الرحلة ان ويل

ويل ان الرحلة 20160916 5365




الرحلة

بدا الدكتور سترانسوم ضاحكا من احساسها بالذنب

-لست بالضبط من الوزن الثقيل.
خذى لفافه لتهدئه اعصابك ففجوات الهواء هذي تثير الاضطراب فرحله الطيران الاولى.


-لا شكرا.
لا اذخن.
كيف عرفت انها رحلتى الاولى؟


-كنت تنتظرين الاقلاع و كانك تواجهين فرقه الاعدام.


احمر و جهها.
هل كان اضطرابها باديا بهذا الوضوح؟
وتابع قائلا


-لاعليك.
كلنا نشعر بالخوف فالمره الاولى.


و قبل ان تتمكن من متابعة المقال التقط كتابة الذي اوقعة بسقوطها المفاجئ و بدا يقلب الصفحات بحثا عن المكان الذي وصل اليه.


ليس بحاجة لان يخرج عدم رغبتة فالكلام الى هذي الدرجة.
كم انه فظ…


بعد منتصف الليل بقليل هبطت الطائره فمطار روما حيث كانت تنتظرهم القهوه الساخنه و وجبه اكل خفيفه معظم السيدات و معهن فيفيان اصطففن امام اكشاك التذكارات حيث تباع مناديل الحرير و كنزات الكشمير و زينه الفسيفساء الايطالية.


فالطائره جلس المسافرون لقضاء ما تبقي من الليل كانت المقصورة مريحه فظل الانوار الخافته نزعت فيفيان حذائها و التحفت بالغطاء الخفيف الذي زودتها فيه المضيفه تمنت الا تكون تنورتها مدعوكه كثيرا فالصباح بعدها تذكرت انهم سيصلون الى ساحل لبنان المشمس و انه باستطاعتها ان تلبس فستانها الصيفي المطوى فحقيبه يدها.


كانت البارحه تتقلب على سريرها الضيق فالبيت… لم يكن بيت =خالتها بيتها فعلا فقد و صلتة فالعاشرة من عمرها و مذ ذاك لم يزل استغرابها اذ كانت دخيله و دائما غريبة و مدركه بانها قريبه فقيرة.


لقد و لدت فالريفيرا و اولي ذكرياتها تحمل زرقه السماء و نور الشمس و عبير الازهار متدفقا من الهضبه التي تعلو الفيلا البيضاء كانت طفولتها حره تماما فمايكل و ايموجين كونيل المتحابان كانا بمثابه اخ و اخت لها و عندما بلغت العائره من العمر قتلا فحادث سيارة مروع و قبل ان تستفيق من تاثير خسارتها الفظيعه جاءت خالتها السيده كونستانس سينكلير و هي امرأة انكليزيه بغيضه متوسطة العمر الى الفيلا و انتزعت فيفيان لترميها فكاله انكلترا الرماديه الرطبة فمنتصف الشتاء.


و منذ هذا الحين تغير جميع شيء حيث عقص شعرها المتمرد العسلى فجديلتين و استبدل الشورت و حذاء الرياضه ببزه رياضه بحريه قبيحه و بحذاء متين للسير و ارسلت الى مدرسة داخلية شهيره حيث تقيم جوديت و ما رغريت ابنتا خالتها.
بعد الحريه المطلقه التي عرفتها اصبحت حياة النظام الصارم الجماعيه عاملا مطهرا فتحولت من عفريت صغير ضاحك يضج بالحياة الى بائسه صغار شاحبه الوجة معقوده اللسان.
اما ايام الاعياد فكانت اسوا.
فبنتا خالتها تعذبانها دون رحمه بينما السيده سينكلير تؤنبها باستمرار لمختلف المخالفات غير المقصودة.
وجائت الضربه الاخيرة حيت قيل لها اباها الرائع و هو و غد و مبذر و فق مقاييس سينكلير و عندما هبت فيفيان للدفاع عنه منعتها خالتها من ذكر اسمه.


قالت لابنه اختها بقساوة


-اتمني ان نتمكن يوما القضاء على الخصال المؤسفه التي ربما ترثينها عنه الان اذهبى الى غرفتك و حاولى الا تكررى كهذه التصرفات المعيبة.


و سرعان ما ادركت فيفيان انه لا جدوى من مقاومه اراده خالتها الصلبة.
عندما غادرت المدرسة كان الرضوخ ربما اصبح امرا اعتياديا بحيث لم تعترض على تجاوز الخاله كونستانس لاقتراحها التدرب على مهنه ما و قبلت ان تتعلم ان تتعلم قياده السيارات و الطباعه على الاله الكاتبه و العمل كسكرتيره للسيده سنكلير لكنها تحت مظهرها الهادئ المطيع كانت تتوق ضمنا لليوم الذي ستتمكن به من التخلص من سيطره خالتها.


عندما جائت الفرصه اخيرا فشكل رساله من محام كادت لا تصدق فعرابها جون كاننغهام الذي لم ترة منذ كانت فالسابعة توفى تاركا لها مبلغا محترما من المال و ارثا فالطرف الاخر من العالم.


و لدي اعلان فيفيان قرارها بزياره ملكيتها ظنت عائلة سينكلير انها تمزح و عندما ادركوا انها جاده دهشوا و لم يصدقوا ان تفكر قريبتهم الهادئه الخنوعه بالسفر مسافه ثمانيه الاف ميل لتفحص بيتا متداعيا تركة لها عجوز غريب الاطوار و ذو سمعه مشبوهه و ربما ادهشهم اكثر التصميم الذي ابدتة فالتمسك بمشاريعها حيال اعتراضاتهم.


اخيرا اصدرت الخاله كونستانس انذارا و اعلنت


-اذا استمريت بمشروعك المجنون ذلك يا فيفيان احذرك باننى لن استمر فاعالتك.
انا مندهشه للكيفية الانانيه التي تهزئين فيها من رغبتي.
اذا رحلت الان فلا مجال للعودة.


و بالتهور الذي كان من خصائص و الدها المؤسفه اجابتها فيفيان


-حسنا خالتي يؤسفنى ان يصبح ذلك هو شعورك لكنى ساذهب الى الملايو بالرغم مما سيحدث.


الان و هي مستلقيه فالمقصورة المطفاه و ربما انجزت الجزء الاول من رحلتها الطويله تسائلت عما اذا كان تمردها على خالتها ضربا من الجنون فجزء كبير من المال الذي تركة عرابها انفق على تذكره سفرها الى سنغافوره و ما تبقي منه لن يكفيها الى الابد بامكانها ان تبيع الملكيه و لكن قد كانت قيمتها قليلة و فهذه الحال ستضطر للعوده الى انكلترا و ايجاد طرق لتامين معيشتها امر واحد يبقي اكيدا و هو انها لن تلجا ابدا لعائلة سينكلير لمساعدتها .

كانت تعرف انها مدينه لهم لاستقبالها فبيتهم و لكن مع انهم اطعموها و كسوها و علموها فلم يحبوها يوما او حتي استلطفوها.


و فيما النعاس يتملكها فكرت ان ما تقوم فيه هو مقامره مجنونه سوف تخسرها على الارجح لكن ما يكل كان مقامرا و كان يقول دوما اذا لم تغامر ابدا فلن تربح ابدا اتسائل لماذا ترك لى العراب جون المنزل؟
ربما لم يكن هنالك احد غيري.


استيقظت على نور الصباح الباهت يتسلل عبر الستار جلست بتلهف و ازاحت الستار جانبا.


حركة و رائها جعلتها تلتفت فرات الدكتور سترانسوم يستيقظ خمنت عمرة بخمسه و ثلاثين او سته و ثلاثين عاما و لكنة بدا اصغر حين ابتسم و مع انه مدخن مدمن فقد بدت اسنانة ناصعه البياض بالمقارنة مع لون بشرته.


فغرفه السيدات غسلت و جهها و استبدلت ملابسها بفستان من الكتان البيج و لما خرجت الى الممر رات معظم الركاب الاخرين يستيقظون نساء قليلات نزعن تبرجهن الليل الفائت لذا بدون كالحات الوجوة فشعرت فيفيان بالامتنان لان و جهها رائع بطبيعته.


الذكتور سترانسوم عاد الى مقعدة و نزع الجاكيت و رفع كمية فاشتمت نفحه خفيفه من صابون الحلاقه بعد الفطور بقليل بدات الطائره تهبط تمهيدا للنزول فبيروت و لدي اجتيازهم المسافه المكشوفه فضوء الشمس الساطع بدا من غير المعقول انهم كانوا منذ اقل من اثنى عشر ساعة يرتعشون بردا فرطوبه مساء انكليزى من امسيات كانون الثاني (يناير).


بالنسبة لفيفيان بدا النهار و الليل الاتيين مسلسلا من المناظر المتغيره و الازياء الغريبة و اللغات المجهوله استمروا فالطيران فوق الخليج العربي و عبر قاره الهند اللامحدوده و اخيرا و صلوا الى بورما و مدينه رانغون الخضراء عشيه اليوم الثالث بينما قبعه معبد شوى داغو المطليه بالذهب تتوهج فاشعه الشمس الغاربة.


بعد ثمانى و اربعين ساعة من الطيران احس الركاب بالحر و الانهاك و بحاجة ما سه الى حمام و الى تغيير ثيابهم.
معظمهم كانوا لا يزالون فثيابهم الشتوية يتعرقون بشكل مزعج فالقيظ الشديد.
حتي قميص الدكتور سترانسوم التصق بظهرة من العرق مبرزا كتفين قويين و خصرا نحيلا.


الفندق الذي يقضون به ليلة و اسع و ارضة من الرخام و تتدلي من سقوفة مراوح كهربائيه ضخمة.
بعد التوقيع على سجل النزلاء تبعت فيفيان حمالا هنديا الى غرفتها التي كانت عبارة عن شقه فخمه تطل نوافذها العاليه على فناء مغلق كان السرير مغلقا بناموسيه بيضاء فوق اطار خشبى و تحت النافذه اريكه مريحه من الخيزران.
ادار الحمال المروحه و قبل بقشسشها بتحيه صامته و رحل و قدماة الحافيتان تنزلقان انزلاقا على الارض.
تنهدت فيفيان الصعداء و خلعت ثيابها الضيقه و وقفت تحت المروحه تتمتع بتيار الهواء على جلدها الحار بعدها ارتدت رداء و ذهبت تبحث عن الحمامات لدى اقترابها من نهاية الممر هب شاب هندي يرتدى قميصا داخليا و شورتا كاكيا و قال مبتسما بتودد


-هل تريد انستى حماما؟


اومات بالايجاب ففتح الشاب بابا و رافقها الى حمام فسيح و فتح الماء الباردة و الساخنه بعدها وضع منضده خشبيه قرب المغطس و قام بحركة انيقه مفادها انه يقدم لها ارقى سبل الاستحمام فكل بورما و خرج.


