قراءة روايات احلام الرومانسية

 

الملخص


-لا..خرحت هذي الكلمه بقسوه و وحشيه فقطعت سؤال الكاهن


و حل محلة الصمت الذي اطبق على الحاضرين.


عاد الكاهن يقول :”ايدان؟هل تقبل باينديا زوجه لك؟”.


-لا….!.


-لايمكن ان تعني…


انقضت يدة عليها بسرعه يجذبها بعنف و قسوة:


-لا..لن اتزوج بك فالسراء و فالضراء،فى الصحة و في


المرض فالغني و فالفقر…


و خرج ايدن و ولف من حياة العروس المحطمه بدون اكتراث كمن


يدوس زهره مرمية..وكما رحل عاد..بعد سنة..فخبات اينديا دموع الذل


فعينها خلف ستار اللا مبالاه ،
لن تكون لعبه سهلة هذي المرة


،
لكن ايدان ما زال يسعي للانتقام،والثمن الذي ستدفعة الان سيصبح اكبر

 


اذن انت الانسه ديكنسون المصدر الوحيد لمشاكلي فالوقت الحاضر ؟



لم تفهم لورا السكرتيره البسيطة كيف تشغل بال روب ما كفرسون رئيس مجلس الادارة العظيم الى هذي الدرجه ،

ولكنها ادركت ان مستقبلها محكوم بالدمار من ذلك الرجل ،

ومع ذلك قبلت التحدى


حياتي الخاصة ملكي سيد ما كفرسون و لن اقبل ان يفرض على احد شيئا !



و كذا بدات الحرب ،

واستعمل بها الطرفان كافه نوعيات الاسلحه ،

واثبت روب ما كفرسون ان لاشئ يقف فكيفية عندما يريد امرا .

 

قبيحه لكن ذكيه !

جلست ليليان كامبل مرتجفه فالمقعد الكبير .
.
بالتاكيد ما حصل كان غلطتها .
.
فمن يحرص على الاصغاء كثيرا لايسمع نفسة .
.
كان عليها حالما نطق ارثر غايتور اسمها ان تدعة يعرف انها هنا .

لكن ,

بينما هي متردده ,

رد جوك هانيز ردا ابقاها مسمره فمكانها ,

وجعل من المستحيل عليها ان تفعل شيئا سوي الاختباء فالكرسى ,

والتمنى بان تكون بعيده الاف الاميال.


و فيما هي تتذكرماحدث ,

احمر و جهها من الالم و الخجل ,

لانة تحدث عنها كما فعل .
.كما لانها تالمت كلامة ,

وكانما لا تعرف نوعة من الرجال .

العمل عندة سكرتيره لمدة تسعه اشهر لم يترك لها مجالا للشك لعيوبة و قوته,
مع هذا فقد كان قرارها بالعمل عنده،ومؤامراتها الماكره للحصول على الوظيفة,
تعتمد كليا على معرفه شخصيته.


لكن فرصه ليليان لم يكن لها علاقه بتخطيطها ,

بل القدر و حدة اسكنها فشقه مؤلفه من غرفتين تقع قباله شقه الانسه باربرا بكمان,
سكرتيره جوك هانيز قمر الليل الخاصة.
وهذا كان يرسلها الى مسكنها بعد وقت طويل من عوده اهل الحى الى بيوتهم ,

ويرسلها الى العمل فو قت يصبح الجميع به يتناولون حلوى نهاية الاسبوع .
.


و لكن بالنسبة لليليان التعويضات الماليه تغلب اي صعوبه اخرى


انفعلت الانسه بكمان ,

عندما سمعت ليليان تقول ذلك للمره الاولي .
.
كانتا ربما اصبحتا صديقتين عندما تشاركتا فتره غسيل صباح السبت .
.
ولكن حينما علمت ان منبع اهتمام ليليان بالمال تصميمها على كسب المال اللازم لتامين دراسه اخيها الجامعية ,

قررت ان تساعدها .



قالت ليليان شارحه :


– لقد عاش طفوله كئيبه ,

ولم بكنالاسباب =فقط فقدان ابوينا ,

بل اضطرارنا للعيش مع جدينا اللذين لا ما نا على و فاه ابنتهما .



– و كيف لهما هذا؟


تنهدت ليليان :


– كانا يعرفان ان امي مصابه بعقده ***** الخوف من السفرفى السيارة..وكانها كانت تحس بان السيارة ستودى بحياتها يوما.
لقد و افقت على السفرالي الريف لان تود طلب منها هذا كهديه عيد ميلاد ,

ولولا ذلك لما اقنعها شيء بالسفر.


– و كان ذلك هو اليوم الذي…


– قتلت به مع ابي..
لاانظر الى شاحنه الا اتذكر.
كان جداى يشعران الشعور ذاتة نحو تود,
وبامكانك تصور مشاعرة لاضطرارة الى العيش معهما.
حالما انهيت دراستى و وجدت عملا استاجرت شقة.


– و امضيت جميع السنوات منذ و فاتهما تحاولين الا يشعر بالذنب ؟



– و هل تلوميننى ؟



– لا… و لوكنت مكانك لافسدتة دلالا.


كان تفهم الانسه بكمان لوضع ليليان هو ما دفعها للتوصيه فيها عندما سنحت لها فرصه العمل كسكرتيره فقسم التوضيب من (( مصانع هانيز للملابس )) .

ادركت ليليان ان حصولها على ذلك المركز بناء على توصيه من الانسه بكمان هو امتياز بحد ذاته,
فتمسكت بالفرصة.


بعدها و بدون سابق انذار..
برز حظها .
.
فقد و رثت الا نسه بكمان ميراثا علمت فيه عن طريق رساله من احد المحامين ,

يقول لها بها انها و رثت عشرات الالاف من الدولات ,

ومزرعه بالقرب من مدينه جاكسون فو لايه الاباما.
وكانت المزرعه ,

والمنزل الكبير بها هما ما دفعاها للتخلى عن جميع شيء و ما ان مضي شهران

حتي اخلت شقتها ,

واستقالت من و ظيفتها ,

وتقاعدت لتتبوا سياده مزرعه ريفية..
ولكنها لم تفعل هذا قبلا ان تعرض على ليليان العمل كسكرتيره عند جوك هانيز محلها.


قالت لها ليليان:


– يفضل المسنات و الناضجات.


– لانة يظنهن اقل عبثا… ستناسبينة تماما… اذا اقتنع بك.
انما من المؤسف انك رائعة ,

فجمالك سيبعدة عنك طبعا .
.
لو تصرفنا بحذر و مكرلجعلتك مقبوله .
.
هذا اذا رغبت فالوظيفة.


– قولى لى ماذا اقول ,

وماذا ارتدي.


و كذا ,

ذهبت لمقابلتة متنكره .
.
شدت شعرها الاسود المتموج حول و جهها المستدير الى الوراء و عقصتة .
.
لم تضع ما كياجا اوخطوطا سوداء على حاجبيها المقوسين او اهدابها الكثيفه ,

بل و ضعت نظاره سميكه اخفت بنجاح بريق عينيهاالزرقاوين ,

ولم تنس ان تغطى بشرتها البيضاء العاجيه بكريم اساس اسمر.
اما ملابسها ,

فكانت بذله رماديه و اسعه ,

لا شكل لها ,

اخفت جسمها الانيق النحيل .



قبلها جوك هانيز بدون سؤال.
القي نظره سريعة عليها,
ثم امضي معظم و قتة يسالها اسئله خاصة ليتاكد من استعدادها لالزام نفسها بالعمل عنده.


لم تشاهدة من قبل الامن مسافه بعيده ,

لم تبين لها مدي جمال طلعتة .
.
لكنة فالواقع و سيم جدا..
فشعرة اسود قاتم و بشرتة برونزية,
وعيناة رماديتان قابعتان


تحت حاجبين اسودين ,

وقامتة ممشوقة.


لم يتملكها الخوف الا بعد ان فكرت قمر الليل كيف ستستطيع بعد مغادره العمل ان تغير ملابسها و مظهرها التي ستبدو بها امرأة تمثل جميع التحدى ,

فليس جوك هانيز برجل يحب الخداع .

وما ان تصبح سكرتيرتة حتي تصبح ملتزمه ,

باكثرمن طريقة.
ولكن حالما تذكرت التقديمات التي سيؤمنها لها العمل ,

وجدت ان من السخافه التراجع..هل سيغير الزى العتيق و عدم التبرج شخصيتها ؟

فما زالت ليليان نفسها و ما دامت تذكر هذا ,

فستكون بخير ما يرام.


بعد مضى ثلاثه اشهر ,

كادت لا تصدق انها تمكنت من العمل فو ظيفه ثانية .



كانت ساعات العمل طويله و مرهقه ,

لكن العمل نفسة ممتع حتي ان الوقت كان يمر بسرعه .
.
وما ان اعتادت على مشاريع الشركة الكثيرة حتي بدات تهتم شخصيا بتلك المشاريع.


كانت تفهم طبيعه عملها و تقدر جوك هانيز الذي يضغط عليها بالاعمال الكثيرة ,

مع انها لم تلاحظ ذلك الحمل الا بعد مضى عده اشهر.


بعد رجوعة من اجتماع عاصف متعب .
.
رمي لها كومه اوراق على طاولتها ,

وامرها بطبعها بعدها دخل الى مكتبة .
.
بعد لحظات لحقت به,
فوجدتة منهارا على مقعدة و العرق يتفصد من جبينه..


تمتم متوقعا سؤالها:


– صداع .
.
اتركها فالمنزل ,

لم اصب بصداع منذ زمن طويل .
.
ولكن ساعود بعد لحطات.


اقفلت الستائر لتحجب نور الشمس ,

ثمخرجت من الغرفه بسرعه ,

واقفلت الباب و راءها ,

ثم اضاءت النور الاحمر الذي ينبي المدراء بان جوك هانيز مشغول .
.
سارعت للخروج من المبني الى جهه الشارع الثانية قاصده اقرب صيدلية,
ثم عادت بعد عشر دقيقة لتعطية حبتين مع كاس ماء ,

ثم خرجت من جديد حتي يستريح.


بعد نص ساعة,
استدعاها الجرس الى مكتبة و هنالك و جدتة جالسا و راء الطاولة.


– شكرا لك انسه كامبل .
.
انت كفؤه فالمسائل الشخصيةككفاءتك فالعمل.


و كان ذكاء منك الاتطلبى المساعدة من السيده سيمونز مدبره البيت فالشركة.


– لو فعلت لعرف كل من فالمبني انك مصاب بصداع.


– و كيف عرفت اننياريد ان يبقي خبر صداعى سرا ؟



– لان السيده سيمونز لم تبلغنى فيه حتي الان .



ضحك بصوت دافىء ملؤة النشاط :


– هل اتصلت بخادمى .

فهو و حدة من يعرف الحبوب التي انتاولها.


– لم تصل به… سالت الصيدلى عن احدث و اكثر الادويه فعالية.


– و هل فعاليتة ام سعرة الغالى هو ما دفعك الى شرائة ؟



– كلامها … يستحسن ان تحتفظ ببعض الحبوب منه هنا.


– سافعل… انما منذ اربعه اشهر لم اصب بمثل ذلك الصداع.
ومضت اربعه اشهر منذ انعقد احدث اجتماع متعب لمجلس الادارة؟!


سرعان ما تبخر دفئة و عاد الية تحفظة ,

وكانة لا حظ انها تتساءل عن مدي قوتة .
.
فهل يعتبرالصداع دليلا على الضعف ؟
!
نظر اليها نظره ملؤها الكرة .

مع هذا .
.
لماذا هو مصمم على الظهور بمظهرالرجل الخارق ،

وكانة ليس من البشر فانطلاقتة الشيطانية.


احنت قمر الليل راسها فوق دفترالملاحظات,
وبدا على الفور باملاء رسائله,
مكررا الارقام بسرعه فائقه .

لا تستغرب اذن عودتة من اجتماع شاكيا من الم فراسة .



اخذ جوك هانيز ,

شيئا فشيئا ,

يتركها تعتنى بشؤونة الخاصة .



و كذا اخذت تضع ترتيبات حفلات العشاء الخاصة التي يقيمها اضافه الى توفير ما لا نهاية له من باقات الورود و الكتب ,

والعطور ,

لعدد لا يحصي من الفتيات ,

ولم يدهشها وجود ذلك العدد من النساء اللاتى يرغبن فو ضع انفسهن تحت تصرفة بل ما ادهشها ان يجد الوقت الكافى لهن ،

لهذا لا تستغرب نحولة و توتر اعصابة فالصباح دائما .



خرج من المكتب بعدها سالها و ربما لاحظ تعابير و جهها :


– ما الخطب ؟



– لا اعاتى من اي خطب اما انت فستصاب بخطب ما ان لم تقلل من اندفاعك0 لقد قضيت ليلة امس بكاملها تدرس عملية دمج وضع ما سترز,
وها انت الليلة تستعد للذهاب الى عرض مسرحي.


– اذا لم اذهب,
فساعمل.
لا تقلقى على انسةكامبل..ان خروجى برفقه شقراء بلهاء او سمراء لكيفية مثاليه للاسترخاء.


– ظننتك ستموت ساما من صحبتهن .



خرجت العبارات لا اراديا,
ولما رات دهشته,
غضبت من نفسها لقله لباقتها..
فاعتذرت :


– انا اسفه .
.
ما كان على ان اتفوة بتلك الكلمات.


– انسى الامر… فانت تعرفيننى منذ فتره تؤهلك لقول الحقيقة.
وانت لا تعرفننى حق المعرفه لتكوني دقيقه فملاحظاتك..
اذ لاتضجرنى البلهاوات بل الذكيه و حدها من تضجرني.


– لست جادا؟


– بل جاد.
فالنساء الذكيات يعرفن قدر انفسهن و هن تائقات دائما لاثبات قدرتهن على المساواه مع الرجل .
.
وهن يبحثن دائما عن ثغره فدفاعاتة .



– لن يجدن معك ما لا وجود له.


– انما هذا لايمنعهن عن المحاولة.


لم يلاحظ السخريه فكلامها ,

عندما قالت :


– مع هذا تشترط الذكاء فسكرتيرتك؟


– بالتاكيد … فانا اختارها بسبب قدراتها لا بغيه التسلية.


ران صمت قصير,وعندما تابع جديدة اتي كلامة بطيئا و واضحا.


انا اقسم النساء الى ثلاثه اصناف :


الرائعة البلهاء التي لا تطلب شيئا لانها بلهاء..
والرائعة الذكيه التي تتوقع من الرجل الجرى و راء .
.
والقبيحه الذكيه التي تلتقى بالرجل على قدم المساواه و لا تتوقع شيئا ,

لذا عندما اطلب سكرتيره كفؤه اخير نفسي ما بين الرائعة البلهاء و القبيحه الذكيه .

– و تفوز القبيحه فالنهاية.


– طبعا!


نظر اليها ***** ساخرا بعدها خرج,
تاركا اياها بصحبه افكارها التي جاءت مريره على غير توقع.
رغبت لعده لحظات لوتقول له ما رايها به .
.
ولكنها عادت الى رشدها


و التقطت الهاتف لتطلب له الزهور لاخر صديقاتة .



و كذا تركت المكتب هذا المساء و وقفت لحظات على الدرج تنشق هواء حزيران الدافىء ,

بينما اشعه الشمس الافله تلفح و جهها بحرارتها .
.
لاحظت شابا ينزل الدرج خلفها.
صاح بدهشه :


– ليليان .
.
!

اهذه انت؟


التفتت قمر الليل بسرعه الى الرجل المتجسم خلفها و ردت بوهن محاوله اخفاء انزعاجها :


– بيتر ,

ماهذه المفاجاه !



– مفاجاه فعلا .
.
خاصة و انك فالمره الاخيرة التي اتصلت بك قلت انك ستتركين ذلك العمل ,

وانك ستتصلين بى حالما تستقرين فعمل اخر.


– كنت مشغوله جدا جدا .



نظر اليها متفحصا اياها من راسها الى اخمص قدميها.


– ذلك ما اراة .
.
منذ متي تهوين الفن المسرحى ؟



ردت بسرعه و ربما تورد و جهها:


– ساشرح لك .



– يسرنى ان اصغى انما على موعد عشاء.
لا اتحمل الشروحات بمعده فارغة.


– لا يمكننى الخروج معك هكذا.


– و ذلك ما يريحنى !

ظننتك ستعتبرين الدينا كلها مسرحا.


– و انا ممثله بها بكل تاكيد .

ساخبرك عن دورى خلال العشاء.


لم يستطع بيتر تورب اخفاء دهشتة عندما سمع دوافعها الى ذاك التنكر ,

وقال :


– لا الومك .
.
فما من احد فالشركة يفهم طباعة .
.
وحينما تفكرين فالنساء


الرائعات اللاتى يظهر بصحبتهن قد يعتقد ان الجميلات لسن كفؤات .



– كنت بحاجة للوظيفه ,

لذا مثلث الدور الذي يؤمنها لى .



– و نجحت بكل تاكيد .

فلولا و قوفك تحت اشعه الشمس بعد الظهر لما عرفتك..
ولكن شعرك الاحمر فضحك .



– انه ليس احمر .
.
بنى محمر.


رمقها بنظرات مرحه و قحه ,

ثم قال:


– لن ادعك بعد اليوم تهربيهن منى .
.
خاصة و ربما عرفت انك ما زلت فالمبني نفسه,
سوف..


قاطعتة :


– لن تاتى لترانى لان السيد هانيز سيستشيط غضبا ان عرف الحقيقة .



– و كيف سيعرف ؟

لن اخبرة .



– قد .
.
لكنة سيتغرب عندما يجدك تحوم حولى .



