الملخص
العاطفه الصادقه تطلق سهمها باكرا ,
ومره فالعمر هارييت فمطلع صباها عندما يغزو الفرنسي اندرية قلبها بسحر شخصيتة و وسامتة الفذه ,
ولكن ماذا تعرف عن حياته؟
قرر فجاه و دون سابق انذار ان يسدل ستارا كثيفا على قصة حبهما المتاججه ,
طاعنا اياها فالصميم بشكل لا يغتفر او ينسى.
لكن و راء اختفاء اندرية سرا عميقا اخفاة عنها منذ البداية ,
ولما التقتة مجددا بعد ثماني سنوات من الفراق المر ,
ظل محتفظا بصمتة امام اتهاماتها المهينه الشرسة.
لا شئ يغير ما حصل من قبل.
الماضي يقف جدارا بينهما.
وبما انها لم تقدر ان تثق فيه سابقا ,
كيف يمكنها ان تثق فيه الان؟
وفرضا انها توصلت الى كشف السر الدفين الذي يعذبها ,
هل تجد فنفسها المقدره على الغفران بعد طول كراهيه و حقد؟
1-بيت من الغبار
كان الباب مردودا فلم تحتج الى المفتاح ،
ولما دفعتة فاحت رائحه قويه من العفن و الرطوبه اثارت اشمئزازها كانها رائحه تفاح فاسد ،
لم تر من الاثاث سوي طاوله على جانبيها مقعدان طويلان من الخشب ،
وكرسى هزاز عتيق مهترىء قرب الموقد ،
المجلي المحفر رات فوقة حنفيه قديمة ،
اعتقدت ان موضتها اندثرت منذ سنين ،
وكانت ارضيه الغرفه الحجريه مغطاه باوراق شجر و بقايا ثانية دخلت و لا ريب من فتحات النوافذ ،
وفى الزاويه علامات تدل على ان مخلوقات غريبة احتلت المكان من قبل و خلفت به هذي النفايات ،
كان الهواء منعشا بالنسبة الى الحراره فالخارج ،
وبسبب قميصها الملتصق بظهرها العارق احست برعشه برد فجسمها ،
لم يكن المنزل نظيفا منذ استعمالة لاخر مره ،
وقد غطي رماد الموقد جميع شيء بطبقه خفيفه من الغبار.
احست هارييت خيبه تلسع قلبها ،
هل من المعقول ان تبقيا هنا ؟
ان المكان قذر و رطب ،
ثم ما ذلك الحفيف الذي تسمعة ؟
جرذان؟
وبحركة لا شعوريه ،
رفعت قدميها عن الارض بالتناوب ،
وتملكتها رغبه فان تطوى حافتى بنطلونها حول كاحليها !
اين المنزل الريفى النظيف الذي توقعتة ،
البيت الابيض الخلوى المشيد فو ادى دوردون الشهير بعرائش العنب و فطائر الباتية ،
حسبما جاء فكتيب الدعايه الذي اطلعت عليه؟
كيف ممكن ان يباع بيت =مهجور كهذا على اساس انه مكان صالح للسكن ؟
كيف جرؤ احد على ان يبيعها اياه؟
كانت ربما تركت سوزان فالسيارة لكنها سمعت خطواتها على الممر تقترب منها ،
فاستدارت اليها و هي تحاول اخفاء شيء من الحنق و الخيبه ،
لقد مرت سوزان بظروف عصيبه فالاسابيع الخيره ،
واملت هارييت الان ان لا يفسد منظر ذلك المكان جميع الجهود الطيبه التي بذلت من اجل راحتها ،
بدت فكرة ممتازه ان تصطحب ابنه اختها الى جنوب فرنسا لبضعه اشهر كى تغير جوها السابق كليا ،
وكانت بادره لطيفه من تشارلز ،
رب عملها ،
ان يمنحها هذي الاجازة ،
ولكن جميع ما ادخرتة من ما ل دفعتة ثمنا لهذا المكان ،
لكونها عولت على تاكيدات الوكاله فباريس بان ذلك المنزل الريفى فروشلاك يطابق المواصفات التي تريد ،
والان عندما اكتشفت الحقيقة المزيفه شعرت باهانه مرة.
