. الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ، اما بعد : فان الله فرض الفرائض والواجبات وبين الحقوق والامانات وكلف بها المؤمنين والمؤمنات وجعلها شريعة لعبادة اجمعين وهذه الفرائض والواجبات لا سعادة للمؤمن الا بالقيام بها وادائها على وجهها حتى يكون ذلك ادعى لرضوان الله عنه قال- تعالى – في كتابه المبين : { انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما } حمل المؤمن الامانة على ظهره والله سائله اسئلة عنها يوم القيامة بين يديه ومن هذه الحقوق والواجبات التي فرض الله على المؤمنين والمؤمنات حقوق الازواج والزوجات جعلها الله امانة في عنق كل من الزوج والزوجة وحملهم المسؤولية هذه لحقوق امر الله بها في كتابه المبين ، وعلى لسان رسوله المصطفى الامين- صلى الله عليه وسلم – امر الله بها من فوق سبع سموات وامر بها رسوله- صلى الله عليه وسلم – وامر بها العلماء والصلحاء والاتقياء في كل زمان ومكان امروا بها لعلمهم ان سعادة البيوت الزوجية موقوفة على اداء هذه الحقوق ورعاية هذه الواجبات وانك اذا رايت ذلك البيت المسلم الذي يحفظ فيه الزوج حق زوجته وتحفظ فيه الزوجة حق زوجها ويتقي الله كل منهما في الاخر اذا نظرت عيناك الى ذلك البيت المسلم الذي يقوم على اداء الامانات والواجبات ورعاية الحقوق والامانات رايت السعادة في ذلك البيت المسلم ورايت الطمانينة ورايت المودة والرحمة التي اخبر الله عنها في كتابه المبين . كتب الله السعادة لبيوت قامت على رعاية الحقوق واداء الامانة كتب الله السعادة لكل زوج وزوجة يتقي الله- تعالى – ويراقب الله فيما اوجب عليه وليس ذلك بغريب ؛ لان طاعة الله- تعالى – مظنة كل خير وبركة وسبيل لكل رحمة ونعمة ، ولذلك وعد الله كل مؤمن ومؤمنة قام بحقه وعده بالسعادة والحياة الطبية كما قال-سبحانه وتعالى – : { من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } فاخبر الله-سبحانه وتعالى – انه يكتب الحياة الطيبة لمن قام بحقوق الايمان ومن ذلك اداء الامانات والمسؤوليات واذا ضيع الزوجان او ضيع واحد منهما حقوق الزوجية وكان في جهل او تجاهل لهذه الحقوق تنكد العيش وتنغصت الحياة واصبحت جحيما لا يطاق يدخل الرجل الى بيت الزوجية بقلب منكسر وفؤاد مجروح لا يسمع ما يرضيه ولا يرى ما تقربه عينه ، وهكذا المراة تعيس قد ضاعت حقوقها وضيع مالها عند ذلك تكون الحياة الضنكة والعيشة المليئة بالشقاء التي وعد الله بها من تنكب عن سبيله وخرج عن هدي كتابه ان اداء حقوق الزوجين امانه عظيمة ومسؤولية كبيرة كانت الامة الاسلامية ترعى هذه الامانات حينما كان الاباء والامهات يقمن بالواجب تجاه الابناء والبنات فلا يدخل الابن الى بيت الزوجية الا وقد عرف ماله وما عليه ولا تدخل البنت بيت الى الزوجية الا وقد عرفت ما لها وما عليها وقد رغب كل منهما في القيام بما عليه وادائه على وجه ورهب من تضيع ذلك لما حفظ الازواج والزوجات وحفظ الاباء والامهات مهمة التوجيه والعمل استقرت بيوت المسلمين ولما صارت العصور المتاخرة وصار الجهل متفشيا بين كثير من المسلمين الا من رحم الله تجاهل الناس حقوق الزوجية واصبحت الحياة الزوجية تسير بالاهواء وتسير كيفما يرد كل من الزوجين عندها كثرت المشكلات وتبدد شمل الازواج والزوجات وعظمة المصائب والخلافات وجنى ما كان من وراءها من شر وبلاء الابناء والبنات لذلك كان من الاهمية بمكان ان يعتني ببيان حقوق الزوجين وما ينبغي على كل منهما ان يرعاه تجاه الاخر وهناك امران مهمان هما من اعظم الاسباب التي تعين على اداء الحقوق الزوجية ورعايتها والقيام بها على وجهها . اما الامر الاول : فتقوى من الله- تعالى – غيبتها قلوب الازواج والزوجات فالتقي والتقية كل منهما حر ان يقوم بالحقوق على اتم وجوهها واكملها ، ولذلك قال رجل للحسن البصري : – يا امام – عندي بنت لمن ازوجها ؟ قال : زوجها التقي فانه اذا امسكها برها واذا طلقها لم يظلمها فاذا كان كل من الزوجين في قلبه تقوى من الله- تعالى – وخشية ومراقبة لله-سبحانه وتعالى – كان ذلك ادعى للقيام بالحقوق على وجهها وهذا ما يسمى ب ( الوازع الديني ) فان الله-سبحانه وتعالى – قذف نور التقوى في القلوب واصلح به ما يكون من الجوارح قال- صلى الله عليه وسلم – : (( الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا
وهي القلب )) . اما الامر الثاني : فهو البيئة والقرناء فان للبيئة اثرا كبيرا في الدعوة للقيام بالحقوق وانظر الى كل زوج نشا في بيئة صالحة تربي فيها على الكتاب والسنة واهتدى فيها بهدي السلف الصالح للامه تجده حافظا لحقوق زوجة قائم بما اوجب الله عليه في بيته وكذلك المراة الصالحة اذا رزقت بالبيئة الصالحة كان ذلك خير معين لها للقيام بحقوق بعلها وهذان الامران مهمان جدا لصلاح البيوت ولاصلاحها والقيام بحقوق الزوجين . وسيكون حديثنا – ان شاء الله – في هذا المجلس المبارك عن حق الزوج على زوجته . وهذا الحق ينقسم الى قسمين : القسم الاول : حق معنوي . القسم الثاني : حق مادي . فاما الحق المعنوي فان الله- تعالى – جعل للازواج حق القوامة على الزوجات ولا يمكن لبيوت الزوجية ان تستقر وان تقوم على الوجه المطلوب الا اذا كان هذا الحق محفوظا من المراة لزوجها جعل الله في الرجل خصائص ليست في المراة جعل فيه القوة والصبر والتحمل فهو اقدر على القيادة وعلى تحمل المسؤولية والاطلاع بالمهمات ، ولذلك فضل الله الرجال على النساء وكان من دلائل تفضيله ان جعل النبوة في الرجال وهي افضل ما يهب الله- تعالى – ويعطي ، ولذلك قال العلماء : ان الله فضل الرجال من هذا الوجه لما جبلهم عليه وفطرهم عليه من القوة في الخلقة وهذا يقتضي من المراة ان تكون تحت الرجل ولا يقتضي ان يكون الرجل تحت المراة او تحاول المراة ان تكون مساوية للرجل ومنافسة له حق القوامة يقوم على امرين مهمين : احدهما : تدبير الامور والشؤون عن طريق الاجتهاد والنظر فالرجل هو الاحق بالنظر في الاصح والاقوم لبيته واهله وولده . واما الامر الثاني : فهو تطبيق ما راي صلاحه واداه اليه اجتهاده فهو احق بهذين الامرين وقد جعل الله- تعالى – في الرجال من الخصائص في النظر والمعرفة ما ليس في النساء ؛ لان الرجل يخالط اكثر من المراة ولو خالطت المراة الرجال فان مخالطتها قاصرة مهما فعلت ومهما كانت ؛ لان الفطرة لا تتبدل ولا تتغير يقول العلماء : حق القوامة حق توجيه وارشاد وتعليم وليس بحق استبداد واستبعاد وقصر وقهر واذية واضرار وهذا الحق اشار الله اليه بقوله : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض } فاذا كانت المراة تعترف للرجل بهذا الحق وشؤون البيت تخضع فيها المراة لراي الرجل واجتهاده وتدبر من الرجل ولا يمنع ان يكون هناك حظ لمشاركة المراة بالراي استقامت الامور ؛ لكن ان تحاول المراة ان تتدخل في الصغير والكبير والجليل والحقير وان يكون رايها هو الذي يعمل به وهو الذي يفرض حتى انها ربما تحاول اغراء زوجها بقبول رايها فان امتنع اذته ونكدت عليه ونغصت حياته وربما دفعت اولاده وابنائه وبناته من اجل ان يعدل الرجل عن رايه ويصبح رايها هو الماضي هذا الحق حق القوامة اذا