ستر الزانية

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبة اجمعين اما بعد:


ان ما يتردد فالنفس ان لا امل فالتوبه و ان الله لن يغفر و ان الله سيفضح جميع ذلك من مداخل الشيطان لاجل ان يقنط الانسان من رحمه الله فيهلك ،

فحذار حذار من التفكير فذلك،
والاسترسال مع الشيطان به .



ان رحمه الله عز و جل و سعت جميع شيء ،

واحسانة على خلقة كبير ،

ومن هذا انه سبحانة فتح الباب للتائبين ،

وقبل ندم النادمين ،

ولم يقنطهم من رحمته.


و اسمع لهذا الحديث فقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم انه قال : “لله اشد فرحا بتوبه عبدة حين يتوب الية من احدكم كان على راحلتة بارض فلاه ,

فانفلتت منه ,

وعليها طعامة و شرابة فايس منها فاتي شجره فاضطجع فظلها – ربما ايس من راحلتة – فبينا هو ايضا اذا هو فيها قائمة عندة فاخذ بخطامها بعدها قال من شده الفرح اللهم انت عبدى و ان ربك – اخطا من شده الفرح –سبحان الله … متفق عليه


و ربما ثبت فالحديث الصحيح ان رجلا قتل ما ئه رجل و لم يعمل خيرا قط لكنة ندم و تاب فقبل الله توبتة ،

فالمؤمن لا يقطع الامل من الله


و اسمع لربك و هو يخاطبك يقول الله عز و جل : (ان الله لا يغفر ان يشرك فيه و يغفر ما دون هذا لمن يشاء )


التوبه الصادقه المشتمله على شروطها ،

من الاقلاع عن هذي الجريمة اقلاعا تاما ،

والندم على ما فات ،

والعزم على عدم العوده اليها مطلقا .



و من فعل هذا فقد تاب الى الله تعالى ،

ومن تاب تاب الله عليه ،

وقبلة ،

وبدل سيئاتة حسنات .



كما قال سبحانة : ( الم يعلموا ان الله هو يقبل التوبه عن عبادة و ياخذ الصدقات و ان الله هو التواب الرحيم ) التوبة104


و قال سبحانة و تعالى: ( و الذين لا يدعون مع الله الها احدث و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون و من يفعل هذا يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامه و يخلد به مهانا * الا من تاب و امن و عمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما ) الفرقان/68- 70


عن ابن عباس رضى الله عنهما ان ناسا من اهل الشرك كانوا ربما قتلوا و اكثروا و زنوا و اكثروا ،

فاتوا محمدا صلى الله عليه و سلم ،

فقالوا : ان الذي تقول و تدعو الية لحسن ،

لو تخبرنا ان لما عملنا كفاره ،

فنزل : ( و الذين لا يدعون مع الله الها احدث و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق و لا يزنون ) و نزلت : ( قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ) متفق عليه.


فمن و قع فالزنا فليبادر بالتوبه الى تعالى ،

وليستتر بسترة ،

فلا يفضح نفسة ؛

لقول النبى صلى الله عليه و سلم : ( اجتنبوا هذي القاذوره التي نهي الله عز و جل عنها ،

فمن الم فليستتر بستر الله عز و جل ) رواة البيهقى .



عن ابي هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يستر الله على عبد فالدنيا الا سترة الله يوم القيامه ) صحيح مسلم.


افرح اخي ان لك ربا غفورا رحيما حليما ,

يقبل توبه العبد بعد الاسراف فالمعاصى ,

فيتوب عليه و لا يبالى ,

بل و يبدل سيئاتة حسنات…


اليس هو الذي نادي عبادة قائلا:(قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) (الزمر:53)


و قال العفو الغفور فالحديث القدسي: ( يا عبادى انكم تخطئون بالليل و النهار و انا اغفر الذنوب جميعا فاستغفرونى اغفر لكم


و قال تعالى فسورة الشورى: )وهو الذي يقبل التوبه عن عبادة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون) (الشورى:25)


و قال ايضا: (ومن يعمل سوءا او يظلم نفسة بعدها يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) (النساء:110)


و يقول الله عز و جل فالحديث القدسى : ( يا ابن ادم انك ما دعوتنى و رجوتنى غفرت لك على ما كان فيك و لا ابالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء بعدها استغفرتنى غفرت لك و لا ابالى يا ابن ادم انك لو اتيتنى بقراب الارض خطايا بعدها لقيتنى لا تشرك بى شيئا لاتيتك بقرابها مغفره ) فلا يخيب من امل فالله ،

ولا يطرد من لزم باب الله فلزمى بابة .



حين تقع فالمعصيه و تلم فيها فبادر بالتوبه و سارع اليها ,

واياك و التسويف و التاجيل فالاعمار بيد الله عز و جل ,

وما يدريك لو دعيت للرحيل و ودعت الدنيا و قدمت على مولاك مذنبه عاصية


فاذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبه ,

وقد ثبت ان رجلا اتي النبى صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله : احدنا يذنب ,

قال يكتب عليه ,

قال بعدها يستغفر منه و يتوب ,
قال : يغفر له و يتاب عليه ,

قال : يكتب عليه ,

قال :ثم يستغفر و يتوب منه ,
قال : يغفر له و يتاب عليه .

قال فيعود فيذنب .

قال :”يكتب عليه و لا يمل الله حتي تملوا ”


و قيل للحسن : الا يستحى احدنا من ربة يستغفر من ذنوبة بعدها يعود ,

ثم يستغفر بعدها يعود ,

فقال : و د الشيطان لو ضفر منكم بهذه ,

فلا تملوا من الاستغفار .



و يعد تاخير التوبه ذنبا احدث ينبغى ان يتوب منه فبادى اختي بالتوبه قبل ان يوافيك الاجل


ستر الزانية