيجعلة عرضه لهذه المشاعر فالمستقبل مما يزيد الحالة سوءا و تعقيدا.

يبدا ذلك الاضطراب مبكرا فسن الطفوله او بداية المراهقه حيث تبدا معظم الحالات فالظهور عند سن الخامسة عشره تقريبا.
وقد و جدت دراسات مختلفة ان هنالك مرحلتين يكثر فيهما ظهور ذلك الاضطراب: ما قبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء،
ومره ثانية بين 12-17 سنه على شكل مخاوف من النقد و التقويم الاجتماعي،
وتندر الاصابة فيه بعد الخامسة و العشرين من العمر.

وبالرغم من ان الاصابة بالرهاب الاجتماعى تحدث فهذه المراحل المبكره الا انه يعتبر كذلك من الاضطرابات النفسيه المزمنه التي ربما تستمر عشرات السنين.
ومع هذا فان المصابين بالرهاب الاجتماعى حتي مع علمهم بهذه الحالة ربما يتاخرون فطلب العلاج سنين عديدة،
اما بسبب خجلهم من الحالة نفسها او خوفا من مواجهتها و الاعتراف بوجودها.

المضاعفات المحتملة

لا شك انه اثناء هذي السنين من المعاناه و الالم النفسي فان المريض بالرهاب الاجتماعى يتعرض لسلسله من المشكلات و الخسائر الاجتماعيه و الماديه و المهنيه و الصحية،
مما يصح معه تسميه ذلك الاضطراب ب “الاعاقه النفسية”.
هذه الاعاقه التي يسببها الرهاب الاجتماعي،
يساهم بها المريض بنفسه،
نتيجة لمحاولاتة اخفاء علتة حتي عن المختصين فالمؤسسات العلاجيه احيانا مما يحرمة التعاطف و الدعم الذي يحظي فيه المعاق جسديا.
وعلي سبيل المثال لا الحصر فان 80% من مرضي الرهاب الاجتماعى يعانون من امراض نفسيه ثانية من ابرزها: القلق و الفزع و رهاب الساحه (45%)،
انواع ثانية من الرهاب و المخاوف (59%)،
استعمال الكحول (19%)،
الاكتئاب النفسي (17%).
وفى جميع الحالات فان حدوث الرهاب الاجتماعى يسبق وجود هذي الاضطرابات مما ربما يوحى بوجود علاقه سببيه بينها.
ايضا فان الرهاب الاجتماعى يرتبط بنسبة كبار من التاخر او التدهور الاكاديمى و النجاح الوظيفي،
وذلك لما يسببة الرهاب الاجتماعى من فوات للفرص التي ممكن ان تؤدى للتقدم و الترقى فسلم العلم او الوظيفة.

الخلاصة

الرهاب الاجتماعى مرض نفسي منتشر و يجهلة كثير من الناس حتي المصابين به،
مما يسبب لهم الالم و المعاناه و الخسائر على عدد من الاصعدة.

ويعتبر من اكثر الاضطرابات النفسيه شيوعا فمجتمعنا و يبدو الرهاب الاجتماعى فالرجال،
وخاصة المتعلمين و الشباب،
بشكل اوضح منه فالنساء يرجع هذا الى التقاليد او الحماية الزائده عن الحد و التي تكون البذره الاولي للرهاب الاجتماعي.
القسوه على الطفل تفقدة فطرتة التي فطرة الله عليها من الفضول و حب الاستطلاع،
وتجعلة يميل الى الخوف و الاحجام و تفادى النقد و الاحساس بالضعف.
اما الحماية الزائده و الحنان المفرط فيحرمان الطفل فطفولتة من فرصه تاكيد ذاتة مع اقرانة بالاحتجاج اللفظى او العملي.