فسدته المراة بهذه التصرفات تنكد العيش وكان اول من يجنى سوء العاقبة هو المراة ، ولذلك افساد المراة لابنائه وبناتها وافسادها على زوجها وتركها لهذا الحق وعدم قيامها به على وجه من اعظم المصائب اذ يترتب على ذلك شعور الرجل بالنقص وشعوره بانه ظلم وانه قد اخذ حقه خاصة اذا افسد عليه اولاده واصبح لا يستطيع ان يبت في قضية ولا يبت في مسالة الا وقد تدخلت المراة واضرت وافسدت حتى ربما كره النظر في اموره ، وفي بعض الاحيان خاصة عند كبر الرجل قد ييئس الرجل ويترك زمام الامور بسبب اذية المراة وافسادها عليه هذا الحق بقاءه والقيام به صلاح للبيوت ذهابه وفساده دمار وشقاء ، ولذلك اذا عود تعودة المراة على التدخل في شؤون الرجل استرجلت وبين النبي- صلى الله عليه وسلم – عاقبة هذا الضباع لهذا الحق بقوله : (( لعن الله المسترجلات من النساء )) فالمراة التي تتدخل في شؤون الزوج وتتقتححم في اوامره واجتهاداته ونظرة فيه شي من الاسترجال لا ترضى ان تكون تحت الرجل وتريد ان تكون اما مساوية له ، او تظهر انها اعلم واحكم واكثر دراية وخبرة تفرع عن هذا الحق وهو حق القوامة تفرع عليه لزوم الطاعة ، ولذلك يعتبره العلماء الحق الثاني فالمراة مامورة بان تطيع الرجل وان تكون تحته وهذا هو الاصل لان الله- تعالى – فضل الرجل عليها ؛ ولكن بشرط ان يكون امره ونهيه موافق لشرع الله- تعالى – تفرع حق الطاعة فتطيع المراة بعلها وتلتزم بما يامر بها وينهاها عنه وهذا هو الحق الثاني من حقوق الرجل على امراته وامر الرجل لامراته تطيعه فيه ان كان واجبا في واجب وفرض صار فرضا اكد كان يامرها بشيء من فرائض الله وقد اشار الله الى ذلك بقوله : { وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها } فجعل الامر للرجل وجعل له حق التوجيه لامرته واثنى على نبي من انبيائه فقال : { واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يامر اهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا } فلابد للزوجة من ان تطيع زوجها . ومن الامور المهمة في الطاعة ان تطيعه في حق نفسه خاصة اذا دعاها لاعفاف نفسه عن الحرام وقد اشار النبي- صلى الله عليه وسلم – الى ان تقصير المراة في طاعة الرجل اذا دعاها لاعفاف نفسه انه يوجب لعنة الله لها قال- صلى الله عليه وسلم – : (( ايما امراة دعاها زوجها الى فراشه فابت فبات غضبانا عليها باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح )) متفق عليه فدل هذا على انه لا يجوز للمراة ان تعصى زوجها في اوامره وبالاخص اذا كانت في طاعة الله كالامر بفرائض الله وفي خاصة نفسه كحقه في اعفاف نفسه عن الحرام . ويستثنى من ذلك كما ذكر الفقهاء : ان يكون بالمراة عذر يمنع او لا تستطيع معه ان تقوم بحقه اذا دعاها اليه فاذا كانت مريضة ولا تستطيع ومرضها يضر بها كان من حقها ان تعتذر ومع ذلك يقول العلماء : ينبغي ان تتلطف وان يكون اعتذارها بطريقة تشعره انه امر ليس بيدها . كذلك ايضا من حقه في الطاعة ان لا تخرج من البيت الا باذنه ، وقد اشار النبي- صلى الله عليه وسلم – الى هذا في قوله : (( اذا استاذنت احدكم امراته المسجد فلياذن لها )) قال العلماء : اذا كانت المراة تريد الخروج للصلاة التي هي اعظم شعائر الاسلام بعد الشهادتين ولا تستطيع ان تخرج لهذه الفريضة الا باذن زوجها وسؤاله ذلك فمن باب اولى ان يكون لخروجها لامور الدنيا ، وقد نص العلماء على انه لا يجوز للمراة ان تخرج من بيتها الا ان ياذن لها زوجها وانها اذا خرجت بدون اذن الزوج او اعتادت الخروج من دون اذن الزوج