الا ان الله يغار

يغار ان الله الا 20160915 2796

لسؤال: هنالك قصيده نظمها احد الشعراء فالدفاع عن ام المؤمنين عائشه رضى الله عنها ،

ورد فيها: ربما غار ربى فحليلة احمد .
.
وانا على عرض النبى اغار فهل يجوز كهذا الكلام فحق الله عز و جل ؟

وايضا هنالك بعض القصائد فمدح النبى صلى الله عليه و سلم احس انها لا تليق ،

مثلا : ” طيفك يداعب خيالى ” و هي انشودة منتشره فالاسواق ،

فهل يجوز كهذا ؟

.
وبارك الله فيكم .

الحمد لله


اولا:


منهج اهل السنه و الجماعة فباب صفات الله تعالى قائم على امور ،

من اهمها :


1.
انها صفات توقيفيه لا يجوز لاحد ان يثبتها من غير الكتاب و السنه ،

فلا يوصف الله تعالى الا بما وصف فيه نفسة ،

او و صفة فيه رسولة صلى الله عليه و سلم .



2.
ان لها من المعاني ما يليق بجلال الله تعالى و عظمتة ،

فتعلم معانيها و يجهل كيفياتها .



3.
انة يؤمن بمعانيها من غير تحريف و لا تمثيل و لا تكييف و لا تعطيل .



و انظر جوابي السؤالين ( 72318 ) و ( 39803 ) .

ثانيا:


ثبتت صفه ” الغيره ” لله تعالى فصحيح السنه ،

ومما جاء فذلك :


1.
عن ابي هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال ( ان الله يغار و غيره الله ان ياتى المؤمن ما حرم الله ) رواة البخارى ( 4925 ) و مسلم ( 2761 ) .



2.
عن المغيره قال : قال سعد بن عباده : لو رايت رجلا مع امراتى لضربتة بالسيف غير مصفح فبلغ هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( اتعجبون من غيره سعد ،

والله لانا اغير منه ،

والله اغير منى و من اجل غيره الله حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ) .



رواة البخارى ( 6980 ) و مسلم ( 1499 ) و عندة زياده بلفظ ( و لا شخص اغير من الله ) .



3.
عن عائشه انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا امه محمد و الله ما من احد اغير من الله ان يزنى عبدة او تزنى امتة يا امه محمد و الله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ) .



رواة البخارى ( 1044 ) و مسلم ( 901 ) .



قال شيخ الاسلام ابن تيميه – رحمة الله – :


” و غيره الله ان ياتى العبد ما حرم عليه ،

وغيرتة ان يزنى عبدة او تزنى امتة … .



الغيره التي وصف الله فيها نفسة : اما خاصة و هو ان ياتى المؤمن ما حرم عليه ،

واما عامة و هي غيرتة من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن” .

انتهي من ” الاستقامه ” ( 2 / 9 – 11 ).


و قال ابن القيم – رحمة الله – : ” الغيره تتضمن البغض و الكراهه ،

فاخبر انه لا احد اغير منه ،

وان من غيرتة حرم الفواحش ،

ولا احد احب الية المدحه منه ،

والغيره عند المعطله النفاه من الكيفيات النفسيه ،

كالحياء و الفرح و الغضب و السخط و المقت و الكراهيه ؛

فيستحيل و صفة عندهم بذلك ،

ومعلوم ان هذي الصفات من صفات الكمال المحموده عقلا و شرعا و عرفا و فطره ،

واضدادها مذمومه عقلا و شرعا و عرفا و فطره ؛

فان الذي لا يغار بل تستوى عندة الفاحشه و تركها : مذموم غايه الذم مستحق للذم القبيح ” انتهي من ” الصواعق المرسله ” ( 4 / 1497 ) .



