قصة الليمونة الذهبية

قصة الليمونة الذهبية 20160919 2913

حنين و “الليمونه الكبيرة”

جعلنى الضجر اؤرجح رجلاى تاركا كعب حذائى يضرب قوائم الكرسى المرتفع حيث اجلس بين ابي و جدى فبيت جارنا “ابو حنين” .

ضربه من الكعب الايمن تتبعها ثانية من كعبى الايسر ،

ثم ضربه من احداهما تتبعها اثنتان متتاليتان من الاخرى ،

اوازن الضربات مع تمتمات لا معني لها ،

اعدل مخارجها حسب ضربات كعب حذائى ،

عندما يوشك الانسجام و تتسلل فمتعه الايقاع ،

ينهرنى ابي فتهرب نغماتى ،

تتسمر رجلاى و اسكن..
لحظات بعدها انزلق اخرى باحثا عنها..
انسجم ،

ينهرنى فتفر منى الطيور،
اسمع صفق اجنحتها..اتململ ،

احدق بجارنا المطرق الحزين ،

اشعر بالكابه كنميل فحلقى ،

لماذا جميع ذلك الحزن ؟

اليس لديهم حكايا يقولونها ؟

لو لم نات لزيارتهم لكنت الان بين العابي تحت الليمونه ال كبار .



نزلت عن الكرسى ناويا الخروج من غرفه استقبال الرجال الى غرفه النساء حيث امي ،

اعترضنى ابي: الى اين؟
اجبت: الى امي هنالك ،

و اشرت نحو الباب.
رد لائما: الرجل يبقي مع الرجال .
.
عيب عليك هل انت امرأة ؟
!


يزيد النميل فحلقى ،

اشعر بحاجة للبكاء ،

اتسلق الكرسى ،

اجلس و اعلق رجلي فالهواء.
انحني جدى على حتي لامس شارباة الغليظان جبينى ،

سالنى : الا تريد البقاء معنا؟
نفيت براسي ،

همس مبعدا جسمة عني: اذهب .

التفت لابي ،

فاعاد جدى بصوت مرتفع : اذهب .

لم تتغير ملامح ابي و لم يعترض ،

بدا كانة لا يسمع و لا يري ،

نزلت عن الكرسى و العصافير تعود الى تنقرنى من الداخل ،

تدغدغنى ،

اكاد انفجر ضاحكا ،

اعدو نحو الباب ،

تتعلق بى امنيه : متي اصبح بعمر جدى ليخاف منى ابي ؟
؟


لم افتح الباب ما يكفى لخروجى ،

تعثرت فيه و سقطت ،

فانفجر الالم فركبتى اليسري ،

ماوجت شظاياة الضوء فعيني ،

هرع خلفى الرجال ،

ابي و جدى و جارنا ابو حنين و شقيقة “عمو جلال” ،

خفت ان يعيدونى لسجنهم ،

فرشقتهم بابتسامه عريضه و قمت اعدو على رجل واحده ممسكا ركبتى بيدي.


القيت بنفسي جانب امي على الارض و هي منهمكه بالانصات لجارتنا ام حنين ،

لم تلتفت لى ،

لكنها مدت يدها نحو راسي و ادخلت اصابعها فشعري ،

تركتهما كظباء تقف على قوائمها الخلفيه ،

تمد اعناقها لتقضم بعض اوراق الشجر ،

اسمع “خرخشة” الورق ،

تفوح رائحه الغابه و التراب ،

تسحرنى الظلال الخميله فاتمطي ،

ينعشنى الحفيف ،

يتحول الالم لسريان لذيذ ،

يخفض القلب من قرعة فوق الضلوع .
.
ياتينى هديل من بعيد .
.
هديل حمام يعلو و يقترب و يعلو حتي صارت جميع خليه لحم فحمامه تدور حول نفسها و تهدل و تهدل .
.
يدور الحمام كله و يهدل..
احسست راسي يدور معها حتي انفاسى صارت هديلا ،

ما ان سحبت يدها حتي اعترضتها بكفى الصغيرتين ،

التقطتها ،

تحلقت اصابعى كالظباء حول اناملها ،

اشدها ،

اعيدها ،

اثنيها ابعدين عن بعضها اعود فاقربها ،

اضغطها ،

احملها لصدري ،

اضمها ،

ارفعها و اترك خدى يتوسدها .
.
يستريح .
.
عظيمه انامل النساء .
.
عظيمه اناملك يا امي… اي سر بانامل النساء.؟
كيف يقول ابي المرأة عيب ؟

اى عيب يا ابي ،

هل جربت انامل النساء ؟

ضحكت فجاه ،

تذكرت ابي بصلعتة المتلالئة..لولا معاناه الرجال من الصلع ،

لعرفوا ان انامل امي هي المجرات التي تتحول لظباء تقضمنا..
هى سر الكون !
!


عندما بدات اسمع احاديثهن كانت يد امي ربما تحررت من كفى الصغيرتين .