اقفلت الباب و خلعت حذائها كان الماء بلون الصدا لكن صوت تدفقة انعشها و شوقها الى سرعه الاستحمام.
لكنها ما ان خلعت ردائها حتي صرخت ذعرا اذ رات اضخم صرصار راتة فحياتها يطل من تحت المغطس و يزحف باتجاة قدميها الحافيتين.


ظلت نص دقيقه مسمره فمكانها قرفا بعدها عاد الصرصار فجاه الى مخباه.
ساورتها الاستغاثه بالشاب المسؤول عن الحمامات ليقتلة بعدها ادركت انه حتي لو فهم ما تريد سيعتبرها فغايه السخف لتخاف من حشره لابد انها شائعه هنا.
فاذا كانت تريد الاقامه فالمناطق الاستوائيه عليها ان تعود نفسها على الزواحف و ربما تلتقى حتي ببعض الافاعي.


فكرة مواجهه الثعابين جعلتها تتسلق المغطس و بما انه من المحتمل ان يقرر الصرصار ان يصعد على جانب المغطس عدلت عن التنعم بالاغتسال و بدلا من هذا استحمت و اقفه و عينيها تراقب بحذر حافه المغطس تحسبا لظهورة من جديد.


بعد ساعة نزلت الدرج و هي ترتدى قميصا و تنوره قطنيه و لدي اجتيازها المقصف رات طاقم الطائره يرتاح.
كانت المضيفه ربما ارتدت فستانا باهتا و بدت اكثر تالقا.


توقفت عند عتبه الردهه كان الدكتور سترانسوم و البروفسور لينتون و هو عالم باصول الانسان نحيل اشيب تحدثت الية فقتره فكالكوتا جالسين قرب الباب و امامهما كاسان طويلان من الشراب المثلج.


قال البروفيسور مبتسما


-اة انسه كونيل.
هل تنضمين الينا؟
(وقرب كرسيا ثالثا).


شكرتة فيفيان و تطلعت الى الدكتور كان ربما انتصب و اقفا لكن و جهة بدا خاليا من كا تعبير و لم تتاكد من ترحيبة بجيئها لانة لم يوجة لها الكلام طيله اليوم.


-ماذا تريدين ان تشربي؟
انى انصح بعصير الليمون لااحد يضاهى البورميين بصنع الليمون الطازج.


نادي البروفيسور نادل المقهي و قال بعد ان طلب الشراب


-فى كهذا الوقت غذا نصل الى و جهتنا لا استطيع القول باننى اتمتع بالسفر جوا لا شك انه يوفر العديد من الوقت لكننى اتسائل احيانا اذا كانت الرغبه العصريه فالسرعه قوه مدمره اكثر منها بناءة.
اظن اننى قديم الطراز بتفكيري.


سالتة فيفيان


-ما الذي ياخذك الى الملايو يا بروفسور؟


-اننى اجرى دراسه عن بعض القبائل المجهوله الاصل.
لقد حدثنى الدكتور سترانسوم عن عدد من الرحلات الاستكشافيه غايه فالاهمية قام فيها فالداخل.
انك تعمل فموبينغ يا سترانسوم اي فو لايه براك الشماليه اليس كذلك؟


قالت فيفيان باندفاع


-موبينغ؟
انا ذاهبه الى هناك


علق الطبيب بجفاء


-احقا؟


فمات فيض الاسئله على شفتيها من الواضح ان الدكتور سترانسوم لا يريد التحدث معها عن موبينغ.


سالها البروفيسور عما اذا كانت زيارتها ستطول و هو غير مدرك للتحفظ القائم بين رفيقية فاجابت


-لست ادرى كم من الوقت سامكث.
لكن هذا يتوقف على مدي انسجامي.


لكن الطبيب ظل جامدا و لم تتعرف اذا كان فهم قصدها.


-ستتمتعين بالاقامه يا انسه كونيل فسكان الملايو عرق مبهج.
ومع ان الطقس مرهق فالمناظر الطبيعية خلابة… خلابه جدا.
اذا انهيت شرابك اقترح ان ننتقل الى غرفه الطعام.


اخذوا امكنتهم حول طاوله فقاعه الاكل المبرده فتابع قائلا


-اعترف باننى اتطلع الى نوم مريح من الصعب النوم عميقا فالطائره لمن هم فسنى الا اننى اظنك تريدين رؤية المدينه قبل النوم انسه كونيل؟


-نعم ارغب فزياره المعبد.


قال البروفيسور و هو يركز نظارتية لدراسه قائمة الطعام


-اعتقد ان من الحكمه ان تصطحبى احدا.


-لن اذهب سيرا على الاقدام ساستقل احدي العربات.
هنالك صف منها عند المدخل.


فقال الطبيب


-البروفيسور لينتون يعرف الشرق اكثر مما تعرفينة يا انسه كونيل.
من غير المستحسن ان تظهر امرأة انكليزيه بمفردها ليلا.
اعتقد انك لا تتكلمين اللغة؟


-كلا لا اتكلمها لكننى قادره على العنايه بنفسي يا دكتور سترانسوم.


-لاشك… فمدينتك فالزطن.
هذه اسيا.


-الا تبالغ فالتخوف؟


تفحصها بنظرتة بعدها قال


-انها ازمنه مضطربه لو اختبرتشعبا اسيويا يا انسه كونيل لما كنت بهذه الثقه الروايات و الافلام تعطى صورة فغايه الرومنطيقيه عن الشرق.


فردت بشكل لاذع


-لست تلميذة


فتدخل البروفيسور


-يا سيدتى الفتيه انني متاكد من ان الدكتور سترانسوم لم يقصد اطلاقا بانك تلميذة


ذاب انزعاج فيفيان ازاء لطافتة فقالت


-اعتذر ان بدوت فظه فالواقع اظن اننى سانام باكرا.
لم ادرك كم ان الحر مرهق و ربما اتمكن من رؤية المعبد عند عودتي.


بعد ان اكدت للبروفيسور انها غيرت رايها فعلا استدرجتة الى التحدث عن ابحاثة و مر باقى الوقت فجوودى على الرغم من عدم اشتراك الدكتور سترانسوم فالحديث مره او مرتين راتة يراقبها بتعبير ساخر.


فالواقع فقد زاد نصحة الابوى فتصميمها على رءيه المزار الشهير.


بعد العشاء عادوا الى الردهه لتناول القهوه و عندما تمني لها البروفيسور ليلة هانئه ادعت انها ذاهبه الى غرفتها و بعد ان صعدت الى الطابق الاول نزلت الى الدرج و انسلت بحذر عبر البهو بعدها استوقفت احدي العربات.


فيما كانت تعبر الشوارع فالعربه الصغيرة الرثه و المريحه فان و قميص السائق تخفق فنسيم الليل و قدماة تنزلقان على الدواستين شعرت فيفيان بشجاعه ممتعه فعلي الرغم من ان لا سلطة للدكتور سترانسوم تخولة منعها من زياره المعبد بمفردها فان ممانعتة اضفت على النزهه نكهه اضافيه غذا ستخبرة بانها قامت فيها و تضيف ملاحظه مقتضبه عن اهتمامة غير الضروري.


بعد رحله بدت قصيرة جدا جدا انزلها سائق العربه عند مدخل المعبد و اذ رات امرأة بورميه تخلع خفيها حذت حذوها و تركت حذائها مع بائع زهور ابتاعت منه باقه من الياسمين.


بدات تتسلق السلم الضخم بدرجاتة الدافئه و الناعمه تحت اخمص قدميها الحافيتين على جانبى الطلعه منصات لبيع الازهار و الاجراس وحلى صغار و شمسيات بيضاء صغار تهدي لبوذا.
كان الباعه ينظرون اليها لدي مرورها و لكنهم لم يخرجوا اهتماما زائدا بوجودها و لا عداوه بالتاكيد.


فاعلي الدرج و قفت على سطح مكشوف و القبب الذهبية الضخمه شاهقه فوق راسها.
كان السطح يتوهج بنور مئات الفتائل العائمه فصحون زيت صغار و تفوح فالهواء رائحه ازهار الياسمين و اللوطس.
ثم رات بنت بورميه جميلة امام صورة ضخمه مطليه بالذهب و راسها الانيق محنى بخشوع.


انتهت من استكشاف المعبد بردهاتة الكثيرة المظلله فالساعة التاسعة و النصف و لما استرجعت حذائها من بائع الازهار الودود قررت ان تعود الى الفندق سيرا على الاقدام كان الليل رائعا بملايين النجوم المتالقه فسماء مخمليه سوداء فبدات تدرك معني سحر المدار الاستوائي.
فى كهذه الساعة تبدو المدن الانكليزيه مقفره و غامضه اما هنا فرانغون فالشوارع تبدو اكثر حركة منها فالنهار فالناس يجلسون القرفصاء فالشوارع يدخنون و يثرثرون و الاطفال يعدون فالازقه فمكان ما يصدح غراموفون و صوت بائع متجول يغنى ترويجا لبضاعته.


كانت فيفيان ما خوذه بهذا النشاط الليلى فلم تعر اهتماما للطريق بدا لها ان الرحله الى المعبد ربما استغرقت عشر دقيقة و تخللها انعطافان الى اليسار اذن السير يجب ان يستغرق نص ساعة بانعطافين الى اليمين و فيما كانت تتبع مجموعة عربات انعطفت الى اليمين و قطعت مسافه قبل ان تدرك ان الشارع اكثر هدوءا من الشوارع السابقة عند الزاويه انعطفت اخرى الى اليمين و وجدت نفسها فطريق ضيقه و مظلمة.


فيما تنبهت بانها ضلت طريقها قررت ان تتابع سيرها فبد ان تطل طريق رئيسيه تستدل بواسطتها الى طريق العوده مضت عشر دقيقة و لم يخرج امامها اي شارع عام فشعرت بوخزه انزعاج.
فالحى الذي دخلتة خطا هو من الشوارع الخلفيه ذات الازقه المسدوده اما البيوت فصغيرة و كان الناس الجالسون عند مداخلها يصمتون لدي مرورها و يراقبونها بتركيز مثير للاعصاب.


بعدها رات امرأة عجوزا تقترب باتجاهها و عندما اصبحت قبالتها ترددت فيفيان و قالت


-فندق ستراند؟
ستراند.


