لماذا الاسلام نص عن الحجاب

صلاح جابر



معلومات حول الحجاب

الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله ، و بعد:

فهذه رساله قصيرة موجهه الى الاخت المسلمه تتعلق بمساله الحجاب و السفور، و لا يخفي على عاقل ما عمت فيه البلوي فعديد من بلاد المسلمين من تبرج كثير من النساء و عدم التزامهن بالحجاب، و لا شك ان ذلك منكر عظيم، و اسباب لنزول العقوبات و النقمات. و فهذا الرساله بيان لفرضيه الحجاب و فضائلة و شروطه، و تحذير من التبرج و عواقبه، نسال الله ان ينفع فيها اخواتنا المؤمنات، انه و لى هذا و القادر عليه.

الحجاب عباده و ليس عادة

اختي المسلمة: ان دعاه الضلاله و اهل الفساد يحاولون دائما تشوية الحجاب، و يزعمون انه هو اسباب تخلف المراة، و انه كبت لها و تقييد لحريتها، و يشجعونها على التبرج و السفور و عدم التقيد بالحجاب، بدعوي ان هذا دليل على التحرر و التحضر، و هم لا يريدون بذلك مصلحه المرأة كما ربما تعتقدة بعض الساذجات، و انما يريدون بذلك تدمير المرأة و القضاء على حياتها و عفافها، فاحذرى اختي المسلمه ان تنخدعى بمثل ذلك الكلام، و كوني معتزه بدينك متمسكه بحجابك، و تاكدى ان الحجاب اسمي من هذا بعديد، و انه اولا و قبل جميع شيء عباده لله و طاعه لرسولة ، و ليس مجرد عاده يحق للمرأة تركها متي شاءت، و انه عفه و طهاره و حياء.

اختي المسلمة، ان الله تعالى عندما امرك بالحجاب انما اراد لك ان تكون طاهره نقيه بحفظ بدنك و كل جوارحك من ان يؤذيك احد باعمال دنيئه او اقوال مهينة، و اراد لك فيه كذلك العلو و الرفعة. فالحجاب تشريف و تكريم لك و ليس تضييقا عليك، و هو حله جمال و صفه كمال لك، و هو اعظم دليل على ايمانك و ادبك و سمو اخلاقك، و هو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات. فاياك اياك ان تتساهلى فيه او تتنكرى له، فانه – و الله – ما تساهلت امرأة بحجابها او تنكرت له الا تعرضت لسخط الله و عقابه، و ما حافظت امرأة على حجابها الا ازدادت رضا و قربا من الله، و احتراما و تقديرا من الله.

شروط الحجاب الشرعي

ان الحجاب الشرعى للمرأة المسلمه يجب ان يصبح سميكا غير شفاف، و الا يصبح زينه فنفسة كان يصبح ذا الوان جذابه يلفت الانظار، و لا ضيقا، و لا لباس شهرة، و لا معطرا؛ لان النبى حرم على المرأة ان تتعطر و تظهر الى مكان به رجال اجانب، فقال: { ايما امرأة استعطرت فمرت بالقوم ليجدوا ريحها فهي زانيه }، و الا يشبة لباس الرجل، و يجب ان يصبح الحجاب كذلك ساترا لجميع البدن بما فذلك الوجة الذي تساهلت بكشفة بعض النساء بحجه انه ليس بعورة. و ياللعجب كيف لا يصبح الوجة عوره و هو اعظم فتنه فالمراة، و هو مكان جمالها و مجمع محاسنها، و اذا لم يفتتن الرجل بوجة المرأة فبماذا سيفتتن اذا؟!!