و سمعت سوزان تقول بصوت متفائل:
” اهذا هو المكان؟”.
فاجابتها هارييت متنهدة:
” نعم ،
مع الاسف”.
تخطتها الصغيرة و وقفت بالباب تسالها:
” لماذا مع الاسف؟”.
نظرت اليها هارييت كانها لا تصدق ما تسمع و اشارت بيدها قائلة:
” هل السؤال ضروري؟”.
فردت سوزان ببساطة:
” صحيح انه قذر ،
لكن ذلك ليس مهما ،
اقصد اننا نستطيع تنظيفة بسرعة”.
علقت هارييت بصوت خائب.
” انه رطب !
الا ترين هذي البقع على الحائط؟
اننى اخاف التفكير بالذى ينتظرنا فالطابق العلوى !
وبالنسبة الى الاثاث..”.
اجتازت سوزان ارض الغرفه دون ان تبالى باحتمال وجود ضيوف غير مرغوب فيهم ،
وسالتها:
” هل تجولت فالداخل؟”.
بعدها فتحت بابا لم تنتبة الية هارييت و اردفت:
” هذي غرفه الجلوس ،
هل تدعي ايضا بالفرنسية؟”.
اجابت هارييت اليا:
” يدعي الصالون”.
بعدها نظرت حولها و اجمه ،
واردفت:
” سوزان ،
انتبهى اين تضعين قدميك ،
سمعت خشخشه عندما دخلت”.
” لعلها فئران الحقل التي من عادتها احتلال البيوت المهجوره ،
اين الدرج؟”.
” اوة سوزان !
لا عرف!”.
تنهدت هارييت اخرى تنظر حولها حائره بعدها قالت حانقة:
” انها غلطتى و حدى ،
كان يجب ان اصر على معاينه ذلك المكان قبل ان اصرف فلسا واحدا ،
انتظرى ما سوف افعل بالسيد فروند عندما امسك فيه !
لا اعتقد انه ذهب فحياتة الى ابعد من جنوب اورلينز”.
عادت سوزان الى المطبخ و قالت تواسيها:
” لماذا تغضبين كذا يا هارى ؟
هنالك مقعدان لائقان فالداخل و طاوله زينه ،
لسنا فاخر الدنيا ،
اعتقد انه بيت =جميل ،
يمكنك ان تشاهدى الحديقه خلف المنزل ،
كما يوجد جدول……..”.
فقاطعتها هارييت :
” اتصور انها مغموره بالاعشاب البرية..
ولا تنادينى هاري!”.
ابتسمت سوزان ابنه الرابعة عشره و ربما بدا النمش و اضحا فشحوب و جهها ،
فالاسابيع القليلة الماضيه سلبت لونها الشاحب اصلا ،
وسر هارييت جدا جدا ان تراها تبتسم كذا ،
اذا كان المنزل يثير بها هذي الحماسة،
لا ممكن ان يصبح شيئا الى ذلك الحد”.
و قالت سوزان تعلق على اعتراض خالتها السابق:
” انت لا تحبين ان اناديك خالتي هارييت ،
اليس كذلك؟”.
فانفرجت اسارير خالتها و قالت باسمة:
” ذلك صحيح ،
انما اروع ان تنادينى باسمى مجردا ،
هارييت فقط “.
” حسن ،
انت من اليوم فصاعدا هارييت فقط!”.
فضحكتا معا و اردفت سوزان بصوت مرتجف بعض الشيء:
” لنتكلم جديا ،
البيت ليس سيئا كما تتصورين ،
اننى احبة و ربما سئمت الاجواء الثانية التقليدية”.
تشاغلت هارييت بتفحص ما حولها لتعطى سوزان و قتا تتغلب به على حزنها العابر ….
كانت هنالك ابواب ثانية ففتحت احدها بوجل ،
وتنفست بارتياح حين رات درجا خشبيا يتعرج الى الطابق العلوى ،
اعلنت بجفاف و هي تصعد اول درجة:
” و جدت السلم!”.