نظرت المرا بعينين جامدتين و تابعت طريقها.


-ارجوك لا تذهبي… ( و مدت فيفيان يدها و لمست ذراعها) ستراند فندق ستراند.


هزت المرأة راسها بازدراء و فجاه تجمهر حولها شله من المتفرجين و لعدم اعتيادها على الكيفية السحريه التي يتجمهر فيها الاسيويون فجاه حول اي شيء سواء اكان حادث سيارة او شجار محلى شعرت بالذعر اذ و جدت نفسها مطوقه بجمهور متعاظم من المتفرجين و بدات العجوز تبربر باعلي صوتها و فكل مره تتوقف لتاخذ نفسا تجرى همهمه بين الجمهور.
وفى محاوله لاسكات رعبها قالت بصوت متوتر


-اريد الذهاب الى فندق ستراند.
لابد ان احدكم يعرف اين يقع فندق ستراند.


ابتسموا لها بسخريه و رات شابا مجدر الوجة على جبينة ندب جرح هميق يحدق الى حقيبتها.


تحققت انهم لا يستطيعون او لعلهم لا يريدون مساعدتها فاستجمعت قواها و همت باجتياز الجمهور و لكن بدلا من التنحى جانبا و قفوا ثابتين فخشيت ان تفتح طريقها بالقوه لئلا ينقلبوا عليها.
اطبقت اسنانها بمراره نادمه على غرورها السخيف الذي قادها الى ذلك الوضع لا جدوى من الاستغاثه فحى كهذا قد اذا اعطتهم المال القليل الذي تحمله…؟


فجاه تبدد الجمهور مثلما ربما تجمع حولها بسرعه لا تصدق.
حتي المرأة العجوز اسرعت بالرحيل تتمتم لنفسها.


شعرت بارتياح خالطتة حيره لانفضاضهم المفاجئ بحثث فجيبها عن منديل كانت قطرات العرق تتساقط على و جنتيها و يداها مبتلتين.


-انسه كونيل؟
هل كنت تعززين العلاقات الانكليزية-البورميه ام انك و جدت اهتمامات اصدقائنا غير مرغوب فيها؟


ترنح قلب فيفيان و بلمحه فهمت ما حصل و قبل ان تراهواقفا فالطريق على بعد امتار منها عرفت ان هذا الصوت البارد الساخر لا ممكن ان يصبح غير صوت الدكتور سترانسوم.


راقبتة و ربما ابكمها الخزى يسير نحوها و يدة فجيبة وقت لوت فمة ابتسامه بغيضة.


سالتة بصوت مرتج


-ماذا كنت تفعل هنا؟


-اقترح ان نناقش الامر فيما بعد تعالي.


امسك بمرفقها و دفعها بقوه الى الشارع.


-هذا المكان ليش اروع جزء فالمدينه و سكانة غير معتادين على الضيوف الاجانب لا سيما فمثل هذي الساعة.


كان دافع فيفيان الغريزى ان تحرر نفسها من قبضتة لكنها ادركت انها ستضيف بذلك زيتا على سخريتة و تزيد من سخف موقفها.
رضخت للامر الواقع و فدقيقة معدوده كانا ربما و صلا الى احدي الشوارع الرئيسية.


اوقف الطبيب عربه و ساعدها على الصعود اليها و عندما جلس الى جانبها اكتشفت ان هذي الناقلات ربما صممت لاناس اصغر حجما من الاوروبيين فعلي الرغم من انها حشرت نفسها فاقصي زاويتها فانها لم تتمكن من اجتناب ضغط كتفة على كتفها.


قالت بمراره عند انطلاقهم


-لابد ان ما حصل يسرك كثيرا.


-كل كنت افضلان امضى السهرة فالمطالعه لكننى كنت شبة متاكد من انك ستضلين الطريق او تقعين فقناة الامطار.


غمرت الحمره و جهها و حمدت ربها لان ظلال فطاء العربه تخفيها عنه سالتة بصوت مسحوق


-كيف صادف و جودك هنا فتلك اللحظة؟


اشعل لفافه و على ضوء الولاعه رات انه كان لا يزال مستمتعا


-رايتك تنسلين من الفندق.


-تعني انك تبعتنى طيله المساء؟


-نعم


-هل تمارس هوايه ملاحقه الناس يا دكتور سترانسوم؟


اجاب بنعومة


-فقط عندما يصرون على الوقوع فالمشاكل.


فصاحت بغضب


-اعتقد انك تجاوزت الحد الاقصي فباى حق تتعقبنى فالمدينه و تظن اننى غير قادره على الاهتمام بنفسي؟


فسالها بلطف


-هل انت قادرة؟


-كوني دخلت المنعطف الاخر و لم استطع التفاهم مع هؤلاء الناس لا يعني بالضروره انني كنت معرضه للسرقه او القتل.


-طبعا لا و من المرجح انك كنت ستخافين كثيرا… حتي اكثر مما انت خائفة.


سالتة بسخط


-ما الذي يجعلك تعتقد انني كنت خائفة؟


فمد يدة و اخذ رسغها و قال باقتضاب


-نبضك المسرع


-اة اعترف بانى خفت ارجو ان يرضيك هذا كثيرا.


-علي الاطلاق فقلد حذرتك من تعريض نفسك لمثل ذلك الموقف.
هل من عادتك تجاهل النصح دائما ام فعلت هذا لاننى انا نصحتك بذلك؟


قالت بعصبية


-لا يمكنك ان تتوقع منى شعورا بالود تجاهك.


-لم لا؟


لم تجب.


مرت هنيهه بعدها قال


-تقصدين اننى لم اعرك اهتماما اثناء الرحلة؟
لاننى لم ابدى حماسا خاصا لجلوسى قرب الفتاة الجذابه الوحيده فالطائرة؟


لكم كان هذا قريبا جدا جدا و بعيدا جدا جدا فالوقت نفسة عن الحقيقة بحيث لم تجد شيئا ترد به.


سالها بجفاء


-اهذا ما اعتدت عليه؟
اهتمام الرجال بك؟


-كلا ذلك ليس ما قصدت.


-هلا شرحت اذن ماذا قصدتية فعلا؟


فقالت بسام


-اني… اه.
لاشيء.
لايهم.


احست فجاه بانها مرهقه فالحادث بحد ذاتة و توبيخات الطبيب المهينه ارهقت اعصابها اكثر مما تصورة فتاقت الى الانفراد بنفسها كى تنهى هذي المساجله الكلاميه المزعجة.


انعطفا حول زاويه و توقفا امام الفندق فقفز سترانسوم من العربه و مد يدة لمساعدتها لكنها تجاهلتها و نزلت مثقله من التعب و مصممه على الا تسمح له بان يكتشف مدي تعبها.
رمي بقطعة نقديه للصبى و صعدا الدرج الى البهو.
قال


-يجب ان تغسلى قدميك بمطهر قبل ان تدخلى غرفتك.
لا اظنك تريدين الوصول الى الملايو و انت مصابه بمرض جلدي.


اومات فيفيان بالقبول فمهما كرهت ان تكون مدينه له احست ان عليها و اجب الاعتذار منه.


قالت بهدوء


-اسفه يا دكتور سترانسوم لاننى انفعلت.
اننى ممتنه لمساعدتك و لن اسبب لك ازعاجا فالمستقبل.


-من الاروع الا تفعلي.
فليس من عادتى ان اكون حارسا فالمره المقبله عليك ان تنقذى نفسك بنفسك ان و قعت فما زق.
تصبحين على خير.


و قبل ان تتمكن من الرد انحني امامها باحترام و ابتعد عنها.


صبيحه اليوم الاتي بداوا الشوط الاخير من الرحله متوقفين ساعة فبانكوك عاصمه سيام المتالقه الى ان و صلوا الى سنغافوره بعيد الظهر حافظت فيفيان على صمت رصين طيله المرحلة الاخيرة من الطيران لكنها شعرت رغما عنها بخيبه لان الدكتور سترانسوم لم يودعها لدي هبوطهم.


فقاعه الاستقبال التقاها روبرت ادمز محامي عرابها و هو اسكتلندى اشيب انيس الوجة يرتدى بزه قطنيه بيضاء و قبعه بناميه الشكل و حال اخراج امتعتها قادها ادمز الى فندق رافلز لا شك انه توقع ان تكون اكبر سنا او مختلفة بشكل ما و لم يتوقف عن التمعن بها كما لو انها اوقعتة فحيرة.


قال لها و هما يتناولان الشاى فالردهة


-الظائره الى موبينغ تقلع غذا فالحاديه عشر يا انسه كونيل.
لقد اوعزت لخادم عرابك الراحل ان يلاقيك.
اسمه تشن و هو يجيد الانكليزية.
من جهتى ساتى الى المنطقة اثناء ثلاثه اسابيع و ستكونين عندئذ ربما كونت فكرة عن مقال الارث.


و بعد ان تباحثا فالامر سالتة فيفيان عرضا


-هل تعرف احدا يدعي دكتور سترانسوم فموبينغ يا سيد.


-بكل تاكيد.
كان صديقا حميما للسيد كاننغهام و مستفيدا من الوصية.
لا شك ان عرابك ربما ذكر الطبيب فرسائلة اليك.


هزت فيفيان راسها بالنفي.
كان عرابها يراسلها مرتين سنويا بمناسبه عيد ميلادها و عيد الميلاد و لم يحدثها مطلقا عن اي من مواطنيه.


اخذ ادمز يقلب غليونة بعبنوته بعدها قال بارتباك


-اظن ان من و اجبى ان اخبرك يا انسه كونيل ان عرابك كان ناسكا الى حد ما لم يكن لدية متسع من الوقت لمواطنية و ربما استعدي البعض و حسب معرفتى فقد كان الدكتور سترانسوم صديقة الحميم الوحيد فان و جدت نفسك فما زق انصحك باللجوء اليه.


كبتت فيفيان ضحكه و تسائلت عما سيقوله ادمز لو عرف انها ربما التقت الطبيب و انه تنصل منها.


سالها ادمز


-هل هنالك شيء احدث تريدين الاستفهام عنه لقد توقعت ان تكوني اكبر سنا بالتاكيد ذلك لا يغير شيئا و الانسات الشابات اعتدن السفر بمفردهن هذي الايام.


ابتسمت فيفيان ليتة يعرف كم كانت حياتها محاصره لايام خلت.


-سيد ادمز… ربما يبدو سؤالى غريبا لكن هل تعرف لماذا ترك لى عرابي ملكيته؟
اذ لم تكن هنالك صله دم بيننا و لم ارة لسنوات عديدة.
كنا غريبين فالواقع.


