سؤال ما لقب الصحابي سلمان الفارسي

ما لقب سلمان سؤال الفارسي الصحابي 20160907 31

هذه القصة،
لعل بعضكم او اكثركم يعرف خطوطها العريضة،
ولكن لا بد من مقدمه حتي نعرف ابعاد هذي القصة .



احيانا هنالك من يقول: ان الانسان ابن بيئته،
ابن الظروف المحيطه به،
ابن امة و ابيه،
ابن و راثته،
ابن مستوي ذكائه،
وكان الانسان منفعل،
وليس فاعلا،
تؤثر به الظروف،
والبيئة،
وتؤثر به و راثته،
ونوع التعليم الذي تلقاة يؤثر فيه،
وكان الانسان و الحالة هذي كرة،
ان رات منحدرا،
انطلقت،
فان رات صعودا و قفت،
لكن الحقيقة خلاف هذا .



الانسان ليس منفعلا،
بل هو فاعل،
فاذا اراد الانسان شيئا تخطي جميع العقبات،
واذا صمم على شيء تجاوز جميع المشكلات،
والحقيقة ان الكسالي و المقصرين،
والعصاه يتمسكون بنظريه ان الانسان منفعل،
يقول لك: ظروفى صعبة،
وبيئتى سيئة،
وما تلقيت تربيه جيدة،
وما تعلمت،
فكل اخطائة يعزوها الى جهات خارجه عنه و يستريح


لكن الحقيقة عكس ذلك،
الانسان فاعل و ليس منفعلا ،

فهذا الماء منفعل،
فان سفحتة فمنحدر سال نحو الاسفل،
وان سفحتة فارض مستويه تجمع بشكل افقي،
وان اصابتة شمس تبخر،
وهنالك قوانين تحكم ذلك الماء،
فالماء منفعل،
لكن الانسان قد يتحرك بخلاف راحته،
وربما يتجاوز جميع المثبطات فبيئته،
وربما يحطم جميع عقبه تقف امامه،
ولولا ان الانسان بهذه الصفه لما كان مكرما،
لو كان الانسان منفعلا كما يتوهم بعض الناس لما كان له قيمة،
فحكمة عندئذ حكم الحاجات المادية،
تتحرك بحسب القوانين،
وبحسب المعطيات،
لكن الانسان اذا اراد شيئا ،

وصل اليه،
و لذا قال بعض الادباء: ان القرار الذي يتخذة الانسان فشان مصيره،
قلما تنقضة الايام،
اذا كان صادرا حقا عن اراده و ايمان .



ايعقل لانسان فالخامسة و الخمسين ان يتعلم القراءه و الكتابة؟
نعم،
اذا كان ذا عزم و بصيرة،
او ان يحفظ القران الكريم بكامله,
او ان يطلب العلم,
او يبدا بتعلم القراءه و الكتاب,
وما يموت الا و هو شيخ الازهر،
احد شيوخ الازهر الكبار بدا تعلمة للقراءه و الكتابة فالخامسة و الخمسين،
وحفظ القران،
وطلب العلم،
ومات فالسادسة و التسعين،
وما ما ت الا و هو شيخ الازهر،
وشيخ الازهر بمصر،
اعلي مرتبه فسلم المناصب الدينيه فمصر .



فالانسان اذا اراد شيئا لا تستطيع قوه فالارض ان تقف امامه،
لان الله جهزة تجهيزا اساسة الصدق،
ولان ربنا عز و جل حينما خلقة فالدنيا,
قال له:

((عبدي،
اطلب تعط))

قال تعالى:

﴿كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظورا﴾

( سورة الاسراء الاية: 20)

لكن الله سبحانة و تعالى لا يتعامل مع التمنيات،
بل يتعامل مع الصادقين،
اصدق يصدقك الله سبحانة و تعالى،
اى يحقق نواياك .



يوجد عندنا شيء اخر،
مثل منتزع من عالم الزراعة،
لو جئنا بكميه بذور،
ولتكن مئه بذرة،
ووزعناها على الفلاحين،
وراقبنا نبات هذي البذور،
فاذا و جدنا عند تسعين فلاحا ان هذي البذره لم تنبت نباتا جيدا،
ولم تثمر الثمر المطلوب،
والاوراق صفراء،
والبنيه ضعيفة،
وراينا عند عشره فلاحين،
البذره فاعلي درجات عطائها و انتاجها،
فالعله فالفلاح ام فالبذرة؟
فى الفلاح,
هل تستطيع ان تتهم البذرة؟
ما دام عشره اشخاص اعتنوا فيها عنايه فائقة،
اعطت محصولا كبيرا،
والنبات تالق،
ف لذا هؤلاء العشره حجه على التسعين،
ولو قلت: البذره سيئة،
فلماذا نبت ذلك النبات الجيد عند الاخرين؟
معناها البذره جيدة،
لكن معظم الذين زرعوها اهملوها ،

ولم يعتنوا بها،
ولم يكونوا فالمستوي المطلوب،
فاذا رايت الاكثريه مقصرة،
فهل المعني ان الانسان منفعل؟
لا .