كان بلا درابزين و الدرجات عاليه جدا جدا ،
مما جعل هارييت تستبعد فكرة تغطيتها بالسجاد ،
لكنها كانت متينه على الاقل توصل الى شقه مربعه ذات سقف ينحدر بشده فاتجاة نوافذ صغار فيما الارضيه الخشبيه خشنه و غير متساويه ،
كانت هنالك هيكليه سرير متداعيه و دعاسه باليه ،
ومنضده قديمة للاغتسال عليها طشت و ابريق مشقان ،
رائحه الفاكهه الفاسده كانت احسن هنا ،
وحراره الشمس تحرم الغرفه من الهواء و تلفها بجو خانق قابض للنفس.
و خيل الى هارييت ان النوافذ سليمه على الاقل ،
لكنها عندما حاولت فتحها استعصي عليها هذا بسبب خشبها المنتفخ.
سوزان تبعتها الى فوق ،
وسمعتها تهتف ملهوفة:
” انظري!
يوجد فراغ فالسقف كانة عليه ،
وهنالك باب خفي”.
نظرت هارييت حولها بضيق و هي تلف شعرها الطويل الفاتح حول اذنيها بيد لا مبالية.
كانت سوزان تومىء الى فتحه مربعه فالسقف المفتت ،
فلمحت هارييت سلما خشبيا مسنودا على الحائط قرب السرير ،
تركت النافذه العنيده و اقتربت لتقف تحت الفتحه ،
لكنها قطعت على سوزان رغبتها فمواصله الاستكشاف ،
اذ نظرت الى ساعتها و قالت:
” قاربت الساعة الخامسة الا ربعا ،
اذا اردنا قضاء الليل هنا ،
وانا لست متاكده من صواب هذا ،
يجب ان ننشط لتنظيف الطابق السفلى و ترتيبة “.
حدقت اليها سوزان قائلة:
” هل تفكرين فالرحيل؟”.
فردت هارييت بهدوء:
” ليس ذلك بالضبط ،
لكن عليك ان تعترفى بان المكان ليس كما توقعنا ان يكون”.
” لا يهمني”.
” تقولين هذا لانك…..”.
” بل اعنى ما اقول ،
فهي مغامره بالنسبة الى و ربما نمت فاماكن اسوا يا الهى ،
عندما ذهبت الى مخيم الكشافة”.
فقاطعتها خالتها بحزم:
” انا لم انفق الاف الفرنكات لاحصل على بيت =كهذا لا يصلح الا كمضرب للخيام!”.
و حين رات و جة سوزان يتقطب اضافت بسرعة:
” قد استطعنا ان نفعل شيئا بشان المنزل ،
لكن بالنسبة الى الليلة فيجب ان نجد نزلا ننام به ريثما يتسني لى الاتصال بالسيد فروند…”.
زمت سوزان شفتيها و اعترضت بامتعاض:
” لكننا قررنا ان نخيم هنا !
واحضرنا اكياس نومنا”.
فقالت هارييت تذكرها و هي تشير الى خلف:
“كما تلاحظين يوجد سرير واحد و لا اسمح لكلب بان ينام على هذا الفراش ،
كما ان الهواء فاسد و يجب فتح النوافذ مدة كافية”.
تجاهلت نظره الضياع التي ارتسمت فعيني سوزان ،
وهبطت السلم و هي تحدث قرقعه على الدرجات بنعليها المصنوعين من الفلين ،
ودخلت المطبخ حيث الهواء اكثر نقاوة.
لحقت فيها سوزان و تفقدتا الغرفه معا ،
وعادت هارييت تقول باصرار :
” يجب ان تعترفى بانه رهيب !
“.
فاحنت سوزان كتفيها و سالت:
” اين سنمكث اذن ؟
وماذا ستقولين عندما تكلمين السيد فروند؟”.
هزت هارييت راسها فهي نفسها لا تعرف ماذا ستقول … هل تقدر ان تسترد بعض المال المدفوع ؟
انها تشك فذلك ،
اذ كان عليها ان تتفقد الxxxx قبل شرائة ،
ولا تسمح لنفسها بان تنخدع باساطير دعائيه عن الكرمه و القصر ،
وامسيات الاسترخاء على ضفاف النهر و هي ترشف الشراب المثلج.