نظر اليها المحامي متاملا و قال بعد تريث


-نعم انه سؤال غريب من عده اوجة لكن جون كاننغهام كان رجلا غريبا.
لقد وضع و صيتة قبل و فاتة باشهر معدوده اعتقد انه كان يشعر بان شيئا ما سيحدث… و فذلك الحين قلت له ان و صيتة غير عملية.
فالامر الطبيعي هو بيع الملكيه و التوصيه لك بالربح لكنة اصر على ان ترثى الملكيه كما هي.


فسالتة بسرعة


-اذا فقد تعمد ان اتى الى هنا؟


-نعم كان يامل هذا و اسباب عدم ايضاح هذا فالوصيه نتج عن رغبتة فالا تعتبرى هذا و اجبا عليك.
لقد فكر انك قد كنت مرتبطه و تنوين الزواج او ان لديك مهمه لا تستطيعين قطعها.


فهمست لنفسها


-اذا كنت محقة.


بعدها اردفت بصوت مرتفع


-هذا ما اعتقدتة لدي تسلمى لرسالتك و لكن هذا بدا غامضا بشكل ما .
ظننت لفتره اننى مخطئه و يريحنى ان اعرف اننى كنت محقة.


-هل لى ان اسئلك سؤالا شخصيا يا انسه كونيل؟


-بالطبع.


-هل كنت سعيدة مع اولئك الاقارب الذين عشت معهم؟


نظرت الية و قالت بصراحة


-كلا لم اكن سعيدة.
لقد احسنوا الى و انا اكن لهم امتنانا لانهم استضافونى لكننى لم اكن سعيدة ابدا.


قال باقتضاب


-هذا ما تكهن فيه عرابك.


-كيف حدس هذا و هو لا يعرفهم؟


افرغ ادمز غليونة و ملاة من محفظه قديمة.
مرت دقيقة قبل ان ينجز العملية بشكل يرضية بعدها بحث فجيوبة عن ثقاب.
وعندما اشعل الغليون اعتدل فجلستة و قال بتمهل


-ربما وجب الا اخبرك بهذا لكننى اعتقد ان هذا سيساعدك على رؤية طريقك بوضوح اكثر.
عندما توفى و الداك كان جون كاننغهام فالصين و حالما عرف بما حصل توجة الى بريطانيا لرؤية خالتك كان يريد ان يتبناك لكنها رفضت الافتراق عنك و قبلت بالمقابل عرضة بان يسدد اجور تعليمك و مصاريفك الاخرى.


استقامت الى الامام و هي تحدق به مذهولة


-ماذا؟… لم تكن لدى ايه فكرة.
خالتي لم تذكر ابدا امرا كهذا.


قال بجفاء


-لا… خيل الى انها لم تفعل لذا ترين ان الصله بينك و بين عرابك كانت احسن مما ظننت.


اذهلتها هذي الاخبار فقالت بعد صمت طويل


-اذن فالوقت الذي كنت اعتقد انه يجب على ان اعترف لخالتي بفضلها على كان عرابي هو الذي يعيلنى فعليا.


-نعم ذلك ما حصل فعلا.


-اذا كان عرابي يريد ان يتبنانى لماذا رفضت خالتي؟
فهي لم تحبنى ابدا.


-قلما تكون دوافع الناس و اضحه ارجو ان لا اكون اقلقتك يا عزيزتى باطلاعك على هذي الوقائع لكننى كنت اكن محبه و احتراما كبيرين لجون كاننغهام و اعتقد انه يجب ان تعرفى الحقيقة فقد يؤثر هذا على قرارك بالنسبة الى مستقبل الارث.


اجابت بهدوء


-انا مسروره جدا جدا لانك اخبرتنى يا سيد ادمز ليتنى عرفت هذا منذ فتره طويله ذلك يفسر حاجات كثيرة عجزت عن فهمها.


لم يكن ادمز رجلا يعبر عن عواطفة كان عازبا يتضايق من سلوك الفتيات العصريات بتبرجهن و حركاتهن غير المتكلفه اما الان و لاول مره منذ سنوات طويله شعر بحنان غريب نحو هذي الفتاة الصغيرة ذات العينين الصافيتين و النظرات الحائره و لدهشتة راي نفسة يربت على يدها و يقول بلطف


-يجب ان ترتاحى الان لقد اجتزت مسافه طويله و اماك اعديد لتفعليه عندما تصلين الى موبينغ ستجدين تشن الذي سيهتم بك.
ساتى لزيارتك بعد اسوبع او اسبوعين فهذه الخلال بامكانك الاتصال بى هاتفيا فمكتبى تشن يعرف الرقم اتمني لك حظا سعيد يا عزيزتى و اذا جاز التعبير اعتقد ان عرابك ربما ترك ارضة بايد امينة.


عندما استاذن و خرج جلست فيفيان تعيد التفكير بما كشفة لها لقد غال عنها فالبداية اسباب رفض خالتها ان يتبناها عرابها بعدها بدات الدوافع تتراءي لها تدريجيا.


جون كاننغهام كان اقرب صديق لوالدها و من المرجح انهما كانا متشابهين و برفضها التنازل عن و صايه ابنه اختها قد شعرت السيده سنكلير انها كانت تنتقم من ما يكل كونيل الذي كانت تبغضة بكيفية غامضه و ملتويه و مع هذا فقد قبلت الماله لاعاله فيفيان.


احست بموجه قرف اثلجت اطرافها و فكرت بحماسه “لن اعود ابدا… ابدا”.


لم تدرك انها غرقت فافكارها لاكثر من ساعة سالها نادل المطعم الصيني عما اذا كانت ترغب فتناول شراب قبل العشاء ابتسمت له و هزت راسها نفيا و ذهبت الى غرفتها حيث اخرجت حاجاتها لقضاء الليل.
ثم توجهت الى مكتب الاستقبال و املت برقيه مقتضبه لعائلة سينكلير تبلغهم بانها و صلت بهير.
كما تاكدت من ساعة اقراع الطائره الى موبينغ صباح اليوم الاتي و حجزت سيارة لتنقلها الى المطار.


سارت نحو قاعه الاكل و هي تتسائل كيف ستمضى المساء حين سمعت صوتا يقول


-عفوا هل سمعتك تقولين انك ذاهبه الى موبينغ؟


و رات رجلا نحيفا اشقر الشعر يرتدى سروالا قطنيا ناصع البياض و قميصا مفتوحا عند العنق يقف الى جانبها.


-ارجوك اعذرينى لتحدثى اليك بهذه الكيفية و لكن هنالك نحو ثلاتين اوروبيا فموبينغ فقط و عندما نسمع بوصول شخص جديد تنتصب اذاننا تلقائيا.


بعدها ابتسم ليسترضيها فبدت اسنانة ناصعه البياض اردف قائلا


-ادعي باركلي.
جوليان باركلي.
انى عائد بطائره الصباح كذلك لذا يمكننى ان اعرف عن نفسي يا انسة…


فقدمت فيفيان نفسها


-ارجو ان لا تكوني غاضبه يا انسه كونيل؟


سالتة بتعجب


-كلا و لماذا اغضب؟


قال بضحكه خفيفة


-الفتيات الجميلات يحذرن دائما من التحدث الى رجال غرباء اليس كذلك؟
ويفترض فسنغافوره ان تعج بذوى الاخلاق المنحلة.
اسمعى لماذا لا نتقاسم غروب الشمس معا واحدثك جميع شيء عن موبينغ؟
ام ان عائلتك ترافقك؟


-كلا انا هنا بمفردي.


-حسنا هل نتوجة اذن الى البهو؟
الجو ابرد هنالك و لن يزدحم قبل فترة.


بينما كان مضيفها يطلب الشراب القت عليه فيفيان نظره فاحصة.
بدا فالسابعة و العشرين و غير متكلف تبادر لها انه نقيض الدكتور سترانسوم و السلوك معا.


سالتة لدي و صول الشراب


-كم من الزمن امضيت فالملايو يا سيد باركلي؟


-سته اشهر للاسف “واخرج علبه سكائر ذهبية قدمها لها” اننى رجل مغترب يعيش من اموال الوطن.
فعائلتى رات اننى لا احمل الحياة محمل الجد فارسلتنى الى هنا لاعانى قسوه الحياة لفتره ما .
كان بالامكان ان يصبح الوضع اسوء.
ما الذي جاء بك؟
لا تبدين مرشده اجتماعيه و انا متاكد انك لست بمبشره ايضا.


قالت فيفيان بتهرب


-اه… الاعمال فقط.


اعجبها جوليان باركلى للوهله الاولي و لكن بعد الذي سمعتة من المحامي عن وجود خصوم عرابها فبعض المناطق شعرت انه من غير الحكمه ان تاتمنة على اسرارها قبل ان تتعرف الية عن كثب.


ان كنت ستتوجهين الى فندق الاستراحه فسوف تحتاجين الى قناع و اقى من الغاز فهذا موسم الدوريان.


-موسم ما ذا؟


-الدوريان.
انها فاكهه استوائيه لذيذة لكن رائحتها كالبيض الفاسد خلال الموسم تعبق المدينه باسرها برائحتها و فندق الاستراحه يقع مقابل سوق الفاكهة.


-الامر سيان فانا لن انزل هناك.


ضحكت لمراي الفضول يرتسم على و جهة فسالته


-هل موبينغ مدينه كبيرة؟


استند جوليان الى مسند كرسية و مدد ساقية فلاحظت انه ينتعل حذاءا مصنوعا باليد علبه سكائرة و ولاعتة من الذهب و ايضا ساتة دون ريب.
يبدو انه شاب ذو امكانيات.
قال


-انها متوسطة الحجم.
هنالك ناد للسباحه و قاعتان للسينما و مخزن اوروبى اجتماعيا هي ميتة.
الجميع يعرف الجميع و ليس هنالك ما يفعلونة سوي الطعام و الشرب و النوم و الثرثرة.
وبعد ان توفى رجل الاسرار اصبح سوق الفضائح راكدا.


-رجل الاسرار؟
من هو؟


-رجل عازب كبير السن غريب الاطوار عاش بمفردة فقصر ضخم على حدود المدينه و رفض التعاطى معنا جميعا.
كان ينتقل فسيارة رولز-رويس قديمة و على سطحها شعار علم بريطانيا كان مجنونا بالطبع و كنا نتسلي بالتحدث عن تصرفاتة الغريبة.


