رواية عبير اثنان علي الطريق

علي عبير رواية الطريق اثنان 20160917 3339

عادتها دائما .

اصمت بروك اذنيها عن كلام امها .

لكن لويز ظلت منتصبه تنظر بعينين باردتين قاسيتين ,

في حين راحت الام تواصل حديثا كان ربما بدا قبل لحظات :


” … ان ايا منكما لا تعطيني اي اعتبار .

فمهما كان ,

انا امكما التي ربتكما .

ومن و اجبي ان انصحكما و اوجهكما … اة لو ان الامور تعود كما كانت فالماضي .

” بعدها التفتت الى لويز قائله : ” انت الاكبر يا لويز ,

وانت رائعة العائلة .

لذا من و اجبك ان تتزوجي باتريك فهو رجل طيب …وثرى جدا جدا كذلك .

انفجرت لويز منتحبه :


” كفي يا امي ”

تدخلت بروك قائله :


” و لماذا ليس كوريللي .

ففي الازمات يتجرا الانسان على التحرش بالاسد النائم ” .

ردت لويز بمراره :


” انت مجنونه .

لن استطيع التعامل معه ابدا ” .

حدقت عينا بروك الخضراوان بوجة شقيقتها الناصع البياض و قالت :


” لعلة من الاروع ان تبداي التعلم فورا .

قد لا يصبح هو الرجل الظريف اللطيف الذي تريدة امي من اجل ابنتها ’
,
لكن ثروتة ال كبار تشكل عامل جذب هاما .

وعندها لن اضطر انا للعمل ,

ولن نضطر لبيع بيتنا و ينترسويت اليس ذلك هو الواقع كله يا امي ؟

” .

صاحت السيده ليليان هويل بحماس :


” اروع ان ابيع ملابسي قبل بيع المنزل ” .

افتعلت بروك ضحكه ساخره و قالت :


” يا الهي .

ليس هنالك اسوا من ذلك الوضع ” .

قالت ليليان بانفعال :


” الامور ستكون اسوا بعديد اذا لم تتزوج احداكما الثروه الراهنه .

رباة ,

لماذا ما ت بوب و تركني فهذه الورطه ؟

ارمله مع ابنتين عاجزتين ؟

لماذا لم انجب ابنا ذكرا يواصل رعايه امور العائلة ؟

علي الاقل امنت لكما العلم و الحياة الاجتماعيه اللائقه ” .

ردت بروك بلا مبالاه :


” لويز هي التي قامت بذلك ” .

” هذي اخبار حديثة بالنسبة لي يا انسه .

انت تغارين مني لانك لا تملكين الجمال الذي املكة ” .

” اني لاشعر بالخجل منكما .

كل جهودي و تضحياتي غير المحدوده ذهبت هباء ” .

تدخلت لويز بلطف :


” يجب الا تفقدي الامل يا امي ؟

“.

سالتها بروك بجفاء و اضح :


” من الاروع ان تراقبي نفسك انت كذلك .

فانا اسير نحو الثلاثين بسرعه ” .

ردت لويز باستنكار :


” انك فالرابعة و العشرين … و انا اكبرمنك بسنتين فقط ” .

” يا لحسن حظك ,

اذ ان لك الفرصه الاولي للزواج من كوريللى ” .

اجابت لويز بتواضع التي تعرف انها رائعة جدا جدا :


” لا ممكن ان يصبح مهتما بي شخصيا ” .

” الجميع يقولون انه مهتم ” .

نهرت ليليان ابنتها الصغري قائله :


” سيصبح غبيا اذا لم يهتم فيها ,

فهو لن يجد احلى و اطيب و اروع من لويز ” .



عادت بروك للحديث و هي تدرك تماما ما جرتة على نفسها :


” انا هنا كذلك يا امي ” .

حدقت الام بابنتها الصغري مطولا بعدها استدارت فمقعدها لتواجة ابنتها المفضله .

فلقد كانت لويز الاثيره عندها ,

اذ انها نسخه طبق الاصل عنها عندما كانت فمثل عمرها .

ذهبية الشعر .

زرقاء العينين ,

وفاتنه للغايه .

قالت الام :


” ليس من الطبيعي ان تبلغ بنت ما كسنك .

دون ان تطلب للزواج ” .

” لكن يجب ان احب اولا يا امي ” .

نهرتها ليليان بعنف :


” ما ذلك الكلام السخيف .

انة مجرد كلام نظري .

انني صاحبه خبره و اعرف اكثر منك .

يجب ان يصبح زوج المستقبل ثريا ,

والحب ياتي فيما بعد ” .

” و ماذا لو اضطررت للانتظار فتره طويله ؟

ردت ليليان على ابنتها الصغري بعنف :


” على الاقل يجب ان نظل فالاطار المعقول .

ففي الايام الخوالي .
,
ما كان حتي لنعتبر وجود السيد كوريللي ,

لكن يخرج اننا مضطرات لاخذة بعين الاعتبار الان ” .

ترددت للحظات و هي تتامل الماسه التي تزين اصبعها بعدها تابعت تقول :


” اني لست ضد السيد كوريللي .

صحيح انه واحد منا .