بدت الحيره على بيتر .
.
ثم ضحك :


– بسبب تنكرك ؟

كدت انسي ذلك .



– حسنا .
.
لا تنسة .
.
فوظيفتى تعتمد عليك الان.


– اتنوين الاستمرار كذا الى الابد ؟



– قد ساخفف من التنكر قليلا .

انما بحذر لانة سيغضب بكل تاكيد ان عرف اننى اسغفلتة .



– فلنرقص الان و لنتكلم عن نفسينا فما اصطحبتك الى ذلك المكان لنتكلم عن رئيسنا.


كانت قمر الليل تحاول نسيان جوك هانيز ,

لكن و جودها مع بيتر يدفعة الى ذاكرتها بقوه مضاعفه ,

اذ لم تستطع الا مقارنة جراتة الجميلة و ذكاءة بمرح بيتر و تعقلة .



تلك الليلة ,

فى فراشها راحت تفكر : ظهورها بمظهر البشعة يجعلها منطويه على الذات .

وان لم تكن حذره سينتهى فيها الامر لتكون صارمه كمظهرها .



بسبب هذي الفكرة استبدلت البلوزه الوقوره الطويله الكمين التي ترتديها للمكتب بثانية اقل و قارا ذات اكمام قصيرة و ياقه جميلة.


و لكن الياقه بدت متنافره مع شعرها المعقوص الى الخلف ,

فخلعت البلوزه ,

وارتدت ملابسها المعتاده عليها للمحافظة على دورها .
.
ما تفعلة ربما يجعل من المستحيل عليها العوده الى سابق عهدها .



لقاؤها القصير مع بيتر ,

ايقظ بها استجابات كانت هاجعه منذ اشهر طويله .
.
ووجدت من المزعج ان تسير فالشارع و هي تعرف انها لا تجذب نظر احد.
مع هذا ,

فالشيك الشهرى الذي تتقاضاة تعويض كاف و خاصة و هي قادره على التخلص من زيها المزرى حالما تترك المكتب .
.
ولكنها كانت تتوق فالمكتب اكثر من اي مكان احدث ان تكون عل ي حقيقتها..
وتساءلت ما سيصبح رد فعل جوك لو نفضت شعرها و حررته,
وتخلت عن حذائها البشع،
ورفعت تنورتها قليلا.


و جدت نفسها على غير عادتها شارده الذهن ,

وكانها مشغوله بافكار خارج عملها .
.
فتحت و هي تفكر مفكرتة فرات انها تسجل اسم كوني ما ولنغ .
.
عبست متذكره متي ذكر اسم الفتاة .

كان ذلك منذ ثلاثه اسابيع ,

حينما تلقي رساله من صديق قديم تعود صداقتهما الى ايام الجامعة ,

وهو الان عضو فحكومة الفيليبين .
.
وقد طلب منه مقابله ابنة عمة التي تزور امريكا للمره الاولي .



قال لها يومذاك و هو يرمى رساله الجنرال رامولوس على الطاوله :


– فليحمني الله من هذي الدعوات الرسمية .
.
مع ذلك,
من الاروع ان اخرج معها مرة.


ما بدا دعوه و اجب ,

تحول الى متعه ,

ففى الاسابيع الاتيه لاحق الفتاة الفيليبينيه بلا هواده .

كان يقابلها فساعات متاخره عندما لا يستطيع الهرب من اجتماع عمل عاجل.


سالتة ليليان بعد ظهر يوم حينما ادخلت الية الرسائل ليوقعها.


– هل زرت الفيليبين يوما ؟



هز راسة :


– لطالما و عدت نفسي بزياره الفيليبين ,

ولكن حياتي كلها عمل.


– ذلك امر غير صحي .



– اوافقك الراي.
قد اسافر الى ذاك البلد بعد انتهاء موسم الامطار.


– و هل ستبقي الانسه ما ولنغ هنا حتي هذا الوقت ؟



نظر اليها ساخرا :


– و هل استشف رائحه الفضول انسه كامبل؟


– بل هو مجرد اهتمام سيد هانيز.


– اظنها باقيه هناشهرا اخر.

اكمل توقيعة على احدث رساله و طوي الملف ليعيدة اليها,
فسالته:


– اتريد طبع مذكراتك لاجتماع الساعة العاشرة غدا ؟



– اطبعيها قمر الليل..
ساترك المكتب باكرا,
ولو لمره واحدة.


فالصباح الاتي تاخر ***** فالوصول,
وهذا ما زاد من ذهولها :


– ساخذ فرصه بعد الظهر انسه كامبل .
.ومن الاروع ان تلغى جميع مواعيدى حدقت قمر الليل الية بذهول جعلة يضحك ,

وهذا ما زاد من ذهولها :


– ساخذ فرصه بعد الظهر لارافق الانسه ما ولنغ الى الجامعة .
.
انا لم ارز جامعتى منذ تظهرت .



– لا بد ان ريتشموند رائعة فمثل هذاالوقت من السنه .



– هيا الان انسه كامبل .
.
انت اذكي من ذلك !



– عفوا ؟



– عدم موافقتك و اضحه .

ظننتك ستبتهجين لتغيبى عن العمل.


– انا سعيدة من اجلك انمالم اتوقع.


– تكون كل الامور فاغلب الاحيان غير متوقعه .
.
اى محل ازهار توصيني فيه ؟



– ” لا فلورا ” هل اطلب لك شيئا؟


– لا .
.
ساقوم بذلك بنفسي .



كان المكتب بدون حضور جوك هانيز فارغا معدومه منه الحياة..
بسبب تراكم العمل شعرت ليليان بالوقت يمر متثاقلا.
لا شك انه و الانسه ما ولنغ ربما و صلا الى جامعة (( ريتشمود )) الا اذا توقفا فمكان ما للغداء .
.
اقبلت الساعة الرابعة ,

ومعها افكار عن نهر جايمس و قارب يتهادي فوق مياهة الساكنه .
.
اما فالساعة الخامسة ,

فتراءت لها نزهه فمروج الكليه و اروقتها يعقبها عوده فالسيارة بقياده بطيئه كسوله على الطريق المشجره و الحقول الخضراء..
تذكرت قمر الليل اخاها تود الذي يدرس هناك..
فاغرورقت عيناها بالدموع اذ لم ترة منذ اسابيع .
.
ربما ذلك اسباب تكدرها .
.
ولكنها علمت انها كاذبه .
.
يصبح الكذب احيانا اسهل من الحقيقة،
خاصة و هي حقيقة تخشي مواجهتها .



جعل صوت متناة من مكتب جوك قلبها يخفق ,

فسارعت لرؤية من فالداخل .



كانا شخصين متلاصقين قرب النافذه ,

انفصلا عن بعضهما بعضا بسرعه ,

فاحمر و جة ليليان ,

وتمتمت و هي تنسحب :


– ظننت ان عامله التنظيف و صلت ,

واردت التاكيد من عدم وجود اوراق مبعثره .
.
لم اعرف .
.


رد جوك:


-استخدمت مدخل المكتب الخاص ,

لم اكن اعرف انك لا تزالين هنا .
.
كوني هذي سكرتيرتى التي لا بديل عنها الانسه كامبل ,

والتى بدونها لا استطيع العمل.


سالتة الفتاة : ماذا تعمل ؟

.


ضحك:


– اي شيء تقريبا !

فا لانسه كومبيوتر متجول.


نظرت كوني ما ولنغ الى ليليان :

– لا شك ا نك راضيه بهذا التقدير .



ابتسمت ليليان .
.
لا تتوقع ان يراها اكثر من جهاز كومبيوتر ,

علي عكس ذلك الجمال الفاتن ,

التى تبدو صاحبتة و كانها خرجت من قصة خياليه .
.
ترجعت ليليان الى الباب :


– اعذرانى على الازعاج .



ناداها جوك :


– لماذا ما زالين هنا حتي ذلك الوقت المتاخر ؟



– كنت اطبع تقارير اجتماع الغد .



– كذا اذن .



و تقدم ***** الى خزانه المنحوته خلف مكتبه:


– فلاقدم لك على الاقل عصيرا انسه كامبل .
.
انة مجرد تعويض بسيط لعملك حتي هذي الساعة .



قبلت قمر الليل على مضض كاس عصير الكرز ,

واخذت تحتسية و هي تعلم انها مزريه المظهر بالمقارنة مع مظهر الفتاة التي سرعان ما سالتها :


– هل زرت بلادى من انسه كامبل ؟



– انا عاده لا اذهب عاده الا الى ريتشموند ,

حيث تركت امي لى و لاخي كوخا.


قال جوك :


– لم اعلم ان لك اخا .
.
تصورتك و حيده .



– و حيده مع قطه و عصفور كنارى ؟

قد تكون المظاهر خداعه سيد هانيز.


و ضعت كوبها على المنضده ,

وتمتمت :


– عمتما مساء .



ما ان اصبحت فمكتبها حتي تمنت لو تركل نفسها لا نزعاجها من ملاحظتة .
.
همست لنفسها : ان لم اكن حذره انتهي بى الامر كما انتهي بالانسه بكمان !



و فيما كانت فالطريق الى الباب لتغادر ,

عادت الى طاولتها لتطلب رقم هاتف بيتر .
.
بعد الرنه الاولي اجاب .



– هذي انا .
.
ليليان .
.
هل انت حر الليلة ؟



اجاب بيتر بصوت ملؤة البهجه :


– انا حر متي شئت .

انها المره الاولي التي تتصلين بى .

هل ادركت فجاه كما انا شاب عظيم ؟



ردت بصوت مرح ساخر :


– بل ادركت كم انا عظيمه .
.
تعال و اصحبنى فالثامنة .

 

2- دموع بلا سبب

اقتضاها العوده الى الدور الذي اختارتة لنفسها تصميم كبير منها فالصباح الاتي .



مع هذا ,

فقد مكنتها ارادتها الصلبه من انتعال حذائها المفلطح و جواربها السميكه .
.
تركت قمر الليل الشقه و هي مرتديه تنورة جيده التفصيل و بلوزه مماثله .
.
ولكنها لم تضطر للقلق من ان ينظر اليها جوك هانيز مستغربا التغيير ,

فقد كان مشغولا فمكتبه.


عند الظهر,
رن جرس الهاتف,
فتوقفت عن الطباعه و مدت يدها الى الهاتف تقول معتذرة:


– انا اسفه طلبت من الموزع ان يحول جميع المخابرات الى مساعدتي..
ولا ادرى لماذا .
.


– قد هي مكالمه خاصة .

قلت لهم اننى اتوقعها .



عضت شفتها و اعطتة السماعه و وقفت .
.
لكنة اشار اليها ان تبقى,
وهكذا اضطرت الى الاستماع لحديثه.
كان يتحدث الى كوني و التوق فصوتة يخرجة اصغر من سنواتة الحاديه و الثلاثين .

وحدة من يحب عملة و يتمتع فيه ربما يتحمل الضغط اليومي بلا جهد .



الاشهر السبعه التي عملت بها معه بدت لها سبعه اعوام,
ومع هذا ليس فشعرة الاسود البراق شعره رماديه واحدة.
تبا له !

لا يحق له ان يصبح نشيطا ديناميكيا هكذا.


ادركت انه يتكلم اليها :


– لم اعهدك تحلمين احلام اليقظه انسه كامبل .
.
ساغيب فعطله نهاية اسبوع طويله .
.
واريد انهاء القدر الممكن من الاعمال ,

اتمانعين فالبقاء حتي وقت متاخر الليلة ؟



– ذلك ما افعلة فاكثر الليالي .



ارتفع حاجباة استغرابا .



– لم اعرف انني رب عمل قاس الى هذي الدرجه .



– العمل الاضافى جزء من و ظيفتى .



– ليس الى درجه العمل اليومي حتي وقت متاخر.


– انا لا اتدمرين ابدا!
انت سكرتيره ممتازه انسه كامبل.
ما كنت لاظن اننى ساجد اكفا من الانسه بكمان.


– و الى اين انت ذاهب ؟



– اما زلت تحلمين احلام النهار ؟

ارجو الا تكوني ربما و قعت فالحب انسه كامبل .
.سيصعب على ان اخسرك بعد وقت قصير على خسارتى للانسه بكمان.


– لا حاجة للخوف .
.
سابقي هنا ما دمت بحاجة الي.


ابسم ,

وكالعاده استجابت لبسمتة .
.
وقال :


– كنت اتحدث عن رحلتى الى اوروبا ,

اريد ان تؤكدى لى الحجز ففندق كونتيننتال فروما ,

ودبرى امر ارسال دزينه من الورود الحمراء الى جناح الانسه ما ولنغ.

قامت ليليان بكرة شديد بما طلبة منها .
.
ولكن لماذا تكدرها تصرفاتة ؟

انة يتصرف معظم الرجال فمثل مركزة ,

ومن السخف توقع العكس .



ما ان اتمت ترتيبات نهاية الاسبوع حتي عادت ليليان الى مكتبها .
.
ليست المره الاولي التي تعجب بها بعقلة ,

او بالكيفية التي يعالج بها المشاكل بغض النظر عن تعقيداتها و تشابكها .



و على ذلك بالطبع كان يعتمد فنجاحة ,

فهو لم يصل الى مركزة الحالى بفتنتة فقط.


فالثامنة و النصف من هذا المساء ,

اوقف ***** العمل على غير توقع و عرض ان يوصلها الى بيتها فسيارتة على الرغم من احتجاجاتها … كان بانتظارة خارج المبني سيارة كاديلاك سوداء فاخرة.
شعرت انها اميره تذهب الى حفله راقصة ,

فجلست قمر الليل فالمقعد الفاخر فالخلف معه ,

وقالت متجه :


– لكننى اسكن فالجهه الثانية من المدينه ,

لو انزلتنى عند اقرب محطه باصات…


– سنتناول عشاء سريعا اولا.


سالتقى الانسه ما ولنغ فالمطعم فالعاشرة ,

وبعد الاكل سيقلك السائق ما رتن الى منزلك .



نظرت الية حائره .
.
تفكر فما ربما يقوله لو علم انها لا تكبر كوني ما وانغ الا بسنه واحده ,

ولكنة يعرف هذا طبعا ,

فهذا مسجل فملفها الخاص .

تنهدت فنظر اليها قائلا :


– ستشعرين بتحسن حينما تتناولين بعض الاكل ,

كدنا نصل .



باهتمام لم تستطع ليليان الا ان تلاحظة .
.
قادهما الساقي الى طاوله منزويه فغرفه مقسمه بقضبان متشابكه ,

وهنالك بالرغم من احتجابها التقريبى عن الانظار شعرت بانها عصفور صغير بين الطواويس .
.
فقالت :


– لا ارتدى الملابس اللائقه لمكان فخم كهذا .



– لم اظنك تهتمين بالمظاهر .



تمتمت :


– نعم انا لست انيقه ,

ولكننى افهم فموضه الثيات .



– لم اقصد ذلك .

انها طريقتى الخرقاء فالقول انك اذكي من ان تتاثرى بامر غير مهم كالثياب .



– بل هي مهمه ,

ولكن عندما تكو قبيحا مثلى تعتاد على جعل نفسك غير متانق قدر المستطاع .



– و لكنك لست قبيحه الى هذي الدرجه .



الكيفية التي اجتناب بها فجاه النظر اليها ليركز بصرة على لائحه الاكل اعادت اليها روح المرح .
.
مااغباها لانها لا تري الجانب المضحك من الموقف !

زال اشفاقها على نفسها بعدما ادركت كم سيبدو جديدة مع بيتر مثيرا .

لا غرابه ان يحثها بيتر على التخلى عن تنكرها و الذهاب الى المكتب على صورتها الحقيقيه .

وكم سيسعدها ان تشاهد و جة جوك هانيز حين تفعل ذلك انما لن يصبح هذا الان ,

فامام تود سنه ثانية فجامعة ريشموند .

بعدين ,

وبعدين فقط ,

ستصبح حره فالقيام بما تريد .
غضت طرفها بسرعه لتركز على الاختيار بين سلطة الهليون و الصلصه الفرنسية ,

وبين السلمون المدخن .

قال لها مقترحا :


– ما رايك بالبيض المقلى مع الجبن ؟



– يبدو لذيذا .



– و كاس من عصير الليمون مع مياة غازية ام تفضلين المرطبات ؟



بعد الطلب ,

اسند جوك ظهرة الى كرسية و اشعل سيكاره .
.


كان نادرا ما يدخن ,

وبسبب حساسيتها امام مزاجة احست بتوترة .



اهو نافد الصبر لانة مضطر الى قضاء الوقت معها,
ام لانة يفكر فنهاية الاسبوع المرتقبه ؟



قطع و صول الاكل قطع عليها افكارها .
.
ولا حظت انه لا ياكل بل يتلاعب بطعامة .
.
احس بنظرتها ,

فهز كتفية :


– ساتعشي فيما بعد .
.
لا اريد افساد شهيتى .



– ما كان عليك اصطحابي الى هنا .
.
تشعرنى بالذنب .



– لشعرت بذنب مضاعف لو ارسلتك الى بيتك جائعه .

والان ماذا ترغبين كذلك ؟

فاكهه ؟



ردت قمر الليل بسرعه بعدها استدركت :


– شيء به كريما .
.
اعنى .
.
فاكهه مع سكر .



– لا تتراجعى انسه كامبل .
.
قلت .
.
شيئا مع الكريما .
.
وهذا ما ساطلبة !



و ما هي الا لحطات حتي و قفت امامها عربه بها ما لذ و طاب ,

واحست بالحيره بين انتقاء البندق مع الكريما المخفوقه ,

وبين كريما الشوكولا مع الزبيب .