ما اسم قريه سلمان الفارسى و هل كان ابوة من الطبقه العليا فقريتة و كيف كانت علاقه ابية معه ؟

موضوعنا اليوم سيدنا سلمان الفارسي،
فلا يوجد انسان ابعد عن الهدي من ذلك الانسان ،

اليكم الاسباب،
لكن انا كما عودتكم ابحث عن قصة لصحابي جليل يرويها هو،
فروايتة اشفي للغليل،
فسيدنا سليمان كان فتي فارسيا من اهل اصبهان،
من قريه يقال لها: جيان،
يقول سلمان الفارسى عن نفسه:

((كنت فتي فارسيا،
من اهل اصبهان,))

واسمحوا لى بالخروج عن روايه سلمان قليلا .



ذات مره كنا فايران،
وركبنا طائره حلقت على ارتفاع الف كيلو متر،
حتي و صلنا الى مدينه اسمها مشهد،
ثم زرنا قريه فطرف المدينة،
اسمها طوس،
هى بلده الامام الغزالي،
فكيف قدم الامام الغزالى من طوس الى الشام؟
طوس تبعد عن طهران الف كيلو متر،
من طوس الى طهران،
الي عربستان،
الي بغداد،
الي الشام،
فتشعر ان الانسان الصادق،
لا يوجد عقبات امامه- و كان ابي دهقان القرية،
معني دهقان القرية،
اى رئيسها- غالبا ابناء الملوك،
ابناء الزعماء ،

ابناء الاغنياء،
لشده المال،
والرخاء،
والجاه،
يعزفون عن الهدى،
مشغولون فدنياهم،
فى نزهاتهم،
فى مقاصفهم،
فى العابهم،
فى الاموال التي بين ايديهم،
فى المركبات التي يركبونها،
فابعد الناس عن طلب الحق هم ابناء الاغنياء،
وابناء الاثرياء،
وابناء الاقوياء،
هؤلاء الدنيا العريضه التي بين ايديهم تشغلهم عن الله عز و جل،
فمن كان ابو سيدنا سلمان؟
الله عز و جل جعل ذلك الصحابي الجليل حجه على جميع الناس،
كان ابو سيدنا سلمان دهقان القرية،
وكان اغني اهلها ،

واعلاهم منزلة،
فشيء ما لوف ان تري انسانا من الطبقه الوسطي او الفقيره يريد الله عز و جل،
ويريد الاخرة،
يقول لك اهل الدنيا: هذي عملية تعويض،
لانة فقد الدنيا فالتفت للاخرة،
هذا كلام غير صحيح،
غير صحيح اطلاقا،
فسيدنا سلمان حجه على ذلك الكلام،
وقد كان اهل الكهف من ابناء النخبه الثريه ايضا،
قال تعالى:

﴿فاووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمتة و يهيئ لكم من امركم مرفقا﴾

( سورة الكهف الاية: 16)

اين كانوا يسكنون؟
فى القصور،
تركوا القصور الى الكهوف،
ارادوا الله عز و جل،
فاذا كان موضع الهدى،
انسان فقير,
قالوا: اراد التعويض عن خساره الدنيا فالتجا الى الاخره .



مره قرات مقاله فمجلة جاء بها ان هؤلاء المتدينين فشلوا فالحياة،
وذهبت الدنيا من بين ايديهم،
فلم يبق لهم الا الاخرة،
فانكبوا عليها،
هذا ظن الذين كفروا،
لكن المؤمن،
وهو فاعلي درجات القوة،
وفى اعلي درجات الغنى،
وفى اعلي درجات الشباب،
يقبل على الله عز و جل ،

ويضع الدنيا تحت قدمية -.