تذكرت ما قالة لها ادمز فو قت سابق فسالته


-الم يكن يدعي كاننغهام؟


-بلى.
اذا انت سمعت عنه؟


لم يعد لديها خيار الان الا ان تكشف الامر فقالت له بهدوء


-لقد كان عرابي.


فارتفع حاجباة و قال بارتباك مثير للضحك


-يا الهي.
اننى متاسف للغاية.
بالتاكيد لم تكن لدى ايه فكرة… ذلك سيجعل الالسنةتدندن.
اتقصدين انك ستعيشين فذلك الضريح الضخم؟
اة يا الهى لم اقصد ذلك.
اقصد انهم بقولون انه قصر حقيقي من الداخل اسبة بقصر حكايه الاميره النائمه و يحيط فيه حاجز من الادغال.


قبلت فيفيان اعتذاراتة المتدفقه و اقرت له بانها ستقيم فمنزل عرابها لمدة من الزمن.


فقال


-من الاروع ان تهيئى نفسك لان تكوني المقال الرئيسى لثرثره موبينغ مدة اسابيع.
فالجميع سيريد رؤيتك… اتسائل كيف ستكون رده فعل الدكتور سترانسوم؟


-الدكتور سترانسوم؟
لقد التقيتة فالرحله من لندن.


-حقا؟
اة نعم الان ادركت لقد ذهب الى بريطانيا بعد و فاه كاننغهام عرابك لالقاء محاضره كيف و جدتيه؟


-بالكاد عرفته.
لماذا تتوقع منه انطباعا مختلفا؟


قال جوليان بشيء من التلذذ و كانة يتوقع موقفا مثيرا


-لانة الاوروبى الوحيد الذي كان على علاقه بعرابك و لانة من النوع الذي لا يابة للنساء اعتقد انه لم يعرف من تكونين حقيقة؟


-كلا لا اعتقد.


-اة يا انسه كونيل اتوقع ان تصبح الحياة اكثر حيوية بعد مجيئك اننا بحاجة لما يبعد عنا الملل و اذا لم اكن مخطئا فان و صولك سيثير ضجة.


قالت بحرج


-ارجو الا يحصل ذلك.
لا اريد ان اكون محط اهتمام.


-انت اول بنت اجدها عازفه عن ذلك.
فمعظم الفتيات يثيرهن الاهتمام.


-لابد اننى مختلفة عنهن فانا اروع الهدوء و السكون سيد باركلى اتسائل ان كنت لا تمانع فعدم ذكر التقائك بي؟
فاذا كنت ساكون مدار حديث فانا احتاج الى يوم او يومين لاستقر اولا.


فقهفة ضاحكا و قال


-اسف و لكن من الواضح انه ليس لديك فكرة عن مدينه صغار فالملايو اولا ان سكان البلاد سيهتمون بك بقدر ما سيهتم بك الجمهور الانكليزى بعدها لا امل لديك باجتياز المدينه من دون ان يلاحظك احد.


و اضاف


-لاتقلقى يا فتاتى العزيزه فقليل من الكلام لا يضر احدا و هو سيتوقف عندما يرون انك كائن بشرى فالثرثره تحتاج الى شيء تقتات فيه و انت تبدين لى طبيعية و ساحره للغاية.


بعدها رمقها بابتسامه معينة لم يكن هنالك مجال للخطافالاعجاب و اضح فعينية الفرحتين البنيتين شعرت فيفيان باحمرار ينسل من حلقها الى و جهها بعدها قال


-ها تتناولين العشاء معي؟
لا يمكنك ان تمضى اول مساء فسنغافوره و حيدة.
ايضا اريد ان ابحث معك فهذا الوضع المثير.
ارجوك قولى نعم.


حاولت فيفيان ان تتصور رد فعل عائلة سنكلير لو استطاعت رئيتها تجالس شابا غريبا و دعاها لتناول العشاء انهم سيصدمون حتما و يعارضون.
الدكتور سترانسوم سيعارض كذلك و حدست بانه سيعتبر جوليان شخصا يعوزة التهذيب.


قال جوليان مستفزا


-تبدين شديده الشك.
هل تريديننى ان انادى المدير ليطمئنك باننى مواطن محترم ملتزم بالقانون؟


ضحكت معجبه بطريقتة المتهوره فمعالجه الحياة و بسهوله تودده.


و اجابت برزانة


-شكرا يا سيد باركلى سيسرنى تناول العشاء معك.

نهاية الفصل الاول


برديس and نور محمد like this.


تسلم الايادي

والله يعطيك العافية


شك و بارك الله فيك را لك … لك منى احلى تحيه .



شكرا لكن على المرور نورتوا


الفصل الثاني


2- اخدها الهلع امام منظر الطريق الوعره المهملة.
لا يعقل ان يصبح ذلك مدخل قصر فخم.
وبخوف متزايد خطر لها ان تشن لا بد ان يصبح محتالا.

-هاهى موبينغ… قلب الشرق الغامض.


و ابتسم جوليان باركلى بسخريه و هو يشير الى مجموعة سطوح تتلالا فشمس المغيب.


و لتوقها الى رؤية المحطه الاخيرة فرحلتها انحنت فيفيان الى الامام و تفحصت المناظر الحويه من ذلك الارتفاع و من هذي المسافه بدت موبينغ اكبر بقليل من قريه منتشرة.


-ما هذي القبب البيضاء؟


تطلع جوليان من فوق كتفها


-اة ذلك قصر السلطان و القبه الكبري تشير الى الحريم حيث يقفل على نسائة الجميلات.


-حقا؟


اخذت الطائره تهبط و اصبح بامكانها ان تري طريقا و اسعه يجللها العشب و دروبا خاصة و حدائق فسيحه على جانبيها.


قال لها جوليان


-هذا هو شارع غوبنغ حيث يقيم الصينيون الاغنياء و معظم الاوروبيين اما نادى السباحه فابعد بقليل… بالتاكيد لديك حوضك الخاص لذلك لست مضطره الى القدوم الا اذا اردت ذلك.


-حوضى الخاص؟


-الم تعلمي ان السيد كاننغهام بني حوضا لدي شرائة المنزل؟
لم يرة احد منا لكن الشائعه تقول انه يليق بهوليود.


-لم تكن لدى اي فكرة ارسل لى المحامون بعض التفاصيل عن البيت و اضافوا انه توجد حديقه كبار و عده اطيان من الممتلكات الصغيرة.


رفع جوليان حاجبا ساخرا


-ممتلكات صغار هه؟
انة لكلام متواضع حقا فالملكيه ما يشكل عمليا قريه لقد جعل عرابك هوايتة اعاده تاهيل سجناء محليين باعطائهم قطع ارض للحرائه لا تقلقى فحسب معلوماتى ليس بينهم مجرمون خطيرون.


فقالت بصوت منزعج


-يا الهى لم اعلم باحتمال وجود مستاجرين اين تقع الاملاك؟
هل يمكننى رؤيتها من هنا؟


اشار بالنفي


-انها فالطرف الاخر من المدينه دعيني اتى الى المنزل لاطمئن الى استقرارك بسلام ففكرة انتزاعك الى المجهول بمفردك لا تروق لي.


بدات الطائره تحط و فيما كانا يشدان حزام الامان قالت فيفيان


-هذا لطف بالغ منك يا جوليان لكنى اروع الذهاب بمفردي.
الخادم يجيد الانكليزيه و ساكون على اتم ما يرام.


حمل جوليان حقيبتها بيد و تابط ذراعها باليد الثانية و توجها معا الى الجمارك.
وفيما كانت تنظر الى ضابط الجمارك و هو يفحص حقيبتها بشكل الى لمس جوليان يدها عندما استدارت و جدت صينيا قصيرا و نحيفا يقف بجانبهما كان يرتدى بدله قطنيه ناصعه البياض و يمسك بقبعه بناميه و على كمة شريطه سوداء عمرة صعب التحديد يتراوح ما بين الاربعين و الستين عاما و وجهة خال من اي تعبير.


قال بصوت ناعم و رفيع


-اهلا و سهلا فموبينغ يا انسه كونيل انا تشن خادم المرحوم السيد كاننغهام الاول اننى انتظر تعليماتك.


قالت فيفيان


-كيف حالك تشن؟


بعدها تسائلت عما اذا كان هظا الرد يصلح لاستقبالة المتقيد بالرسميات مدت يدها تلقائيا لكن الصيني انحني امامها اخرى و قال


-السيارة بانتظارك عندما تصبحين جاهزة.


و قف جانبا و اشار الى صبى صغير يحمل الحقيبة.


و اذ فاجا ذلك اللقاء فيفيان استدارت لتودع جوليان و لمحت غمزه خفيفه فاقترح قائلا


-ما رايك فالذهاب الى النادى هذي الليلة؟
لا يمكنك قضاء سهرتك الاولي و حيده فان جئت فحوالى الثامنة سيصبح لديك الوقت لتتعرفى على الوضع و يمكننى ان اعرفك الى بعض المقيمين البريطانيين.


-اذن ساكون جاهزة فالثامنة.


احتفظ بيدها اكثر مما يجب فبعث و ميض عينية احمرارا فو جنتيها.


قادها تشن الى الموقف حيث شاهدت سيارة رولز رويس قديمة الطراز.


و فكرت فيفيان حين اوصلها الى المقعد الخلفى الوثير


-يا للسماء ما ذلك الغنى


فالبداية جلست مستقيمه و تواقه الى رؤية جميع شيء لكن عندما و صلا الى المديه لاحظت ان السيارة كانت تلفت الانظار فانكفات الى زاويه بعيدا عن العيون السوداء الفضوليه التي كانت تحدق فيها.
ثم اضطر تشن الى السير ببطء لان الماره كانوا يتجولون فالشارع غير عابئين بالسيارات المقبله و توقف فمكان ما للسماح لصف طويل من اطفال المدارس الصينيين بالعبور و رات فيفيان امراتين انكليزيتين تسيران على الرصيف.
ولدي محاذاتهما الرولز راتهما تسمرتا فمكانهما محدقتين بها و كانها شبح.


بعد اجتيازهما المدينه زاد تشن سرعته.
ثم تركا الطريق العام و سلكا طريقا اضيق تتخللها من جانب منحدرات تكسوها الاشجار و من الجانب الاخر نهر بطيء.


اخذها الهلع امام منظر الطريق الوعره المهملة.
لا يعقل ان يصبح ذلك مدخل قصر فخم و بخوف متزايد خطر لفيفيان ان تشن لابد ان يصبح محتالا امسكت بطرف المقعد و هي تتسائل عما اذا كانت ستتجرا على القفز من السيارة و العوده الى الطريق على امل اللقاء بسائق اخر.
ليتها قبلت عرض جوليان بمرافقتها.