العلاج

علاج هذي الحالة لدي الطبيب النفسي على شكل ادويه مضاده للمخاوف و هي على العكس مما يعتقد البعض تعتبر عديمه المخاطر و المضاعفات و لا تؤدى الى الادمان او التعود.
ايضا لا غني فالعلاج عن جلسات العلاج النفسي التي تعتمد على الاسترخاء و المواجهه المتدرجه و تاكيد الذات و بناء الثقه بالنفس و يدعي هذا العلاج السلوكى المعرفي.

اسباب الرهاب الاجتماعي

تعد التربيه او التنشاه الخاطئة للفرد خاصة فالمجتمعات التي يسودها التحفظ او تطغي عليها الابويه و التسلط فينشا الفرد و هو يراقب جميع حركاتة و سكناته،
فهذه نتيجة حتميه للتخويف من الناس و من المجتمع “حذار ان يراك الناس “،” ماذا يقول الناس عنك” فلا يتصرف بكامل الحريه و لا تكون له الاراده المطلقه فهذا التصرف و لكن يبقي يراقب اعين المجتمع باستمرار و كذا ينبت ورم الرهاب الاجتماعي،
اضافه الى هذا فقد يتعرض الفرد الى التعنيف اللفظى و الجسدى المبالغ به سواء داخل الاسرة او فالمجتمع،
فى المدرسة مما يزيد الامر تعقيدا،
ومن اهم العناصر التي يهملها الاباء خلال عملية التربيه هي العمل على زرع الثقه فنفوس ابنائهم و العكس فلربما و جدنا بعض الاباء و الامهات يسخرون من اولادهم و يذكرونهم بقبائحهم باستمرار الجسديه منها و المعنويه فتجد الاب يقول لابنه : ” انت كسول،
انت جبان انت غبى ” و تقول الام لابنها اولابنتها ” انت قبيحه الوجة ” ” انت اسنانك كذا… او انفك… او .
.
” دون مراعاه للمشاعر البريئه خاصة ففتره الطفوله و اثناء العشر سنوات الاولي من العمر و اثناء سنين المراهقة،
وينشا عن ذلك نوع من الخجل المبالغ به خاصة امام الناس بمعني ان يصير الفرد ينظر الى نفسة نظره دونيه و منهنا يبدا الداء ايضا،
ومن مضاعفات هذا ان ينشا قلق تنطبع فيه شخصيه الفرد دون معرفه اي اسباب له بعدها يولد هذا حب الفرد للعزله و الانطواء على النفس و يدخل الفرد فصراع مع نفسة لا يدرى له اي مبرر……

اعراض الرهاب الاجتماعى و بعض تاثيراتة على الحياة السليمه للفرد احب هنا ان ان اركز على بعض الاعراض غير المعروفة لدي كثير من الناس لان اعراض الرهاب كثيرة و منها : – اضافه الى الخجل و الخوف من الناس و خاصة التجمعات لاكثر من شخصين و الانطواء و الكابه المستمره و الملل الدائم و القلق و الوساوس و الشرود و الهم الدائمين و النحافه الجسديه عند اكثر المصابين بالرهاب هنالك ايضا :

  • النظر بتوجس و ريب الى الناس
  • النظر الى الاشخاص دائما يصبح حادا
  • معاملات محدوده للمجتمع فالعلاقات الاجتماعيه حتي الضرورية منها
  • المصاب بالرهاب غالبا لا يعبر عن راية و هو شديد المداراه للناس (هذا ناتج من نظرتة الدونيه لنفسة و كذلك الخوف من محاسبه الناس له)
  • تصرفات المصاب بالرهاب متناقضه فهو يحب و يكرة فنفس الوقت مثلا…
  • مع مرور الوقت تمرض الذاكره و ينحل الجسد
  • ومن اعراض الرهاب الاجتماعى الجسديه بالاضافه الى النحافه هنالك تسارع للنبض ،