و قال الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمة الله – :


” المحال عليه سبحانة و تعالى و صفة بالغيره المشابهه لغيره المخلوق ،

واما الغيره اللائقه بجلالة سبحانة و تعالى فلا يستحيل و صفة فيها ،

كما دل عليه ذلك الحديث و ما جاء فمعناة ،

فهو سبحانة يوصف بالغيره عند اهل السنه على و جة لا يماثل به المخلوقين ،

ولا يعلم كنهها و كيفيتها الا هو سبحانة ،

كالقول فالاستواء و النزول و الرضا و الغضب و غير هذا من صفاتة سبحانة ،

والله اعلم ” .

انتهي من تعليق الشيخ ابن باز على ” فتح البارى ” لابن حجر ( 2 / 531 ) .



و قال الشيخ عبدالله الغنيمان – حفظة الله – فالتعليق على حديث ( و غيره الله ان ياتى المؤمن ما حرم الله ) – : ” و معناة : ان الله يغار اذا انتهكت محارمة ،

وليس انتهاك المحارم هو غيره الله ؛

لان انتهاك المحارم فعل العبد ،

ووقوع هذا من المؤمن اعظم من و قوعة من غيرة .



و غيره الله تعالى من جنس صفاتة التي يختص فيها ،

فهي ليست مماثله لغيره المخلوق ،

بل هي صفه تليق بعظمتة ،

مثل الغضب ،

والرضا ،

ونحو هذا من خصائصة التي لا يشاركة الخلق بها ،

وقد تقرر انه تعالى ليس كمثلة شيء فذاتة ،

فايضا فصفاتة ،

وافعالة ” .

انتهي من ” شرح كتاب التوحيد من صحيح البخارى ” ( 1 / 287 ) .

ثالثا:


اذا علم معني الصفه العظيمه المتصف فيها ربنا تعالى و هي الغيره : يتبين ان استعمالها فيما سال عنه الاخ السائل صحيح ،

وفى سياق حديث سعد بن عباده رضى الله عنه فان الغيره ” تتضمن الغضب لانتهاك الحرمه ،

والله سبحانة يبغض ما حرم ،

ويغضب اذا انتهكت حرماتة ” – كما جاء ف” تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك على المخالفات العقديه ففتح البارى ” رقم ( 55 ) – ،

ومما لا شك به ان التعرض للنبى صلى الله عليه و سلم فعرضة بالطعن بقذف زوجتة الصديقه عائشه رضى الله عنها ،

هو من اعظم الذنوب التي يغار الله تعالى لاجلها ،

والله تعالى يغار على رسلة الكرام عليهم السلام و لذلك لم يتعرض لهم احد الا خذل و قصم ،

ويغار على اوليائة و اصفيائة و لذلك فانه تعالى قال ( من عادي لى و ليا فقد اذنتة بالحرب ) ،

ويغار الله تعالى على شرعة و على محارمة ان تنتهك و لذلك فانه تعالى توعد العصاه بالعذاب و تعجل عقوبه بعضهم فالدنيا ليكونوا عبره لغيرهم ،

وكل هذا من الغيره اللائقه بجلالة سبحانة و تعالى .



و قول الشاعر ” غار بها ” هو بمعني ” غار لها ” ،

وحروف الجر تتناوب عند طائفه من ائمه العربية ،

وقد استخدم مثلها ائمه الاسلام من اهل السنه .



قال الامام ابن كثير – رحمة الله – :


” و لما تكلم بها اهل الافك بالزور و البهتان غار الله لها فانزل براءتها فعشر ايات من القران تتلي على تعاقب الزمان ” انتهي من ” البداية و النهاية ” ( 8 / 99 ) ،

وينظر : ( 3 / 334 ) .

واما بخصوص جمله ” طيفك يداعب خيالى ” المقوله فحق النبى صلى الله عليه و سلم فلم نر بها ما ينكر ،

وان كان غيرها اقوى منها ،

والبعد عنها اولي ،

لئلا يختلط الامر بكلام العشاق و اشباههم ،

فهي اشبة بذلك ،

واقرب الية .



و انظر فاقسام مدح الرسول صلى الله عليه و سلم جواب السؤال رقم ( 112152 ) .

والله اعلم

 

  • ان الله يغار
  • شرح حديث إن الله يغار و غيرة الله أن ياتي المؤمن ما حرم الله


الا ان الله يغار