لكن حين مدت يدها لتفتح الباب ما لت السيارة فانعطاف مفاجئ تنهدت ارتياحا و استلقت الى الوراء على الجلد المنجد.


كان تحولا مذهلا منذ لحظه بدا و كانهما يدخلان غابه اما الان فالطريق ممهده بالحصي الناعم و تحيط فيها جنائن خضراء تتخللها شجيرات منسقه بعدها انعطفا مره اخرى و لاول مره رات فيفيان ارثها بيت =الينابيع السبعة.


المنزل طويل و منخفض تعلوة افاريز صينية معقوفه بها مصاريع نوافذة الخضراء مفتوحه على الجدران البيضاء كانت هنالك شرفه فسيحه تمتد على طول الواجهه و نباتات مزهره تلتف حول الاعمدة الرشيقه التي تسند السقف كالعرائش.


انتزعها همس تشن المهذب من تمتعها العميق و بدون ان تتفوة بكلمه تبعتة الى الشرفه عبر بوابه ضخمه من الخشب الى بهو معتم و مبرد بمراوح عالية.


و التقت عيناها بستي ازواج من العيون البنية.


فقال تشن


-هؤلاء هم خدمك يا انسه كونيل.


انحنت ست رؤوس ملساء احتراما بعدها اطلق تشن سته اسماء اسيويه و كانة قائد و حده عسكريه يقدم جنودة للتفتيش و فالاخير قدم بنت صينية كاللعبه ترتدى بدله قطنيه و سروالا و اسع الساقين كانت تدعي كيم.


قال تشن بانكليزيه خاليه من الاخطاء


-لم يكن لدي السيد كاننغهام نساء هنا انما لدي سماعى بمجيئك اخذت المبادره بتوضيف و صيفه لك.


-شكرا تشن كان هذا فغايه الاهتمام.


بعدها ابتسمت لكيم و حصلت فالمقابل على انحناءه خجولة.


و سال تشن


-هل ترغبين ان تقودك الى غرفتك؟


-نعم ارجو هذا كان الجو حارا جدا جدا فالطائره و اود الاستحمام.


-حسنا ساطلب الشاى بعد ان تتناولى الاكل و ترتاحى ساريك المنزل.


بعدها صفق فاختفي الخدم باستثناء كيم.
كلمها تشن بالصينية بعدها التفت نحو فيفيان قائلا


-انها لا تتقن الانكليزيه جيدا.
فاذا و جدت صعوبه فافهامها رغباتك اقرعى الجرس و ساحضر.


فتحت الوصيفه بابا و اشارت لفيفيان بان تتبعها.
اجتازتا حجره انتظار و دخلتا شقه اوسع بعديد من الاولي حسث الجو منعشا.


و اكتشفت فيفيان فيما بعد ان ذلك الجزء من المنزل مكيف.
كانت النوافذ محجوبه بستائر حديديه مستقيمه تتخللها الشمس بتالق ذهبى جميل.
فى مواجهتها سرسر ضخم تعلوة لوحه مرصعه بعرق اللؤلؤ و يغطية دثار من الحرير العاجى مطرز بازهار قرمزية.
ويتشكل الاثاث الاساسى من اريكه منخفضه تراكمت فوقها طراريح مطرزه و خزانه خشبيه ضخمه محفوره و مكتب قرمزي.
اما الارضيه فكانت مبلطه ببلاط فستقى و تكسوها عده سجادات انيقه من صنع بخاري.
وفيما كانت فيفيان تستحم سمعت ادخال حقيبتها الى الغرفه المجاوره و لما دخلت الغرفه كانت كيم ربما جهزت لها ثيابا نظيفة.


بعدما ارتدت ثيابها و مشطلت شعرها قادتها الوصيفه الى الشرفه حيث جهزت عربه الشاى قرب مقعد من الخيزران.
وعلي الرغم من عدم اعتيادها على نكهه الحليب المعلب شربت كوبين من الشاى و تناولت عده سندويشات رقيقة.


لم تكد تنتهى حتي ظهر تشن و سالها


-هل ترغبين الان فرؤية البيت؟


فقفزت و اقفه و قالت


-طبعا (واضافت) تشن هل كان السيد كاننغهام يشغل الغرفه التي اشغلها الان؟


-كلا يا سيدتى فان غرفتة تقع فالطرف الاخر من الباحه الداخلية.


شعرت بانها لن تنسي مدي الحياة هذي الجوله الاولي فالمنزل.


فكل غرفه تبدو اكثر حلوه من سابقتها.
شرح لها تشن ان البيت بنى على شكل مستطيل يحيط بفناء داخلى بحيث تتمتع جميع غرفه بنوافذ على جهتين فالايام الحارة من النهار تكون الستائر مغلقه و النور الخافت يظل مريحا للبصر.


لدي و صولهما الى قاعه الاستقبال شهقت فرحا فكل شيء هنا مصمم على شكل تموجات رماديه مختلفة بدءا من الجدران و انتهاء باغطيه الكتان الرماديه الغامقه التي تغطى الكراسي و الارائك.
ان كهذا التصميم مثير للقشعريره و للكابه فبلد كانكلترا اما هنا فالخط الاستوائى فانه يوحى ببروده معتدله و باتساع المكان.


قال تشن و هو يقودها نحو خزانه و اسعه ملاي بالاوعيه الغريبة الاشكال و بالثناثيل الصغيرة المنحوثة.


-هذه هي مجموعة الجاد الشهيره انها غنيه جدا جدا استغرق جمعها سنين عديدة.


لفتت انتباهها لوحه ملعقه ففجوه فالجدار.
كانت تمثل بيتا ابيض يطل على شاطئ.
وفجاه احست احساسا غامضا بانها تعرفها.
اقتربت اكثر و رات فالزاويه اليسري توقيع م.
كونيل.
فهنا على حائط غرفه الاستقبال يوجد تذكار لجنه طفولتها المفقودة.


-هل تشعر سيدتى بتوعك؟


-لا لا انا بخير يا تشن.


و كبتت الدموع المفاجئه التي لسعت جفنيها بعدها قالت بنعومة


-هذه صورة المنزل الذي و لدت فيه.
رسمها ابي.
وقد توفى منذ سنوات عديدة.


لم يبدى الصيني اي تعليق لكن تعبيرا غريبا تارجح فعينية السوداوين.
وبعد قليل سالها


-هل ترغبين فرؤية الفناء؟


-نعم بكل تاكيد.


تقدمتة عبر الباب و ربما بهرها سطوع الشمس الذي لم يتضاءل و وجدت نفسها فحديقه مسورة.
ولدهشتها رات شجره ياسمين كبار تحمل كميه كثيفه من الازهار البيضاء و تحتها اريكه هزازه مظلله و وراء الشجر حوض منخفض يحيط بتمثال حجري.


ابتعد تشن و لمس مفتاحا كهربائيا على جدار المنزل فانبعثت هسهسه خفيفه و فجاه انطلق ستار من الماء فوق الحوض فانتفضت فيفيان و صاحت


-اة بالطبع الينابيع.


سبعه نوافير بالفعل اعلاها يظهر من راس التمثال بينما تتدفق الست الاخريات على الجوانب كبتلات زهريه جميلة متالقة.


و صاحت


-ما اجملها ان خريرها كالموسيقى.


و كطفل مستمتع مدت يديها ليتساقط عليهما رذاذ الماء الناعم.


كانت جميع قطره تلمع كالبلور.
وعندما استدارت لتكلم تشن كان ربما ذهب.


جلست فالفناء تراقب النوافير و بين حين و احدث تسقط بتله من اغصان الشجره و مرت فراشه زمرديه الجناحين فوق كتفها.
كان خرير الينابيع مهدئا للغايه فاستلقت على الاريكه الهزازه و شعرت بالنوم يتسلل اليها تسللا.


عندما استيقظت كان نور الشمس ربما خف و كيم تقف الى جانبها مبتسمه و هي تحمل كوبا كبيرا من العصير.
قالت برضى


-لقد نامت سيدتى جيدا.


اخذت فيفيان تشف العصير و تطلعت الى ساعتها.
انها السادسة و النصف تسائلت فاى وقت ينوب تشن تقديم العشاء و جاء الجواب على تساؤلها بظهور صبيين صغيرين من الخدم يحملان طاوله و ضعاها بجانبها و شرعا فو ضع الصحون.


عندئذ خرج تشن و قال


-كان من عاده السيد كاننغهام تناول العشاء هنا لكن اذا كانت سيدتى لا ترغب فذلك…


-بل ارغب فذلك اذ لا يمكننى ان افكر فمكان احلى منه لتناول الطعام.


فقال تشن و هو يقرب شوكه و يصحح مكان الابريق


-الليلة ستذهب سيدتى الى النادى مع السيد باركلى لذا طلبت العشاء ساعة قبل الموعد المحدد.


كادت فيفيان ان تسالة كيف عرف انها ذاهبه الى النادى حين تذكرت انه كان يقف الى جانبها عندما و جة اليها جوليان الدعوه الى ذلك.
وعلي الرغم من ان و جهة يشكل لغزا الا انها بدات تكتشف العديد عن الخادم الاول لعرابها بطرق غير مباشرة.
لم يكن خادما عاديا كما بدا و اضحا.
وملامح السلطة و تالفة مع جميع قطعة من مجموعة الجاد كانت تشير الى انه كان على علاقه و ثيقه بعرابها.


تسائلت عما شعر فيه ازاء مجيئها.
هل استاء فسره؟
هل يشك فامرها؟
هل ادرك انها ستبقي هنا فتره قصيرة؟
مهما تكن الاجوبه على اسئلتها فقد باتت لديها قناعه راسخه بانه من المهم جدا جدا ان تكون على علاقه و ديه مع تشن.


كان العشاء ممتازا.
قرص من العجه خفيف كالريشه تبعة قريدس بالتوابل بعدها فاكهه اناناس مع القشوة.


قبل ان تدق الساعة الثامنة بثوان نعدودات سمعت فيفيان هدير سيارة تصعد الطريق و بعد برهه لفت سيارة مكشوفه الغطاء المنعطف الاخير و توقفت مثيره هبه من الحصى.
ولما قفز جوليان من مقعد القياده بادرها و هو يصعد الى الشرفه و يرفع يدها ليقبلها


-مرحبا تبدين فغايه الانتعاش و الجمال.
(واضاف) بالمناسبه لقد انتشر نبا و صولك النار فالهشيم.
كنت امل ان ادخل بك النادى لاراقب و جوههم و انا اعرف عنك.
ولكن يبدو ان ثرثارتين راتاك تعبرين المدينه فسيارة كاننغهام و تكفلتا باذاعه الخبر فورا.