ان ذلك يعتبر من النشوز ومن العصيان والتمرد خاصة اذا واجهت الرجل بانها حره في نفسها وانها تفعل ما تشاء كانها بذلك تعرض عن امر الله بطاعتها لبعلها وتعرض عن شرع الله بالتزامها للقرار في بيتها فلا يجوز للمراة ان تخرج من بيتها الا باذن زوجها . تفرع على ذلك المسالة الفقهية ان خرجت المراة من بيت زوجها وبقيت في بيت اهلها بدون اذن الزوج سقط حقها في النفقة وقد اجمع العلماء-رحمهم الله- على انها اذا امتنعت وبقيت في بيت اهلها وخرجت من بيت زوجها من دون اذنه واصرت على البقاء بعيد عن بيتها ولم تعود انه لا حق لها في النفقة . كذلك ايضا من حقه عليها ان تكون امينة حافظة لحقوق بعلها والامانة صفة من اجل صفات المؤمنين وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم – انه اذا كان يوم القيامة وضرب الصراط على متن جهنم اوتي بالامانة والرحم فقامتا على جنبتي الصراط قال بعض العلماء : لا يسلم من الصراط خائن امانة او قاطع رحم فامانة المراة تستلزم منها امور : الاول : الا تاذن لاحد ان يدخل بيت زوجها الا اذا كان الزوج قد اذن لها بدخول ذلك الداخل والمستاذن وقد اشار النبي- صلى الله عليه وسلم – بقوله في خطبة حجه الوداع : (( ولا يطان فرشكم الا من ترضون اي لا ياذن بدخول احد الى بيوتكم الا من ترضون دخوله )) فدل هذا على انه لا يجوز للمراة ان تاذن لاحد بالدخول الى بيت زوجها وبعلها الا ان ياذن لها الزوج بذلك ، ولذلك قال العلماء : اذا ضيعت المراة هذا الحق لا تامن سوء العاقبة لانها اذا اذنت لرجل لم ياذن الرجل ( الزوج ) بدخوله فانه لا تامن ان يسيء ظنه بها وحينئذ يكون من المشاكل مشكلات ما لا يخفى يكون من المشكلات والعواقب والوخيمة ما لا يخفى . كذلك ايضا من حقه عليها قياما لهذه الامانة ورعاية لها ان تحفظ مال الرجل فلا تضيع المال ولا تسرف في الانفاق فاذا اعطاها المال او ائتمنها على امواله ينبغي ان تكون الحكيمة الرشيدة التي تضع الامور في نصابها ولا تضيع مال بعلها باهوائها وشهواتها كذلك يتفرع عليه ان تحفظ حق الزوج في فراشه فلا تخونه والخائن فيه نوع من الغدر لان الزوج اذا امن زوجته فقد وكل الله- تعالى – رقيبا عليها ووكل الله حسيبا ومطلع على خافتتها فان غدرت به وخانته فقد نكثت عهد الله الذي بينها وبينه مع ما فيه من عصيانها لله- تعالى – فينبغي للمراة ان تحفظ فرجها ؛ لان الله استرعاها امينة على ماء الرجل وعلى عرض الرجل وعلى ذرية الرجل ، ولذلك اذا تساهلت واسترسلت او فتحت على نفسها باب الفتنة ووقعت في الحرام افسدت على الرجل ذريته وادخلت عليه ما ليس من ولده ياكل من طعامه ويشرب من شرابه وينظر الى عرضه ويرثه وكل ذلك بالباطل وبدون حق ولقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم – انه لما راى الرجل يريد ان يطئ المسبية في سبي او طاس وهي حامل فقال- صلى الله عليه وسلم – : (( ايريد ان يغذوه في سمعه وبصره ؟ )) يعني هل يريد ان يطئ هذه الامة المسبيه وهي حامل من غيره فيغتذي جنينها في بماءه في سمعه وبصره ايغذوه في سمعه وبصره لقد هممت ان العنه لعنة تدخل معه في قبره . قال العلماء : اذا كان هذا بعد التخلق واكتمال الجنين او يكاد ان يكتمل لانها قد حملت وليس الامر فقط الا باغتذائه بالسمع