قال:

(( و كنت احب الخلق اليه,
ثم ما زال حبة بى يشتد،
ويزداد على الايام،
حتي حبسنى فالبيت،
خشيه علي،
كما تحبس الفتيات))

ما هي الديانه التي كان يعتنقها سلمان,
وما الذي لفت نظرة فكنيسه النصارى,
وما هو موقف و الدة حينما اثني سلمان على دين النصاري ؟



قال:

((وقد اجتهدت فالمجوسية,
كان مجوسيا،))

-وحتي ذلك التاريخ احد اخواننا زار بعض البلاد شمال باكستان،
فهنالك من يعبدون النار حتي الان،
واطلعنى على تقويم كيف تنشا الابنية،
وتوقد بها النيران ليلا و نهارا؟
وهذا الذي يوقد النار ليلا و نهارا ذو مستوي عال فدين المجوس ،

وقال: و ربما اجتهدت فالمجوسية،
حتي غدوت قيم النار,
فالذى يوقد النار هو فمرتبه اسلاميه عاليه جدا،
كان مجوسيا،
علي غني،
علي و جاهة،
علي حب،
وكل هذي العوامل مثبطات للهدى- حتي غدوت قيم النار التي كنا نعبدها،
وانيط بى امر اضرامها،
حتي لا تخبو ساعة فليل او نهار،
وكانت لابي ضيعه عظيمه تدر علينا غله كبيرة،
وكان ابي يقوم عليها،
ويجنى غلتها،
وفى ذات مره شغلة عن الذهاب الى القريه شاغل،
فقال: يا بني،
انى ربما شغلت عن الضيعه بما ترى،
فاذهب اليها،
وتول اليوم عنى شانها،
فخرجت اقصد ضيعتنا،
وفيما انا فبعض الطريق،
مررت بكنيسه من كنائس النصارى،
فسمعت اصواتهم فيها،
وهم يصلون،
فلفت هذا انتباهي,
قال: فلما تاملتهم،
اعجبتنى صلاتهم،
ورغبت فدينهم،
وقلت: و الله ذلك خير من الذي نحن به .



-بالمناسبة،
ما من انسان الى حد ما فالاعم الاغلب يغدو مؤمنا صادقا الا و له طلب قديم منذ نعومه اظفارة يتمني ان يصبح مؤمنا،
ويتمني ان يصبح طائعا لله عز و جل،
يبحث عن الحق بحثا مستمرا،
وعندة رغبه جامحة،
وصدق فطلب الحقيقة

فالانسان منطقي،
لكن يحتاج الى لحظه صدق مع نفسه،
سيدنا نعيم بن مسعود،
جاء الى المدينة،
ليحارب رسول الله،
جاء مع الاحزاب،
الذين حاصروا النبى عشرين يوما،
وفى احدي الليالي فكر ذلك الصحابي تفكيرا صافيا،
فقال: لماذا انا مع هؤلاء؟
لماذا احارب ذلك الرجل الصالح،
الام يدعو؟
يدعو الى عباده الله خالق الاكوان،
واصحابة اناس طيبون،
منصفون،
عادلون ،

لماذا احاربهم؟
فعلي الانسان ان يفكر،
لماذا انا افعل هذا؟
لماذا ابتعد عن هذا؟
لما لا استجيب؟
وفى الحديث عن حذيفة,
قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

((لا تكونوا امعة,
تقولون: ان اقوى الناس احسنا,
وان ظلموا ظلمنا,
ولكن و طنوا انفسكم ان اقوى الناس ان تحسنوا,
وان اساءوا فلا تظلموا))

[اخرجة الترمذى فسننة عن حذيفة]

تامل سلمان،
وادار فكره- بعدها قال: فو الله ما تركتهم،
حتي غربت الشمس،
ولم اذهب الى ضيعه ابي،
ثم انني سالتهم،
اين اصل ذلك الدين؟
قالوا: فبلاد الشام،
وسلمان يعيش فاصبهان،
فى بلاد الفرس،
ولما اقبل الليل،
عدت الى بيتنا،
فتلقانى ابي يسالنى عما صنعت؟
فقلت : يا ابت,
انى مررت باناس يصلون فكنيسه لهم،
فاعجبنى ما رايت من دينهم،
وما زلت عندهم حتي غربت الشمس،
فذعر ابي مما صنعت،
وقال: اي بني،
ليس فذلك الدين خير,
-وهذا شان الاباء،
وشان الذين عطلوا عقولهم،
فقد الف ما هو مقيم عليه،
ويرفض جميع تجديد،
والانسان العاقل لا تنطبق عليه الايه الكريمة:

﴿انا و جدنا اباءنا على امه و انا على اثارهم مهتدون﴾

( سورة الزخرف الاية: 22)

العاقل يقيم الامور،
ويتفحص،
ويتامل،
ويزن بميزان العقل،
وبميزان المنطق،
وبميزان الفطره .



