افضل مواضيع جميلة بالصور

ما يصح اخفاؤه عن الزوج


هل يجب على المراة ان تخبر زوجها عن كل شيء؟

 

السؤال اعلاه ليس استفتاء ب “نعم او لا”، وانما تفسير وتحليل سبب الرفض او القبول، ومبرراته، وتداعياته، وابعد من ذلك تاثيراته العاطفية على الزوجين، والاسرة عموما.. ويبقى السؤال ايضا مراجعة لواقع لم يعد كما كان، او يكون، وربما لن يكون اذا استمر الحال على ما هو عليه.

وجهة نظر محايدة بين من يؤيد ان تخبر المراة زوجها عن كل شيء، وبين من يرفض ذلك؛ وهي ان يكون هناك معايير وشروط للحديث؛ اهمها تقدير المصلحة، وان لا تكون القصة سببا للاختلاف او الفراق، كذلك ان تكون باسلوب غير مباشر، او مؤثر، او محبط للرجل، او اثارة شكوكه.

اسرار خاصة

وذكرت “منى يحيى” انه من غير الواجب ان تسرد الزوجة كل ما يحدث لزوجها، خاصة الامور البسيطة التي لو علم بها لتحولت الى مشكلات هم في غنى عن تبعاتها، وكذلك اسرار الزوجة الخاصة قبل ان تقترن بزوجها التي لا يجب ان يطلع عليه، ومن الطبيعي ان يحتفظ كل منهم باسراره لنفسه قلت ام كثرت.

وبينت “ابتهال سالم” انها تستطيع تحمل تبعات المواقف الحياتية البسيطة ولن تخبر بها زوجها، وتحاول معالجة المواقف بمفردها؛ لانها تود التخفيف عنه من اعبائه داخل البيت وخارجه، متمنية من كل زوجة تطبيق ذلك حتى تصل باسرتها الى بر الامان، اما ان كان ما تود اخفاءه سيلحق الاسرة بالضرر او على الزوجة او احدهما او كلاهما فعند ذلك لا يجب عليها ان تكتم عنه هذا الامر، ولذا يجب ان لا تفصح المراة عن كل شيء.

كيان الاسرة

ولفتت “اميمة سليمان” الى انه على الزوجة اخفاء امور محددة عن زوجها، خصوصا اذا ارتبطت بالعلاقات الاجتماعية وعلى راسها علاقة الزوجة باهل زوجها، والمواقف التي تحدث في غياب الزوج، والتي يمكن للزوجة اخفاءها منعا للمشاكل التي قد تنقلب على راس الزوجة احيانا ويزداد معها الامر تعقيدا ان هي افشتها، الى جانب الامور المتعلقة بينها وصديقاتها ولا تشكل اهمية لدى الزوج وغير مرتبطة بلب حياتهم الزوجية، ولا تمس كيان الاسرة باي شكل من الاشكال.

ونوهت “احلام العبدالعزيز” ان من حق الزوجة الاحتفاظ بقدر يسير من المعلومات او الامور التي قد تثير الزوج، سواء كانت امورا تخصه او تخص اولاده، فاحيانا تضطر الزوجة لان تخفي عن زوجها بعض السلوكيات الصادرة من ابنتها؛ نظرا لحساسية المشكلات المتعلقة بالبنات، الى جانب محاولة منها لاصلاح الاعوجاج بمفردها حتى لا تتسع دائرة المشكلة بالمنزل، ولكن بمجرد ان ترى في نفسها عدم القدرة على الاصلاح بمفردها عند ذلك لا بد من الافصاح للزوج لمشاركة الام، فتدخله في هذه الحالة مطلوب، مبينة انه من المهم ان لا تخفي الزوجة امرا تعلم باهميته لدى الزوج او حرصه على تتبعه وتطوراته، حيث سيدرك اخفاءها له، وعندئذ قد يؤدي غضب الزوج الى عواقب وخيمة.

امور صحية

وايدت “اماني المعجل” فكرة كشف كل ما تمر به وما يعترضها من امور صغيرة كانت ام كبيرة لزوجها؛ خوفا من ان يكشف ما سترته عنه، فتهتز ثقته بها، مبينة انها اعتادت على ذلك واعتاد زوجها منها على سرد كل صغيرة وكبيرة.

ورات “بتول خالد” انه الزوجة يجب ان تخفي عن الزوج بعض الامور او الاسرار الخاصة التي حدثت قبل الزواج كعلاقة عاطفية او ما شابهها، اما غير ذلك من امور فمن مصلحتها ان لا تخفي عن زوجها، معتبرة انه من الخطا اخفاء الزوجة امورا هامة تتعلق بصحتها معتقدة ان ذلك ليس بذات اهمية او مشاكل مالية شعرت معها بمازق، فمن الخطا التستر عليها، بل من الواجب عليها الافصاح بذلك، اذ قد يؤدي حجبها عن زوجها الى عواقب وخيمة لا سمح الله.