قال لها ممازحا :


– كوني شيطانه و خذى الصنفين .



انصاعت له بعينين متراقصتين ,

وكان ان استمتعت قمر الليل باكلهما فالدقيقة العشره الاتيه و حينما كانت تضع الملعقه من يدها فقط .
.
فكرت كم كانت قربيه من فضح نفسها .
.
فقد كان ينظر اليها بدهشه و تسليه :


من المثير للاهتمام مراقبه الناس و هم ياكلون .
.
لم الاحظ كم انت صغار الا بعدما شاهدتك تستمتعين بالحلوى ,

وعندما نكون فالمكتب اميل للنسيان0


ردت بحذر :


– انا ابدو اكبر من سني.


-هذا صحيح .
.
لكننى اعتقد ان لك بمحض اختيارك ,

فان رغبت فان تكوني كاى مو ظفه الشركة .
.


قاطعتة :


– لن اكون ساعتئذ سكرتيرتك !



– صحيح .
.
فانا لا اطيق النساء المتبرجات المطليات بالمساحيق.


– تعني من يعملن معك؟


– يجب ان تكون المخلوقات المتبرجات للزينه فقط..فهن يلهين المرء عن العمل.


و قع الفاتوره و وقف..خارج المطعم قال:


– سيقلك ما رتن.


– استطيع الوصل و حدي.


– اثق بقدرتك انسه كامبل ,

انما لماذا التعب حين لا تدعو الحاجة الية ؟



احرقت الدموع بدون توقع او اسباب عينيها ,

فتمتمت : “عمت مساء ” بعدها اندست فالسيارة .



و فيما هي بمفردها فالسيارة السائره فالشوراع المظلمة،
اخذت تفكر ان الساعة الاخيرة مرت بسرعة.


كان حديثهما مركزا على العمل،
ومع هذا جعلة مسليا الى درجه الشعور بالاغتباط فالاصغاء اليه.من المثير للاهتمام مراقبه الناس و هم ياكلون .
.
لم الاحظ كم انت صغير الا بعدين شاهدتك تستمتعين بالحلوى ,

وعندما نكون فالمكتب اميل للنيان0

رد بحذر : ” انا ابدو اكبر من سني”.


-هذا صحيح .
.
لكننى اعتقد ان لك بمحض اختيارك ,

فان رغبت فان تكوني كاى مو فالشركة .
.
قاطعتة :


– لن اكون ساعتئذ سكرتيرتك !



– صحيح .
.
فانا لا اطيق النساء المتبرجات المطليات بالمساحيق.


دفع الفاتوره و وقف .
.
خارج المطعم قال :


– سيقلك ما رتن.


– استطيع الوصل و حدي.


– اثق بقدرتك انسه كامبل ,

انما لماذا التعب حين لا تدعو الحاجة الية ؟



احرقت الدموع بدون توقع او اسباب عينيها ,

فتمتمت : “عمت مساء ” بعدها اندست فالسيارة .



و فيما هي بمفردها فالسيارة السائره فالشوارع المظلمه ,

اخذت تفكر ان الساعة الاخيرة مرت بسرعة.
كان حديثهما مركزا على العمل ,

ومع هذا جعلة مسليا الى درجه الشعور بالاغتياظ فالاصغاء الية .

فى نهاية الاسبوع،
فكرت كثيرا .
.لكنها كانت تدفع ذكراة عنها فكل مره ,
قانعه بقضاء يوم السبت برفقه بيتر .
.
والاحد برفقه اخيها.


كانت الشقه تبدو مزدحمه عندما يزورها تيودور ,

فالجدران تهتز بسبب الموسيقي الصاخبه التي يهواها ,

والغرفتان تمتلئان بالجص الذي يعمل به .
.
قالت معترضه و هي تفتح النافذه :


– ساضطر الى ارسال ثيابي كلها الى التنظيف .
.
حقا تود .
.
كيف تطيق رائحه الجص ؟



ضحك ***** و مدد جسدة النحيل ,

فبدا لها اصغر سنا و اكثر ضعفا حتي تاقت الى الي عناقه..
لكنها غيرت المقال :


– ماذا تخطط للصيف ؟



– قال صديقي الذي اسكن معه ان و الدة سيشغلنى فكارجة ليلا .
.
عندما سيصبح لى جميع النهار .



– لفعل ماذا ؟



– لاشتغل عملا احدث .



– لست مضطرا الى القيام بعملين .
.
فانت بحاجة للدراسه فالعطله .



– لا تقلقى ,

سانال علامات جيده و اتخرج.


ليتها تعرف احدا تستطيع التحدث الية عن تود.
فجاه فكرت فجوك هانيز و فو جهة المتجهم بالذكاء المتناقض تماما مع و جة اخيها المرح الضاحك .
.
لا شك فان الواحد منهما سيكرة الاخر منذ النظره الاولي ,

خاصة و ان افكار تود عن الراسماليه افكار راديكاليه .



لم يجف النوم مقلتيها يوما كما جفاها هذي الليلة.
فقد ظلت قمر الليل افكارها تطوف حول جوك هانيز و كوني ما ولنغ ,

وكانت جميع فكرة اكثر حميميه من الثانية .
.
حتي بعثتها افكارها فجاه من مرقدها لتضيء النور املا فمحو عيون افكارها و تخيلاتها .
.
ولكن النور ضاعف الامر سوءا و تصورة كوني مستلقيه مكانها على الوساده بشعرها الاسود اللماع .
.


صرخت صرخه يائسه بعدها هرعت الى المطبخ .
.
ترجو ان يلطف ثوره اعصابها كاس من الحليب الساخن .
.
لكن مع غليان الماء فالابريق ,

ازداد غليان عواطفها حتي اصبحت لا تطاق,
ولم تعد تستطيع تجاهلها .
.
اخيرا كان عليها مواجهه الواقع .



انها تحب جوك هانيز .



و خزها مره ثانية التفكير فالفتاة الشرقيه .
.
اذا كان جوك يحب الفتاة حقا ,

فلا فوائد من محاوله القتال لاجلة .
.
كم ستكون المخاطره كبار فالذهاب الى المكتب و هي تبدو على حقيقتها .
.
مهما كان عندة روح مرحه ,

فهو ربما حكم سلفا على النساء اللواتى يقبل ان يعملن عندة و لن يقبل ابدا تحولها الفجائى .

وهذا يعني انها مضطره لتنفيذ ما تريد بمكر و دهاء ,

لئلا يلاحظ ما يجرى حتي يتم نهائيا ,

فعندئذ سيخف غضبة ,

وستزول المخاطره .



لكن .
.
ماذا لو و اجة ليليان الحقيقيه .
.
ولم تعجبة ؟



عاد جوك الى المكتب يوم الثلاثاء .
.
لم يشر الى رحلتة مطلقا.


مع ان ليليان و جدت صعوبه فرؤيتة بدون التفكير بكوني ما ولنغ .
.
وهذا ما و تر اعصابها حتي انعكست على مساعدتها المسكينه ,

التى قالت بتعاسه :


– لا بد ان مزاج السيد هانيز يؤثر فيك .

ردت لن بحده :


– و لماذا تقولين ذلك ؟



– لانة متوتر الاعصاب كذلك .

كاد يطيح براسي عندما ادخلت الية التقرير الذي اعطيتنى اياة .



– لدية حاجات كثيرة فذهنة .



جاء الرد الوقح :


– على الارجح هنالك شيء واحد .
.
وكلنا نعرف ما هو !



مع مرور اليوم ,

تذكرت ليليان هذي الملاحظه فقد اصبح اكثر توترا و ما زاد من دهشتها غياب الفتاة الفليبينيه عن مواعيدة .
.
ولكنها لم تكتشف الاسباب =الا بعد اسبوع من عودتة .



دخلت قمر الليل الى غرفتة لتضع بعض الاوراق التي تحتاج الى توقيع فوجدت نفسها و جها لوجة مع كوني .



قالت الفتاة :


– اوصاتنى موظفه الاستقبال الى هنا .
.
اريد رؤية السيد هانيز.


– لا اعرف بالضبط متي يعود ,

فليس موعدة الاتي قبل الساعة الثالثة .



– سانتظر ,

لن تطير طائرتى قبل السابعة .
.
فانا عائده لبلادى .



حاولت ليليان اخفاء سعادتها للخبر .



– و هل انت مسروره بعودتك ؟



– انا حزينه لاننى ساترك جوك .



اجبر الفضول ليليان على القول :


– تساءلت ما اذا كنت سافرت .



رد ت بمرح :


– بالتاكيد .
.
فانت السكرتيره التي تعرف جميع شيء عن رئيسها !



– ان احدي مهماتى ان اعرف التزامات السيد هانيز .



– حتي الخاصة ؟



كان فصوتها الناعم حده قاسيه .
.
انها هره شرسه داخل هريره سياميه .



تابعت كوني :


– انت كمعظم السكرتيرات الكفؤات .
.
اظنك تدللين مخدومك .

انما يبدو ان كل النساء يدللنة ,

ولهذا قررت الا احذو حذوهن .



استدارت لتحدق خارج النافذه .
.
كانت تبدو حتي تحت اشعه الشمس كاملة بلا عيب .

تبدو الوانها فارض معظم النساء بها من البيضاوات غريبة و منمنمه ,

ولكن شكلها الكامل يجعلها متميزه .
.
فلا غرابه ان يرغب بها جوك هانيز.


– جوك غاضب منى لاننى مسافرة.
انما كذا اروع ,

فعليه للمره الاولي فحياتة ان يقوم هو بالمطاردة.


احرج افشاء السر ذلك ليليان مع انها ارادت معرفتة بياس .
.
ما من شك فان جوك ما يزال راغبا فهذه الفتاة الرائعة ,

والا لما كان غاضبا لرحيلها.


عاد قبل خمس دقيقة على الثالثة الى مكتبه.
سمعت ليليان صيحه العجب الحاده عندما شاهد زائرتة ,

ثم اقفل الباب ,

ولم تعد ليليان تسمع شيئا سوي دقات قلبها المتسارعه .



كانت الساعة تقارب الثالثة و النصف حينما رافق كوني و لكن لم يكن على و جهة اي تعبير و هو يسير معها بل احمرار على خدية ,

اما تجمد عينية الرماديتين فكانتا دليلا لا يدحض على غضبه.


عندما عاد الى المكتب لم يكن مزاجة ربما تغير ,

مع ان كلماتة ادهشت ليليان .



– هل لك ان ترسلى ثلاث دزينات من الورود الحمراء الى المطار ؟



– للانسه ما ولنغ ؟



– اجل,
وارسلى ثلاث ثانية الى مطار كيزون ,

ولتكن بيضاء .



سقط القلم من يدها ذهولا .
.
فضحك بدون مرح :


– الحمراء دليل الحب انسه كامبل .
.
والبيضاء للدلاله على انه يخبو.


– بهذه السرعه ؟



– يجب على الرجل الا يترك امرأة تسيطر عليه ,

فما ان يفعل هذا مره واحده حتي لا تعود حياتة له.

بعدما دخل ***** الى غرفتة فكرت ليليان فكلماتة مليا .
.انها تشير ال و اجهه ثانية من شخصيتة المعقده .



مسكينه كوني .
.
لقد اساءت تقدير قوتها .
.
او قد من الصحيح اكثر ان يقال انها اساءت الحكم على قوه جوك..
لكن كيف له ان يحب امرأة اذا كان يرفض ان يسمح لنفسة بان يحتاجها ؟

 

3- كمبيوتر اسمه ليليان

شغلت مره ثانية نساء اخريات حياة جوك هانيز,
لكن ليليان احست بالراحه من الاعتقاد السائد بان فالكثرة السلامة .



كان يعمل اقسي مما مضي .
.
يتمتع بالخوض و الاقتحام فعالم التجاره ,

الذى تجدة ليليان مذهلا .

قبل ان تعمل فالشركة ,

كان اهتمامها منصبا على الادب و الفن ,

ولكنها الان بدات تطالع الاقسام السياسية و العلميه فالصحف ,

وكان اكثر ما يحيرها الكيفية التي تؤثر بها السياسة على الاعمال ,

والعكس بالعكس.


سالها بعد الظهر فخلال استراحه سريعة :


– هل انت مشغوله فنهاية الاسبوع ؟

يجب ان احضر تقريرا لاجتماع مجلس الادارة .
.
واذا انكببت عليه معك .
.


– لا شيء يشغلنى .



– عظيم .
.
ستقيمين معى ف” ريفرسايد “.
انة منزلي ,

فذلك انسب لنا.


لم تكن ليليان ربما ذهبت الى منزلة من قبل.
مع انها سمعت عنه العديد من بيتر الذي كان ,

مع مجموعة من المديرين ,

يذهبون لتناول الغذاء به احيانا ايام الاحاد.


قطع صوتة عليها افكارها.

– حسنا ؟

اعتقد ان لا اعتراض عندك على الاقامه فمنزلي .



– ابدا .
.
هل يجب ان احضر شيئا خاصا .
.
ثيابا مثلا ؟



– تبدين جميلة كما انت بالنسبة لى ,

فارتدى ما ترتدينة عادة.


كان بيت =ريفرسايد كما و صفة بيتر تماما .

يقع و سط مساحه كبار من الاراضى الريفيه ,

وحولة قطعة ارض حولت الى مرجه تصل المنزل بنهر جايمس.
اما الاثاث ,

فعكس اثاث مكتبة اذ كله من الاثريات و هنالك سجاد فارسى و مدفاه ذات طراز قديم.

بعد افراغ قمر الليل ثيابها من الحقائب فخزانه فغرفه نوم جميلة اعطيت لها,
نزلت الى المكتبه حيث كان جوك هانيز جالسا بانتظارها ,

وقال:


– لقد طلبت القهوة.
ظننتك بحاجة الى القليل بعد الرحلة.


شكرتة و اخذت الفنجان ,

لكن ما كادت تجلس حتي بدا بالاملاء .
.
يا له من رجل !

انة يقوم بايماءه كلها تقدير,
ثم يجعل من المستحيل عليها ان تستمتع بها.


كان فاوج اندفاعة عندما دخل الساقي ليعلن عن موعد الغداء.
ومع ان الغداء كان لذيذا,
فانة تناولة بنفاد صبر حتي يعود الى عمله,
وكان ان لم تجد ليليان الوقت لتتناول طعامها كله.
وهما عائدان الى المكتبة,
التفت نحو الشرفه و قال :


– اخشي الا تكون لديك فرصه للاستمتاع بالريف انسه كامبل .
.
ولكننى حذرتك بان لدى اعمالا كثيرة.


– و لهذا انا هنا.


– و مع هذا لا اسباب يحول دون ان نعمل فالحديقه .
.
اذهبى و احضرى دفتر ملاحظاتك.


عندما عادت و جدتة جالسا فمقعد من الخيزران المجدول .
.
كان يوما من ايام حزيران الجميلة و الهواء مشبع باريج الورود .
.
علي بعد امتارمنهما كانت اغصان شجره الليلاك الارجوانيه الزهر الملتويه كانها سيده رشيقه تبعث بين الفينه و الثانية عطرها الممز.


– فيم تفكرين بهذه الجديه ؟



و قطع سؤالة عليه افكارها ,

فردت بصراحه و هي متاثره بما يحيط فيها :


– كنت اتساءل لماذا تعمل بجهد كذا ,

وانت لا تحتاج الى العمل .



– لاننى استمتع بعملى ,

فان و جدتة مملا اتقاعد فورا .



– لا اتصورك تتقاعد .
.
فالتقاعد سيشعرك بالمزيد من الملل .



– ذلك يدل على انك لا تعرفيننى جيدا.
لدى هوايات عديدة.


– كماذا ؟



– السباق ,

الطيران ,

التزلج .
.


– كلها نشاطات .
.
الا تفعل ما يجعلك تجلس بهدوء فالبيت ؟



فكر قليلا :


– احب الموسيقى.


– و انا ايضا .
.
خاصة الصاخبه منها .



– حقا؟
اعتقدت ان الموسيقي الصاخبه قويه عليك .
.
اه!
انا اسف .
.
انة كلام فظ يبدر منى .



هزت كتفيها تخفى ابتسامه :


– اعرف اننى لا ابدو ممن يقدر الموسيقي الجديدة .
.
انما عليك الا تحكم بناء على المظاهر.


– استحق ذلك التانيب .



و كمانما قرر ان ليس من الملائم المضى فالحديث الاجتماعى ,

لذا عاد الى العمل و لم يتوقف الا فالرابعة لاحتساء الشاى و لتناول بعض السندويشات و الكايك المصنوع بالحليب الذي تنتجة مزرعتة .



استمتعت ليليان بكل قضمه من الحلوى الكايك ,

ولم تلاحظ ان جوك كان يراقبها :


– انت كالطفلة عندما تاكلين .
.
انت تغرقين فعلا فاكل الحلوى و الكريما.


ردت محتجه :


– لكن السندويشات لم تكن من الحلوى .

وهي مغذى جدا جدا .
.
عليك تناول القليل منها على الاقل .



– لا تحاول معاملتى معامله الام .



– اذن لا تلعب معى دور الاب .



فضحك لها :


– فهذه اللحظات ,

احس بحنان ابوى نحوك .
.
تبدين صغار فالسن و انت تجلسين على العشب هنا .



– ذلك لاننى ارتدى ملابس مختلفة .



– بل اكثر من ذلك ,

فانا لم الاحظ من قبل ما ترتدين على اي حال.
حولك .
.
هاله مختلفة.


لم تستطع انكار ابتهاجها ,

وخرجت سعادتها مع ضحكه مفاجئه :


– من السهل على المرء الاسترخاء فحديقه جميلة.