ولقد و ردت نصوص عديدة فالكتاب و السنه تدل على و جوب تغطيه المرأة لجميع بدنها؛ لان المرأة كلها عوره لا يصح ان يري الرجال الذين ليسوا من محارمها شيئا منها، و من هذي الادله قوله تعالى: و ليضربن بخمرهن على جيوبهن [النور: 31]، قالت عائشه رضى الله عنها: { لما نزلت هذي الايه اخذن نساء الانصار ازرهن فشققنها من قبل الحواشى فاختمرن فيها } اي: غطين و جوههن. و كذلك ما جاء فالحديث المتفق على صحتة فقصة عائشه رضى الله عنها فحادثه الافك لما نامت فمكانها بعدها اتي صفوان ابن المعطل اليها قالت: فخمرت، و فرواية: (فسترت و جهى عنه بجلبابي) الحديث جميع هذا مما يدل على و جوب تغطيه الوجه.

لذا يجب على جميع امرأة مسلمه ان تتقى الله فنفسها، و ان تلتزم بحجابها التزاما كاملا، و لا تتساهل باى شيء منه، كان تكشف مثلا كفيها او ذراعيها، او تلبس نقابا او لثاما مثيرا للفتنة، تخرج من خلالة جزءا كبيرا من و جهها، او تغطى و جهها بغطاء شفاف يشف ما تحته، بعدها تعتقد بعد هذا انها ربما تحجبت حجابا كاملا، و ان ما كشفتة من جسمها يعتبر امرا بسيطا لا يثير الفتنة، او لا يعتبر من التبرج، المذموم، و انه يجب عليها ان تحرص على ان تتجنب جميع ما ربما يؤثر على حجابها او يخدش حيائها، لئلا يطمع بها الفسقه كما هي عادتهم مع المرأة التي لا تخرج بمظهر الاحتشام الكامل، و لكي لا تعرض نفسها لسخط الله و عقابه، كما و رد هذا عن رسول الله فقوله: { صنفان من اهل النار لم ارهما …} و ذكر {… و نساء كاسيات عاريات مميلات ما ئلات، رءوسهن كاسنمه البخت المائلة، لا يدخلن الجنه و لا يجدن ريحها، و ان ريحها ليوجد من مسيره هكذا و هكذا } [رواة مسلم].

قال اهل العلم: معني كاسيات عاريات انهن يلبسن ملابس لكنها ربما تكون ضيقه او شفافه او غير ساتره لجميع الجسم.

وسئل فضيله الشيخ محمد بن عثيمين –حفظة الله تعالى- عن صفه الحجاب الشرعي، فاجاب حفظة الله بقوله: القول الراجح ان الحجاب الشرعى ان تحجب المرأة جميع ما يفتن الرجال بنظرهم اليه، و اعظم شيء فذلك هو الوجه، فيجب عليها ان تستر و جهها عن جميع انسان اجنبي منها، اما من كان من محارمها فلها ان تكشف و جهها له.

واما من قال ان الحجاب الشرعى هو ان تحجب شعرها و تبدى و جهها… فهذا من عجائب الاقوال !! فايما اشد فتنة: شعر المرأة او و جهها؟! و ايما اشد رغبه لطالب المرأة ان يسال عن و جهها او ان يسال عن شعرها؟

كلا السؤالين لا ممكن الجواب عنهما الا بان يقال: ان هذا فالوجه. و ذلك امر لا ريب فيه، و الانسان يرغب فالمرأة اذا كان و جهها جميلا و لو كان شعرها دون ذلك، و لا يرغب بها اذا كان و جهها ذميما و لو كان شعرها اقوى الشعر، ففى الحقيقة ان الحجاب الشرعى هو ما تحتجب فيه المرأة حتي لا يحصل منها فتنه او بها، و لا ريب ان متعلق هذا هو الوجه.