لكن يجب الاعتراف بانه شخص متميز نظرا للثروه الطائله التي جمعها و هو بعد فالثلاثين من العمر .

ومن المؤسف انك ما زلت جاهله يا بروك ,

واستغرب كيف انك نضجت بدون ان تتغير فيك الطفلة المشاكسه التي اعرفها تماما ” .

اعترضت لويز قائله :


” ذلك غير صحيح يا امي .

اذ ان نيجل نفسة يعترف بانها جذابه جدا جدا ” .

ردت ليليان بحزم :


” انه جاهل جدا جدا .

فمن الذي يبحث عن الجاذبيه فقط ؟

ان بروك لا تخرج ابدا اذا ما كانت معك … فانت تملكين و جها ملائكيا محببا ” .

واصلت لويز حديثها غير عابئه بكلام امها :


” انا احتاج اذن الى بعض مواصفات بروك .

ولا اريدك ان تطلبي مني تشجيع بول كوريللي للتقرب الى .

فقد قبلت المساله من كافه و جوهها ,
.
ولا اعتقد اني قادره على التعامل معه .

فهو رجل خطير ,

خاصة فالامور العاطفيه ” .

تدخلت بروك بهدوء :


” هنالك العشرات من الفتيات المستعدات للحلول مكانك ” .

ابتسمت لويز بنعومه و قالت :


” لا شك عندي فذلك ” .

اكتفت بروك باطلاق ضحكه مجلجله ردا على ملاحظه شقيقتها .
,
الامر الذي ازعج امها فقالت :


” لا اتصور انك قادره على اخذ الاموربجديه اكثر يا بروك ,

مع انك تملكين مواصفات متميزه ” .

قالت بروك بلهجه تحد :


” هل استطيع ان اعرف هذي المميزات ؟

اجابتها ليليان بهدوء :


” الحقيقة ان اهتمامي كله منصب حول لويز ,

ولن اعطيك فرصه الهائي عن هذا ” .

ثم التفتت الى لويز قائله :


” اخبريني يا عزيزتي ,

هل دعوت السيد كوريللي الى حفلتنا ” .

وعلي حين غره تحولت لويز من انسانه لطيفه الى انسانه متوتره و قالت :


” اتصلت فيه هاتفيا ,
.
وقد يضطر للاعتذار اذا اخذتة اشغالة خارج المدينه فذلك الوقت “.

همهمت بروك بصوت خافت :


” كذا اذن ؟

يا له من رجل صعب .

مجرد ثري لا يفهم شيئا .
.
وفي الوقت نفسة ناعم بكيفية غريبة و يتكلم كلاما هادئا محببا .

اعتقد انه شاب ظريف و متميز … و من الممكن ان تكون له علاقه بعصابات المافيا ” .

ردت لويز باستنكار شديد :


” لا ابدا ” .

شعرت الام ببعض الامل لاستنكار ابنتها و قالت :


” هل انت منجذبه الية بهذا الشكل ؟




ردت لويز بابتسامه شاحبه :


” انه رجل جذاب جدا جدا ،

وليس و سيما على ما اعتقد ،
لكنة فاتن و ساحر ….

قالت بروك و هي ترتشف احدث قطره من فنجان القهوه :


” اعتقادك صحيح ،
وهو يعرف متميزاتة هذي .

هل عندك فكرة عن طريقة حصولة على ثروتة ؟

” .

فتحت لويز عينيها باستغراب :


” من شركة المقاولات التي يملكها … و اظن انه يملك مجموعة من الفنادق ”

غطت بروك يدها بفمها و هي تضحك بسخريه ،
ثم قالت :


” كذا اذن .

لا شك ان البحث المحموم عن الدولار انتهي ليحل محلة البحث المحموم عن العروس .

هل تريدين سماع ما تقوله كاثي بنتون عنه ؟

” .

” لا اريد سماع اي شئ .

فلقد كان لطيفا معها بما به الكفايه ليصطحبها فبعض النزهات ” .

حدقت بروك فو جة شقيقتها قائله :


” ليس ذلك ما سمعتة : لقد زارتة حتي فيختة الرائع ” .

نظرت ليليان الى ابنتها الصغري باشمئزاز و قالت :


” لا اعتقد انك مهتمه فيه شخصيا يا انسه ،

اليس ايضا ؟

” اني احب صراحتك يا امي ،

لكنني لست من الفتيات العاجزات ”

” ما ذلك الكلام غير المعقول ؟

قالت بروك بجديه و اضحه :


” لست ادري .

فالواحده منا تدرك بمجرد النظر الية انه قادر على ان يري نجوم الظهر لايه امرأة ” .

ردت لويز :


” انه لطيف دائما معي شخصيا ” .

ضحكت بروك و هي تمطط ذراعيها و قدميها :


” الامر مختل هنا .
دعونا ننظر الى الايجابيات .

فعلي الرغم من ما ضية الفقير فانه الان ثري كبير و مؤثر ” .

وافقت لويز قائله :


” انه ايضا فعلا .
واعتقد فبعض الاحيان انه يعرف اكثر مما تعرفة عائلة باتريك مجتمعه ” .

قاطعت بروك شقيقتها قائله :


” لا جدال فذلك .