بالمناسبة,
هل تدرون من هو الجاهل؟
لعل اكثركم,
يقول: الذي لا يعلم،
لا،
الذى لا يعلم اسمه امي،
اما الجاهل فممتلئ معلومات،
لكن كلها غلط،
والذى لا يعلم,
يقال له: امي،
اما الذي يعلم مقولات كلها غير صحيحة،
فهذا هو الجاهل،
فتعريف الجهل: هو عدم مطابقه الكلام للواقع- .



قال:

((دينك يا بني،
ودين ابائك خير منه،
قلت: كلا و الله،
ان دينهم لخير من ديننا،
فخاف ابي مما اقول،
وخشى ان ارتد عن اسلامي،
وحبسنى بالبيت،
ووضع قيدا فرجلي،
-قيد الغنى،
وقيد الوجاهة،
وقيد التفوق فالمجوسية،
وقيد المحبة،
والقيد الخامس قيد حديدى و ضعة فرجله- خشيه ان يرتد عن دينه))

سلمان من اولئك الباحثين عن الحقيقة :

قال:

((لما اتيحت لى الفرصة،
بعثت الى النصارى,
اقول لهم: اذا قدم عليكم ركب يريد الذهاب الى بلاد الشام،
فاعلموني،
فما هو الا قليل حتي قدم عليهم ركب متجة الى الشام،
فاخبرونى به،
فاحتلت على قيدى حتي حللته،
وخرجت معهم متخفيا،
حتي بلغنا الشام .
))

- لذا قالوا: هنالك اب انجبك،
وهنالك اب زوجك،
وهنالك اب دلك على الله،
فالاب الذي انجبك،
ينتهى فضلة عند الموت،
اى هو ساهم بايجادك،
ساهم بانه جعلك انسانا،
فلما جاء ملك الموت انتهي فضله،
والاب الذي زوجك ينتهى فضلة عليك بفراق زوجتك،
اما الاب الذي دلك على الله،
فهذا يمتد فضلة الى ابد الابدين،
لانة كان سببا فادخالك الجنة،
ف لذا هو يبحث عن رجل يدلة على الله- .



قال:

((فلما نزلنا فالشام،
قلت: من اروع رجل من اهل ذلك الدين؟
قالوا: الاسقف راعى الكنيسه فجئته,
فقلت: انني ربما رغبت فالنصرانية،
واحببت ان الزمك و اخدمك و اتعلم منك و اصلي معك،
قال: ادخل،
فدخلت عليه،
وجعلت اخدمه،
ثم ما لبثت ان عرفت ان الرجل رجل سوء،
فقد كان يامر اتباعة بالصدقة،
ويرغبهم بثوابها،
فاذا اعطوة منها شيئا لينفقة فسبيل الله اكتنزة لنفسه،
ولم يعط الفقراء و المساكين منها شيئا،
حتي جمع سبع قلال من الذهب،
-القلال جمع قلة،
والقله الجره الكبيرة- قال: فابغضتة بغضا شديدا لما رايتة منه،
ثم ما لبث ان ما ت،
فاجتمعت النصاري لدفنه,
وتعظيمه،
وتابينه،
فقلت لهم: ان صاحبكم كان رجل سوء،
يامركم بالصدقة،
ويرغبكم فيها،
فاذا جئتموة فيها اكتنزها لنفسه،
ولم يعط المساكين منها شيئا،
قالوا: من اين عرفت ذلك؟
قلت لهم: انا ادلكم على كنزه،
قالوا: نعم دلنا عليه،
فاريتهم موضعه،
فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءه ذهبا و فضة،
فلما راوها،
قالوا: و الله لا ندفنه،
ثم صلبوة و رجموة بالحجارة,))

-اعظم الاعمال اجراما ان ترفع مبادئ و شعارات،
وان تفعل خلافها،
ان تدعو الى شيء و الا تاتمر به،
ماذا قال احد الانبياء؟
قال تعالى:

﴿وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه﴾

(سورة هود الاية: 88)

من الممكن ان يصبح لانسان مظهر،
لكن مخبرة غير مظهره،
هذه اول تجربه من تجارب سيدنا سلمان الفارسي- .