    الشعور بالغثيان احيانا خاصة امام الجمهور فالمساجد ،

    فى الحفلات و المناسبات او الاسواق… اضافه الى فقدان الشهية،
    والحاجة الى الجنس،
    وكل ذلك يرجع الى خلل فالجهاز العصبى المركزى الذي برمجة صاحب المرض على هذا بمرور الوقت ‘.
  • يشعر المريض بالندم دئما نتيجة تصرفاتة فهو شديد المراقبه لها مع الناس و يقول دائما ” ليتنى ما تكلمت… ليتنى ما فعلت… “
  • لا يستطيع الفرد على هذا بناء علاقه اجتماعيه قويه و صادقه مع اي انسان حتي مع اقاربه… فهو يشك فكل شيء…
  • يميل المريض عاده الى تضخيم الامور و تهويلها مهما كانت تافهه و احيانا يقع فالتناقض كما اسلفنا فقد يري الشيء التافة امر ا فغايه الخطوره و يري المصاب الجلل تافها

العلاج

  • لا تزال كثير من امراض النفس البشريه قيد البحث و الدراسه و رغم تطور علم النفس الحديث الى انه لم يجد الحل النهائى للعديد منها كالرهاب الاجتماعي،
    ورغم تصنيف الاطباء لهذا النوع من المرض على انه نزول خفيف او اكتئاب خفيف ممكن السيطره عليه خاصة عند البداية الى ان كثير من الدراسات تحذر من تعقد حالة المريض الذي لم يستطع العلاج و تحذر من الاهمال او التفريط فالعلاج فما هو العلاج المثالى للرهاب ؟
  • من اثناء تجربتي مع المرضي فان العلاج الانجح هو العلاج السلوكى الذي يبدا بتصحيح نظره المريض الخاطئة و احكامة على نفسة و تصحيح نظرتة الى الناس ،
    و الى المجتمع،
    يجب على المريض ان يخالف خوفه،
    ان يقتحم العالم الذي يخاف منه بالتدريج،
    ومن الامثله العلاجيه التي مرت بى ” انسان يخاف اللون الازرق ” و لو ان ذلك نوع احدث من الفوبيا الشائعه كذلك و بعد عده لقاءات فالعياده رايت تحسن بنسبة كبار لكن لم يشف المريض بالكامل و فالجلسه الاخيرة ” و عندما استلقي المريض على السرير ” همست فاذنة ” تخيل ان السرير و الرداء الذي تلتحف فيه ازرقا و تخيل انك ملطخ بدهان ازرق… بعدها احضرت رداء ازرقا بينما لا يزال المريض ملقي على السرير بعدها طلبت منه ان يفتح عينية فراي الرداء الازرق و لم تكن له اي رده فعل و كذا طلبت منه ان يجعل شيئا من الطلاء الازرق فالبيت و فغرفه نومة و ربما جائنى بعد سته اشهر و هو فتمام الصحة بعدها بعد عام ،
    فتاكدت فعلا انه كان يعانى من فوبيا الالوان،
    وقصة مرضة اكتشفتها من اثناء التحاليل النفسيه التي اجريتها معه اذ اكتشفت انه كان فمرحلة المراهقه يرافق و الدة الى المستشفي و ربما كان مريضا بالسرطان الى ان توفى الوالد،
    لكن لا تزال صور اللون الازرق فالمستشفي حاضره فالعقل الباطنى لهذا الشاب،
    ثم تولد له خوف من اللون الازرق السماوي.

وبالرجوع الى المقال اقول ان اهم شيء فمثل حالة الرهاب الاجتماعى ان يساعد الانسان نفسة و يغير حاله،
ان يصحح نظرتة الى الناس و الى نفسه،
من المهم ان يعلم المريض انه يتوهم و يخاف من حاجات لا مبرر للخوف منها،
ان يصبح صادقا مع نفسة و مع الناس،
ان يخالف نفسة فامر الخوف.
عمرانى عادل طبيب نفسي

 

 

  • تجربتي مع ادوية الرهاب الاجتماعي
  • عمراني عادل طبيب نفسي


الخوف من الناس والخجل