فقالت مترددة


-نعم رايتهما.
لقد بدتا فغايه الذهول.
انى اخشي مقابله الجميع.


-لاتقلقي.
ساهتم بك.
كان يجب ان تحملي معطفا فالطقس بارد فيما بعد.


فكرت فيفيان بحرج ان المعطف الوحيد الذي تملكة هو عبارة عن ستره صفراء من الصوف المحبوك.
وفيما توقفت متردده ظهرت كيم فالمدخل و هي تحمل على ذراعها شالا من الحرير الابيض.


قالت


-الليل قارس جدا.
خذى سيدتى هذا.


فسالها جوليان


-اى نوع من الرجال يمثل خادمك الاول؟
ففكرة قضائك الليل بمفردك لا تروقني.


فقالت بثقة


-ساكون فامان كلى فالبيت.
فتشن يبدو كفؤا و كيم فغايه اللطف.


-لا يمكنك مطلقا ان تطمئنى الى الصينيين.
فقد ينحنون احتراما امامك لسنوات بعدها يقطعون عنقك بدون رحمه اذا كان هذا يناسب مصالحهم.


و حين راي نظرتها المشدوهه اضاف بسرعة


-هذا لا يعني انك ربما تتعرضين شخصيا لخطر كهذا.
فعرابك كان على اتفاق معهم.
من الضروري ان تريهم بانك الرئيس و الا استغلوك بطرق ملتوية.


تركتة يقودها عبر غرفه الانتظار الى القاعه الرئيسيه بتوتر يبعثة خوف الظهور على المسرح و لكن مع ابتسامه توحى بالرزانه و ما ان عبرا العتبه حتي لف الصمت القاعه باسرها.
لم يستغرق هذا عشر ثوان عاد بعدين طنين الحديث لكن فيفيان شعرت خلالها ان اربعين عينا اخذت تتفحصها من قمه راسها الى اخمص قدميها.
ولولا يد جوليان على ذراعها لاسرعت هاربة.


بدت المسافه القصيرة الى المقصف و كانها ما ئه متر.
وعندما ساعدها جوليان على الجلوس على احد المقاعد العاليه و جلس الى جانبها شعرت و كانها بذلت جدها عضليا عظيما.


-ماذا تتناولين؟


-عصير اذا سمحت.


-لابد ان تاخذى شيئا احسن من العصير ما رايك؟


-اروع تناول مرطب خفيف.


-كما تشائين.


اخذت فيفيان تراقب اخوانها الاوروبيين خلسة.
معظمهم كانوا متوسطي العمر باستثناء مجموعة من الضباط الشبان فاحدي الزوايا و امرأة شقراء تجالس بعض الرجال الماجنين قرب النوافذ.


قال جوليان و ربما تبع نظراتها


-الرجال ذوو العيون المحتقنه بالدم مزارعون يممضون اجازتهم الاسبوعيه اما الشقراء الرائعة فزوجه ضابط يقضى معظم و قتة فالادغال.
انها تشغل نفسها فغيابة كما ترين.


-الا تعتقد انها تصيغ الامور بكيفية مشوهه للسمعة؟


-ليس تماما فلا احد يهتم هنا بهذه الامور الصغيرة فالزواج المبارك سرعان ما يكون مملا فالشرق و جميعنا متحررو الافكار.


انعكس امتعاضها على و جهها فتلاشت ابتسامتة الساخره و سالها سريعا


-ما بك؟
هل العصير حامض؟


اشارت بالنفى لم يكن الوقت مناسبا لتناقشة حول المناقب و سيعتقد انها ساذجه جدا جدا لو باحت له بانها ليست متحرره الافكار كمواطنيها.
وبرغم بغضها للكيفية المستهتره التي تحدث فيها عن تسليات السيده الشقراء لم تشا ان تنفد دعمة عند ذلك الحد.


و فجاه انبعث صوت


-جوليان يا لك من شقى لماذا لم تحضر الحفله التي اقمتها يوم الجمعة؟


و اقتربت امرأة قصيرة بدينه ذات عينين سوداوين براقتين و تسريحه معقده مصبوغه بالازرق و هي تنظر الى جوليان بمزيج من العتاب و الغنج.


فقال و هو يقبل اناملها البدينه بحركة مسرحية


-مرحيا يا ما دج.
اسف بخصوص الحفله فقد انشغلت تلك الليلة الم تقراى رسالتي؟


فقالت بخبث و هي تلكمة بمروحتها مداعبة


-عمل؟
لا اصدق ذلك.
اعتقد انه كانت لديك مهمه اكثر اثاره مع احدي جميلاتك الصينيات يا ما كر.


فسعل جوليان و بدا عليه الارتباك.
ثم قال بشيء من التسرع


-مادج اعرفك الى الانسه فيفيان كونيل.
فيفيان… السيده كارشلتون.


فقال السيده كارشلتون و عيناها تتفحصان و جة الفتاة و قامتها بسرعه و شمولية


-اهلا بك فموبينغ يا عزيزتى اذن السيد كاننغهام كان عرابك لقد صدمنا جميعا نبا و فاتة كان رجلا رائعا.


فسالتها فيفيان


-هل عرفتة جيدا؟


-ليس بشكل حميم بالتاكيد كان متحفظا كالكثير من الرجال اللامعين لكننى كنت شديده الاعجاب فيه و اذا كان بامكانى مساعدتك باى مجال فيجى ان تطلعيننى على هذا فورا.


-هذا لطف منك.


-هراء سيصبح من دواعي سرورى اعتقد انك فغايه الشجاعه لتاتى الى هنا بمفردك كيف و جدت المنزل؟


-لم تسنح لى الفرصه بعد لاستكشافة بدقة.


-اقدر هذا جوليان لماذا لا تاتى بالانسه كونيل الى طاولتنا؟
الجميع متشوقون للتعرف اليها.


اثناء ساعة واحده و جدت فيفيان نفسها تتعرف الى سلسله من الغرباء الذين تحدثوا عن المرحوم جون كاننغهام بكلمات و دوده بحيث يصعب عليها التصديق بان عرابها كان ناسكا مشاكسا و على خصام مع مواطنية الاوروبيين.
الا ان جوليان نفسة ربما اكد لها من قبل اقوال السيد ادمز.


كانت تصغى الى فكاهه طويله يرويها رجل ممتلئ الوجة ذو شارب احمر عندما بدات السيده كارشلتون فجاه تلوح لقادم جديد.


فتطلعت فيفيان حولها و رات بنت فعمرها تقريبا تقف عند الباب.


و هتفت السيده كارلشتون.


-حبيبتي كارا تعالى و اجلسى معنا.


و بعد تردد بسيط تقدمت الفتاة نحوهم.


حتي لم لم تتمتع كارا ميتلاند بقامه متناسقه و ملامح كلاسيكيه لكانت استرعت الانتباة فالوانها تركيبه نادره من الشعر الاسود و العينين الزرقاوين و البشره البيضاء العاجيه يبرز مفاتنها فستان مفصل كثوب اغريقى تاركا كتفا عاريا مشدودا عند الخصر فيما اظافرها الطويله مطليه بطلاء احمر فاقع.


لم تبتسم كارا و كانت فصوتها نبره سخريه او عداء.
احست فيفيان بمدي انعدام اللون فشعرها الاشقر و فستانها الباهت ازاء جمال كارا المفعم بالالوان.


بعد ان جلست كارا الى جانبهم قالت السيده كارشلتون لفيفيان


-ياعزيزتى لابد انك و كارا فالعمر ذاته؟


فسالتها فيفيان


-هل تقيمين فالملايو منذ لمدة طويلة؟


اجابت الفتاة الاخرى


-منذ سته اشهر امضيت معظم حياتي فالترحال.
بعد فتره يكتشف المرء ان جميع الاماكن تتشابة كثيرا… و فالنهاية يكون الامر مملا.


نظرت السيده كارشلتون الى كارا و قالت


-يفترض فسنك ان تكون الحياة مغامره مليئه بالفرص و التجارب.


فنظرت اليها كارا بازدراء و قالت ببرودة


-انت دائما مثاليه يا ما دج.


فقالت السيده كارشلتون ببعد نظر


-ستغيرين رايك عندما تعرفين الحب.


فلفت كارا ساقيها و اخذت تراقب حذائها الفضى و سالت بتهكم


-ولمن تقترحين ان امنح قلبي الفتي؟
لاحد مرؤوسى و الدى المندفعين؟
ان رواتب الضباط الصغار ضئيله جدا جدا للاسف و لا اريد الحرمان فحياتي.


طقطقت ما دج باسنانها و قالت


-هنالك بعض العزاب المناسبين فموبينغ يا عزيزتى الدكتور سترانسوم مثلا فهو و سيم جدا جدا و اعتقد ان دخلة جيد.


فضحكن كارا


-طوم متزوج من عملة يا ما دج و اذا نزل يوما من عليائة فسيصبح من اجل بنت جديه لا تمانع فان تتقاسمه مع مجموعة من الاهلين المرضى.


نفضت رماد لفافتها بعدها اشعلت لفافه ثانية و تابعت قائلة


-انى اتسائل احيانا اذا كان طبيبنا المحترم يشكو الوحده فعلا فقد يصبح مسليا اكتشاف ذلك.


فشرحت السيده كارشلتون لفيفيان


-الدكتور سترانسوم شاب صارم جدا جدا و هو يمارس الطب فالحى الصيني و لسبب ما يفضل المرضي الوطنيين على الاوروبيين.


فاجابت


-لقد التقيتة و فهمت انه كان صديقا لعرابي.


فنظرت اليها المراتان باهتمام مفاجئ و سالتها ما دج


-بحق السماء اين التقيته؟
ظننت انك و صلت اليوم؟


-كان فالطائره القادمه من لندن الى سنغافوره و جلسنا فمقعدين متجاورين.


فتبادلت المراتان النظرات و سالت كارا


-ما رايك به بعد هذي الرفقة؟


-تبادلنا حديثا مقتضبا.
كان يقرا معظم الوقت.


فعلقت كارا و فعينيها الزرقاوين لمعه استمتاع


-تصرفة نموذجى فلو اضطر سترانسوم الى الاقامه فجزيره خاليه برفقه فينوس لابقي انفة مدفونا فكتاب علمي


و اضافت السيده كارشلتون


-الانسه كونيل التقت جوليان كذلك فطريقها من سنغافوره و هو الذي رافقها الى هنا ذلك المساء.