فعائلة كوريلي من اصل عريق …..
ولها قصة طويله ” .

تدخلت ليليان فالحديث :


” لا يستطيع احد ان يسالة عن هذي القصة ” .

وافقت بروك قائله :


” من الغباء سؤالة .
فرجل فمثل نجاحة و ثروتة لن يصبح غفورا و سهلا .
ما يحتاج الية فهذه المرحلة الجو الاجتماعي الراقي الذي يعطية و ريثا .

انا مجرد بنت عامله لا اصلح لذا .

لكن لويز تصلح .

وبالاضافه الى هذا هنالك المنزل و الاراضي المحلقه فيه .

هذا ما يطمح الية ،

وقد تكون المدخل الذي يعبر بواسطتة الى المجتمع الراقي ”

” انه يستطيع شراء المنزل اذا اراد”

ردت بروك بحزم :


” كلا .

فهو يحتاج الى رمز رومنطيقي .

والرمز هو انت ايتها العزيزه لويز … و المنزل كذلك .

انت قادره على القيام بدور ربه المنزل بامتياز ،

وبقليل من المال الذي سيضعة فيديك ،

نستطيع نحن ان نتبجح الى حد بعيد .

ولا شك انه سيصبح كريما مع امك و شقيقتك الصغري ،
وستعود الامور الى ما كانت عليه ايام جدي ….
والحقيقة اني انتظر الساعة التي تتزوجينة بها ”

صاحت لويز منتحبه :


” لعلة لا يريدني ”

قالت الام و هي تحاول اعاده الثقه الى ابنتها المفضله :


” انه يريدك انت .

فانت تعرفين مقدار جمالك و سحرك ”

قاطعتها بروك بحده :


” ليس اذا استمريت فالتركيز على جمالها .
انا استغرب كيف اني لم اصب بعقده نقص من جراء مدحك لجمالها على حسابي طيله هذي السنوات ”

اشارت لويز الى شقيقتها بابتسامه ذات مغزي :


” كنت دائما الاذكي بيننا ”

احتجت ليليان قائله :


” و ما علاقه الذكاء بموضوعنا ؟

اياك ان تظني ان الرجل يرغب المرأة الذكيه … خاصة المرأة ذات الشعر الاحمر و اللسان السليط ”

اثنت بروك على كلام امها ساخره :


” بالتاكيد ….
بالتاكيد .
والان حديثنا يا لويز عما ستفعلين فيه عندما تحصلين عليه ؟

صرخت لويز بانفعال :


” لا تسخري مني ارجوك ” .
وراحت تردد كلمه ” ارجوك ” لثوان عديده قبل ان تنتصب و اقفه و تغادر الغرفه مسرعه و هي تداري دموعا تتدفق من عينيها .

همهمت بروك قائله بهدوء :


” يا الهي ….
ما ذلك ؟

ارتفعت حده صوت ليليان و هي تقول :


” لقد ازعجتها بكلامك الساخر ”

” ذلك ما يبدو .

لم اكن اظن انها تاخذ كلامي على محمل الجد ”

” انت لا تريدينها ان تحصل عليه .

انت تغارين من لويز ،

ولا يحتاج الامر الى تحليل نفسي لاكتشاف الحقيقة ”

وفوجئت بروك بانها راحت تفند اتهامات امها تفصيليا :


” ذلك كلام غير معقول و يثير الضحك فنفسي .

كلا يا امي ،

انا لا اغار من لويز .

لم اشعر بالغيره منها فالماضي ،

ولن اشعر فيها مستقبلا .

انني احبها و لا احسدها على اي شئ اطلاقا ”

ردت ليليان بعنف اشد :


” ذلك ما تقولينة .

انت كابيك ،
تتصرفين كما يحلو لك ،

وتسخرين من اختك فمختلف الظروف ”

” اذا اردت ،

يمكنني ان اغادر المنزل لاعيش فمكان احدث ”

تضرجت و جنتا ليليان بحمره الغضب و قالت :


” الحقيقة اننا بحاجة الى المال الذي تدخلينة الى المنزل .

لقد ضحينا سنوات من اجلك ،

وجاء دورك الان لرد الرائع الى امك و شقيقتك ”

قالت بروك بجديه :


” من المؤسف ان لويز غير متحمسه للعثور على عمل ”

قاطعتها ليليان بغضب :


” انا غير مهتمه ،
وايضا لويز .

انت يجب ان تهتمي .

وكما قالت شقيقك ،
اليس من المفروض ان تكوني صاحبه العقل بيننا ؟

هزت بروك كتفيها بلا مبالاه ،

فالمناقشه مع امها – كالعاده – تصيبها بالصداع الشديد :


” لا اقصد ان اثير غضبك يا امي ،

ولا احاول ان اقترح حاجات غريبة .

ان لويز قادره على العثور على عمل ،

ونحن باشد الحاجة الى المردود المالي .
انني احب بيتنا ايض ،

ولكن مستحيل تدبير امورة و متطلباتة اعتمادا على مرتب معلمه مدرسة فالثانوية ”

نهرت ليليان ابنتها و كانها تبعد عن ذهنها ذلك المهنه الوضيعه و قالت :


” معلمه مدرسة ثانوية ؟

لويز ستتزوج قريبا …..وسترين اني على حق ”

قاطعتها بروك بهدوء :


” و اذا لم تتزوج فقدنا المنزل ….
والحياة التي اعتدت عليها ”

قالت ليليان و كانها لم تسمع كلام ابنتها الاخير :


“رجل ….
زواج جميل جدا جدا .