– انا مسرور لانك مستمتعة.
علي الاقل لن تمتعضى لتخليك عن عطله الاسبوع.


اعادت الحديث بتصميم الى المستوي العملى :


– ذلك ما اتقاضي اجرا عليه.


و بعد ذلك الحوار القصير عادا الى العمل ,

ولم يتوقفا حتي عندما بدات الشمس تغوص نحو الافق .
.
كانت قمرا لليل اشعتها اللطيفه تزيد الظلال التي يرميها البيت فوق المرجه عمقا.
ولم ينتبة اي منهما لمرور الوقت حتي تناهي اليهما صوت اجش ,

فرفعا بصرهما ليجدا رجلا ممتلىء الجسم يخطو نحوهما ,

فصاح جوك :


– دوغلاس !

وصلت مبكرا.


– و لكن فالوقت المناسب لتناول المرطبات قبل العشاء.


ليتنى اعرف كيف اقنع سكرتيرتى بالعمل معى فعطلات الاسبوع !



توقف للحظات تاركا المجال لجوك بان يقدمة رسميا.
فقام الاخير بالتعارف ذاكرا ان دوغلاس كيرانغ صديق قديم تعود صداقتهما الى ايام الدراسة.


ادركت ان الرجلين ينظران اليها ,

فاستجمعت شجاعتها,
وسمعت جوك يقترح عليها الاستراحه ساعة بعدها تلاقيهما فالمكتبه .
.
وافقت بكل احترام و واجب ,

فخلدت الى غرفتها حيث استلقت فالمغطس تستمتع بالماء الفاتر و تفكر بسعادة فالامسيه القادمه .
.
ليليان القبيحه على و شك التلاشى و التبدد .
.
وسيستيقظ طائر الفينيق من بين رمادة اكثر بهاء و اتم جمالا .
.


الليلة اما النجاح و اما الموت و نسف جميع المستقبل !

اذن فهو لا يلاحظ الثياب التي تلبسها ؟

حسنا .
.
بعد ساعة من الان سيبتلع كلماتة !



اولا .
.
هنالك شعرها .
.
تنهدت تنهيده حارة بعدها رمت الدبابيس التي تمسك فيه فسله المهملات و اطلقت الشلال الاحمر القاتم حرا .



و اخذت تمشطة حتي توهج لونة القاتم ازاء بشرتها الكريميه .
.
وبعد هذا ركزت بعنايه ” الماسكار ” الزرقاء حول عينيها لتزيدهما زرقة.
ثم جاء دور الثوب الذي التصقت ثناياة الناعمه بالقسم العلوى قدها الرشيق ,

وانسلت اجزاؤة الثانية الى الاسفل لتجعل خصرها اشد نحولا.
ثم اتي دور الحذاء العالى الكعبين و الجورب الشفاف الذي اتم الصورة.
شعرت و كانها تحولت الى اوزه بيضاء ,

فطارت حالمه تهبط الدرجات .



لقد بكرت فالوصول .
.
ولكنها ستشعر بسعادة مضاعفه فيما لو كانت فالمكتبه عندما يدخل جوك.
علي الاقل لن تضطر الى تحمل نظرتة و هي تقطع الممر المغطي بالسجاد .

استقرت قمر الليل بهدوء فمقعد ذى ذراعين .
.
واسترخت فعمق المقعد المريح .
.
وقد طغي عليها الاحساس بالتعب ,

فاغمضت عينيها ,

وتركت افكارها تطوف ,

سعيدة بفتره الراحه قبل الفصل الاخير .



سمعت و قع اقدام قادمه من بعيد ,

فعادت الى و عيها و فتحت عينيها متنهده .

كان جوك يقول باستنكار :


– سيتزوج سكرتيرتة ؟

لا شك ان لا و سن جن.


كانت قمر الليل على و شك الوقوف لاظهار نفسها ,

لكنها بقيت جالسه و تابع جوك :


– الزواج اما من اجل الحب او من اجل المال .
.
انما لا يتم ابدا من اجل التقارب !

اعتقد ان ذلك هو الاسباب =الوحيد الذي يدفع الرجل للزواج بسكرتيرتة .



ضحك دوغلاس :


– لم اكن اعرف انك متعجرف هكذا.


– لست متعجرفا ,

بل منطقي.
قد تبدو الفتاة المثاليه و هي فمكتبك تحميك من اشخاص لا تريد ان تراهم .
.
لكن ما ان تصبح فبيتك حتي تعطي الاوامر بدل تنفيذها ,

هذه قصة ثانية !



– لكن ربما تكون باعثه على السعادة .



– اشك فهذا.
علي جميع حال ,

انا لا ارحب بالمرأة العامله ,

ولا استطيع الزواج فيها .



– ان قله من النساء لايعملن هذي الايام .



– لا اعترض على ان تشغل الفتاة و قتها بعمل .
.
شرط الا تنظر الى عملها و كانة اساس جوهرى لحياتها .



– ما دمت لا تحب النساء العاملات ,

فلماذا تحيط نفسك بهن اذن ؟



– كنت اتكلم عن زوجه .
.
لا عن موظفة.


– لا اري فرقا.
ان سكرتيرتك الشابه ربما تناسبنى فكلا الحالتين .



– من .
.
الانسه كامبل ؟



– لا تبدى هذي الدهشة.
انها رائعة .
.
واراهن ان بها شعله ما .
.
حمراوات الشعر كذا هن دائما.


– لم اكن اعرف ان شعرها احمر ,

والانسه كامبل بنت حساسه عاقله ,

وهي طبعا ليس لها نظره رومانسية نحوى .



– اود لو اعطيها بعض الاهتمام .
.
ما اسمها الاول ؟



تردد جوك ,

واحست ليليان بترددة :


– اسمها يبدا بحرف اللام .
.
اظنة ليلى او لاسى .
.
تعال ندخل غرفه الجلوس لالقاء نظره على التمثال الخزفى الذي اشتريتة ,

اظننى قمت بصفقه .



ما ان تلاشي و قع خطواتهما حتي نهضت ليليان من المقعد.


ليلى .
.
او لاسى .
.
حقا !



ارسلها الغضب راكضه الى غرفتها .
.
اخيرا عرفت كيف ينظر اليها جوك هانيز .
.
امرأة ربما تكون جاريه عندة ,

اما ان تكون ندا له فهذا هو المستحيل .



خلعت حذاءها ركلا و جلست الى طاوله الزينه .
.
فحتي الاعمي قادر على رؤية ان شعرها احمر.
تدفقت الدموع من عينيها ,

فهرعت الى الحمام لتغسل الماكياج عن و جهها ,

ثم فتشت قمر الليل فسله المهملات لتستعيد دبا بيس الشعر,
ولتعيد تثبيت العقصة السابقة ,

ثم خلعت ثوبها الحريري


,
وارتدت ثوبا من الكتان مرتفع الياقه اسود اللون ,

ربما كان عقلها الباطنى عندما و ضعتهه فالحقيبه يفكر فمنع الكارثة.


كان لونة مناسبا للحزن على موت امها.


حينما عادت الى المكتبه و جدت الرجلين هنالك .
.
ترددت قليلا قبل الدخول بعدها تعجبت قمر الليل من قوه ارادتها التي تتحمل ان تنظر اخرى الى و جة جوك هانيز .
.
كم سيصبح دهشا لو سمحت لعاطفتها بالتغلب عليها ,

وطبعت صفعه على و جهة الناعم الحليق.


قبلت بهدوء كوب العصير,
وتقدمت تنظر الى الاوراق التي و ضعتها بنفسها فوق مكتبة .
.
فقال لها محتجا :


– انسى العمل هذي الامسية.


– كنت اتاكيد من ان جميع شيء جاهز للغد.


قال دوغلاس ممازحا :


– السكرتيره الكاملة.
الا تنسين عملك ابدا ؟



– انا مخلصه لعملي.


– لكنك صغار قليلا على هذا .
.
اليس ايضا ؟



– لا اظن.
فالعمل اروع ما يرضينى فالحياة.


اجفلة ردها ,

فالتفت الى مضيفة ,

اما ليليان فنظرت الى الظلمه بدات تنتشر.


تلاعبت خلال العشاء بطعامها ,

تحركة من جانب الى اخر.
حاول الرجلان عده مرات جرها الى حديثهما ,

ولكنها تجنبت ذلك ,

وما ان انتهت من احتساء القهوه ,

حتي ادعت التعب لنذهب الى غرفتها .



فالفراش ,

لم تستطع الحؤول دون انهمار الدموع.


كانت تبكي احلامها الحمقاء و المستقبل القاتم .

ما عرفتة اليوم عن جوك كان و جها من و جوة شخصيتة ,

ولكنة و جة حطم قلبها.
لا تزال تحبة ,

وتعرف انها لن تتوقف عن حبة .
.
ويجب ان تجد عذرا للرحيل لانها حينئذ فقط ربما تامل باستعاده حياتها العادية.


امضت ليليان بهدوء عجيب اليوم الاتي .
.
مع انها كانت مخدره الحس من التعب عندما صعدت الى القطاره لتعود الى المدينه فالساعة السادسة من هذا اليوم.


صباح الاثنين ,

حيت جوك فمكتبة و جلست امامة و هو يعمل ,

لكنها و جدت صعوبه فالتصديق ان الحديث الذي سمعتة منه ربما جري فعلا .
.


سالها فجاه :


– الا تشعرين بانك بخير ؟

كنت صامته طوال اليوم.


انقذها الهاتف من الرد برنينة ,

وكانت مكالمه من لندن ,

فتركتة يتحدث و خرجت .



ارسلة القدر العطوف فرحله الى لندن فالايام الاتيه .
.
ولانها كرهت قضاء امسياتها بمفردها خرجت مع بيتر الذي علق على حالتها ,

وهما يتناولان العشاء :

– تبدين متكدره .
.
ولا شك ان الاسباب =اضطرارك الى التنكر نهارا.


– اشعر فعلا بالتكدر.


– انهى هذي المهزله ,

وعودى الى طبيعتك !



– ذلك ما سافعله.
اريد تغييرا كاملا .
.
وافضلة فالخارج.


– قرار مفاجىء .
.
لكن ان كنت جاده فقد استطيع المساعدة .
.
ان احدي زبونات الشركة و هي صاحبه محل ازياء مسافره ,

بحاجة الى سكرتيره مدة سنه ,

انها السيده بارف الارملة.
كان زوجها صاحب محل ازياء ,

وهي الان تتابع عملة ,

ولكن بكيفية ثانية تعتمد على السفر.


– اهى اليزبيت بارف ؟



– تماما.


– اذن هذي هي الوظيفه المناسبه .
.
ساذهب لرؤيتها.


كانت ليليان فالامسيه الاتيه تجلس قباله السيده بارف فغرفه جلوس انيقه فمنزلها.
مضت قمر الليل ساعة من الحديث العذب قبل ان تدرك ليليان انهما لم تبحثا اسباب مجيئها الى هنا .
.


قالت المرأة و كانها تقرا افكار ليليان :


– يعرف المرء عن الانسان العديد بالتحدث الية ,

لا احتاج الى طرح اي سؤال لاعرف انك الشخص الذي ابحث عنه ,

كما ان بيتر قال انك ممتازه .



ضحكت ليليان :


– انه متسرع باحكامه.


– ما دمت تملكين من الذكاء ما خولك العمل عند هانيز ,

فهذا يعني انك اكثر من مناسبه لى .

لكن العمل لى لن يصبح مثيرا كعملك هذا.


– اود ان اسافر .
.
فالسفر اسباب رغبتى فتركة .

قال بيتر انك مسافرة.


– الى كيزون فالواقع.


– الفيليبين ؟



– اجل .
.
انها بلاد رائعة.


عضت ليليان شفتها .
.
لكن لا اسباب يدفعها للخوف من الذهاب الى هنالك ,

وانزعجت لان ذكري كوني ما ولنغ جعلتها مترددة.


اردفت المرأة :


– قال بيتر انك مصورة جيده .
.
وقد نضطر الى التقاط بعض الصور للازياء و العارضات.


– لكننى لم احلم من قبل بامر كهذا ,

فانا مجر هاوية.


– كنت هاوى حتي صممت اول زي !

الديك صور اشاهدها ؟



فتحت ليليان حقيبتها و اخرجت بعض الصور:


– كنت فطريقى الى معهد التصوير,
ولهذا حملتها معي.


نظرت السيده بارف الى الصور .
.
كانت تخرج ثلاثه مناظر لميناء ريتشموند من ثلاث زوايا مختلفة :


– انها ممتازه .
.
لو استطعت التكيف مع كوزون كما فعلت هنا.
عليك بكل بساطه مرافقتي.
لن ادعك تتخلين عنى !



– و لكننى مضطره الى اعطاء شهر انذار لترك العمل .
.
وقد يطلب السيد هانيز لمدة اطول.


– لا يمكنك اعطاءة المزيد !

ساتحدث الية .
.
فلا تقلقي.
لن يقطع راسي .
.
اعرفة منذ طفولته.


عندما غادرت ليليان بيت =المرأة كانت ربما قبلت الوظيفه بحزم .
.
ولم يكن يكدر سعادتها بقبولها الا اضطرارها ان تقول لجوك انها ستتركة .
.
لكنها مضطره الى كبح توترها حتي يعود من لندن نهاية الاسبوع.


لكن و اقع مواجهتها له كانت اقسي مما قادها خيالها اليه,
فقد تفوة بكلام ممطوط قبل ان تنهى كلامها.


– ان كنت تريدين المزيد من المال,
فما من مشكلة.


– ليس لهذا علاقه بالمال .
.
اريد اسافر فقط.


– و ماذا عن شقيقك؟
طالما اعطيت انطباعا بانك متعلقه به.


و من غيرة ربما يضرب على الوتر الحساس الذي يزيد من تكدرها؟


ردت عليه :


– انا متعلقه فيه فعلا كثيرا.
ولهذا من الاروع ان ابتعد عنه لسنه .
.
وحين يترك الجامعة اكون ربما عدت.


انفجر غاضبا :


– لا تستطيعين الذهاب !

ما كنت لاقبل بك لو عرفت انك ستتركيننى بهذه السرعة.


– اعمل عندك منذ تسعه اشهر.


– ذلك لاشيء!
ولوكانت تسع سنوات لفهمت حاجتك الى التغيير.


جعلها الغضب من افتراضة بان عالمها يجب ان يرتكز عليه تتخطي حاجز التحفظ :


– لى حياتي الخاصة سيد هانيز .
.
لا اجدنى مستمتعه بحياتي و انا اعمل عندك.


– ان كان الامر يتعلق بالعمل الاضافي..


– لا علاقه للامر به,
اريد و ظيفه اعامل بها كبشر,
لا ككومبيوتر!
واسمى ليس ليلى او لاسى .
.
بل ليليان .
.
شعري احمر..
هذان امران بديهيان يجب ان يعرفهما رب العمل بعد تسعه ايام لا بعد تسعه اشهر!


كان الصمت حادا,
واحست ليليان ببشرتها تقشعر خجلا .
.
ولكن الوقت فات ,

واخذت قمر الليل العينان الرماديتان تنظران اليها بخبث و حقد :


– لم اعرف ان استراق السمع من خصائصك !



– كانت صدفة.
دخلت الى المكتبه قبلكما و غفوت على المقعد,
وعندما استيقظت كنت و السيد كيرانيغ تتحدثان.


– و كذا .
.
اصغيت؟


– كان ذلك اقل احراجا من ابلاغك باننى موجودة.


– لكنك تبلغيننى بذلك الان.


– لم اشا هذا .
.
ولكنك استفززتنى ففقدت اعصابي.


– لم اكن اعرف ان لك بالتاكيد .
.
فطالما اعطيتنى انطباعا .
.
كنت ساقول هادئه و كفؤة .
.
ولكننى لو قلتهما لا عتبرت كلامي اهانة!


و ابتسم :


– هيا الان انسه كامبل .
.
انا و اثق من قدرتك على نسيان جميع هذا.
لماذا لا تاخذين بضعه ايام اجازة و …


لن اغير رايى سيد هانيز .
.
اود ترك العمل فنهاية شهر اب.


كان هدوء صوتها مقنعا اكثر من كلماتها,
فتلاشي الدفء من و جهة و سارعت تقول :


– انا و اثقه من انك ستجد الانسه بروك بديلا كفؤا.

هز كتفية :


– ان كان ذلك ما تظنين .
.
ساتركك تقومين بالترتيبات اللازمة.


فيما هي خارجه ناداها :


– انسه كامبل .
.
لم الحظ لون شعرك بسبب الكيفية التي تربطينة فيها .
.
لكنة ليس احمر .
.
انة بنى محمر.


صدمتها قمر الليل كلماتة و كانة و جة لها ضربه .
.
فقد ذكرتها كلماتة بوالدها الذي لم يستعمل احد سواة ذلك الوصف لشعرها .
.
وسماعها جوك الرجل الذي تحبة و الذي ينظر اليها كاله امر لم تستطع احتمالة .
.
فغشيت الدموع عينيها و هربت راكضة.


اتصلت صباح اليوم الاتي باخيها فالجامعة ,

وقالت شارحه :


– عرضت على و ظيفه فالفيليبين لمدة ,

ولست و اثقه ان كان يجب ان اقبل بها.


– مجنونه ان رفضتها.


– لكنها بلاد بعيدة.


– ان حدث شيء فانا قادر على الوصول اليك فاربع و عشرين ساعة.


شهقت ضاحكه .
.
من السخريه ان يسيء تود الحكم على سبب ترددها.
وما ان اتنهي قلقها على تود حتي عادت مشكلة جوك تستحوذ على افكارها..