فقالت كارا بعدم اكتراث


-حقا؟
من نقيض الى احدث فجوليان حساس بقدر ما سترانسوم حصين لا تدعى سحر جوليانيجرفك يا انسه كونيل فانه لا يصدق البتة.


خلال اجتيازهم البهو و خروجهم الى الهواء الطلق قالت فيفيان لجوليان


-لم ادرك مدي اختناق الجو فالداخل.


-هل ضجرت؟


-ولماذا اصاب بالضجر؟
كم هي رائعة الانسه ميتلاند.
اتسائل كيف تحافظ على بشرتها فهذا المناخ.


-انك اول امرأة تتفوة بكلمه طيبه بحق كارا فغيابها.
جميعهن حسودات و يستمتعن بتهشيمها.


-لابد ان يصبح هذا صعبا او ار فحياتي احدا فجاذبيتها.


-انها فعلا فاتنه انتظرى حتي تريها فنوبه غضب فتحت ذلك القناع يختفى مزاج هره متوحشة.


بعدها امسك بيدها و قال بنعومة


-لاشك ان و جودى امس فسنغافوره كان ضربه حظ.


سحيت فيفيان يدها بلطف سارا بصمت فتسائلت متضايقه عما اذا كان رفضها المهذب ربما اغضبه.


سالها


-هل حذرك احد مني؟


-بالطبع لا لماذا تسال؟


-انها مجرد فكرة.


-هنالك شيء لابد ان اقوله لك لابد انك لاحظت اختلافا فشخصيتى و اسباب هذا اننى انسانه غير معقدة.
كانت حياتي ضيقه المجالات و …


و توقفت بحثا عن العبارات الملائمه لشرح مشاعرها فتابع جوليان عنها


-… و لست معتاده على تشابك الايدى مع الغرباء اليس كذلك؟


احمرت و جنتاها ببطء و حمدت ربها على ظلمه السيارة و اضافت


-لست متاكذه من اننى اريد تغيير نفسي.


راقبتها يبتعد فسيارتة بعدها اجتازت كوخ الحارس الهاجة و اطفات نور الشرفه و تسللت الى غرفتها كانت كيم ملتفه على نفسها على سرير ضيق خارج الغرفه و مع ان فيفيان لم تشك مطلقا بمخاوف ليلية الا انها اطمانت الى وجود الوصيفه بجوارها.


فتحت فيفيان عينيها و نظرت بحيرة الى السقف غير المالوف بعدها تذكرت اين هي و قذفت الغطاء بعيدا و ضعت قدميها على الارض و هي تتلمس مداسها كانت الغرفه تسبح فظلال خضراء و حالما و فعت الستائر المسدله تدفقت اشعه الشمس المتوهجه فصبح استوائى عبر النوافذ.


الينابيع صامته و الحوض يتالق فاشعه الشمس الصباحية.
وبينما كانت تجمع بعض البتلات المخمليه البيضاء التي و قعت من شجره الياسمين اثناء الليل سمعت صوت طرطشه ماء على مقربه منها.
تذكرت حوض السباحه و تسائلت عمن ياخذ غطسه مبكرة.


هبرت الممر و حديقه العشب الى منصه القفز.
كانت دائره الامواج تتسع تحت الخشبه العليا لكن الحوض بدا خاليا للوهله الاولى.
ثم لفت انتباهها لمعان المعدن و رات ان احدا ربما ترك علبه سجائر معدنيه على العشب.


سمعت صوتا فالطرف الاخر من الحوض فاستدارت لتري راسا داكنا يطفو مجددا.
وبعد ان حددت المكان تمكنت من رءيه شكل اسمر غامض يتجة نحوها.
ولدي اقترابة عرفت انه رجل.
وقبل و صولة الى الحافه بمسافه قصيرة ارتفع الى سطح الماء و امسك بمقبض الحديد و تارجح الى الارض المبلطه انه الدكتور سترانسوم.


حدق احدهما فالاخر دقيقه طويله و بدهشه متبادله بعدها ضاقت عيناة غضبا و سالها


-بحق السماء ماذا تفعلين هنا؟


-انني… اننى اقيم هنا ماذا تفعل انت؟


-اليس ذلك و اضحا؟
ماذا تعنين باقيم هنا؟


فقالت ملسوعه بترحيبة الخشن


-هذا هو بيتي الان السيد كاننغهام تركة لي.


فمسح الماء المنساب على جبهتة و قال بجفاء


-يبدو اننى اتطفل كان كاننغهام ربما سمح لى باستخدام الحوض لم اكن اعرف ان المالك الجديد ربما وصل لن اتطفل مره اخرى.


و قبل ان تتمكن من الرد عليه اخذ علبه السجائر و مشي نحو الشجيرات.


-دكتور سترانسوم.


فاستدار و كان جسمة الطويل القوي العضلات يتالق .

تقدمت فيفيان نحوة و قالت بحياء


-ارجوك لا تذهب ليس هنالك ما يمنع استمرارك فاستعمال الحوض.


و عندما لم يجبها تابعت


-السيد كاننغهام كان عرابي الم يقل لك انه ترك لى البيت؟


-لم نبحث فالامر ابدا.


بعدها انحرفت نظرتة الى نقطه تتعداها على طاوله من الخيزرانتحت مظله مفتوحة.


-صباح الخير سيدتي.
صباح الخير سيدي.


فقالت فيفيان اذ رات على الصينية ابريق قهوه و فنجانا واحدا و صحنا من شرائح الاناناس


-صباح الخير تشن كيف عرفت اننى هنا؟


-لم اعرف سيدتى هذي قهوه كانت للسيد الطبيب.


-اة فهمت ارجو ان تحضر لى فنجان احدث قد استطعت ان اشاطر الطبيب قهوته.


-نعم سيدتي.


-الن تجلس دكتور سترانسوم؟


فتردد لحظه بعدها جلس قائلا


-لابد ان يبدو لك ذلك غريبا جدا.
واخشي ان يصبح تشن غير مدرك بان الوضع ربما تغير فمثل هذي الساعة لا يصبح حوض النادى مفتوحا و فحياة عرابك اعتدت المرور من هنا للسباحه و تناول فنجان قهوه فطريقى الى العيادة.


فقالت بلطف


-لااره غرابه فذلك.
بل يبدو ترتيبا معقولا جدا جدا و لا داعى لايقافة بسبب و جودى هنا.


بعدها سكبت القهوه و قدمت له الفنجان.


-تناولية انت سانتظر الفنجان الاخر هل لى ان ادخن؟


-بالتاكيد ليتنى عرفت انك كنت صديق عرابي اثناء الرحلة.


اخذت ترشف القهوه الساخنه بعدها قالت بتودد


-اخشي ان اكون تصرفت بغباء شديد فرانغون و اعطيت عن نفسي انطباعا سيئا.
ارجو ان لا تسجل هذا نقطه ضدي.


و اضافت


-قيل لى انك احد القلائل الذين عرفوا عرابي عن كثب و اعتقد ان و جهتى نظركما كانتا متشابهتين اريد ان اتصرف بوحى من قناعاته.


قطعت الحديث عوده تشن بالفنجان و بصحن اناناس اخر.


ابتسمت له فيفيان شاكره و عندما عادت قالت بقلق


-لا اظنة يستلطفني.


فقال الدكتور سترانسوم


-لايعرفك بعد.
هاهو سنغ العجوز قادم لم يضيع و قته.


تبعت نظرة فرات صينيا عجوزا يتطلع بحذر عبر الشجيرات.


و بعد استكشاف سريع خرج الى العراء و هو يحمل حقيبه فيد و صره قماش كبار فاليد الاخرى.


و ردا على نظرتها المستفسره شرح لها الطبيب


-سنغ تاجر متجول و ياتى الى هنا مره فالشهر اظنة عرف بوصولك و وضعك على راس قائمته.
هل اتخلص منه؟


-ارجوك لا اريد ان اري بضاعته.
لماذا كان حذرا الى هذي الدرجه فخروجة من الحرج؟


-لانة لص عتيق و لو راة تشن لطردة لا تلومينى ان هو سلبك.


وضع الصيني امتعتة على العشب على بعد خطوات منها و تقدم و هو ينحنى بتذلل و ابتسامتة العريضه تكشف اسنانا نافره ملبسه بالذهب.


-صباح الخير سيدتي.
صباح الخير سيدي.
هل ترغبين فرؤية اغطيه للطاولات و عاجا و بورسلين و ملبوسات حريمية رائعة جدا؟
انها رخيصه جدا جدا و نوعيتها ممتازة.


فقالت فيفيان متجاهله نظره الطبيب المستمتعه بسخرية


-نعم ارجوك.


جلب سنغ حقيبتة و فتحها عند قدميها فالصره اغطيه طاولات مطرزه و بيجامات حريريه زاهيه الالوان و قمصان من النايلون و مناديل مطرزه باليد.
اما الحقيبه فاحتوت على مجموعة من علب صدفيه و تماثيل عاجيه وحلى فضية و زينه صينية جميلة التلوين.


كان سنغ بائعا خبيرا يعرف ان السيدات الانكليزيات يملن الى شراء ما يفوق امكانياتهن.
وربما ان هذي الانسه الشقراء الشعر قريبه السيد المرحوم كاننغهام فلا بد انها ثريه جدا جدا و لن تعترض على رفعة اسعارة بضعه دولارات.
وبعين حذره على الدكتور اخرج اجود نوعيات بضاعتة قائلا


-اتعجبك هذه؟
انها من النايلون الامريكي.
رائعة جدا جدا هه؟


فهزت فيفيان راسها نفيا و حاولت الا يحمر و جهها بعدها سالت بعجل و هي تشير الى ستره من الحرير.
كان الحرير بخضره شاحبه و مطرزا بشكل جميل بالطيور و الازهار قبه ضيقه على الطراز الامبراطورى الصيني القديم و مربوطا من الامام بحزام حريري.


فسالت


-هل لى ان اجربه؟


-طبعا بالتاكيد.


ادخلت فيفيان ذراعيها فالكمين الواسعين لمست التطريز الرائع بانامل هيابة.
كان معطفا يلائم اميرة.


بكم هذا؟


فراح سنغ يسرد حسنات المعطف قبل ان يقول فالنهاية بان ثمنة خمسون دولارا فسالت الطبيب


-كم يساوى بالعمله الانكليزية؟


-حوالى خمسه جنيهات و نصف.


-اذن ساخذه.


الرحلة ان ويل