و قالت بصدق:
” لا اعرف الان كيف ساتصرف”.
لاحظت الغبار الذي لطخ قميصها و عبرت الغرفه بحذر على الارض المليئه بالحفر ،
وخرجت الى ضوء الشمس تتنفس بعمق ،
ثم فكت زرا ثانيا اظهر عمق فتحه صدرها التي ما جرؤت على عرضها و هي فبلدها.
كانت السيارة متوقفه على الدرب و راء السياج الشائك المحيط بالحديقه ،
والهدوء شاملا و الوقت يؤذن بالغروب ،
ولدي اقترابها من ممر مظلل بالاشجار احست نشوه كالتى تحسها سوزان ،
ولكن حتي هذي الفسحه الاماميه من الحديقه كانت تنبت بها الاعشاب و الشجيرات بفوضويه ،
وما بدا لها عملا بسيطا قبل هنيهه اتخذ الان ابعادا كبار ،
فجدران البيت بحاجة ب الى طلاء اضافه الى التصليحات الثانية ،
وما كان اغباها عندما سمحت للورد و المتسلقات ان يعميا بصرها عن ذلك الواقع ،
اجل ،
لم تلحظ الاعشاب التي تصل حتي الركب ،
ولا الاشواك الخانقه او العليق المهدد بخدش الارجل.
و سالتها سوزان بلهفه و هي تدير المفتاح فالقفل الصدىء:
” سنعود الية ،
اليس كذلك؟”.
رمقتها خالتها باسي و قالت:
” سنضطر الى هذا على الارجح ،
او ربما نعود الى بلدنا”.
ارتجفت شفتا سوزان و قالت متوسلة:
” لن تفعلى هذا … اقصد انه لا يجب ان نفعل ذلك..”.
قطبت هارييت باذعان و قالت موافقة:
” سنعود على الارجح ،
هيا بنا ،
انا عطشي ،
هنالك علبه من عصير الليمون فالسيارة على ما اظن”.
احست هارييت بمزيج من التعب و التشاؤم ،
كانت تقود السيارة منذ الصباح الباكر و الشوق يحثها على الوصول الى و جهتهما المنشوده ،
لكن جميع امالهما فقدت رونقها ،
وحتي استياؤها من السيد فروند تحول الان الى غضب على نفسها ،
متي ستتعلم ان الناس ليسوا دائما كما يبدون؟
تقاسمت علبه العصير مع سوزان متظاهره باهتمام لم تكن تشعر فيه اطلاقا ،
استعانت بالخريطه التي فردتها على مقود السيارة و قالت و هي تشير بدقه الى مكانهما:
” نحن الان على بعد ثلاثين كيلومترا من بيناك و اظنها اقرب مدينه الينا ،
لكن القريه اقرب طبعا و تدعي روشلاك ،
هل علينا برايك ان نحاول ايجاد مكان فيها؟”.
اجابتها سوزان:
” بكل تاكيد”.
- ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻪ ﺃﻟﺼﺎﺩﻗﻪ ﺗﻄﻠﻖ ﺳﻬﻤﻬﺎ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻭ ﻣَﺮﻩ ﻓﻰ ﺃﻟﻌﻤﺮ ﻫﺎﺭﻳﻴﺖ ﻓﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺻﺒﺎﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺰﻭ ﺃﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﻧﺪﺭﻳﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﺴﺤﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭ ﻭﺳﺎﻣﺘﻪ ﺃﻟﻔﺬﻩ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫَﺍ ﺗﻌﺮﻑ ﻋَﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺮﺭ ﻓﺠﺎﻩ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻧﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺪﻝ ﺳﺘﺎﺭﺍ ﻛَﺜﻴﻔﺎ ﻋﻠَﻲ ﻗﺼﺔ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﺃﻟﻤﺘﺎﺟﺠﻪ ﻃﺎﻋﻨﺎ ﺃﻳﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﺃﻟﺼﻤﻴﻢ ﺑﺸَﻜﻞ