متى فرض الصيام

متى فرض الصيام 20160907 4

فرض الصيام – كمعظم شرائع الاسلام – فالمدينه بعد الهجرة.

 

فقد كان العهد المكى عهد تاسيس العقائد،
وترسيخ اصول التوحيد و دعائم القيم الايمانية،
والاخلاقية،
فى العقول و القلوب،
وتطهيرها من رواسب الجاهليه فالعقيده و الفكر و الخلق و السلوك.

اما بعد الهجرة،
فقد اصبح للمسلمين كيان و جماعة مميزة،
تنادي ب: (يا ايها الذين امنوا) فشرعت عندئذ الفرائض،
وحدت الحدود،
وفصلت الاحكام،
ومنها: الصيام.

ولم يشرع فمكه الا الصلوات الخمس،
لما لها من اهمية خاصة،
وكان هذا فليلة الاسراء،
فى السنه العاشرة من البعثه على الاشهر.

وبعد هذا بخمس سنوات او اكثر فرض الصيام،
اى فالسنه الاخرى من الهجره و هي السنه التي فرض بها الجهاد فتوفي النبى صلى الله عليه و سلم و ربما صام تسعه رمضانات (زاد المعاد (30/2) ط.
مؤسسة الرسالة،
بتحقيق شعيب و عبد القادر الارناؤوط).

يقول ابن القيم ف(الزاد):

(لما كان فطم النفوس عن ما لوفاتها،
وشهواتها،
من اشق الامور و اصعبها تاخر فرضة الى و سط الاسلام بعد الهجرة،
لما توطنت النفوس على التوحيد و الصلاة،
والفت اوامر القران،
فنقلت الية بالتدريج) (زاد المعاد -30/2 ط.
مؤسسة الرسالة،
بتحقيق شعيب و عبد القادر الارناؤوط).

 

مراحل تشريع الصيام

شرع صيام رمضان على مرحلتين:

المرحلة الاولى: مرحلة التخيير: اي تخيير المكلف المطيق للصوم بين امرين: الصيام،
وهو الافضل،
والافطار معالفدية،
وهي اطعام مسكين،
فمن زاد على هذا فهو خير و ابقى.

وفى ذلك جاء قوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعده من ايام احدث و على الذين يطيقونة فديه اكل مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له و ان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون) (البقرة: 183،184).

فكان من شاء صام و من شاء افطر و فدى.

والمرحلة الاخرى: مرحلة الالزام و التحتيم: اي الالزام بالصوم،
ونسخ التخيير،
الذى رخصت به الايه السابقة.

وفى هذا نزل قوله تعالى: (شهر رمضان الذي انزل به القران هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمة و من كان مريضا او على سفر فعده من ايام احدث يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر و لتكملوا العده و لتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون) (البقره :185).

ففى الصحيحين عن سلمه بن الاكوع قال: لما نزلت: (وعلي الذين يطيقونة فديه اكل مسكين) كان من اراد ان يفطر و يفتدي،
حتي نزلت الايه التي بعدين فنسختها (متفق عليه،
اللؤلؤ و المرجان -702).
وفى روايه لمسلم: حتي انزلت هذي الاية: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).

وقالت عائشة: كان عاشوراء يصام،
فلما نزل فرض رمضان كان من شاء صام و من شاء افطر.

وايضا روي البخارى عن عبدالله بن عمر،
وعبد الله بن مسعود مثله.

فاوجب الله الصيام على الصحيح المقيم،
ورخص فالافطار للمريض و المسافر.

وهذا هو المنهج الحكيم الذي اتخذة الاسلام فتشريعاته،
سواء ففرض الفرائض ام فتحريم المحرمات،
وهو منهج التدرج فالتشريع،
الذى يقوم على التيسير لا التعسير.

وهذه المرحلة الالزاميه جاءت كذلك على رتبتين،
كان فالاولي تشديد عليهم،
وفى الاخرى تخفيف و رحمة.

 

فقد كانوا ياكلون و يشربون و يباشرون نساءهم ما لم يناموا او يصلوا العشاء فاذا ناموا و صلوا العشاء لم يجز لهم شيء من هذا الى الليلة القابلة.

وقد و قع لرجل من الانصار انه كان يعمل طول يومه،
فلما حضر وقت الافطار انطلقت امراتة لتطلب له الطعام،
فلما حضرت و جدتة ربما غلبتة عينة من الجهد و نام،
دون ان يتناول طعاما،
وعندما انتصف النهار فاليوم الاتي غشى عليه من شده المشقة.

كما روى ان بعض الصحابه – و منهم عمر و كعب بن ما لك – ربما اصابوا من نسائهم بعد ما ناموا،
او نامت نساؤهم،
وشق عليهم ذلك،
وشكوا للنبى صلى الله عليه و سلم،
فانزل الله الايه الكريمه التي تمثل المرحلة الثالثة التي استقر عليها امر الصيام،
وهي قوله تعالى: (احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم و انتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم فالان باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و اشربوا حتي يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر بعدها اتموا الصيام الى الليل و لا تباشروهن و انتم عاكفون فالمساجد تلك حدود الله فلا تقربوها ايضا يبين الله اياتة للناس لعلهم يتقون) (البقره :187).

ففرح فيها المسلمون فرحا شديدا،
فقد اباح لهم الرفث – اي الجماع – و الاكل و الشراب فجميع الليل،
الي تبين الفجر،
رحمه و رخصه و رفقا،
وعفا عما و قع منهم من تجاوزات.

  • ইদ


متى فرض الصيام