ومن المفروض ان يصبح كوريللي ذلك صاحب الثروه الطائله ”

” الا تهتمين بطريقة حصولة على هذي الثروه ؟

” بالتاكيد لا اهتم ”

ثم ترددت قليلا و كانها ادركت متاخره مغبه تصريحها ذلك فاستدركت قائله :


” اعني انه ليس مجرما ،

بل رجل اعمال ناجح .

وكل اهتمامي هو ان اري لويز الحبيبه سعيدة … و ابقاء المنزل ضمن العائلة ”

” مطالب لا تعد و لا تحصي .

وكل الاخبار و الحكايات عن السيد كوريللي ممكن ان تظل طي الكتمان ”

اخذ و جة ليليان يحتقن بالغضب و التوتر و هي تقول :


“كلام لا معني له .

فالسيد كوريللي رجل محترم و معتبر فعلا .
وحتي و لو كان من غير عالمنا ،

فعلي الانسان ان يتبع تطور الازمان .

ان بيتنا و ميراثنا مهددين .

صحيح ان المنزل قائم ،

لكنني اذا بعت المزيد من الاثاث فانه سينتهي الى مجموعة من المفروشات القديمة الباليه .
كم هي سعيدة ما جي سيمونز لسوء حظنا … لقد جمعت ثروه من جراء بيع تحفنا و اغراضنا الاثريه ”

” تذكري يا امي اننا نحن الذين بحثنا عنها،فماجي معروفة بانها امينه و صادقه فتعاملها المهني و تملك مواصفات نحن بامس الحاجة اليها .

انني اقدرها كصديقه حميمه .
صحيح انها عاشت فعائلة غنيه ،

لكن عندما نضب المال ،
وظفت معلوماتها فالمكان المناسب .
فدعينا من سيره ما جي الان ،

فهي ربما ادت خدمات جلي لنا ”

ردت الام بغضب و هي تشعر بالغيره من تلك المرأة التي استطاعت ان تشق دربها الجديد بنجاح :


” و ادت خدمات جلي لنفسها كذلك ”

” كذا تسير الامور عاده .

المهم ان ما جي لم تفتح فمها بكلمه .
فقد كان من الممكن ان تنشر قصة بيعنا لاثاث المنزل على جميع شفه و لسان لو ان الوسيط غيرها ”

هزت ليليان راسها و قالت :


” اني مضطره لذا .

هل تعتقدين اني لا اشعر برغبه فبعض الاحيان بتحطيم المظاهر الكاذبه المحيطه بالبيت ؟

ارادت بروك ان تثير امها اكثر فاجابت :


” مظاهر كاذبه …..
لكنها جيده ”

واصلت ليليان حديثها بصوت مخنوق :


” عندما افكر بكل الاغراض التي ذهبت ؟

غرفه الصالون ،

والخزائن ،

وطاوله الاكل و المرايا الجداريه و المجموعة الشرقيه التي جمعها بوب .

انة كابوس مزعج ،
كان من الممكن تلافية لو ان اباك لم يمت ”

” قد ”

شعرت بروك مره ثانية بعمق الخساره .

فهي تفكر دائما بما كان سيحدث لو ان اباها لم يمت فحادث سقوط عن الحصان و هي بعد فالرابعة من عمرها .

قبل هذا كانوا يعيشون فمنزل جدها لامها السيد اشتون فو ينترسويت .

كان المنزل يتسع لكل الناس ،

وكان عليهم ان يسهروا على صحة الجد المعتل .

وعلي الرغم من هذا استطاع ان يسهر على رعايتهم من اثناء بيعة للكثير من التحف و الاثريات التي يملكها ،
ثم توفاة الله .
حدث هذا قبل اربع سنوات ،

ومنذ هذا الحين تقع عينا بروك على اماكن فارغه كانت قبل لمدة ممتلئه بالتحف القديمة .
صحيح ان المنزل ما زال موجودا ،

لكن مجموعة عائلة اشتون التي ترجع لاجيال عديده باتت قائمة فبيوت ثانية غريبة .

انهم ليسوا فقراء … ابدا .
ولا ممكن ان يعرفوا الفقر طالما انهم يملكون المنزل .

لكن الاملاك الثابته لا تؤمن السيوله اللازمه .

وهم يعيشون هذي المدة بعد بيعهم احدي التحف البرونزيه .

ولا شك ان العائد المالي منه سيصرف على حفله نهار السبت المقبل .

ان الام مقامره ما هره ،
وهي تحاول استثمار هذي الحفله للتعويض عن جميع خسائرها دفعه واحده .

اعادها صوت الام الى الواقع :


” و انت يا بروك ،

لا تحاولين ان تبني علاقات صداقه مفيدة .

