تعبير عن فتاة رياضية

ظلت مكسورة،
مازومة،
تصارع رياح الشتاء تارة،
وزعابيب الصيف تاره اخرى.
تئن مره تحت و طاه اتربه هبت تخالفت مع مياة صرف صحي طفحت،
وتتالم مرات لاتخاذ الاطفال منها «منطا» بديلا عن ال»ترامبولين» (جهاز للقفز)،
وحاجزا محل عارضه الاهداف.
ظلت كذا منذ احداث عنف شهدها الحى خلال ثوره كانون الثاني (يناير) 2024.

وقبل ايام،
استعادت عزتها و استرجعت مكانتها،
ووجدت من يعيد بهاءها،
ويحسن طلتها،
ويرفعها الى سابق موقعها.
«مركز شباب «!
هكذا تقول اللافتة.
ولكل ان يقول كيفما شاء.
فبين ما تشرحة اللافته من رياضات كره القدم و السله و التنس،
وفنون الكاراتية و الكونغ فو و الجودو،
واللقاءات الفكريه و الحلقات الثقافيه و الورش التدريبية،
وبين ما يعكسة الواقع القابع اسفل اللافته خلف البوابة.
هوه سحيقه و فوارق عميقه هي ذاتها التي تفصل بين ال»يوتوبيا» و الفاصوليا.

بائعه الفاصوليا المتمركزه على باب مركز الشباب حيث التدريب الرياضى و التاهيل التدريبى ضمن لائحه طويله تنضح فيها اللافتة،
ترد على سؤال معلوماتها عن المركز بطلب «الصلاة على النبى (صلي الله عليه و سلم)».
تقول: «هم يقولون كما يشاؤون.
لا به شباب و لا به مركز بهذا المعنى.
المركز مجرد صالات تؤجر لاقامه الافراح.
وقبل تعيين حارس على البوابة،
كان بعض البنوته يقفزون من على السور يلعبون كره القدم فالداخل.
واعرف ان بعضهم كذلك كان يتخذ منه مكانا امنا لتعاطى المخدرات بانواعها».

انواع مختلفة من الرياضه يزاولها الاطفال فمصر بدءا من الكره بانواعها،
مرورا برياضات الماء من غطس و سباحه و باليه،
وانتهاء برياضات الدفاع عن النفس و اليوغا و الرقص.
الجمله السابقة صحيحة مئه فالمئة،
لكنها غير شاملة،
وغير و افية،
وغير عادله مئه فالمئة.
فمزاوله الاطفال للرياضه فمصر،
باستثناء كره القدم الملعوبه فالازقه و الحارات من دون كلفه او تدريبات،
تظل عموما اما مساله حظ،
او حكايه ثراء.

 

مؤثرات

ثراء الاهل عامل مؤثر الى حد بعيد،
واحيانا يصبح المؤثر الوحيد،
فى قدره الطفل على مزاوله الرياضة.
فباستثناء حالات نادره جدا جدا من مراكز الشباب الحكوميه التي تقدم بها خدمات التمرينات الرياضية،
وعدد اقل ندره من المدارس الحكوميه التي تهتم بحصه التربيه الرياضية،
ان و جدت فعليا فجدول المدرسة،
يمكن القول بثقه ان الرياضه لابناء القادرين فقط.

ابناء القادرين الذين و رثوا عضويه النوادى الرياضيه الراقية،
حيث الاشتراكات السنويه العاليه الاتيه لقيمه الحصول على العضويه الباهظه جدا،
يزاولون نوعياتا عده من الرياضه فمقابل اشتراكات شهرية تسدد لخزينه النادي.
وحتي فهذه الحالة،
يسمع على استحياء (احتراما للمكانه الاجتماعية) شكوي حول كلفه الملابس و المعدات الرياضية.
فمن مضارب سكواش يصل سعر الواحد منها الى الف جنية مصري و اكثر،
الي ثوب سباحه مضاد للاحتكاك بالماء،
او قفازات تيسر عملية تسديد اللكمات،
يجد اولياء الامور انفسهم مضطرين الى تخصيص جانب من الموازنه لرفاهه الابناء الرياضية.

ومن رحم الرفاهه تولد المعاناة.
صحيح انها معاناه حكر على الطبقات المقتدرة،
والفئات المرتفعة،
الا انها تظل معاناة.

اروي (32 سنة) تشكو من نوعيه «المايوه» المصري الذي اشترتة لابنتها بطله السباحه الواعده بعدما حاولت ان تخفض موازنه ملابس البحر،
فتحول القماش المطاطى الى قوام مهترئ،
وانقلب اللون الاحمر القانى الى بنى باذنجاني،
فكان ان تحول الى قطعة قماش لتنظيف اسطح المطبخ.