فالصباح الاتي علمت من الانسه بروك انه عاد الى السفر فجاه الى لندن.
وانة سيعود بعد اسبوع,
يوم الاثنين الاتي على ابعد تقدير.
لكن الاسبوع امتد اسبوعين بعدها ثلاثة.
ووصل موعد رحيل ليليان قبل ان يعود .
.
علمت ان من الاروع لها الا تراة ,

ولكن هذي الفكرة جلبت الدموع الى عينيها.


كالعاده كان بيتر هو اليد التي تبهجا دوما ,

فعندما و صلت الى الرصيف راتة و راءها يقود سيارتة الصغيرة :


– فكرت قمر الليل فتناول العشاء معا,
فالله و حدة يعرف متي اراك ثانية.


– لن اغيب اكثر من سنة!


– و ذلك وقت كاف للزواج برجل فيليبيني.


لم تستطع سوي الضحك على الفكرة.
استمر فمزاجة حتي لم يترك لها مجالا للتفكير فشيء اخر.
عندما اوصلها الى باب شقتها فو قت متاخرمن تلك الليلة بدات التفكير مجددا فمستقبلها,
انما بخوف اقل,
قانعه بانها تفعل اروع ما بوسعها فالظرف الراهن.


الهروب جبن .
.
ولكن فمثل حالتها .
.
انة الحل الوحيد المنطقي!

4- رجل واحد فقط


نقلت اربع عشره ساعة من الطيران فوق المحيط الهادىء ليليان من بداية الخريف فجورجيا على ساحل الاطلسى ,

الي مطار كوزون اكبر مدينه على جزيره لوزون اهم جزر ارخبيل الفليبيبن0


كانت اثار التقدم البنيانى موجوده فكل مكان.
بدا الضجيج و النشاط الصاخب و كانة يزيد من حراره الاسفلت.
حيرها ما تراة للوهله الاولي ,

فقد اصطفت صفوف طويله من الناس امام مركز الجوازات بانتظار المرور حيث يجرى التدقيق بهويه جميع مسافر على حدي ,

وكانة ارهابي خاطف او عميل سري.
والحشود تتدافع و تتجادل للحصول على حقائبها,
والمرتزقه يلحقون فيها و كانهم كلاب جائعه عارضين التاكسيات و الفنادق و الخدمات الاخرى.


و قفت ليليان التزاما بتعليمات السيده بارف قرب المدخل الرئيسى حيث حياها رجل فثيات السائق الرسمية,
شرح لها بابتسامه انه ***** ارسل لمرافقه ” سيده اميركيه حمراء الشعر ” .



عرف عن نفسة ذاكرا ان اسمه تشانغ لي.
ثم راح يتحدث بلا انقطاع و هو يقود السيارة اليابانية الفخمه باتجاة المدينة.
لم تعط هذي الطريق كمعظم الطرقات القادمه من المطارات ,

سوي فكرة مختصرة عما يقع بعدها.
فقد كان معظم من مرت بهم يرتدون الثياب الاوروبية..
فالفتيات فالجينز.
ولولا عيونهن المتجهه الى الاعلى,وشعورهن السوداء الطويله لما عرفت انهن شرقيات..
فجاه التقت عن بعد براهب بوذي,
روبة الزعفرانى اللون يلمع كالفوسفور,
فاحست فعلا بانها على ارض غريبة.


اعلمها تشانغ :


– يكون معظم الشبان رهبانا لمدة ثلاثه اشهر قبل الزواج و بعضهم لمدة سنة.
انها الكيفية الوحيده لتعلم تعاليم بوذا.


– و هل كنت راهبا؟


– اجل .
.
لمدة سنة.


بعدما بدا لها قياده لانهاية لها بين الزحام و الشوارع المكتظه ,

وصلت السيارة الى شارع سكنى ,

هو مزيج من ناطحات سحاب و مباني مؤلفه من طابقين او اكثر تحتها محلات تشبة الاسواق ،
فوق المحلات مكاتب.
الشارع,
كما يبدو,هواحد الشوارع الرئيسية,عرضة يكفى لمرور سته صفوف من السيارات فان واحد.
وكانت المبانى فهذه المنطقة حديثة,
مزينه بالواح الاعلانات المكتوبة ,

بلغه غريبة.


ادخل تشانغ لى السيارة ما بين دفتى بوابه خشبية,
ثم عبر ممرا مرصوفا بالحصى,
تحدة مرجات عريضه تقطعها اشجار النخيل المروحيه الاغصان.
فى احدث الممر,وقف بيت =اكبر بعديد مما توقعتة ليليان,
صحيح انه غير مبنى على ركائز مرتفعه عن الارض,
الا انه على الطراز المحلى القديم,
لة سقف مستدير مدبب,
وشرفات و اسعة.


كانت السيده بارف بانتظارها عند درجات المدخل,
فرحبت فيها بحراره حتي احست ليليان و كانها ابنتها التي عادت الى البيت,لا كانها موظفه تصل لتستلم عملها.
قادتها الى داخل البيت الذي بدا خشبة الداخلى قاتما و بارد الجو بوجود المكيف,ثم اوصلتها سلمات عده من خشب السنديان الى غرف النوم..
كان هنالك اربعه اجنحة.
ادخلها الى الجناح الاخير فالممر.


اخذت السيده تشرح لها و هي تفتح الباب:


– لكل غرفه حمامها.
لقدجدد البيت رجل اميركى كان يملكه,
وهكذا استطاعت و كاله التاجير ان تضمن التمديدات الصحية فيه!


– لم اتوقع كالفخامة..
ولا اصدق اننى ساعمل هنا.


– ستغيرين رايك حينما نبدا العمل..
فانا قاسيه عندما اباشر بالعمل.


– هل المدينه حارة كذا دائما؟


– كانت اسوا من ذلك منذ شهر.
نحن فمنتصف موسم الامطار الموسميه الان..
لكن ما ان يحل تشرين الثاني حتي يبرد الجو قليلا.


ضحكت ليليان:


– لاباس فهذا,
فالحراره لا تزعجني.


– لكنك ربما تجدين الرطوبه مزعجة,
فهي اسوا من اي شيء اخر.


– ذلك ما اراه.


مدت قمر الليل يدها الى فمها تتثاءب:


– اسفة..
ولكننى اعانى من دوار الطيران.


– لا يدهشتى ذلك,
سارسل لك القهوة,ثم بعد هذا استريحي.


– بل اروع المقاومه فان نمت الان,
فساتاخر فالتعود على التوقيت و الروتين المحلي.


مر اليوم بشكل ضبابي,مع انها تتذكر انها استكشفت البيت,
والتقت الخدم الذين يبلغ عددهم ستة..وتفحصت اله الطباعه الالكرونيه الحديثة فغرفه الجلوس المفروشه باثاث رفيع الذوق.


قالت لها السيدة:


– هنالك حياة اجتماعيه ناشطه هنا..انا اعرف معظم افراد الجاليه الاميركية,وبعضا من الجاليه الاوروبيه لذا لا حاجة بك الى القلق من الوحدة.


ردت ليليان:


– انماجئت الى هنا بغيه العمل.


– و لكن ليس طوال الوقت..انت الاحلى من ان تقضى يومك كله بالعمل.


– لااظن ان هنالك نقصاص فالجميلات هنا..فمن رايتهن حتي الان كلهن جميلات.


– صحيح ان الفيليبينات جميلات,لكنهن لن يؤثرن فيك,فسيجلب لون بشرتك الاهتمام دائما.


فكرت ليليان عن غير توقع كيف ان ذلك اللون لم يجذب اهتمام جوك هانيز,
لكنها بسرعه اجبرت افكارها على الاتجاة فاتجاة اخر.
انها الان فجزء احدث انها الان فجزء احدث من العالم و ستتبع كيفية مختلفة فالحياة..
ولن تترك لنفسها المجال لتفكرفى الماضي.


بعد عشره ايام من و صولها,
خرجت ليليان الى الشرفة,
فرات رزمه كبار امام صحنها,
وعليها اسمها..فتحتها حائرة,
فوجدت كاميرا من اخر طراز مع عده عدسات اضافية.
كانت تتاملها متسائله عما اذا كان فالامر خطا ما عندما انضمت اليها السيده بارف.


– هل اعجبتك هديتك ليليان؟


– انها رائعة..لكن ثمنها..
لا لزوم لك..


– لم ادفع ثمنها..انها من جوك..
اتصل بى من لندن و طلب منى ان اشترى لك هديه اعتقد انها تعجبك.


تبخرت سعادة ليليان..انها عادتة فالقيام بلفته كريمة,ثم يطلب من غيرة تقديمها عنه.
وكم كانت الهديه ستكون ذات قيمه مضاعفه فيما لو و جد الوقت الكافى لشرائها بنفسه,والانكي انه لم يرسل مع الهديه رساله !



كانما السيده بارف عرفت بما تفكر به ليليان..فاخرجت من جيبها مغلفا:


– كما طلب منى ان اعطيك هذه.ارسلها الى لانة يريدك ان تستلميها فالوقت نفسة مع الهدية.


اخذت قمر الليل الرساله بيد ثابتة,واخرجت و رقه واحدة..كاد قلبها يقفز لرؤية الكتابة المالوفه لها:


” بما انك تعتقدين ان لى عينين لااري بهما..فانا على الارجح بحاجة الى هذي العدسات اكثر منك!
ولكننى و اثق من انك قادره على استخدامها اكثر مني,واتمني ان تستعمليها اكثر فعملك الجديد اوبما ربما يثبت انه مهنه جديدة.


جوك هانيز ”


الرساله صورة مثاليه عنه بها ذكاء و مرح و اعتذار.
وهذا ما بدا و اضحا .
.
فجهدت لئلا تبكي .
.


قالت السيده بارف لها:


– اعتقد انك ستخرجين لا ستخدامها؟


– ابدا.


– يا لك من كاذبه !

فى جميع الاحوال,
انا اتوق الى رؤية ما ربما تصنعين بها.
ولا تنسى ان لدينا عروضا بحاجة للتصوير.


– ما ظننتك تعنين ما قلت بهذا الصدد.


– لا اقول ما لا اعنيه,علي الاقل فما يتعلق بالعمل.
لكننى عاده اجتماعيه مزيفة!
لا ياعزيزتي..اخرجى ما شاء لك هذا و استمتعي.
تذكرى اننى اذنت لك بالخروج.


اصرت السيده على ان يرافقها تشانغ بالسيارة:


– انت لا تعرفين اللغه المحلية.
لااريد ان تتجولى فالازقه بمفردك.


انشغلت طوال الصباح بالتقاط صور لمناظر مختلفة.
كان القسم القسم من المدينه على الرغم من الفقر و الازدحام نظيفا و مرتبا.


دفعها مطر مباغت فالصباح للهرب طلبا لملجا فاحد المنازل الذي كانت تصوره.
كان ذا طابقين,
الاول غرفه كبار و شرفه و اسعه حيث تطبخ العائلة و تعيش بها نهارها.
والثاني يحتوى على جناج النوم: غرفتان عاريتا الا من بساط و فراش رفيع للنوم.


تدير البيت الجده التي قصت شعرها قصيرا .
.
عندما توقف المطر انطلقت و تشانغ فطريقهما ,

فسالتة لماذا تقص النساء المسنات شعورهن كذا ,

فاجاب :


– انها اشاره الى انهن يعرفين بانهن لم يعدن جذابات .
.
لكن جدتى لم تقص شعرها كذا حتي بلغت الثمانين !

ضحكت ليليان ,

ولم تعلق .



قالت : اعتقد اننى سابقي فالخارج طوال بعد الظهر ,

فهل لديك اي اقتراحات ؟



– زياره معبد الغجر .
.
انة مقصد السياح .



كان الطقس حارا جدا جدا عندما شاهدتة ليليان للمره الاولي .

يرتفع مئتين و خمسين قدما على منبسط من الارض يطل على المدينه القديمة .
.
لقمتة المدببه العظيمه اربع قباب,وكل جهه من جهاتها المربعه الاربعه مغطاه بالموزاييك الملون .
.
وكانما الوف الصحون الخزفيه حطمت قصدا لتستخدم قطعها فتزيين السقوف .
.
صحيح انه كان بدائيا فجا,ولكنة بشكل اجمالى جميل يبهج النظر .



ما ان انتهت من تصوير المعبد من الداخل حتي اتجهت لتصوير الحياة التي تدور حولة : الاكشاك المنتشره حول قاعدتة التي يتصايح ما لكوها للفت اهتمام السياح الى ما يعرضون من صناعات نحاسيه و قبعات و بطاقات بريديه وحلى من الفضه المخرمه ,

والخرز الملون .
.
لكنها رفضت بحزم ان يغريها احد بالشراء,
فامامها سنه ثانية و تستطع الانتظار .



بعدما استعملت قمر الليل فيلمين كاملين,عادت الى البيت و ربما تضاعف احساسها بالذنب لبقائها طويلا فالخارج.
ما ان شاهدت السيده تنتظر على الشرفه حتي قالت بسرعه :


– لم ادرك كم يمر الوقت بسرعه .



ابتسمت السيده :


– جلست انتظرك .
.
فالطقس حار فالخارج .

تناولى بعض العصير البارد الذي سينعشك قليلا.


تناولتة قمر الليل منها شاكره ,

ومنعت نفسها من ابتلاعة دفعه واحده من فرط عطشها .



تابعت المرأة :


– اعط الافلام الى تشانغ لى .
.
سيظهرها لك بسرعه .



– لكنها ملونه .
.
الن تاخذ و قتا طويلا ؟



– ليس ان عرفت الى اين تاخذينها و تشانغ يعرف .
.
هذا احد الاسباب التي دفتنى الى توظيفة .



ضحكت ليليان ,

فهذا و جة من و جوة هذي البلاد : المعرفه بان الحاجات تتم سريعا ان دفع المرء الثمن المناسب ,

للشخص المناسب .



اردفت السيده بارف :


– البلاد هنا فقير ,

ولا ممكن زياده دخلها الا بزياده الصناعه .
.
وهذا يقتضى المال العديد و الوقت الطويل .



– الا ممكن ان يحصلوا على استثمارات خارجية ؟



– يجب ان تسالى جوك فهذا .
.
سيراس بعثه تجاريه رسمية تصل الى هنا بعد اسابيع .
.
اخبرنى هذا السفير الاميركى ليلة امس .



احست ليليان بالانزعاج للمشاعر التي ثارت فداخلها ,

فهل يهم اين يصبح جوك ؟

فى اميركا او اوروبا او الشرق الاقصي ما دام لا يعيش فعالمها .
.
وان ارادت راحه البال فعليها ان تتذكر هذا جيدا.


– لم اكن اعرف انه يهتم بالسياسة او التجاره .



– انه لا يهتم فيها ,

لكن طلب منه ذلك بسبب صداقتة مع الجنرال رامولس ,

الذى يراس الوفد الفيليبينى .



– يبدو لى الموقف دقيقا .

– صحيح ,

لذا ترين ان جوك فمركز حساس !

انة ذكى فيما يتعلق بالامور الماليه ,

وسيجد كيفية لاقناع صديقة ان سوق امريكا هو اروع سوق امامهم.


– انا و اثقه من نجاحة ,

فهو يعيش ليحقق النجاح فقط .



– لا ممكن لومة .
.
اصيب بصدمه كبار فطفولتة .



– بسبب موت امة ؟

سمعت انها التقطت عدوي قاتله .
.


– لقد ما ت بالنسبة لزوجها و طفلها قبل التقاطها بوقت طويل .
.
ساخبرك بالقصة ,

فلا ضروره للسريه ما دمت لا تعملين عندة الان .
.
كانت جويس انكليزيه رائعة ,

ذكيه .

كانت عالمه احياء تعمل فاميركا عندما التقاها دايفيد و الد جوك .

بعد سنه من زواجهما ولد جوك ,

امل دافيد ان تكون له المضيفه الاجتماعيه ال كبار ,

ولكنها كانت تكرة هذي الحياة ,

وعندما اصبح جوك فالسنه الاولي من عمرة ,

عادت الى العمل .

لم يتعرض زوجها ما دام عملها فاميركا .

ولكنة غضب حينما بدات تسافر الى الخارج و احس ان لا زوجه له و ان جوك لا ام له .

كانت فرحله ابحاث فافريقيا حين التقطت ” فيروسا ” قتلها ,

واحس دايفيد بمراره كبري لموتها .



– لا يمكنة لومها لانها ما تت .



– لكنة احس ان ذلك ما كان ليحدث لو انها فضلتة و ابنها على عملها .

بعد موتها احاط نفسة بنساء جميلات عديمات التفكير لكنة لم ينس جويس ,

وهذا ما جعلة يحس بمراره مضاعفه .

قد تتصورين كم اثر جميع ذلك فجوك .

لقد تربي على ان مكان المرأة هو بيتها ,

وان معيشتها و قف على سيدها الرجل !



– اعرف ذلك .
.
لكن الم يتزوج فما بعد ؟



– انه يخاف الزواج ,

ولا يلام على هذا ,

فقد شاهد تعاسه ابويه.


لم تقتنع ليليان بكل ذلك التبرير لتصرفاتة .
.
الم يدرك يوما انه لن يصبح سعيدا مع انسانه عديمه الذكاء ؟

وماذا سيصبح عليه مستقبلة ؟



حيرها السؤال و هي مستلقيه تلك الليلة ففراشها .



هل سيتزوج فالنهاية من بنت لمجرد حاجتة الى مضيفه لمنزلة الرائع ,

وام لاطفالة ,

تقبل ببساطه انها لن تكون رفيقه له فافكارة ؟
ام انه و بسبب تصميمة على عدم التورط،سيظل اعزب قانعا بعلاقات عابرة؟


رمت بقلق الغطاء عنها ,

وتقدمت نحو النافذه .
.
كانت الحديقه مدثره بالظلمه ,

ولكنها من و راء سور الجدار البعيد لمحت انوار السيارات العابره .