التبرج و السفور دعوه الى الفاحشه و الفساد

ان المرأة اذا تبرجت و تكشفت للرجال – غاض ماء و جهها، و قل حياؤها، و سقطت من اعين الناس، و عملها ذلك دليل على جهلها و ضعف ايمانها و نقص فشخصيتها، و هو بداية الضياع و السقوط لها، و هي بتبرجها و تكشفها تنحدر بنفسها الى مرتبه ادني من مرتبه الانسان الذي كرمة الله و انعم عليه بفطره حب الستر و الصيانة، بعدها ان التبرج و السفور كذلك ليس دليلا على التحضر و التحرر كما يزعم اعداء الاسلام و دعاه الضلالة، و انما هو فالحقيقة انحطاط و فساد اجتماعى و نفسي، و دعوه الى الفاحشه و الفساد، و هو عمل يتنافي مع الاخلاق و الاداب الاسلامية، و تاباة الفطر السليمة. و لا ممكن ان تعمل ذلك العمل الا امرأة جاهله ربما فقدت حياءها و اخلاقها؛ لانة لا يتصور ابدا ان امرأة عاقله عفيفه ممكن ان تعرض نفسها و مفاتنها ذلك العرض المخجل و المخزى للرجال فالاسواق و غيرها دون حياء او خجل.

وريما تعتقد بعض النساء انها اذا خرجت متبرجه كاشفه و جهها و مفاتنها للناس انها بذلك ستكسب اعجاب الناس و احترامهم لها، و ذلك اعتقاد خاطئ؛ لان الناس لا ممكن ابدا ان يحترموا من تعمل كهذه الامور، بل انهم يمقتونها و ينظرون اليها نظره ازدراء و احتقار، و هي فنظرهم امرأة ساقطه معدومه الكرامه و الاخلاق، فكيف ترضي امرأة عاقله لنفسها بكل ذلك؟! و ما الذي يدعوها الى ان تهين نفسها و تنزل فيها الى ذلك المستوى؟! اين ذهب عقلها و حياؤها؟!

فيا من اغراها الشيطان بالتبرج و السفور: اتقى الله و توبى الية من ذلك العمل القبيح، و اعرفى ما لك و تذكرى مصيرك، و تذكرى سكناك و حيده فريده فالقبر الموحش المظلم، و تذكرى و قوفك بين يدى الله عز و جل، و تذكرى اهوال يوم القيامة، و تذكرى الحساب و الميزان، و تذكرى جهنم و ما اعد الله بها من العذاب الاليم لمن عصاة و خالف اموره.. تذكرى جميع هذا قبل ان تقدمي على كهذا العمل، و اعلمي انك و الله اضعف من ان تتحملي شيئا من عذاب الله، او ان تطيقى شيئا من هذي الاهوال العظيمه التي امامك، فارحمى نفسك و لا تعرضيها لمثل ذلك، و بادرى بالتوبه النصوح قبل ان يغلق فو جهك الباب، و يعلوك التراب، فتندمى و لات ساعة مندم.

كلمه الى بعض الرجال

انها لم تفسد اكثر النساء و لم تصل الى ذلك الحد من التبرج و السفور و التهاون بدينها و حجابها الا بسبب تهاون بعض الرجال مع نسائهم و استهتارهم بدينهم و فقدهم لنخوه الرجال و غيرتهم و عدم نهيهن عن كهذه الاعمال.

فيا حسرتاة … تري كم فقد بعض الرجال من رجولتهم حتي اصبحوا اشباة رجال لا رجالا، فويل بعدها و يل لاولئك الذين لا يعرفون كرامتهم، و لا يحفظون رعيتهم، و لا يحسنون القيام على ما استرعاهم الله من النساء، و لقد توعد رسول الله من فرط فحق رعيتة فقال: { ما من راع يسترعية الله رعيه يموت يوم يموت و هو غاش لرعيتة الا حرم الله عليه الجنه }.

فيا ايها الرجال ان اعراضكم كارواحكم و ربما فرطتم فيها عديدا، فاهملتم الرعاية، و ضيعتم الامانة، و ركبتم الخطر، و ان تهلكون الا انفسكم و ما تشعرون افلا تعقلون و تتوبون الى ربكم و تحفظون نسائكم.

وصلي الله و سلم على نبينا محمد و على الة و سلم.


لماذا الاسلام نص عن الحجاب