بل يخرج انك لا تهتمين حتي بمستقبلك ،

ناهيك عن مستقبلنا انا و اختك ”

” هل تقصدين القول اني لست فعجله من امري كي اتزوج ؟

ردت الام بلا مبالاه :


” لا يهمني اذا تزوجت او عنست ،

طالما انك تساعدينني لتحقيق طموحات اختك …..
فهي خلاصنا من الازمه ”

” و انت تريدين بيعها للذي يدفع سعرا اعلي ؟

صرخت ليليان بغضب و قالت بحده :


“حاولي ان تتذكري انك تخاطبين امك يا انسه .
انني احب لويز ،

ولا تنسي اني اريد لها مستقبلا اروع .

انها تختلف عنك ،
و لذا فهي تحتاج الى رعايه دائمه ”

علقت بروك بلطف :


” تقصدين انها تخاف من العمل ؟

انت الاسباب =فموقفها ذلك يا امي !

كل الناس يعملون الان ،

بل و يحبون اعمالهم كذلك ”

كانت ليليان ربما و قفت ،
وراحت تحدق بابنتها باستغراب شديد :


” لم يستمر زواجي طويلا ،

لكنك تجسدين بلير جميع يوم امامي ”

وقفت بروك الى جانب امها التي تقصرها بعده سنتيمترات و قالت :


” يبدو انك احببتة كثيرا يا امي .
لم يكن يملك ثروه طائله كجدي ،
لكن الجميع ما زالوا يتحدثون عن قيمتة كمهندس بارع و يشيرون الى المباني العامة و الخاصة التي صممها فحياتة .

انني حزينه ان ابي لم يعش اكثر.
والظاهر اني اشبهة فكوني احضر المزيد من المال الى المنزل عن طريق الدروس الخصوصيه التي اعطيها لبعض التلاميذ .

واعتقد ان ابي كان سيشجع لويز على العمل …..
فالجمال و حدة لا يكفي هذي الايام ”

شحب و جة ليليان و هي ترد قائله :


” اعتقد انه يكفي .

لقد نشات على تقليد يقول ان على البنت ان تظل فالبيت حتي تتزوج .

ان لويز هي فرحتي و راحتي ،

وانا مسروره جدا جدا برفقتها .

وهنا اريد ان اذكرك انك لست مصدر التمويل الوحيد للمنزل ….
فما زال هنالك حاجات فالبيت ممكن ان تعطينا ما يوازي مدخولك على سنوات ”

” اعرف هذا … و متي بعناها نكون ربما فقدناها الى الابد .

انا متاسفه لصراحتي ،

لكنني لم اقصد اثاره غضبك .

ارجوك ان تسامحيني ”

” ساحاول يا بروك .
المشكلة ان انانيتك تغلب على عقلك .

قدتكونين عاجزه عن منافسه اختك فجمالها .
لكنك قادره على استثمار ايجابياتك الثانية .

انا لم انس انك بحاجة الى فستان جديد للحفله ،
فلو انك جئت و طلبت الفستان بلطف ،

كما فعلت اختك لويز ،
لكنك تعتقدين ان اخذ المال من امك كمن ياخذ المال من القراء و اليتامي ”

حاولت بروك ان تاخذ يد امها بيدها ،
لكن ليليان انتزعتها بعنف .

قالت بروك :


” ذلك غير صحيح يا امي ،

انا لا ارغب فتحميلك اكثر مما تحملين ،
طالما اني قادره على تدبير اموري ”

” كما جي سيمونز على ما اعتقد ؟

انها صاحبه الفضل فكل تصرفاتك الواثقه … و لا يبدو انك تشعرين بالحرج فالتحدث اليها ”

وافقت بروك بهدوء :


” ان افكارنا تتفق تماما ،
ان ما جي امرأة جميلة .
كم اتمني ان لا تهاجميها ابدا ،

ثم تستخدمينها كما تفعلين فكل مره ”

غامت عينا ليليان خلف نظره غاضبه و قالت :


” ليست هذي المره الاولي التي تحدث بها امرأة ما شقاقا فالبيت .
لقد حاولت ان تؤثر عليك منذ البداية .

صحيح ان بوب كان معجبا فيها ،

لكنها من النوع الذي يثير اعجاب جميع الرجال .

واذا لم اتركك الان ،

فسوف اتاخر انا و لويز عن دعوه الغداء ….
وهي الدعوه الوحيده التي تلقيتها ذلك الاسبوع ”


عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل


قالت بروك بهدوء :


” هيا اذهبا و تمتعا بنهاركما ”

ردت ليليان بجفاء :


” يجب ان ترافقينا كذلك .

او انك لاترغبين فالتعرف الى الناس المهمين … باستثناء ما جي سيمونز بالتاكيد ؟

تنهدت بروك بعمق و عادت الى مقعدها قائله :


” ماذا تريدان للعشاء ؟

” ارجوك ابتعدي عن الدجاج ….
حاولي التغيير الى نوعيات ثانية ”

قالت بروك بصوت خافت محاوله ان ترفة عن امها قليلا :


” ساتدبر امري .
لكن المساله كلها فالتوفير ….
هل ترغبين ببعض السندويشات الخفيفه ؟

هزت ليليان يدها بلا مبالاه و غادرت الغرفه و هي تقول :


“يا لك من انسانه فاقده للاحساس تماما ”

استمرت بروك فجلستها تتامل الحدائق الممتده حتي الميناء و هي تتساءل بينها و بين نفسها : ” هل انا اقده الاحساس فعلا .