كالعاده كانت النوافذ مغلقه لمنع الحراره من الدخول الى البيت المبرد بالمكيف ,

فاراحت جبينها على الزجاج ,

وكانما برودتة ربما تريح بعضا من حراره افكارها .



لقد مر شهران منذ و صولها الى هنا .
.
وثلاثه اشهر منذ رات جوك لاخر مره .
.
مع هذا لم تستطع نسيانة اكثر من احدث مره كانت بها معه .
.
والان .
.
ولكي تصبح مهمه النسيان اصعب ها هو قادم الى الفيليبين.


بعد اسبوع انفجر الطقس فامطار موسميه حاده ,

وارتفعت البروده امام تراجع الحراره و الرطوبه .
.
وعلي حين غره هجم الشتاء الى اجواء الفليبين ,

وهذا احلى وقت فالسنه ,

حيث الايام به دافئه بلا حر ,

وباردة بلا برد .

اما السماء به فزرقاء و الشمس لماعه و كانها ميداليه ذهبية .



قالت السيده بارف لليليان ,

وهما جالستان فالحديقه تنظران الى بعض الصور التي التقطتها ليليان :


– لا يمكنك الاستمرار فالعمل كسكرتيره .
.
يجب ان تستعملى موهبتك فالتصوير .



ضحكت ليليان :


– لو استمررت فاطرائى ,

لظننت انك تريدين الخلاص منى !



ردت السيده زاجره :


– تعرفين جيدا ان ذلك غير صحيح .
.
ولكن حينما انشر الصور التي التقطها للازياء التي اصممها هنا ,

فستهطل عليك العروض ,

بل ربما يطلب اليك تنفيذ عقود خاصة للتصوير .
.
فكاميرتك تتحدث عنك و عن نفسها .



ما افضل ان تعمل لحسابها الخاص ,

لتصور ما تريد و كيفما تريد و بالكيفية التي تريد .
.


ضحكت السيده :


– اري انك معجبه باقتراحى ,

فلماذا لا تبداين العمل لحسابك منذ الان ؟

فلست بحاجة للعمل لى طوال الوقت .
.
فاخرجى بمفردك مع كاميرتك !

لقد حان الوقت للاختلاط مع اشخاص فمثل عمرك .
.
فلست بحاجة الى عمل بمقدار حاجتك الى رجل !



لا .
.
ليس الى رجل ,

اى رجل ,

بل الى واحد فقط .
.
جوك !



و بما انها لن تحصل عليه فلن تقبل باحد .

 

5- للقدر راى اخر

بدات السيده بارف العازمه على تنفيذ بتنظيم حياة ليليان الاجتماعيه .
.
فكان ان امتلا البيت بالناس ليلة بعد ليلة .



بدت لها البلاد نقطه وصل بين الشرق و الغرب ,

والعكس صحيح .



كذا كانت مدينه كوزون محط رحال الجميع فتنقلاتهم على هذي الطريق .
.
عج البيت بالسياسيين و رجال الاعمال ,

والكتاب,
والاساتذه الكبار,
والدبلوماسيين .



كانت قمر الليل حذره فالتعامل مع نساء الفيليبين و الاسباب =كوني ما ولنغ المثال الوحيد عنهن .



لكن من تعرفت اليهن كن دافئات لطيفات حتي و جدت من السهوله مصادقتهن .
.
لقد حكم الرجال هذي البلاد منذ مئات السنوات ,

ولكن بعدما تراست السلطة امرأة اندفعت الفيليبنيات الى العمل و البروز ,

فكان ان تعملمن كيف يستعملن حريتهن الحديثة ,

وكيف يدرن المصانع و المحلات و يعملن فمهن تتطلب البراعه العاليه بدون خساره انوثتهن .



لم تكن ليليان تفتقر الى اهتمام الرجال فيها فريتشموند ,

ومع هذا انتشت بالتاثير الذي احدثتة هنا فكوزون .



قال لها احد الدبلوماسيين الاميركيين :


– انه لون بشرتك عزيزتى .
.
الفتيات هنا ساحرات ,

لكن المرء يسام من الشعر الاسود طوال الوقت !



– ذلك صحيح !



جعل صوت عذب منخفض ليليان تلتفت لتري رجلا طولة اقل من الطول المتوسط بقليل ,

شعرة الاسود يعلن جنسيتة .
.


صاح الدبلوماسى :


– لوك !

لم ارك منذ زمن بعيد .



– كنت مسافرا .



و نظر عمدا الى ليليان ليشير الى الرجل بالمباشره بالتعارف .



– ليليان ,

اريد ان تقابلى المايجور تشوك .
.
وهو معروف باسم لوك عند اصدقائة .

انا و اثق من انه يريد ان تكوني صديقه !



ابتسلمت ليليان للمايجور :


– اكنت مسافرا فمناورات روتينيه ؟



ضحك و هز راسة :


– لم اعد فالجيش انسه كامبل .
.
انا الان عضو فالحكومة .



قال الاميركى :


– يحتفظ اهل البلاد هنا بلقبهم العسكرى .
انهم يحبون الاقارب .



سرعان ما انسحب الدبلوماسى تاركا ليليان مع المايجور الذي قال بسرعه :


– كذا اروع .
.
فكرت طوال الامسيه بكيفية ما اصل بها اليك .



– و ماذا تفعل فالحكومة ؟



– اعمل فو زاره التجاره ,

انما لنتكلم عنك اولا .
.
فهذا اكثر اثاره للاهتمام .
.
لمكان صاخب .
.
اتمانعين لو تمشينا فالحديقه ؟



– نعم ان ضمنت لى الا يعضنى شيء .
.
فبعوضكم اشد البعوض نهما فالعالم !



– و هي تعضنا ايضا .
.


تمشيا ببطء فوق المرج ,

فراحت تنظاهر بالاهتمام بما يقول و لكنها و جدت نفسها بعد قليل مستغرقه ما خوذه بجديدة .
.
تلقي تعليمة فبلادة ,

وسافر الى لندن ليحصل على درجه من جامعة اوكسفورد ,

ثم عاد الى بلادة حيث اصبح عسكريا بناء على اصرار و الدة .



– اردت ان اصبح عالما اقتصاديا و اغضبتنى العوده .

لم يكن لدى فكرة اننى سابقي طوال عمري و انا اقود الدوريات ضد الثوار !



– و مع هذا اطعت و الدك ؟



– ذلك و اجبى .



– فالغرب لا نجد ضروره فاطاعهكبيرة السن منا .



– هذي خساره لكم .

فالحكمه تاتى من الخبره ,

والخبره لا تاتى الا مع تقدم السن .



– ليس دائما بالضروره .



– على و جة العموم .
.


– لكن التعميم ربما يصبح خطرا !



ضحك : ” انت تتلاعبين بالعبارات ليليان .
.
هل لى ان ادعوك ليليان ؟




هزت راسها موافقه ,

فتابع :


– هل انت قريبه للسيده بارف ؟

– سكرتيرتها .
.
ولكنها تعاملنى كابنتها .



– انها امرأة جميلة .
.
اميركيه اصيلة.


– و ماذا يفترض بهذا ان يعني ؟



– انها تصمم على الحصول على ما تريد من الحياة .
.
الاوروبيات اكثر تساهلا فنضالهن .
.
الان انا اعمم .
.
ستحتجين اخرى !



فابتسمت :


– افعل ذلك بالنسبة لنساء بلادك ما يجور .



– نادينى لوك .
.
اظن ان نساء بلادى مخمليات الملمس حديديات الاراده .

ولهذا لم اتزوج حتي الان .



تنهد .
.
ثم اضاف :


– ان عدم زواجى مصدر الجدال الدائم بينى و بين ابي .
.
معظم من فمثل عمري متزوجون و لهم عائلة .



– لا اظن انه من الصعب عليك ان تجد بنت ” كلها مخمل ” !



– ربما يصبح ذلك مضجرا !

اترين؟
اريد الاروع فالعالم .
.
المخمل بلمسه فولاذ !

واظن اننى و جدتها الان .



جعلها صوتة المنخفض الاجش تدرك انها بمفردها معه فالظلام ,

فحاولت ابقاء الحديث عاديا مملا .



– ما نوع السياسة الاقتصاديه التي تهتم فيها ما يجور ؟



– لوك .
.
اتعامل مع الاستثمارات الاجنبية .
.
فى الصناعه و الزراعة..ولكن الزراعه هي اقل نتيجة،
واذا رغبنا فالتقدم هنا يجب ان نستخدم القوي العامله فاعمال انتاجية.


– ايمكنكم فعل ذلك ؟



– ليس بمفردنا .
.
علينا الحصول على دعم ما لى .



– من الشرق ام الغرب ؟



– و لماذا نتطلع الى الشرق ؟



– بسبب الصين التي ستكون سوقا مهمه لانتاجكم .



– ترغب حكومتى فعلاقات مع اميركا ,

وهذا ما نفعلة منذ الحرب العالمية الاخيرة .
.
ولولا اتفاق رايى مع راى الجنرال لما عملت معه .



– اتعرف ***** الجنرال ؟



– بالطبع فانا اعمل معه .
.
اتعرفينة ؟



– لا .
.
بل يعرفة رجل عملت عندة ,

وهو صناعي اميركى .



– اتشيرين الى جوك هانيز ؟



– اجل .



– لا شك انك تتوقين الى مقابلتة مره ثانية .
.
سيصل الى هنا قريبا .



– ذلك لا يعني اننى ساراة .

كنت سكرتيرتة و لم اكن صديقتة .



– لكنك امرأة رائعة جدا جدا ,

انا و اثق انك سترينة مجددا !



ضحكت قمر الليل: ” امن السهل عليك التكهن عاده ؟




– و ما صعوبه التكهن بتصرفات رجل تجاة امرأة رائعة ؟

يجب ان تعرفى ذلك من نفسك .



– جميع ما اعرفة الان اننى اؤكل الان و انا حيه .
.
فلندخل ,

فالمنزل امن حالا .



– اهى الحشرات و حدها التي تهربين منها ؟



– بالتاكيد .
.


عرفت من ضحكتة و هو يحث الخطي ليلحق فيها انه لم يصدقها .

لم يخف لوك تشوك اعجابة بليليان .
.
اذ انطلق بشكل دؤوب يلاحقها,


و لكنها كرهت الخروج برفقتة ,

كانت تعلم انه من سلاله فخورة


مشبوبه العاطفه ,

ولم تستطع الا ان تتصور لعلاقتهما نهاية قاسيه .



لكنها بعد يومين ,

خرجت قمر الليل معه و هي تشعر بتوتر و كانها تواعدت مع رجل من كوكب احدث .
.
مرت عده ساعات قبل ان تعترف بان مخاوفها سخيفه ,

فقد توقعت ان تقاتل لاجل عفتها ,

فوجدتة يعاملها كصديقه و ند له .



سالها و هما فالطريق الى البيت :


– هل انت مشغوله وقت العشاء غدا ؟



– بهذه السرعه ؟



– احاول تعويض الوقت المهدور !



– قد يصعب على هذا غدا .
.
فما انا هنا فعطله .



– و لكنك لاتعملين فالمساء,
اليس ايضا ؟



– احيانا اعمل .
.
ذلك و قف على مواعيد السيده بارف .

ولكننى مساء الغده حره .
.
فهي ستتناول العشاء فالسفاره .



– اذن ساتى لاصطحابك فالثامنة .



رفع يدها الى شفتية و هي باردة ثانية تذكرها بان ثقافتة غريبة..ولكنة كان فو جوة كثيرة نموذج حى لتقاليد المزيد عرقه،
وقد عرفت عن هذي التقاليد المزيد مع نمو صداقتهما.


على الرغم من انه رجل يعيش عصرة ,

فهو يؤمن بالديانه البوذيه التي تستسلم للقدر كالايمان بحياة ثانية قادمة،
وهذا ما جعلة غير قادر على الاعراض عن العديد من اوجة الحياة فبلادة ,

الاوجة التي تجدها صعبة التقبل …


قال لها فاحدي الامسيات :


– ايماتى جزء من ميزتى .
.
ولا استطيع ان اتغير .



– لماذا اذن لا تتوقف عن العمل ,

وتترك الامور تحدث ؟

ان كمن تؤمن بالقدر بقوة..


– ليس بالقدر .
.انا اؤمن بان كلا منا مسؤول عن تحسين اوضاعة ،
واننا نتحسن من اثناء الصلاة و التامل و نستطيع الوصول الى حياة ارقى.


تنهدت :


– لا افهم شيئا !



– ان كنت مهتمه بالمقال اعطيك بعض الكتب .

اسمعى !



اريد لشعبى حياة اروع اليوم لا غدا فالحياة القادمه .
.
انما يجب الا اضجرك بحديث السياسة .
.
فلنتكلم فحاجات ثانية .



– لكننى احب حديث السياسة .



رد بحزم :


– لا .
.
بعد ايام سيصل السيد هانيز ,

وعندها لن يصبح لدى عمل سوي حديث السياسة !



يستحيل الا تفهم ما يعنية منتديات ***** ،

وهكذا ،

وعلي الرغم من عدم رغبتها فالحديث عن مهمه جوك حاولت عدم الخوض به بعدها تسللت ببراعه من ذلك المقال للحديث عن عائلتة ،

اخذت تطرح اسئله عن امة و اخوتة و اخواتة ,

فانجرف للحديث بسهوله :


– لى شقيقتان متزوجتان ,

تعيشان مع زوجيهما و لى شقيقان متزوجان كذلك ,

وهما مع زوجتيهما يعيشون مع و الدى .



ابتسمت ليليان :


– و من يدير المطبخ ؟



– لدينا طباخه و عدد كبير من الخدم .

لكل زوجه و اجبات محدده ,

والكل يعيش بسعادة معا .
.
اؤكد لك .



– اكاد لا اصدق ما تقول .
.
ففى الغرب .
.


قاطعها لوك :


– فالغرب مشاكل كثيرة ,

ولعل فقدان المشاعر العائليه احدي هذي المشكلات البارزه .



– لكن شعبنا يرغب فان يصبح لكل من منزله.


– افهم ذلك .
.
لكن الاحبه يستطيعون الاختلاء متي شاؤوا .
.
والعيش مع الابوين متعه يجب عدم انكارها .

ان اخذت حكمه و خبره العمر ,

وطبقتها بحميه الشباب و طاقتة ,

قد تنتج حاجات عظيمه .



و كذا ابتعد لوك عن السياسة و عن ذكر جوك هانيز .
.
فى خلال العوده الى البيت ,

فكرت قمر الليل فان الحكمه تدفعها الى عدم مقابلتة مره ثانية .

فعلي الرغم من محافظتة على جو الصداقه بينهما ،

فقد سرب بضع عبارات الليلة ,

تدل على المجري الذي تسلكة افكارة .



احست بالرضي لانة ينظر اليها كزوجه مناسبه لرجل جاد فخدمه بلادة .
.
ولكنها غير مناسبه له ,

عاطفيا او نفسيا.


راحت بسبب معرفتها ان جوك سيصل قريبا ,

تخرج ليلة بعد ثانية ،
ومع انها كانت تقسم و قتها بين شبان عده تعرفت اليهم من السفارتين الاميريكيه و الانكليزيه ،

الا ان لوك كان يحوم حولها دائما.


عندما وصل الوفد تزايدت النشاطات الاجتماعيه التي لم تدع اليها ليليان من حسن حظها .

صحيح ان السيده بارف تعتبرها اكثر من ابنه لها ان البروتوكول الدبلوماسى صارم فهذه النواحى .



قابلت السيده بارف جوك فاليوم الثالث على و جودة ,

وعادت من سهرتها فالوقت الذي كان به لوك يودع ليليان بعد عودتهما من السهر .

دخلت المراتان الى غرفه الجلوس لتبادل اطراف الحديث قبل الذهاب للنوم .

فقالت السيده راسا علبه الحلوى .
.
فقالت ليليان :


– اكان العشاء فقيرا ؟



– بل كان عشاءا انكليزيا مثاليا !

وهذا امر نادر .
.


– انت تحبين الاكل .



– لماذا عدت باكرا ؟



– لدي لوك اجتمع مع الجنرال رامولس .



هزت المرأة راسها :


– صحيح .
.
فالمباحثات تبدا فالغد .



– ظننتها بدات .



– كانت لقاءات مبدئيه فقط .
.


– لديك معلومات جيده عما يجرى .



– تحدثنا بالامر طوال العشاء ,

جلست قرب جوك ,

وهو يرسل اليك تحياتة و يسال عن صحتك .



– هل قلت له اننى بخير ؟



– بالتاكيد .
.
كما قلت له انك تستمتعين بوقتك .

ولدى انطباع بانه يود رؤيتك ,

مع ان لا وقت لدية فالاسابيع القادمه ,

اذ ستوكون المفاوضات صعبة .

ولدية مشكلة مع سكرتيرته.


صمتت المرأة فجاه ,

فاحست ليليان بالحرج فهذا الصمت .
.
فسالتها :


– و ما قصدك ؟

تبدين كمن يشعر بالذنب .



– صحيح ؟

حسنا .
.
اصطحب معه سكرتيره و لكنها مرضت .



– تلبك معده بسبب تغيير الطقس على الارجح .

ستتحسن صحتها اثناء يومين .



– لسوء الحظ ان لا .
.
يقول طبيب السفاره انها ربما تمضى شهرا مريضه ,

وفى الواقع ان مرضها حدث فاسوا وقت يمكن .