بعدها انه لم يمض غير قليل حتي نصبوا رجلا احدث مكانه،
فلزمته،
قال: فما رايت رجلا ازهد منه فالدنيا،
ولا ارغب منه فالاخرة،
ولا اداب منه على العباده ليلا و نهارا،
فاحببتة حبا جما،
واقمت معه زمانا،
فلما حضرتة الوفاة،
قلت له: يا سيدى الى من توصى بي،
ومع من تنصحنى ان اكون من بعدك،
-لان الله عز و جل يصف اهل الدنيا،
وقد فاتهم الايمان,
قال تعالى:

﴿يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا﴾

مع الرسول،
اى انت بحاجة الى رفيق،
الي انسان يعينك على امر دينك،
انت بحاجة الى جماعة،
الي مجتمع مسلم،
يقوى فيك عزيمه الايمان،
يبعدك عن مزالق الشيطان،
يرغبك فالاخرة،
لا تصاحب من لا ينهض بك الى الله حاله،
ولا يدلك على الله مقاله- .



قال: اي بني،
لا اعلم احدا على ما كنت عليه،
الا رجلا بالموصل،
هو فلان،
لم يحرف،
ولم يبدل,
-المعنى: من هم اهل الضلال؟
الذين حرفوا و بدلوا- هو بالموصل فالحق به،
فلما ما ت صاحبي،
لحقت بالرجل،
فلما قدمت عليه،
قصصت عليه خبري,
وقلت له: ان فلانا،
اوصانى عند موته،
ان الحق بك،
واخبرنى انك مستمسك بما كان عليه من الحق،
فقال: اقم عندي ،

فاقمت عنده،
فوجدتة على خير حال،
ثم انه لم يلبث ان ما ت،
فلما حضرتة الوفاة،
قلت له: يا سيدي،
لقد جاءك من امر الله ما ترى،
وانت تعلم من امرى ما تعلم،
فالي من توصى بي،
ومن تامرنى باللحاق به؟
فقال: اي بني،
والله ما اعلم ان رجلا على كما كنا عليه،
الا رجلا بنصيبين هو فلان فالحق به,
-معناها اهل الحق قلة،
قال تعالى:

﴿وما يتبع اكثرهم الا ظنا ان الظن لا يغنى من الحق شيئا

فلما غيب الرجل فلحده،
لحقت بصاحب نصيبين،
واخبرتة خبري،
وما امرنى فيه صاحبي,
فقال لي: اقم عندنا،
فاقمت عندة فوجدتة على ما كان عليه صاحباة من الخير,
فو الله ما لبث ان نزل فيه الموت،
فلما حضرتة الوفاة,
قلت له: لقد عرفت من امرى ما عرفت،
فالي من توصى بي؟
قال: يا بني,
والله انني لا اعلم احدا بقى على امرنا،
الا رجلا بعموريا،
هو فلان،
فالحق به،
فلحقت به،
واخبرتة خبري،
فقال سلمان: كنت اصل اليهم فاواخر حياتهم كلهم،
فقال: اقم عندي،
فاقمت عند رجل،
كان و الله على هدى اصحابه،
وقد اقتنيت عندة بقرات و غنيمه ،

ثم ما لبث ان نزل فيه ما نزل من اصحابة من امر الله،
فلما حضرتة الوفاة،
قلت له: انك تعلم من امرى ما تعلم فالي من توصى بي،
وما تامرنى ان افعل؟
فقال: يا بني،
والله ما اعلم ان هنالك احدا من الناس بقى على ظهر الارض،
مستمسكا بما كنا عليه،
ولكنة ربما اظل و اقترب زمان يظهر به بارض العرب نبى يبعث بدين ابراهيم،
ثم يهاجر من ارضة الى ارض ذات نخل بين حرتين،
ولة علامات لا تخفى،
هو ياكل الهدية،
ولا ياكل الصدقة،
وبين كتفية خاتم النبوة،
فان استطعت ان تلحق بتلك البلاد فافعل -فصارت تنقلاتة كلها رحله فالبحث عن الحقيقة .



المكان الفلاني،
مكان رائع جدا،
الفندق الفلاني،
المسبح الفلاني،
الملعب الفلاني،
المقصف الفلاني،
هؤلاء اهل الدنيا,
اما اهل الاخرة،
العالم الفلاني،
المربى الفلاني،
المرشد الفلاني،
ينتقل من عالم الى عالم،
ومن رجل الى رجل،
فلعلة يتعلم منه امر الدين- قال: بعدها و افاة الاجل))

ما هو الظرف الذي عاشة سلمان حتي وصل الى يثرب ؟

قال:

((فمكثت بعدة بعموريا زمنا،
الي ان مر بنا نفر من تجار العرب،
من قبيله كلب،
فقلت لهم: ان حملتمونى معكم الى ارض العرب،
اعطيتكم بقراتى كلها،
وغنيمتى هذه،
فقالوا: نعم نحملك،
فاعطيتهم اياها،
وحملونى معهم،
حتي اذا بلغنا و ادى القري غدروا بي،
وباعونى لرجل يهودي،
عبدا رقيقا،
واخذوا بقراتى و غنيمتي،
وباعونى بيع الارقاء،
واصبحت عبدا عند ذلك اليهودى .