هل كذار ابدو امام اختي و امي ؟

” .

كان الوقت ربيعا ،
والازهار على مختلف نوعياتها لونت المروج بالوان فاقعه هادئه رصينه .

ومن موقعها المطل على الغابات المجاوره ،

كانت بروك تفكر بالاوضاع التي و صلت اليها العائلة .

كان و ينترسويت بيتا فخماذا ما ض عريق ،

علي الاقل فزمن جدها .
وقد ازيلت منه فالوقت الحالي بعض المنحوتات التي كانت تزين الحدائق ،
كما توقفت النافوره عن العمل فالباحه الرئيسية

ومع انها حاولت السخريه من خساره اثاثة و منحوتاتة ،

الا انها كانت تشعر فاعماقها بالحزن للمصير الذي ال الية .

فهذا بيتها و مسقط راسها ،

وهي تحبة و تشعر بالانتماء الية قد اكثر من امها ،

وطبعا اكثر من لويز التي تعتبرة من الطراز القديم و ربما عفي عليه الزمن .

صحيح ان المنزل قديم ،

لكنة يعطي شعورا بالعظمه و الجمال و الاتساع … جميع التضحيات تهون من اجل الحفاظ عليه .

يمكنهن ان يبعن المنزل غدا اذا اردن ،

لكن اولا يجب اعطاء لويز فرصتها .

لقد كانت الحياة بالنسبة للشقيقه الكبري احلاما و رديه دائما … و عما قريب سياتي الارس الوسيم على حصانة الابيض ليطلب يد الاميره لويز ،

وفي الوقت نفسة يعمد الى شراء القصر و الحفاظ عليه .

هل ممكن ان تتحقق هذي الاحلام ؟

وفجاه عادت صورة بول كوريللي الى ذهن بروك بوضوح ،

وتذكرت اول مره راتة بها .

كان هذا قبل عده اشهر عندما انضم الى مجموهه الاصدقاء الحميمين الذين تعرفهم … مجرد ثري عتيق كما تصفة ليليان مقارنة مع الاثرياء الجدد الكثيرين ،

لا احد يعرف من اين جاء بول الى المدينه ،
لكنة استطاع اثناء سنوات قليلة ان يجمع الملايين و سط شائعات متضاربه حول ما ضية و اعمالة .

البعض قال انه من اصل ارستقراطي عرق ،

واخرون يؤكدون انه كافح بصلابه و قاتل بشجاعه لينتقل من ضواحي مدينه نابولي الايطاليه الفقيره الى مصاف الاثرياء .

ومهما كان الامر ،

فانة صاحب شخصيه جاده و اثقه من نفسها و قاسيه ….
الي ان يبتسم .

عندها فقط يخرج سحرة الاخاذ و وسامتة الطاغيه المتمثله فاسنان لؤلؤيه متناقضه مع بشره سمراء ،

وعينين سوداوين لامعتين تشعران المرء بانهما تخترقان المظاهر الى الاعماق ،

ولم تكن اي امرأة قادره على تجاوز نظراتة الحاده .

وفجاه شعرت بروك و كان نسمه باردة لفحت و جهها و عنقها .

فارتجفت و هي تفكر باختها .

لويز المسكينه مع كوريللي ؟

هذا غير معقو !

ان جمعهما معا اشبة بمن يريد عقد صداقه بين القطه و النمر .

ومره ثانية تخيلت بروك كيف ستكون الاوضاع اذا تزوج هذا الرجل القاسي من شقيقتها الرائعة الحالمه .

ان كوريللي قادر على تعذيب ايه امرأة ،
حتي و ان كانت سليلة عائلة كبار كلويز .
وبروك تدرك تماما طبيعه كوريللي ،
خاصة و انها تبادلت و اياة الكثير من العبارات و الغمزات القاسيه فالمرات القليلة التي التقيا بها .
ومع انهما لا يعرفان بعضهما تماما ،

الا انهما يشعران و كانهما عدوان لدودان منذ زمن بعيد .
كانت بروك تتصرف و تتكلم بالكيفية التي يكرهها كوريللي فالمرأة … و ربما اوشك ان يعلن هذا مرارا .

ومهما كان الامر ،

عليه ان يعتاد على تصرفاتها و كلامها اذا كان راغبا فمصاهره عائلة راقيه .

ولا شك انه يريد هذا بالحاح .

علي الرغم من ان عائلة اشتون تعاني الان من مصاعب عديده الا انها عريقه فالتاريخ و المجتمع ،

ويعود زمانهما الى ايام استعمار الانجليز لجزر الهند الغربيه .

وقد بني روبرت اشتون و ينترسويت على طراز بيوت عائلتة فمنطقة سافوك التي تعد من احلى مناطق بريطانيا ،
ثم استورد اخر الاثاث الفرنسي و الانجليزي بالاضافه الى مئات التحف و اللوحات التي كان يفخر جميع نبيل باقتنائها .

واثناء الحربين العالميين الاولي و الاخرى ،

شارك شباب العائلة فالمعارك …..
كما ان خاليها جوناثان و هيو توفيا فغينيا الحديثة و هما فاواسط العشرينات من عمرهما .