تتساءل عن عدم ظهور حنين فهي لم تات الا لرؤيتها و الاطمئنان عليها.
تعتذر جارتنا ام حنين و تسترسل و تقول ان “حنين” خجله من ما جري لها ،

تستحى بمنظر و جهها ،

حزينه ،

اغلقت على نفسها غرفتها بعد شجار مع و الدها الذي و بخها فور عودتها من المستشفي و لامها ،

اتهمها انها تتعمد سقوط منديلها عن راسها ،

و لو لا هذا لما حصل لها ما حصل ،

فهي تخدعهم ،

اذ تظهر من المنزل حاجبه شعرها و فالجامعة تكشف عنه ،

كاد يضربها لولا و قوف الام بينهما تذكرة بمرضها و حالها فاكتفي ببصقتين ،

واحده فو جة الام لانها تدارى على ابنتها و الاخرى من فوق كتف الام بوجة حنين.


اصرت امي على رؤية حنين ،

فقامت جارتنا و اختفت داخل البيت بعدها عادت بعد لحظات بحنين ،

ما ان رات امي حتي رمت بنفسها فحضنها باكيه بصوت مرتفع ،

و لانى احب “حنين” كثيرا ،

استنفرت اشيائى الصغيرة ،

جف حلقى و عاد قلبي للخفقان.
حنين حليقه الحاجبين ،

وجهها جزر الوان متداخله ،

من الاحمر الطازج تدرجا نزولا حتي الابيض ،

بثور صغار و بقايا ثانية ،

قشور من الجلد تقلصت و انكمشت سوداء حول الجزر الملونه ،

رقبتها الطويله يغطيها الشاش الابيض .

الهث ،

لا اكاد التقط انفاسى و انا اتتبع التغييرات فالتضاريس التي كنت اعرفها ،

اى ذهول سيجتاحنا لو نظرنا صباحا من النافذه فوجدنا البحر مكان الجبل الذي تعودنا على رؤيتة ،

و القوارب مكان الشجر ؟
؟!!
هنا شيء يشبة تكوينا اخرا غير التكوين الذي اعرفة فو جة حبيبتي حنين.


استفيق من ذهولى قليلا و حنين تجيب على استفسارات امي ،

اميل بجسمي الى الامام ،

اسند ذقنى بكفى ،

ابحلق بوجهها و استمع .



_ اتعرفينهم


– نعم زميلان لنا فالكليه .



– ماذا يريدان؟
الم يقولا لكما ماذا يريدان.


– بلا يا خالتي ام حكيم ،

قالا ذلك جزاء كشفنا لشعورنا و ارتدائنا قمصان تخرج من خلالها الصدرية.


– لماذا لم تهربا ،

لم تفعلا شيئا ،

و قفتن كذا ؟



– اقتربا يا خالة منا فحسبناهما يريدان السؤال عن شيء يتعلق بالجامعة.


– عندما رايتماهما يظهران العبوات لماذا لم تتصرفن ،

تهربن تفعلن اي شيء؟


اجهشت حنين بالبكاء و هي تقول : لقد شد احدهما قميصى الى الامام ناحيتة ،

و فرغ العبوه على صدري ،

عندما حاولت ازاحه يدة رشق ما تبقي على و جهى و عنقى ،

كيف ساهرب يا خاله ؟

كل شيء كان فجائيا سريعا و غريبا .
.


يختلط دعاء ام حنين بدعاء امي و ابتهالاتهما و تضرعهما الى الله بحرقه ،

ليشل ايديهما و يكويهما بنارة كما كويا حنين و صديقتها بهذه الماء الكاوية.
اتجمد كما انا مبحلقا بوجة حنين مذهولا.
اسمع احدث العبارات منها و هي تشرح عن هذي الماء الكاويه التي سرقاها من المختبر عن طريق زملاء اخرين لهم .



تلاحظنى حنين ،

فتصطدم عيناي بعينيها ،

تبتسم لى و تفر بهما كطائرين حائرين ،

يخفق قلبي .
.
بعد ان فزت خلاياى ،

كما تعودت ،

لتدفعنى نحوها فهي تحضننى كلما راتنى ،

بقيت ملعقا عاليا حين فرت منى عيناها ،

فسمعت صوت ارتطام جسدى يسقط فو ادى سحيق .



عندما كنت اصغر ،

كانت حنين ترفعنى عاليا لاقطف حبات الليمون عن ليمونتنا ال كبار ،

و حين اتاخر فتضعف يداها ،

تسندنى بصدرها ،

كنت اجلس على هذين النهدين اللذين احترقا الان…


احسست بالضوء يجرفة سيل الدموع فعيني ،

تقف غصه فحلقى يترجرج لها صدري ،

لم يشعر بى احد ،

فقلبت جسدى الملتصق بامي الى الناحيه الاخرى ،

بعيدا عن و جوههم ،

رايت دمعتين تبللا فراش الارض ،

اجتاحتنى رغبه شديده بان اذهب لغرفه الرجال ،

اخذ عكاز جدى و اضربهم ،

اضربهم جميعا ما عدا جدي.
لماذا يهربون من النساء و يجلسون لوحدهم؟؟
لماذا لا ياتون و يسمعون ما تقول حنين و يبكون معها ،

لماذا ؟
؟
الانهم يخافون ان يروا على سفوح و جهها اثار المياة الكاويه .
.
كل الرجال يرشقون النساء بالمياة الكاويه ،

كل النساء حنين ،

كل النهود كويت و احترقت ،

لم يبق شيئا يسندنى يرفعنى لاقطف الليمون..
لم يبق شيئا.

  • yhs-mobotap


قصة الليمونة الذهبية