))

-يستوقفنا هنا موقف،
يعني ان الانسان احيانا ربما يضعة الله عز و جل فظروف صعبة ،

يشتغل بمحل صاحبة قاس جدا،
او يصبح موظفا،
يتعين فقريه نائية،
خشونه فالعيش،
وشده ،

فالله عز و جل هو الذي يعلم،
وربما كان ذلك التعيين بهذه القريه النائيه خلوه لا ممكن ان تحققها فالمدينة،
وربما كان صاحب ذلك المحل القاسي دافعا لك الى الله،
لا تعرف,
قال تعالى:

﴿والله يعلم و انتم لا تعلمون﴾

( سورة البقره الاية: 216)

سيدنا سلمان الفارسى صحابي جليل،
يباع بيع الارقاء،
لرجل يهودي,
وكان قاسيا جدا،
وسوف ترون معى بعد قليل،
من قسوتة الشيء الكثير،
هو يريد الله عز و جل،
لكن العبره فالنهاية،
العبره فخريف العمر،
العبره فالنتائج- .



قال: فالتحقت بخدمته،
ثم ما لبث ان زارة ابن عم له من بنى قريظة،
فاشترانى منه،
بيع ليهودى اخر،
-وسلمان يبحث عن ما ذا؟
عن الحقيقة .

ايها الاخوة،
تلك الحقيقة تستحق جميع ذلك البحث،
وتستحق جميع ذلك الجهد،
تستحق جميع هذي التنقلات،
لانك ان و صلت اليها و صلت الى جميع شيء،
وان فزت بها،
فزت بكل شيء،
وان نقلتك الحقيقة الى الله عز و جل،
ما فقدت شيئا،
ولا خسرت شيئا،
وان اكبر خساره تخسرها،
ان تخسر نفسك التي بين جنبيك،
وان اكبر نجاح تنجحه،
ان تزكيها و ان تعرفها بربها،
فهو يبحث عن الحقيقة،
ويطلب الله عز و جل،
والله لا يخطئ،
بل هو حكيم فذلك،
وهذا قدر الله عز و جل- ،

قال: فاشترانى منه،
ونقلنى معه الى يثرب،
فرايت النخل .



-بالمناسبة,
النخل الذي فالمدينه الان هو النخل نفسة الذي كان على عهد النبى صلى الله عليه و سلم،
لان النخله من الاشجار المعمرة،
التى تعمر اكثر من سته الاف عام،
فالتمر الذي اكلة النبى من نخلات المدينه هي النخلات نفسها الموجوده الان،
اذا اكلت الان تمرا من نخل المدينة،
فاعتقد جازما انه النخل نفسة الذي طعام منه النبى عليه الصلاة و السلام،
ولما كنت فالحج السابق تالمت اشد الالم،
لان ذلك النخل اهمل اهمالا شديدا،
واكثرة يبس،
بالتاكيد العمارات و الاسواق،
والمحلات التجاريه و الطرقات،
فهذه المنشات قضت على بساتين النخل،
وهذه البساتين كان ينبغى ان تبقي كما كانت الى الان،
فتري حقولا من النخل كلها يابسة،
قد اهملت- .



قال: رايت النخل الذي ذكرة لى صاحبى بعموريا،
وعرفت المدينه بالوصف الذي نعتها به،
فاقمت فيها معه)) اطلب من الله ان يهديك فقط،
وسلم له يجمعك مع فلان،
وينقلك الى فلان،
يمكن ان يصبح الانسان ساكنا و مقيم بحلب فرضا،
وجاءت خدمتة الالزاميه فالشام،
فاستعمل الوسائط حتي يبقي فحلب ما امكن،
فاذا فيه فالشام يلتقى مع اهل الحق،
فانخرط بينهم،
واكرمة الله بالهدى،
اذا: ذلك التعسير و قتها كان لصالحك .