ولميتبق من العائلة الان الا الام و لويز و بروك و الخاله ال كبار ملفيل .

ومن الواضح لدي الجميع ان ايا منهن لا تستطيع انقاذ و ينترسويت بمفردها .

فالبيت يحتاج الى ثروه طائله للقيام بشؤونة و صيانتة .

ولا شك ان لويز تتمني الاحتفاظ فيه لكنها بحاجة الى حشد من الخدم لرعايه المنزل فظل سوء ادارتها و عدم اهتمامها .

بعد حوالي الساعة تقريبا كانت بروك تفضي بمشاعرها و افكارها لصديقتها ما جي التي قالت و هي تتامل احدي اللوحات لراعيه الاغنام :


” اني افهم ما تقصدين ”

” مقارنة معها ،

اشعر و كانني المرأة الخارقه ”

استدارت ما جي ببطء و هزت راسها قائله :


” ستتضح رؤيتك للامور بمرور الوقت ….
وربما كان من الضروري وجود رجل لمساعدتك فذلك اذ من غير المعقول ان تكتشفي نفسك بالمقارنة مع امك و شقيقتك فقط ”

” لا بد من الاعتراف بانهما محقتان فرؤيتهما لي ”

ترددت ما جي فالاجابه و كانها تفكر ،
خاصة و انها غير مشغوله فيوم السبت ذلك .

واخيرا قالت :


” اني معجبه بك و اراك جذابه ،

وايضا يراك الاخرون .
لويز رائعة جدا جدا .

وهذا هو الشئ الوحيد الذي تتمتع فيه .

اما انت فلديك حكمه العجائز و كانك اشرفت على تربيه اجيال كاملة ”

” ذلك ما اعتقدة شخصيا ….

قالت ما جي و هي ترتب بعض الاواني الاثريه فالخزانه :


” انت لا تختلفين عن ايه بنت ثانية فمثل سنك .

انا اسفه يا عزيزتي لكنني استغرب ان يهتم السيد كوريللي بلويز و ليس بك انت ”

علت الدهشه و جة بروك التي تساءلت :


” انت تمزحين طبعا ؟

” لا يا عزيزتي ….
ابدا ”

ردت بروك بجديه :


” ذلك غريب جدا جدا .

فانا اجد نفسي فمواجهتة كلما التقينا ،
واعتقد انه يشعر بالعداء نحوي كذلك ”

قالت ما جي انطلاقا من خبرتها النسائية :


” بالتاكيد .

والاسباب =يكمن فالانجذاب المتبادل ”

” لا اعتقد هذا يا ما جي .

المساله و اضحه جدا جدا ،

هو لا يحبني و انا غير مهتمه فيه اطلاقا .

ومن الخطير جدا جدا ان ادعة يتزوج شقيقتي ”

سالتها ما جي و الشكوك تملا نفسها :


” هل انت متاكده من انه يريد الزواج منها ؟

” امي و لويز تعتقدان بانهما قادرتان على جرة الى القفص الذهبي ”

” اذن فالامر يحتاج منك الى جد جهيد .
لست افهم لماذا لا تقولين لهما ان يذهبا الى الجحيم ….
فكون شعرك احمر لا يعني ان تتنازلي دائما عن رايك ”

قالت بروك بحسره :


” حسنا ،

هنالك الحفله التي ستقام الاسبوع المقبل ”

علقت ما جي بجفاء :


” السعر الذي حصلنا عليه ثمنا للتحفه البرونزيه كان ممتازا .

وامل ان تكوني ربما حصلت على حصتك .

لقدبذلت جهدي من اجلك ،

واستغربت حصولي على هذا الثمن ”

” اشكرك جدا جدا يا ما جي ”

حدقت المرأة الناضجه فو جة صديقتها الصغيرة ،
فرات بها ملامح الجمال الكامن و الجاذبيه الاسرة ،
وليس فقط الجمال الباهت الذي تتمتع فيه شقيقتها لويز .

لا شك ان ليليان ارتكبت خطا جسيما عندما حاولت اقناع صغيرتها بان الشقراوات هن فقط الجميلات و المرغوبات .

فقد كان و جة بروك على الطراز الحديث و شعرها المجعد و عينيها الخضراوين اللامعتين و انفها الرقيق فوق شفتين ممتلئتين و جميع هذا مع بشره بيضاء ناعمه .

قالت ما جي بعد صمت :


” لماذا لم تشتري لنفسك فستانا خاصا بالحفله ؟

ردت بروك بهدوء :


” سوف افعل ،

لكن يجب ان ترافقيني لاعطاء الراي ….
فانت ذات ذوق رفيع فالملابس ”

” ساجرب ان اكون معك ”

استدارت ما جي ناحيه النافذه و ربما سرتها ملاحظه صديقتها .

لم تكن هي نفسها رائعة الملامح ،

لكنها تملك الذوق و البراعه و الثقه بحيث جعلت الجميع يرون جاذبيتها فكل ما تفعل .
فخلف نجاحها الباهر ما ساه محزنه تتمثل فحادث سيارة ادي الى مقتل زوجها و ابنها و اصابتها هي بجروح طفيفه .