والبصر فكيف بامراة اخلت غريبا كلا على رجل بكليته على رجل فهو امر عظيم ، ولذلك اثنى الله من فوق سبع سموات على المؤمنات الحافظات القانتات فقال-سبحانه وتعالى – : { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } فالمراة اذا غاب عنها زوجها تحفظ عرضه واذا استاذنت ان تخرج لمان تكون صادقة امينة تراقب الله- تعالى – وتحفظ عرض الرجل لانها ضعيفة ولا تامن ان تقع في الحرام باغراء او بفتنة خاصة اذا فسد الزمان ولا تامن على نفسها فمن حق البعل على زوجته ان تحفظ له عرضه وان تصونه من هذا الحرام . وكذلك ايضا من الامانة ان تحفظ اسرار الزوج واموره الخاصة ومن اسراره التي تكون بينه وبينها فاذا تحدثت بخاصة ما يكون بينها وبين بعلها فان الله يمقتها ومما يوجب المقت ان يتحدث الرجل بما يكون بينه وبين المراة وتتحدث المراة بما يكون بينها وبين بعلها ولو اخذ ذلك على سبيل المزح ولو اخذ ذلك على سبيل اللعب واللهو { تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } ، فالمراة تحفظ هذه الاسرار وتجعل نصب عينيها الجنة والنار في جميع ما يكون من الامور الخاصة بالزوج ثم تحفظ جميع ما تعرفه عن الزوج في اعماله وفي اقواله واخلاقه وتصرفاته خاصة اذا ائتمنها على الاسرار لا يجوز ان تفشى سره والله حسيبها والرقيب المطلع عليها فيما تقول وما تخبر ومن الاخطاء التي يضيع بها بعض النساء حق الازواج ويخن فيها الامانة ويضيعن فيها هذا الحق ان المراة اذا وقع بينها وبين زوجها اقل خصام او شجار وذهبت الى اهلها شاكية افشت جميع ما تعرفه من الاسرار وتحدثت بعيوب زوجها وذكرت ما يكون من خاصة امره وهذا لاشك انه يعتبر من الاثام وعده بعض العلماء من كبائر الذنوب ؛ لان خيانة الامانة والتحدث بالاسرار لا يجوز الا عند الضرورة فهذا من الحق الذي فرض الله على المراة ان تحفظه والا تفشيه وتبديه الا باذن صاحبه او وجد امر شرعي يبيح ان تتحدث او تخبر به . ومن حقوق الزوجة على زوجها وهي الحقوق المادية الخدمة ، والمراد بذلك خدمة المراة لزوجها فان الله- تعالى – فطر المراة وخلقها وجعل فهيا خصائص صالحة للقيام بشؤون البيت وتدبيره ورعاية اموره فاذا قامت المراة بخدمة بيت الزوجية كما ينبغي قرت عين الزوج ورضي زوجها واحس ان بيته قد حفظ حقه ورعيت مصالحه فيرتاح وترتاح نفسه ، وقد اشار الله- تعالى – الى هذا من مجمل قوله : { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف } اي على النساء حقوق كما ان على الرجال حقوق . وللنساء حقوق كما ان للرجال عليهن حقوق بالمعروف، والمعروف اما ان يكون العرف كما يقول جماهير العلماء فيرجع اليه ويحتكم اليه فعرف الصالحين وعرف المسلمين في كل زمان ومكان ان المراة تخدم بيت زوجها فانظر الى امهات المؤمنين كن يقمن على خدمة بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين من حديث ام المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- قالت : كن نعد لرسول الله- صلى الله عليه وسلم – سواكه وطهوره فيبعثه الله من الليل ما يشاء ، وفي الحديث الصحيح عن ام ميمونة-رضي الله عها- قالت : وضعت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم – غسل فاتغتسل من الجنابة ، ولذلك اجمع العلماء على مشروعية خدمة المراة لزوجها جماهير اهل العلم الى من شذ وهو قول ضعيف على ان المراة تخدم زوجها وتقوم على رعايته ؛ لانه لا افضل من امهات المؤمنين وهذه بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – الكريمة بنت الكريم-صلوات الله وسلامه عليه-رضي الله عنها- فاطمة تخدم زوجها حتى ان يدها تقرحت بسبب طحنها للنوى-رضي الله عنها وارضاها- . قال بعض العلماء : انها قد جلت يدها من كثر الطحن للنوى ، والنوى يكون علفا للدواب فكيف بالقيام على حق الزوج حتى ذكر بعض العلماء انها تقوم حتى بما يحتاج اليه من