مطبخ صنع ابطال الرياضه يهيمن عليه اكثر من طاه.
ولى الامر،
سواء كان قادرا على التمويل او يئن تحت و طاته،
الدوله الراعيه للرياضه سواء كانت تكتفى بالبيانات او تحلق فافاق الفساد و التجاهل،
المدرسة سواء كانت مجهزه باحدث الملاعب و الاجهزة حيث المصاريف بالالاف،
او حولت الملعب الى قاعه درس حيث مجانيه التعليم و تدهور التربية،
ادارة مراكز الشباب سواء بها قدر من ضمير او يسيطر عليها البلاطجه و اصحاب المصالح،
ادارات النوادى الرياضيه الراقيه سواء المهتمه بالارتقاء بمكانه الرياضه و صناعه الابطال او شغلها الشاغل مصالح شخصيه و اشتراكات سنوية،
مدربون سواء كانوا قادرين على اكتشاف الابطال و تنميه المواهب و صناعه البطولات او كان همهم تامين دخل شهرى ثابت و السفر فعداد البعثات الرياضية.

 

تقويم مختلف

الاطراف الضالعون فمنظومه مزاوله الرياضه للاطفال كثر.
بعضهم يحركة الايمان بدور الرياضه و اهميتها،
واخرون تحركهم المكاسب المادية،
او النجاحات السياسية،
او حتي الفوز فانتخابات مجالس ادارات النوادي.

وبقدر اختلاف الامكانات،
وتعدد الرياضات،
وتراوح المفاهيم يختلف الاطفال انفسهم فتقويم قيمه الرياضه و تقديرها.
فمنهم من يحلم بمزاولتها،
لكن ضيق ذات اليد يقف حائلا،
ومنهم من تمكنة احوال اهلة الماديه من ذلك،
لكنة لا يهواها،
ومنهم من يتمتع بكليهما.
«الحياة» التقت ثلاثه اطفال يمثلون التوجهات الثلاثة.
«فاطمة» (11 سنة) ابنه حارس عقار و طالبه فالمرحلة الابتدائية.
سؤالها عن مزاولتها الرياضه يقابل بنظره شك مصحوبه باستنكار و لا تخلو من لوم.
«لا طبعا».
تاتى الاجابه سريعة من دون تفكير.
«يعني اجرى و انط امام الاولاد؟
عيب و حرام».
هنالك من افهمها ان الرياضه للبنت عيب،
وهنالك من اقنعها انها حرام.
لكن قليلا من التوضيح يزيل اللغط لكنة يفتح بابا قد من الاروع اغلاقه.
تري صور بنات يزاولن الجمباز،
واخريات السباحه و البالية المائي.
تخرج منها كلمه «الله» من دون تفكير.
لقد اعجبتها الصور،
وليتها ما اعجبتها!

الاعجاب و حدة لا يكفى دافعا لمزاوله الرياضة،
حتي و ان كان فمقدور الاهل ذلك.
يوسف (9 سنين) متيم بالنجم الارجنتينى ليونيل ميسي.
صورة تغطى غرفته.
ولان يوسف يعانى زياده فالوزن يعود جانب منه الى استعداد و راثي،
والاخر بسبب اسلوب حياته،
حيث الصيف سهر امام التلفزيون او الكومبيوتر،
وايام الدراسه مذاكره و ما تيسر من تلفزيون.
فقد اجبرة و الدة على خوض تجريه الجمباز فسن الرابعة،
وحين فشلت الجهود لبكائة المستمر،
وجد نفسة و اقفا فملعب التنس و مطالبا بالجرى و هو لا يحبه.
ومن التنس الى السكواش و هو العن و اضل سبيلا للكسالى.
وكانت المحطه الاخيرة فحوض السباحه حيث تعلم ان يطفو بعد جهد جهيد و تهديد ببيع التلفزيون،
ووعيد بالقاء الكومبيوتر من النافذة.

وتظل نافذه الصغار من القادرين على سداد كلفه الرياضه و الراغبين فمزاولتها مفتوحه على الملاعب و المسابح.
ليلي (12 سنة) تلعب التنس الذي تعشقة منذ كانت فالسادسة من عمرها.
ايضا على (14 سنة) بطل السكواش الذي يستمد جزءا من شعبيته فالمدرسة و بين اصدقائة بسبب بطولاتة المتتالية.

وبينما تتوالي الدراسات المؤكده على اهمية الرياضه فحياة الصغار،
وتنشئه المراهقين،
وصحة الشباب.
تتوالي ايضا المشاكل المتشابكه التي تقف حائلا بين الفقراء و البسطاء و رياضه الصغار الا فيما ندر.

وتظل عبارة «العقل السليم فالجسم السليم» مقوله يكتبها الصغار فحصه التعبير و يسطرونها على جريده الحائط،
ويورثونها لابنائهم من بعدهم،
شرط ان تبقي حبيسه الكراس.

  • كلام عن فتاة تحب كرة القدم


تعبير عن فتاة رياضية