زوج شكاك!

واوضحت “نجود الحميدان” ان ذلك يعتمد على حسب طبيعة الزوج، فاذا كان من النوع المتفهم لا تمانع ان تسرد عليه الزوجة كل تفاصيل حياتها، رافضة فكرة ان تخفي المراة عن زوجها ايا من امورها، خاصة اذا كان شكاكا؛ لان اخفاء الاسرار سيزيد من شكوكه، وفي هذه الحالة يجب ان تكون واضحة دائما وشفافة باستمرار، حتى لا تدع مجالا للشكوك عندما يصل الى مسامعه الامر الذي اخفته عنه، وربما يكون بطريقة مشوهة، معتبرة ان مكاشفة الزوج بكل شيء امر طبيعي، الا اذا كانت امورا تتعلق بالماضي ولاعلاقة للزوج به.

صفو الحياة

واشارت “زينب الفراج” الى ان الحياة الزوجية يجب ان تستند على الصدق والوضوح من كلا الزوجين، ولكن هناك بعض الامور التي يجوز للمراة اخفاؤها عن زوجها، كان يكون فيها عيب قد لا يلاحظه الزوج وتستطيع اخفاؤه؛ حتى لا يؤدي ذلك الى نفور الزوج منها، وهناك امور يحق لها ان تخفيها كالاعمال الصالحة من صدقة وغيره، او امور الحياة الاعتيادية التي لا يلقي الزوج لها بالا، او فيما يتعلق بماضي الزوجة الذي لا علاقة له بحياتها مع زوجها، كما يحق لها ان تخفي عنه معصية بينها وبين الله فعلتها وندمت عليها فلا داعي لذكرها فقد تثبت في ذهن الزوج، اما ان كانت تعلم بان من الامور ما يهتم لها الزوج ولو كانت في نظر الزوجة امورا تافهة فيجب مصارحة الزوج بها؛ لانها تهمه واخفاؤها سيعكر صفو حياتهما.

عصبية الرجل

وقال “عبدالرحمن القراش” -عضو برنامج الامان الاسري الوطني-: “من السهل ان تظهر العادات السيئة في العلاقة الزوجية، ولكن من الصعب جدا ان تعالج اثارها السلبية، لذا من المهم ان نراقب تصرفاتنا ونسيطر عليها ونحاول التخلص من هذه العادات السيئة قبل ان يصبح من المستحيل علاجها، هناك حقيقة لا تقبل الجدل وهي ان الغضب والعصبية لا يفرزان الا الضغينة، وهما نار تحرق العقل وتسحق البدن”، لافتا الى طبيعة بعض الرجال، حيث ان منهم من يكون اكثر غضبا وعصبية لكونه اكثر احتكاكا بالمحيط الخارجي من المراة، والبعض من الرجال دائما وابدا يحضرون الرواسب الخارجية للبيت فتستقبله زوجته باحاديث وطلبات وامور من المفترض اخفاؤها مؤقتا او اخفاؤها عنه جملة وتفصيلا لكونها تسبب توترا للرجل، فلا نستغرب انه سينفجر في تلك المسكينة التي تنتظره ليحرق اعصابها اكثر مما هي محروقة من ضغط العمل البيتي، وتربية الاطفال، ومشاكل الاقارب والجيران، فتندلع الشرارة الاولى بوجهها ثم تحدث الكارثة اما بضرب، او طرد، او طلاق.

حرية شخصية

واضاف “القراش”: “على المراة تقدير كل الامور بميزان العقل بحكم معرفتها بزوجها، فليس كل شيء تعرفه الزوجة يجب عليها ان تتفوه به للزوج، وليس من حق الزوج اجبارها على الحديث عن كل شيء من خصوصياتها او خصوصيات اهلها او النساء اللواتي تعرفهن او ما يدور في مجالسهن؛ لان ذلك من قلة المروءة، فيجب ان يتم من بداية الزواج الاتفاق على ايجاد مساحة من الحرية الشخصية، بحيث لا تؤثر على العلاقة بينهما ومن سمات تلك الحرية عدم الحديث عن الخصوصيات التي من حق كل طرف الاحتفاظ بها، كما يجب على المراة ادراك طبيعة زوجها، فان كان من النوع العصبي فلا تحاول فتح اي من الموضوعات حتى تعلم ان ذهنه صافيا؛ كي لا تحرك المياه الراكدة، فيهيج عليها غضبه بسبب عفويتها وطيبتها”.

 

السابق
نص الاستبداد والعلم
التالي
مسكات عرايس باللون البنفسجي