– لا اري ان كلامك مجرد حديث .
.
لا شك ان هنالك العديد من السكرتيرات .



– لكن ليس منهن من هي سكرتيره ممتازه .



– اذن فليرسلوا له سكرتيره من اميركا .



– ذلك يعني تاخير المفاوضات اياما ,

فعلي الفتاة ان تسجيل جميع شيء فالاجتماعات ,

خاصة تلك التي سيعقدها جوك مع الجنرال رامولس … و هي مفاوضات اكثر سريه من ان تطيع علنا .



– انها مجرد مفاوضات تجاريه .



– بل اكثر من ذلك بعديد .
.
فالحكومة لا توافق على شروط التجاره مع اميركا .
.
وهنالك من يتمني عدم نجاح المفاوضات .
.
وقد يتحول اهتمام المعنيين هنا الى بلدان ثانية .
.فاذا لم يكن ذلك امر مهم..انا و اثقه من ان السيد هانيز سيجد سكرتيره مناسبه .

اهنالك شيء احدث ؟



– تعرفين ***** جيدا ان هنالك شيئا اخر!
فلا تدعى الجهل امامي ليليان !

تعرفين تماما ما فعلت !



نظرت اليها ليليان بحده :


– هلا اخبرتنى ماذا قلت له ؟



– قلت له انك ستعملين معه ما دام موجودا هنا !



تحول الخوف الذي كان يتارجح فنفس ليليان منذ بدء الحديث الى ذعر .
.
فانهارت قمر الليل على المقعد اخرى ,

بعدما كانت ربما و قفت لتذهب الى غرفتها .



– لا استطيع العمل معه اخرى .
.
لا استطيع !



اسرعت السيده اليها :


– لم افعل ذلك عامدة متعمدة ,

بل حدث الامر لا اراديا .
.
بعد هذا احسست باننى مخطئه .
.
غضبت من نفسي غضبا جعلنى اترك الحفله باكرا .
.
ومنذ تلك اللحظه و انا افكر فكيفية لعدم الوفاء بوعدى ,

ولكننى لم اجد كيفية تبعد الشك عن جوك .



و ذلك ما اكد مخاوف ليليان ,

فسالت هامسه :


– اتعرفين الحقيقة ؟



– اجل عزيزتى ؟



– يجب الا يعرفها جوك .
.
لا اتحمل ان يعرفها .



– اذن عليك ان تعملى معه .

لا مجال احدث للخروج من الورطه .
.
انا اسفه ليليان .
.
ليتنى قطعت لسانى .



تنهدت ليليان و هي تقف :


– ليست لمدة شهر بعمره كامل .
.
ستمر بسرعه .



فغرفتها ,

اخذت تتساءل عما اذا كانت ستعود الى تنكرها الاصلي معه ,

ولكنها صرفت النظر عن الفكرة فورا.
احبت ذلك ام لا يجب ان تبقي على حالها .

خففت سخريه الموقف قليلا من بؤسها .
.
تصورة مبتسمه رد فعل جوك هانيز,
وهو يتوقع رؤية الانسه كامبل الوقوره فاذا فيه يواجة المخلوقه الرائعة الساحره التي هي عليها الان .
.


كانت للقدر راى اخر..فالمقابله الاولي كانت مختلفة جميع الاختلاف عما توقعت .



ارتدت فالصباح الاتي ثوب السباحه ،

ووضعت قبعه القش بعدها هرعت الى الحديقه الى لتسبح باكرا فالمسبح..
سبحت و غطست حتي احست بالتعب .
.
فجلست تشمس جسدها عند حافه البركة .
.
وقدماها فالماء .
.
وسرعان ما غطي ظل اسود ساقيها ,

فذعرت ,

نظرت الى فوق فاذا فيها تجد عيني جوك هانيز الضيقتين الدهشتين .



فشهقت :


– انت !

لم اكن اتوقعك !



اخذ ينظر اليها من راسها المغطي بالقبعه الى اصابع قدميها الغائصه فالماء.
قال بلهجتة الممطوطه المتشدقه :


– ذلك ما يبدو .
.
يبدو اننى جئت فو قت غير ملائم .



جلس ***** على كرسى قريب فاخذت تتاملة عبر زجاج نظارتها السوداء .
.
جعلتة سمره بشرتة يبدو شرقيا اكثر من لوك ,

مع انه اطول من ان يصبح غير اميركى .
.
ابتلعت احدث قطعة اناناس فكوبها بعدها مسحت فمها,وقالت:


– عرفت ان سكرتيرتك مريضه !



– لهذا انا هنا.
اردت التحدث اليك بشان عرض السيده بارف .
.
اردت التاكد من انك لا تمانعين فالعمل معي.


– و لماذا امانع ؟



– لانك تركتنى .



– و لن اعود .
.
ساعمل معك لشهر واحد فقط.


نظر***** اليها بحده ,

وقال باقتضاب :


– اعتقد اننا اتفقنا .
.
لقد تم قبولك من الجهات الامنية.
لقد ساعد عملك السابق معى فهذا الاجراء.


و صمت .
.
فاخذت تفتش عما تقوله .



– ان شراء الكاميرا لى للطف كبير .

كنت كريما جدا جدا .



– ذلك ما قلتة فرساله الشكر التي ارسلتها .

احسست ان ذلك اقل ما ربما ارسلة اليك .

كانت هديه تقدير لك بمقدار ما هي اعتذار على فظاظتى معك ,

لاننى لم انظر اليك كامراة.


– ادارت و جهها بعيدا :


– كانت جراه و قحه منى ان اتوقع هذا.
كنت سكرتيرتك لذلك ليس هنالك ما يدعوك الى ان تنظر الى نظره اخرى.


لا مجال للشك فبريق عينية :


– السكرتيرات نساء ايضا !

وطالما تساءلت عما ازعجك اكثر,
نسيانى لا سمك الاول ,

ام عدم معرفتى للون شعرك !



تجاهلت قمر الليل سؤالة ,

واشارت الى الشرفه :


– لا بد انك تشعر بالحر هنا ,

فان رغبت فشراب بارد .
.


– فكرة رائعة.


مشت الى جانبة و هي تحس و كانها قطه خارجه من الماء.


قال لها فجاة:


– طالما فكرت فشعرك .
.
متسائلا عما يدفعك الى تسريحة بهذه الكيفية البعيده عن الموضة.


– قد كنت اتبع تعاليم رجال الدين !



– اتنظرين الى مكتبى كمكان مقدس ؟



– يراة بعض الناس مقدسا!


– و لكنك لست منهم انسه كامبل .
.
فرفضك للارهاب و التخويف كان اروع خصائصك .
.
الانسه بروك بديله كفؤه .
.
ولكنها تتصرف كقطه و جلة.


لم تستطع ليليان الا ان تضحك.
عندما سمع رنين ضحكتها توقف و امسك بذراعها:


– اذكر انك تضحكين ايضا ,

فكرت فيك كثيرا منذ تركتني.
نعم فكرت فيك اكثر مما فكرت فيك و انت تعملين معى !



– ذلك لان رحيلى ازعجك.


– انا لا اضيع و قتى بالتفكير فمن يزعجنى ,

بل بكل بساطه ابعدة عن تفكيرى !



لم تعلق على كلامة ,

بل قالت و هي ترتقى درج الشرفه :


– سارسل اليك المرطبات سيد هانيز .
.
اعذرنى لاننى ذاهبه لابدل ملابسى .
.
اتريد ان ابدا العمل اليوم ؟



– ارجوك .
.
فاجتماعى الاول فالحاديه عشرة.
هذا يعني ان امامي ساعتين فقط لاناقش معك الامور.


عندما عادت قمر الليل الى الشرفه المليئه بالزهور,
بدت و كانها زهره نحيله ,

ممشوقه القوام ,

لدنه ,

تترنح تنورتها الواسعه فوق خصر نحيل ,

ويبرق شعرها احمر متموجا فوق راسها.


كان كاس المرطبات فيدة .
.
حدق جوك اليها و هي تجلس امامة قبل ان تستوى الى الخلف,
لانها لاحظت ان قامتة المديده تعطية المجال للنظر الى فتحته ياقه فستانها..


قالت له:


– انا جاهزة للبدء بالعمل سيد هانيز.


بدا بهدوء مثير للاعصاب يردد لها التفاصيل التي ستحتاج اليها بالنسبة للوفد و اعضائه.


– ستكون المحادثات باللغه الانكليزيه .
.
لكن سيظل معك مترجم.


– ارجو ان تكون سرعتى فالكتابة ملائمة.


– لا داعى للقلق .
.
عندما يصبح هنالك اجتماع كامل تعين الحكومة سكرتيرات اخريات.


– ظننت ان المحادثات سرية.


– اللقاءات الخاصة فقط.
لكن بوجود كلا الوفدين فالمناقشات سنكون اكثر انفتاحا .
.
احتاجك اساسا فاجتماعاتى مع الجنرال رامولس.
يجب الا ادعوة باسمه الاول .
.
فانا انسي دائما البروتوكول.


ردت بعذوبه :


– اعتبرك سياسيا ممتازا.


– اهذا اطراء ام اهانه ؟

ساعود الان الى السفاره .
.
وسارسل سيارة لتقلك بعد ساعة.


رافقتة حتي الباب ,

وما ان و صلا الية حتي و صلت السيده بارف الى الردهه ,

وسالت و هي تنظر الى ليليان بقلق :


– هل جميع شيء على ما يرام ؟



رد عليها:


– جميع شيء .
.
لا ادرى كيف اشكرك.


تابعت ليليان برهبه كلام السيده بارف و احتجاجاتها عندما عملت بان جوك يقيم فالفندق:


– ظننتك ستقيم فالسفاره ؟



– لا .
.
رفضت العرض فهذا سيعني البروتوكول لمدة اربع و عشرين ساعة.


– لكن الفندق كثير الصخب .
.
الشارع الرئيسى من الامام و الميناء من الخلف !

يجب ان تقيم هنا .
.
لدينا اكثر من غرفه .



– لن اتطفل عليكما.


– سيصبح من دواعي سعادتى .
.
لاجوك .
.
انا مصرة.

راقبت ليليان مقاومه و تردد جوك تتحول الى قبول سعيد.
قالت السيده مبتهجه :


– ساخصص لك الجناح الغربى .
.
ففية غرفه نوم و غرفه جلوس و غرفه صغار لخادمك.


– يبدو ذلك رائعا .
.
انت حقا ملاكى الحارس!


اتجهت السيده مبتسمه الى غرفه الاكل من اجل الفطور.عندما انضمت اليها ليليان ,

قالت لها غاضبه :


– تاكدت الان اننى ساعمل معه !



– كان ذلك اقل ما افعلة للرجل المسكين .
.
ستكون المفاوضات متعبه ,

وسيحتاج الى الراحه و الهدوء .
.
سيفيدة فمطلق الاحوال ان يراك طوال الوقت .
.
فقد يلاحظ مدي جمالك و بهائك.


لم تجرؤ ليليان على الرد .
.
وشغلت نفسها بسكب القهوه .
.
هل السيده بارف على حق ؟

انة سؤال احست بالخوف من التفتيش عن رد له .
.
فمن الاروع الا تقال بعض الامور.


و صلت فالحاديه عشره سيارة سوداء رسمية اقلتها الى و زاره التجارة.
كالعاده ,

صدمتها المفارقات التي تجدها عاده فشوارع المدينه .
.
لكن قمر الليل ما ان دخلت عبر البوابات المحروسه للمبني الحكومى ,

حتي احست بانها فعاصمه من عواصم العالم .
.
الروتين هو الروتين فكل مكان ,

هذا ما قررتة و هي تضرب الارض بكعب حذائها تنتظر مراجعه اسمها,
ثم اعطائها البطاقة التي طلب اليها و ضعها على صدرها طوال الوقت.


اخيرا ,

رافقها احدهم الى غرفه ضخمه مبرده .
.
كانت الكراسي حول الطاوله البيضاويه محاطه برجال متجهمى الوجوة بدوا اكثر صرامه عندما انفتح الباب فزاويه الغرفه ليدخل جوك هانيز و الجنرال رامولس.


فوجئت ليليان بالرجل ,

فلانة صديق لجوك لم تتوقع ان يصبح اكبر من سنا بما لا يقل عن عشرات سنوات .
.
اعطتة الشعر الرمادى الكث مظهر الاسد.


علق احد الرجال المشاركين فخلال استراحه للقهوه :


– له دماغ حاد كالموس ,

يبدو ان هذي المحادثات ستستمر اشهر!


– لكننى اعتقد اننا تقدمنا كثيرا اليوم.


نظر اليها الرجل بشفقه :


– الانهم لم يجادلوا كثيرا ؟

انت جديدة العهد بمثل هذي المفاوضات !

..
الجنرال ينتظر اثاره جميع المقالات قبل البدء بمناقشه المقال تلو الاخر.


تاكدت قمر الليل لها صحة هذي الملاحظات فيما بعد عندما اشار اليها جوك بالبقاء ,

بعدما غادر الجميع فالساعة السادسة.
وما ان غادر احدث المشتركين القاعه حتي عاد الجنرال .
.
فجلست ليليان بهدوء تراقب الرجلين.


استرخي الرجلان ,

كانت تعابير جوك الجاده ربما اكتسحتها ابتسامه صادقه اما ابتسامه الجنرال فتحولت الى جد.


بدات تدرك و هي تصغى الى حوارهما ان الامور,
وان بدت ناعمه فالظاهر,
تحتوى على خلافات متضاربه ,

قد تسبب الاخفاق فكل شيء.


قال لها جوك و هما عائدان :


– الجنرال فمركز حرج .
.
لو كان الامر بيدة فقط لما كان هنالك مشكلة .
.
ولكنة مضطر للظهور بمظهر المساوم.

– لماذا ؟



– لان فحزبة من لا يريد التحالف مع اميركا.


تنهدت قمر الليل :


– و انا من ظننت ان الامور سهلة .



– فالظاهر فقط .
.
اما من الداخل فهي صعبة جدا.
لاهل البلاد كرامه .
.
وهذه معادله صعبة.


– و لماذا قبلت المهمه ؟



– على كل الناس بمن فيهم الصناعين اظهار الولاء لبلادهم !



– مع هذا ,

فلولا معرفتك بالجنرال ,

لما …


– لما طلب الى المشاركه ؟

اشكر لك تقديرك لقيمتى ,

انسه كامبل !

لكنك على حق لولا معرفتى فيه لما كنت هنا.
لكننى مع هذا اريد النجاح.


– لتحقيق نصر شخصى اخر؟


– جميع شيء بالنسبة لى شخصى ,

فان لم يكن شخصيا فلا يستحق منى الاهتمام.


اخطات قمر الليل عندما ظنت ان طباعه الملاحطات ستتم فاربع ساعات ,

فقد حلت الساعة الثالثة و النصف و نص المذكرات غير مطبوع ,

فقررت تناول بعض السندويشات و القهوه بدلا من العشاء .
.
سمعت قمر الليل عبر باب غرفه جلوسها المقفل ان السيده بارف المتعلقه بالاستقبالات ربما دعت بعض الضيوف للعشاء ,

وكم تمنت لو تنضم اليهم .



مرت الساعة العاشرة قبل ان تسحب احدث و رقه من الاله ,

وعندما انتهت تمددت برضى.
ترددت فالخروج للبحث عنه ,

ولكنها لما تذكرت ان يقرا المذكرات قبل اجتماعة الاتي خرجت الى الشرفة.
وسرعان ما لمحتها السيده بارف من الحديقه حيث كان الجميع يتناولون المرطبات و القهوه ,

فاشارت الية نحو المسبح.


تقدمت ليليان على العشب و الهواء الاستوائى يداعب و جهها ,

كادت تصدق انها فطريقها الى ملاقاه حبيبها لا الى ملاقاه الرجل الذي يعتبرها اله .
.
فقط حينما و صلت الى انفها رائحه سيكار الهافانا الفاخر,
وتناهت معه تلك الرائحه الغربيه التي اعادتها فالزمن الى المكتب فريتشموند ,

تذكرت كوني ما ولنغ.


اقتربت ليليان بجهد :


– انا اسفه لمقاطعتك سيد هانيز .
.
لكننى انهيت طباعه المذكرات.


– جيد .
.
تذكرين الانسه ما ولنغ ؟



– طبعا.


و جاءها صوت كوني الاجش :


– لم اكن لاظن اننا سنلتقى فبلادى انسه كامبل .
.
اما زلت تعملين عند جوك ؟



– عملى عندة مؤقت فقط ,

فانا اعمل هنا عند السيده بارف .



تدخل جوك ليتناول الاوراق منها ,

ويقول :


– عذرا للحظات كوني ,

اريد الحديث مع الانسه كامبل.


– بالتاكيد .
.
حبيبي !



قال لها و هما يبتعدان :


– لم اعلم انك ستتاخرين الى ذلك الحد فطباعه المذكرات ,

ولم اظن انك لن تشاركى بالعشاء بسببها.


– تناولت السندويشات و القهوه .



– ما زلت تعملين جاهده .
.
لا اريد التطفل عليك .



– لو قلت لك اننى اعتبر الامر مهمه و طنيه ,

فهل يريح ذلك ضميرك ؟



ضرب الاوراق بيدة الثانية :


– لا .
.
اشتغلى ما شئت من ساعات اضافيه ,

انما ليس الى هذي الدرجه .



– لكنك بحاجة للمذكرات ,

لا ضروره للاعتذار .
.
فانت لم تعتذر قط .



– ثمه امور كثيرة لم افعلها من قبل.