مركبة اذا جرى العرف بذلك ، كذلك ايضا ثبت في الحديث الصحيح عن اسماء-رضي الله عنها- انها كانت تخدم الزبير وكانت تخرج الى مزرعته وتمشي اكثر من ثلثي الفرسخ وهي تحمل على ظهرها وهذا هو الذي عرف عن نساء المؤمنين وعرف في ازمنة المسلمين ان النساء يقمن بخدمة البيوت ورعايتها وان هذه الخدمة لا تغض من مكانه المراة ولا تنقص من قدرها ولكنها فطره الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ، هذا الامر الذي هو خدمة البيت قد يراه البعض شيئا يسيرا او شيئا صغيرا ؛ لكن عواقبه الحميده على نفسية الزوج حينما يخرج وهو يشعر ان بيته قد قامت برعايته والعناية به زوجه فيدخل وقد هيات له امورة وارتحات نفسه واطمان قلبه وكان ابعد ما يكون عن ما يشوش عليه او ينغص عليه ويوجب وقوع المشكلات بينه وبين اهله فلما تنكب النساء عن هذه الفطرة السوية اصبحت بيوت المسلمين كانها مهملة والرجل يدخل الى بيته فيرى امورا لا يسر بها الناظر ولربما ان الرجل بنفسه يقوم بكناسة بيته وغسل ثيابه وطهي طعامه حتى قال الامام ابن القيم-رحمه الله- : فان ترفهت المراة وقام الرجل بكنس بيته وطهي طعامه والعجن والخبز فذلك هو المنكر اي ذلك هو المنكر الذي لم ياذن الله به ، فالمراة تقوم بما فطرها الله عليه والرجل يقوم بما فطره الله عليه وليس من الفطرة ان الرجل هو الذي يخدم نفسه وهو الذي يقوم برعاية بيته . فان قالت المراة اخدم نفسك او افعل ما تشاء فقد كبرت كلمة تخرج من فمها حينما تخرج عن فطرتها وتبا لها من امراة تسيء الى بعلها وتنتزع الرضا منه الذي يكون سببا في دخول جنة الله- تعالى – قال- صلى الله عليه وسلم – : (( ايما امراة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) . فاذا اصبحت تحمله ان يقوم باعباء بيته وتكون مترفة في البيت منعمة او تطلب منه ان ياتي بمن يخدمه ويقوم عليه ولربما على وجه يوجب الفتنة له فذلك كله خلاف الفطرة ؛ لكن ان وجدت الامور التي تضطر المراة الى ان تطلب من يخدمها فحينئذ لا حرج ، ولذلك جاءت فاطمة-رضي الله عنها- تسال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – ان يعطيها خادم فقال- صلى الله عليه وسلم – : (( اولا ادلكما على خير لكم من خادم .. الحديث )) فهذا يدل على انه لا حرج ان تسال لكن اذا وجدت الضرورة ووجدت الحاجة ، اما ان تسال ذلك ترفها واستكبارا او ظنا منها انها ما خلقت لهذا او ان هذا ليس من شانها فهو خلاف فطره الله وخلاف العشرة بالمعروف التي ينبغي على كل مؤمنة ان تحفظها لبعلها هذه الامور كلها امور مهمة ينبغي على المراة ان تحفظها لبعلها وعلى المراة الصالحة ان تعلم انه لا اكمل من شرع الله ، ولا اكمل من دين الله وان من رضي بشرع الله- رضي الله عنه وارضاه- وانه فمنا سمعت من الدعوات او رات من العادات من التقاليد والعادات مما يخالف شرع الله او يتنكب عن فطره الله فانه لا تامن معه سوء العاقبة فمهما كان شيء طيبا في ظاهره لكن عواقبه وخيمة وما عليها لا ان تلتزم بهذه الامور التي عرفتها في فطرتها وعرفتها في هدي الصالحات من سلف هذه الامة التي كن يقمن على رعاية العشير واداء حقه على الوجه الذي يرضى الله-جل وعلا- . هذه الحقوق لا تستطيع المراة ان تقوم بها على وجهها الا اذا هيئت من نفسها امورا تتلخص فيما يلي : اولها : ان تسال الله- تعالى – ان يعينها على الوفاء بحق بعلها وان يعيذها من التقصير والاخلال بحقه ؛ لان الله -سبحانه وتعالى – رضي لها ان توفى لبعلها وكره لها ان تضيع حقه وتسال الله وتكثر من الدعاء ان يعينها الله على