ومع ان خمس عشره سنه تفصلها عن هذا اليوم المفجع ،

الا انها ما زالت تشعر بفداحه الخساره ،

وتري فبروك الابنه التي كان من الممكن ان ترزق فيها لولا ان القدر شاء العكس .

قالت بسرعه و كانها تظهر من ذكرياتها الاليمه :


” ساقول لك شيئا .
يجب ان اذهب الى ملبورن نهار الثلاثاء ،

اذ ان صديقه عزيزه تريد ان تريني بعض التحف الفضية .
وهنالك سامر على محلات ما رتن ليندن و اختار لك شيئا خاصا ،

اكرر : شيئا خاصا لك انت فقط .

انا اعرف قياسك و اعرف ذوقك .

فلماذا يجب ان تحصل لويز دائما على الملابس الرائعة طالما ان لك قواما مثاليا رشيقا ؟




رفعت بروك سله فضية صغار و سالت قائله :


” من طراز عصر الملك جورج ؟

” من منتصف هذا العصر تقريبا .
ومعها مملحه و مبهره فضيان كذلك ،

حصلت عليها من سيده عجوز تقيم على الشاطئ الشمالي … و ربما اصبحنا صديقتين حميمتين ،
وكثيرا ما ازورها لتمضيه بعض الوقت معها ”

هزت بروك راسها بحزن :


” جميع الفضيات التي تملكها العائلات العريقه ذهبت ادراج الرياح ” .

ثم ترددت و قالت :


” لا ممكن ان ادعك تشترين لي ثوبا من عند لنيدن ،
فانا اعرف اسعارها الباهظه و لا استطيع تحملها ”

ردت ما جي بحزم :


” انا استطيع .

وسوف اشترية لك حتي لو اقدمت فيما بعد على اخذة و ارتدائه بنفسي .

وعندها ساضطر الى اضعاف نفسي حتي اصبح رشيقه مثلك … و لكنني اعتقد انك ستقبلينة ”

التقت عينا بروك بعيني ما جي الحادتين فقالت :


” اري انك ستغضبين اذا لم اقبلة منك ؟

” الحقيقة يا عزيزتي ،

ان بامكانك ابراز جمالك اذا حاولت .

لويز رائعة جدا جدا ،

لكنها ليست الرائعة الوحيده فالعائلة حسب رايي المتواضع .

فالبعض يعجب بالرشيقات ذوات الشعر الاحمر ،
خاصة اذا ارتدين من عند ما رتين ليندن و من اختيار ما جي سيمونز كذلك ”

ابتسمت بروك بخجل :


” لا باس من التغيير فبعض الاحيان .

لكن الحفله كلها من اجل لويز ،
التي يتوقف عليها خلاصنا حسب ما تعتقد امي ”

” انت تعرفين تماما ان ذلك المنطق خاطئ يا بروك ”

ردت بروك قائله :


” امي و لويز تعيشان فالماضي الرائع ،

ربما فالعصر الفائت .

ولويز تشعر بالخوف من القيام باي عمل ”

استدارت ما جي بعد ان تركت مزهريه كانت فيدها و قالت :


” يا للغرابه .
قله من الفتيات لايعملن شيئا هذي الايام ،

وهي لا تشكو من شئ ابدا ”

وافقت بروك بحماس : ” انها على ما يرام .

هي عاجزه فقط عن التفكير بالاعتماد على نفسها .

فالزواج يبدو الحل لها ،

خاصة بعد ان اقنعتها امي بان الحياة الزوجية هي العمل الطبيعي لسيدات المجتمع الراقي ”

قالت ما جي بسخريه :


” لاحظت ان امك لا تعارض عملك ”

” الحقيقة انها اصيبت بالصدمه للوهله الاولي .

انا و انت نشعر بالاتياح للعمل ،

لكن امي تري الامر سخيفا و غير مقبول اجتماعيا ….
ولا شئ ممكن ان يغير رايها .

في ذلك المجال لم تتغير ابدا ،

فقط ضمت بول كوريللي الى عالمها الخاص ”

” انها تتعامل مع الزواج كما كانوا يفعلون فالعصور القديمة .

نحن نعرف ان المال يتزوج المال ،
لكن من الغريب محاوله الجمع بين لويز و كوريللي .

اقصد انها بنت هادئه بينما هو رجل ديناميكي قاس لم ار مثلة فحياتي ”

قالت بروك باستغراب :


” تتحدثين عنه و كانك معجبه فيه ؟

علقت ما جي بابتسامه ساخره :


” لم اصل الى السن التي تمنعني من معرفه الرجال على حقيقتهم ”

اطلقت بروك صرخه استغراب قائله :


” يا الهي ”

” لا ضروره للاستغراب ،

فانا اعني ما اقوله .

وقد زارني فالمحل عده مرات من قبل ”

” هل اشتري شيئا منك ؟

” كلا ،

لكنة يعرف الحاجات الثمينه و الرائعة .

وعندي شعور بانه سيشتري عندما ياتي المره المقبله .

وحتي فمثل سني ،

فانا اراة جذابا و وسيما ”

 

 


رواية عبير اثنان علي الطريق