حدثنى رجل,
فقال: كنت فامريكا،
ودخلت احد مراكزها الاسلامية،
فرايت رجلا من هيئته,
ومن شكله,
يعد من الطبقه الاولي فالمجتمع،
وهو يغسل المسجد بهمه ما بعدين همة،
فلما سالت عنه,
قالوا: ذلك رجل يحتل مركزا رفيع جدا جدا فبلده،
لكن كلف بمهمه فالخليج،
فنزل فالخليج فمدينه مع رجل مسلم حقا،
ومؤمن حقا،
فدلة على الله،
واسلم على يديه،
فلما عاد الى بلده،
وقد اسلم،
فلزم المسجد،
فهذه المهمه التي كلف فيها فالخليج،
هذه بعلم الله عزوجل خير له،
والدليل:

﴿ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم﴾

( سورة الانفال الاية: 23)

ربنا عز و جل ربما يجمعك مع شخص يوما من الدهر،
او تذهب الى مكان،
فتلتقى مع انسان مؤمن،
وينشا بينكما حديث،
فتتعلق به،
وتكون هدايتك على يديه،
وانت لا تدري،
فاطلب من الله الهدايه و انتظر،
كلام دقيق اقوله لكم: ادع الله و اضرع اليه،
فما دمت صادقا فطلب الحقيقة يجمعك مع الاشخاص الذين يؤهلونك للحق،
هذا سيدنا سلمان نقلة الله من يهودى الى يهودي،
حتي بلغوا الخمسة،
والسادس يهودى اشتراه،
والسابع باعة الى ابن عمه،
والسابع من بنى قريظة،
ساكن بالمدينة،
والاحداث تجرى بقدر .

ما الخبر الذي سمعة سلمان من اثناء حديث سيدة فالعمل مع ابن عم له ؟

قال:

((كان النبى حينئذ يدعو قومة فمكة،
لكنى لم اسمع له بذكر،
لانشغالى بما يوجبة على الرق،
-فهو عبد رقيق،
كل و قتة ملك سيده- بعدها ما لبث ان هاجر النبى عليه الصلاة و السلام الى يثرب،
وهو لا يدري،
فو الله انني فراس نخله لسيدي،
اعمل بها بعض العمل،
وسيدى جالس تحتها،
اذ اقبل عليه ابن عم له,
وقال له: قاتل الله بنى قيلة،
قيله الاوس و الخزرج،
والله انهم الان لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم اليوم من مكة،
يزعم انه نبي،
فما ان سمعت مقالتة حتي مسنى ما يشبة الحمى،
واضطربت اضطرابا شديدا،
حتي خشيت ان اسقط على سيدى من شده الفرح،
وبادرت الى النزول من النخلة،
وجعلت اقول للرجل: ماذا تقول؟
اعد على الخبر ،

فغضب سيدي،
ولكمنى لكمه شديدة،
وقال لي: ما لك و لهذا؟
عد الى ما كنت عليه من عملك))

قد تقرؤون فالسيره ان النبى عليه الصلاة و السلام،
وهو سيد الخلق،
وحبيب الحق،
وهو سيد الانبياء،
وسيد الرسل،
المعصوم،
ذهب الى الطائف يدعو قومه،
وقد و رد فبعض الروايات انهم كذبوه،
وانهم سخروا منه،
وفى روايه انهم ضربوه،
فقد يسال سائل: لماذا ضرب النبى عليه الصلاة و السلام؟
لولا ان النبى بشر،
يجرى عليه ما يجرى على البشر،
لما كان سيد البشر .



و هنالك معني اخر،
هو ان النبى عليه الصلاة و السلام ضرب فالطائف من اجل ان المؤمن اذا تلقي لكمه لانة امن بالله عز و جل،
ينبغى ان يصبح له فرسول الله اسوه حسنة،
والانسان بسبب اتجاهة الدينى ربما يتحمل متاعب كثيرة جدا،
يتحمل لكمات و ضربات،
ويحاصر احيانا،
ويقاطع،
ويضيق عليه فرزقه،
وفى بيته،
هذا جهاد فسبيل الله،
فالنبى قدوه لنا،
تحمل ما تحمل من اجلنا،
حتي اذا مررت بظرف صعب يصبح لك فالنبى اسوه حسنه .