حقوق بعلها . ثانيا: ان تهيئ المراة من نفسها العوامل النفسية للاستجابة لاوامر الله فتعلم انها مامورة وانه مادام شرع الله يامرها بطاعة الزوج واعطاءه حق القوامة وانها مطالبة بعشرته بالمعروف ومن المعروف خدمته واستئذانه عند الخروج وحفظ حقوقه واماناته واسراره اذا علمت ذلك واطمانت بذلك فانها ستستجيب بمقدار ما يكون فيها من الايمان والظن بالمؤمنة انها تستجيب لامر الله ، ولذلك قال العلماء : ان الله صدر ايات الحقوق بقوله : { ياايها الذين امنوا } لانه لا يستجيب لامر الله على الكمال واتم الوجه مثل المؤمن . الامر الثالث : على المراة ان تعلم علم اليقين انها اذا قامت بهذه الحقوق لا تنتظر مكافاة من الرجل ولا تنتظر جزاء من الرجل ؛ ولكن ينبغي عليها ان تجعل نصب عينيها واكبر همها واعظم ما تطلبه رضوان الله- تعالى – عليها فما من مؤمنة تشعر انها تطلب رضوان الله الا وجدتها اخضع ما تكون لزوجها وقائمة بحقه على اتم الوجوه حتى حدث بعض الصالحين انه رزق بامراة لا تهنا ولا تقر الا بالقيام بحقه يقول حتى ربما اخطات عليها فتغير قلبي وانا المخطئ فلا تبيت الا وهي باكية تسالني ان اسمح عنها وهذا من قوة الايمان النفس المؤمنة اذا زكت وسمت واستجابت لله طامت واصبحت تحرص في جميع التصرفات والا حاسيس والمشاعر والكلمات كيف تلتمس مرضاة زوجها ليس هناك من غضاضة ان تخضعي للزوج وليس بنقص وليس بذله ولا بمهانة ؛ ولكنه والله كمال ورفعه وحسن توفيق من الله- تعالى – ليس ينقص والله كمال للمراة لانها فطره الله التي فطر الله الناس عليها وجبلهم على هذا فاذا كانت المراة تشعر من نفسها ان هذا ليس بنقص ؛ وانما هو كمال استجابت وارتاحت واطمانت بل وبادرت وكانت قوية النفس للاستجابة لامر الله- تعالى – في القيام بهذه الحقوق كذلك على المراة ان تهئ الاسباب التي تعينها للاستجابة ومن اعظمها قراءة سيره الصحابيات ونساء السلف الصالح لهذه الامة وما كن عليه من حسن تبعل للازواج والنظر فيما ورد في النصوص عن النبي- صلى الله عليه وسلم – من تحبيب المراة للقيام بحق الزوج وترغيبها في ذلك . كذلك ايضا مما يعين المراة على القيام بهذه الحقوق وادائها على وجهها المطلوب حسن النظر في العواقب الحميدة في الدين والدنيا وكيف ان بيتها يستقر وانها ترتاح وتطمئن ويرتاح زوجها ويطمئن بالقيام بهذه الحقوق ، والعكس بالعكس تنظر ايضا الى العواقب الوخيمة للعكس انها اذا ضيعت حق القوامة فانه سرعان ما يشعر الزوج انه ناقص واذا شعر بالنقص اخذ يكسر حده المراة والمراة تستعلي والرجل يصر حتى لربما كسرها فطلقها-والعياذ بالله- او لربما اقدم على ضربها حتى يشعرها انه اقدر منها على القيام بهذه الحقوق ويقول بعض العلماء : قل ان تجد مشكلة ضرب فيها رجل لامراته الا وجدت المراة فيها نوع ن الاسترجال ، ولذلك ينبغي للمراة ان تعلم ان تضييع الحقوق دائما ياتي باسوا العواقب وان الشر لا يطفا بالشر والسيئة لا تدفع بالسيئة ؛ وانما تدفع بالحسنة فالتفكير في مثل هذه الامور يعين المراة على اصلاح نفسها واصلاح حالها مع بعلها . ومن الامور وهو اخر ما توصى به المراة المسلمة عدم السماح للغير بالتدخل في شؤونها مع بعلها فان بعض النساء يحرضن البعض بالتمرد على الزوج والعصيان له وعدم القيام بحقوقه فقرين السوء عواقبه وخيمة فتتقى المراة التحدث مع النساء في امور بيتها وخصائص ما يكون من حالها مع زوجها فذلك ادعى لسلامتها وحسن العاقبة لها . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
- حديث لعن الله المراة المسترجلة
- يطأن فرشكم