اليكم قصة اسلام سلمان الفارسى :

قال:

((ولما كان فالمساء اخذت شيئا من تمر كنت جمعته،
وتوجهت فيه حيث ينزل الرسول،
فدخلت عليه،
وقلت له: انه ربما بلغنى انك رجل صالح,
ومعك اصحاب لك غرباء ذو حاجة،
وهذا شيء كان عندي للصدقة،
فرايتكم احق فيه من غيركم،
ثم قربتة اليه،
-اى لياكل- فقال لاصحابه: كلوا،
وامسك يده،
فلم ياكل،
فقلت فنفسي: هذي واحدة،
ما طعام من الصدقة،
-ويروي ان سيدنا رسول الله تاخر عليه الوحى مرة،
فقال تعليم لنا:

((لعلها يا عائشة،
تمره اكلتها من تمر الصدقة))

لبيان شده و رعة صلى الله عليه و سلم- .

((قلت فنفسي: و الله هذي واحدة،
ثم انصرفت،
واخذت اجمع بعض التمر،
فلما تحول النبى من قباء الى المدينه جئته,
فقلت له: انني رايتك لا تاكل الصدقة،
وهذه هديه لك،
اكرمتك فيها ،

فاكل منها،
وامر اصحابة فاكلوا معه،
قال: و هذي الثانية,
ثم جئت رسول الله و هو ببقيع الغرقد،
-وهو البقيع نفسه،
ولم يكن يومئذ مدفنا،
اسمه بقيع الغرقد،
الي جوار الحرم النبوي- قال: حيث كان يوارى احد اصحابه،
فرايتة جالسا و عليه شملتان،
فسلمت عليه،
ثم استدرت انظر الى ظهرة لعلى اري الخاتم،
الذى و صفة لى صاحبى فعمورية،
فلما رانى النبى انظر الى ظهره،
عرف غرضي،
فالقي رداءة عن ظهره،
فنظرت فرايت الخاتم،
هكذا يروى،
فعرفتة فانكببت عليه اقبلة و ابكى .
))

-فالقصد انه وصل الى بيت =القصيد- فقال عليه الصلاة و السلام: ما خبرك؟
-ما هي قصتك يا ابني؟- فقصصت عليه قصتى من اولها الى اخرها سر النبى صلى الله عليه و سلم سرورا بالغا .



-ايها الاخوة،
وهذه علامه ايمان فيكم،
اذا كان لك قريب،
او صاحب،
او اخ،
او ابن اخ ،

ورايتة اهتدى،
وصلى،
واقبل معك،
ولزم مجالس العلم،
فاذا لم تفرح فرح لا يعدلة فرح ففى ايمانك خلل،
فيجب ان تفرح،
لان النبى فرح فرحا كبيرا بسلمان،
والدليل انه سرة ان يسمع اصحابة هذي القصة- بعدها قال:

((فامرنى ان اسمعهم اياها،
فقصها على مسامعهم،
فاعجبوا منه اشد العجب،
وسروا فيها اشد السرور))

ما هي العبره من قصة سلمان الفارسى ؟

ايها الاخوة,
ولسيدنا سلمان الفارسى قصص طويله جدا،
لكن هذي بدايته،
فنحن لا نقول لكم: اذهبوا الى اصبهان،
ولا الى تركيا،
ولا الى نصيبين،
ولا الى عمورية،
ابق فبلدك،
والزم مجالس العلم،
واعمل اعمالا صالحة،
والقران بين ايديكم،
والسنه بين ايديكم،
والاعمال الصالحه متاحه امامكم،
ومجالس العلم موفوره عندكم،
فكم بذل سلمان من الجهد،
وكم تحمل من المشاق حتي توصل الى الحقيقة؟
.


هذي قصة سيدنا سلمان الفارسي،
فى البحث عن الحقيقة،
يعني جميع ظروفة كانت تحول بينة و بين الهدى،
ومع هذا تجاوز جميع العقبات،
ووصل الى النبى عليه الصلاة و السلام،
وهذه القصة،
يجب ان تكون نبراسا لنا فحياتنا،
ابحث عن الحقيقة،
فان ادركتها و وصلت اليها فقد و صلت الى جميع شيء،
وسعدت الى الابد،
وان غابت عنك الحقيقة،
فما و صلت الى شيء،
وما فزت بشيء،
وكان الخسار و البوار،
والعياذ بالله .

  • ما هو لقب الصحابي سلمان الفارسي
  • لقب سلمان الفارسي
  • ابو سلمان الفارسي لماذا اسمه
  • لقب ابن سلمان
  • كنية سلمان الفارسي
  • فوائد قصة سلمان الفارسي
  • بماذا لقب سلمان الفارسي رضي الله عنه
  • بماذا لقب سلمان الفارسي
  • اجمل لقب في الاسلام
  • هل سلمان الفارسي صحابي


سؤال ما لقب الصحابي سلمان الفارسي