هزت قمر الليل كتفيها و استدارت ,

ولكنة اوقفها بمناداتها باسمها :


– شيء احدث .
.
مظهرك الان .
.
التغيير فمظهرك .
.
ايهما الخدعه ؟



– عليك ان تقرر بنفسك ,

فانت ذكى جدا جدا ,

وانا و اثقه من ان بمقدورك ان تعرف الحقيقة.


– ذكائى يتوقف عندما يصل المر الى النساء .
.
لكننى ساعيد التفكير فهذه المعضلة.

 

6- ليليان الحزينة

اذا كان على ليليان ان تمسك بعنان مشاعرها نحو جوك هانيز ,

فظهور كوني

ماولنغ كان اللجام المطلوب.
مع هذا كان قلبها الغبى يتغلب عليها كلما

شاهدته.
اما العمل معه يوما بعد يوم فاعاد ايقاظ اعجابها فيه و بحده ذكائه.


قال لها فاحدي الامسيات :


– انا ادفعك الى العمل الكثير..
فليكن يوم غد عطله لك.


ردت ساخره : ” ذلك ما انوية .
.
فالغد يوم سبت!
“.


– ياالهى صحيح!


كانت دهشتة مضحكة ,

فضحكت .
.


قال : ” احب ضحكتك.
طالما لاحظتها حتي و انت .
.
“.


– ليليان القبيحة؟


– اجل .
.
مع انك الان .
.
ليليان الجميلة.


انها المره الاولي التي ينطق فيها باسمها ,

وسماعة منه دفع الدموع الى عينيها ,

فتسلقت الدرج بسرعه و هي تحس بانه ما زال و اقفا هنالك يراقبها حتي اختفت عن

نظره.


كان هنالك كالعاده حفله عشاء ,

ومن المدعوين الليلة لوك و كوني.
لاحظت ليليان

ان مقعد الفتاة قرب مقعد جوك .
.
فقاومت اغراءا كان يدفعها الى تبديل

البطاقات بحيث تضعها قرب صحفى فرنسي بدين ,

كان يحاول الحصول على حق

نشر صور تصميمات السيده بارف.


فغرفه الجلوس ,

وجدت جوك يصب لنفسة العصير ,

فالتفت اليها ببطء

كالعادتة ,

وكالعاده بدا قلبها بالخفقان.
تمنت الا تكون خفقاتة ظاهره عبر قماش

الحريرى الرقيق.


سالها :


-شراب الكرز ام عصير الاناناس ؟

لا .
.
ثوبك ذلك يتطلب شيئا خاصا .



صب لها و له شراب الكرز ,

ثم اضاف الية المياة الغازية قبل ان يقدم اليها الكاس

بالمزيج الفوار … و رفع ***** يدة ليشرب نخبا..وقفا جنبا الى جنب يحتسيان الشراب

..


قال لها فجاه :


– تنكرك يناسبك.


– تنكرى ؟



– اجل .
.
فقد و جدت ان ما كنت تخرجين عليه هو حقيقتك .
.
ايدهشك قولي

هذا ؟



– قليلا.


– هذي غلطتك .
.
فقد اثرت فاكثر عندما كنت الانسه كامبل المتزمتة.


و بما انها لم تكن تعرف ما يعني ظلت صامته ,

فقال ملعقا :


– ازعجتك اخرى .
.
لكننى لم اقصد.


– لم تزعجنى البتة.
اطريتنى و انا شاكره لك اطراءك.


انقذها و صول المزيد من المزيد من الضيوف من الحرج ,

فتحركت بسرعه مبتعدة

عنه.
كان و صول لوك الهاء مرحبا فيه لافكارها ,

فحيتة بحراره اكثر من المعتاد ,

ثم قالت بابتسامه :


– لم ارك منذ زمن بعيد.


– هذي غلطتك ,

فكلما اتصلت بك و جدتك مشغولة.


– اللوم على المفاوضات ,

فانت تعرف عنها ما اعرفة انا.


– اشك فهذا فانت لانك سكرتيره السيد هانيز تعرفين اكثر من اي كان.


– انا لا افعل سوي الجلوس فالزاويه حتي اكون حاضره اذا ما احتاجني.


– يجب ان تتعلمي قراءه الشفاة !



ضحكت قمر الليل:


– ليس هنالك ما يستحق الجهد.


– و لا حتي معرفه الاتفاقات السريه ؟



– لماذا تظن ان هنالك اسرارا ؟



بدا على و جة لوك فجاه الجد.


– لان الجنرال يلعب لعبه خطره ,

ان الكثير من افراد شعبنا لا يريدون التحالف

لانهم يكرهون الغرب.


– ما كنت لاظن انكم تكرهون الغرباء !



تنهد لوك :


– منذ زمن طويل و الغربيون يسيطرون على قسم كبير من اسيا.


كنا نشاهد ما يجرى حولنا ,

وصممنا ان نغير ذلك الواقع.
نحن نرحب بالغرب

كند لنا .
.
انما ليس على اي اساس احدث .
.
ولهذا يبدو الجنرال مفاوضا قاسيا .
.

لن يترك اميركا تسيطر علينا.


و ضعت ليليان فذهنها ان تذكر كلمه ” سيطره ” لجوك حتي يصبح حذرا في

مفاوضاته.


اثناء العشاء همست ليليان فاذن لوك و هي تجلس الى جانبة ,

مشيره الى كوني

ماولنغ :


– لم اكن اعرف ان غير المتزوجات يظهرن بدون مرافقة.


– تضع الانسه ما ولنغ قوانينها الخاصة.
هذا ما تفعلة الطبقه الارستقراطيه عموما.


– و هل هي من الارستقراطيين ؟



– كانت عائلتها من العائلات الشهيره هنا.


– كانت ؟



– قتل شقيقان من اشقائها و هما يحاربان الثوار .
.
والثالث قتل فحادث اصطدام

اثناء سباق عالمي .
.
حطمت الماساه قلب الكولونيل ما ولينغ و لم يستعد بعد ذلك

عافيتة ,

فكان ان ما ت بعد هذا باشهر .
.
الانسه كوني احدث سلاله عائلتها.
ولهذا

يجب ان يصبح اختيارها دقيقا حين تريد الزواج ,

اذ لديها العديد مما تقدمه.


– تعني ما ليا ؟



– و ذلك كذلك.
لكنى كنت افكر فميراث عائلتها.


– و الى اي حد تعرفها ؟



– اعرفها معرفه تجعلنى مقتنعا باننا لن نسعد معا ,

فانا لا اتمني الزواج فيها حتي من

اجل مستقبلى العملي.


– انها رائعة جدا.


رد بهدوء :


– لدينا نساء جميلات بكثرة .
.
تباحثنا فالمقال فاول لقاء لنا .
.
ولكنها

ليست من طرازى .
.
اما انت فاجل ,

انت ناعمه مفعمه بالانوثة.


سرها غزلة و احرجها ,

فادارت و جهها لتلحظ احد الخدم يقف متوترا فالباب

يومىء اليها,
فاعتذرت و ذهبت الية .
.
فهمس :


– يريد رجل مقابلتك فغرفه الجلوس ,

يقول انها مفاجاه كبيرة.


اسرعت ليليان يلفها الغموض لتفتح باب غرفه الجلوس.


و سرعان ما ارتمي فو جهها قميص قطنى مشبع برائحه العرق و بغبار السفر ,

فشهقت قمر الليل:


– تود !



ارتدت لتنظر الى و جة اخيها ببهجة.


– كيف و صلت الى هنا ؟

ولماذا لم تعملنى ؟



– اردت مفاجاتك .
.
اصيب احد زملائى بالمرض ,

وطلب اهلة عودتة لقضاء

العيد ,

فاختارنى لمرافقته.


– ما ذلك الحظ !



قال ***** متواضعا و هو يحضنها اخرى :


– انه سحري .
.
الذى اوصلنى الى تايوان حيث اهل شولن بعدها تدبرت امرى من

هنالك الى هنا.


– ذلك ما اراه.


– هل يمكننى استعمال حمام ؟



– تعال الى غرفتي و استعمل حمامي.


– اهنالك مكان انام به .
.
سجاده غرفتك كافية.


– لا تكن سخيفا .
.
سنجد لك سريرا.


تركت شقيقها فالردهه بعد انتهاء حمامة ,

ودخلت تخبر السيده بارف بوجودة .
.
فصاحت المرأة :


– ما هذي الهديه الجميلة !

اين هو الان ؟



– فالردهة.


– احضرية الى هنا.


– ساحمل الية بعض الاكل اولا بعدها هنالك ثيابة ,

فهي غير مناسبة.


– ما ذلك الهراء !



دفعت المرأة كرسيها الى الوراء و لحقت بليليان الى الردهه و هنالك و قفت تحدث تود

بفضول لم تحاول اخفاءة .
.
بدا بوجهة المتورد المشرق بعد الحمام كالطفل .
.
كان

قد استخرج من حقيبتة جينز نظيف و قميص رغم تجعيدة نظيفا ناصع البياض.


ابتسمت السيده بارف :


– اذن انت شقيق ليليان ,

كنت ساعرفك فاى مكان .



ابتسم تود لها ابتسامه حارة .



– ارجو ان تعذرى اقتحامي منزلك بهذه الكيفية .



– يسعدنى هذا ,

حالما تتناول الاكل عليك ان تقابل ضيوفى .



نظر الى اختة :


– ارشدينى الى المطبخ ,

وهنالك ادبر امرى بمفردى ,

لا اريد ابعادك عن الحفله .



ضحكت قمر الليل:


– انت لا تشغلنى ابدا ,

ولا حاجة بك للقلق بالنسبة للطعام .

فلا تنقصنا اليد

العامله هنا !



امسكت بذراعة لتقودة الى غرفه الجلوس الخاصة حيث تعمل ,

وفى الغرفه و جد

صينية اكل قرب الاله الكاتبه .



اخبرتة باختصار ما حصل معها .

وعندما سالها لماذا تركت جوك هانيز اصلا

ذكرت له عذرا سريعا .



– ساتركك تنهى طعامك ,

لدى عمل اقوم فيه .



ضحك *****:


– مضيفه للاثرياء ؟



– بل مقدمه للقهوه .



و ضحكت له ردا .
.
ثم تركتة و خرجت .

كانت تقدم فعلا القهوه عندما تقدم

جوك منها قائلا :


– اذن شقيقك هنا ؟



– و من قال لك ؟



– السيده بارف .

لاحظت انشغالك اثناء العشاء ,

فسالتها عن الاسباب =.



ادهشتها ملاحظتة فبسبب انشغالة بالانسه ما ولنغ ,

اعتقدت انه لن يلاحظ احدا

سواها.


– اعتقد انه طفلك المدلل .



قدمت الية فنجان قهوه مبتسمه ,

فتلامست اصابعهما فلحظه خاطفه ،

احست

خلالها بانها لامست تيارا كهربائيا ,

ولكن ذلك التيار كان فاتجاة واحد ,

فقد

سارع للاستناد الى الجدار ليحرك السكر فقهوتة .

قال :


– انت صديقه للمايجور تشوك .



– كان دليلى فالبلاد قبل ان تصل انت .



– دليل فقط ؟



نظرت الية بحده : ” و ماذا يفترض بكلامك ان يعني ؟

“.


– مجرد تحذير .
.
تحظي الامريكيات باعجاب شديد هنا ,

ولن تجدى صعوبه فايجاد زوج .



– و ماذا فهذا ؟



– اياك .
.
لاتتزوجي فيليبنيا .



– انك تتسرع فالاستنتاج .



– لا تخلطى بين المنطق و الاستنتاج .

ثمه اختلافات كثيرة فالنظريات .
.
والذي

يحدث ان الزيجات المختلطه كثيرا ما تفشل .

ففارق الدين مشكلة كافيه ,

ولكن

عندما يضاف اليها صعوبه اختلاف العرق .
.


– بكل تاكيد ذلك و قف على الاشخاص انفسهم !



– انت شخص اعرف الى درجه تخولنى تقديم النصح له .



– قد انت بحاجة كذلك الى النصح .

فالزيجات المختلطه تبقي مختلطه سواء اكانت

من و جهه نظر الرجل ام من و جهه نظر المرأة !



اخبرها تشنج عضلات عنقة انها اصابت الهدف .

ولكنة لم يعلق ,

بل وضع فنجان

قهوتة على الطاوله و توجة ليعود الى الجلوس قرب كوني .



صعب عليها ان تحافظ على هدوئها امام بوده اعصابة ,

منحها دخول تود فرصة

للانسحاب الى جانب الغرفه و الجلوس بدون ان يراها احد .



بدا لها غربيا ان يمثل صبيا شابا مهمازا بين ذلك الحشد الممتلىء البطون ,

الفاخر

الملبس .
.
وكانما حده شخصيتة تذيب كالاسيد ما حولها لتكشف الشخصيات

الحقيقيه .
.
استيقظت ذكريات طال هجوعها ,

طموح الشباب الذي طال

هجوعها،
طموح الشباب الذي طال نسيانة تحرك و اشتعل امام حماس ابن العشرين

ربيعا الذي كان يؤمن بان الايمان بطيبه الناس ربما يحل كل المشاكل فالعالم .



قال الصحفى الفرنسي :


– لو استعدت حياتي من بدايتها ,

لكنت مزارعا كوالدى الذي ما ت سعيدا

وقانعا عن عمر تجاوز الثمانيه و الثمانين .



نظر الى كرشة :


– اما انا فساموت غنيا فالثمانيه و الخمسين !



قال اميركى :


– لم يفت الوقت بعد لتغيير مهنتك .

كنت طبيبا قبل ممارسه السياسة .
.
لكن بعد

سماعى كلام تود الشاب اتخلي عن السياسة لاصبح ثوريا !



رد تود :


– انا لا ابشر بالثوره .
.
ولكن فبعض الاحيان تكون الكيفية الوحيدة

للحصول على ما يريد المرء هو القتال .



تدخل جوك فالجدال :


– هنالك امور لا ممكن القتال من اجلها.
علي بعض الاحداث ان تحدث فاوانها.


رد تود :


– ليس اذا كان الامر سيستغرق العمر كله !

.


– حتي و لو استغرق عمرين !



احمر و جة تود غضبا ,

ولكن قبل ان يرد غيرت كوني مجري الحديث .



– يحب الشباب القتال .
.
فعندهم عدوانيه متاصله و لديهم جميعا حب الثوره ضد

التسلط ليبرهنوا عن الشجاعه .

لكن هذي الرغبات تتلاشي مع تقدم العمر.


قال جوك :


– لكنها لم تتلاش عندي ,

فانا اكرة السلطة التي تصفها كوني ايها الشاب .



سرت همهمه بين الجميع ,

لكنة تجاهلها و اردف :


– اننى كصديقي الفرنسي ,

ارغب كذلك فتغيير نمط حياتي لو استطعت البدء بها

من جديد.
ولكننى لن اصبح مزارعا ,

ساختار الجاسوسيه .



صاحت السيده بارف غير مصدقة :


– انت لن تتحمل هذا لانك لا تطيق اطاعه الاوامر.


– لم اكن افكر فالتجسس لمصلحه بلادى ,

بل لمصلحه الصناعه .



– اتعني كمن يبيع اسرار صناعه مصنع لمصنع احدث ؟

يمكنك صنع ثروه كبيرة

هكذا !



قال الفرنسي :


– و عندما تكسب ثروتك تصبح سمينا و تتقاعد !



– لن افعل ذلك من اجل المال .
.
بل حبا بالاثاره و الخطر و الغموض .

لقد دخلت

الي عالم الدبلوماسية هنا ,

وهنا اسمى و سمعتى فخطر !



تحولت منتديات ***** دفه الحديث الى العموميات ,

فتقدمت ليليان من اخيها :


– لقد فتحت معركه قويه هنا !



– حقا ؟
!
السيد هانيز شخصيه جميلة !



– لا يصدق جميع ما يقوله .



– لم يكن يمزح ليليان .

عرفت ذلك من كيفية كلامة .
.
كان بامكانة ان يكون

قرصانا ممتازا.


– و كان سيموت ملعقا على مشنقة.


– ليس هانيز ,

انة بارد .
.
قد ادعمة ضد اي كان 0


تثاءب تود فسارعت تقول :


– الى الفراش الان.


تركت تود يستقر فغرفه صغار قباله جناح جوك ,

ثم عادت الى الضيوف .
.

كان عدد منهم ربما ذهب ,

وكان لوك يتحدث الى جوك و كوني ,

فصعب عليها

عدم الانضمام اليهم .



سالت كوني :


– كيف تشعرين بوجود اخ هيبى ؟



ردت ليليان :


– انها كلمه قديمة الطراز هذي الايام.


قاطعها جوك :


– لكل جيل هيبيته الخاصة .
.
وعندما كنت فمثل عمر تود رغبت ايضا في

اصلاح العالم.


سالت كوني :


– و الان ؟



– الان .
.
لدى ما يكفينى من مشاكل لاصلاح نفسي !



حولت الفكاهه التوتر الخفى ,

وبعد دقيقة قاد لوك ليليان الى اريكه :


– كلما رايتك ,

وجدتك تزدادين جمالا.


– و يزداد اطراؤك و غزلك.


– انه ليس غزلا .
.
وتعرفين اننى احبك ليليان .



– ارجوك .
.
لا تزد .
.كلمه على ما قلت .



– يجب ان ازيد .
.
لم اخطط للاعتراف بحبى بهذه الكيفية و لكن لا ممكن كبح

المشاعر دائما .
.
اريد ان تقابلى و الدى .

تمنت قمر الليل لو تبتعد عنه الان ملايين الاميال .

كانت تعرف ان عليها مواجهه الواقع في

هذا الموقف الصعب الذي لا تلوم سوي نفسها عليه .



قالت بهدوء و لطف :


– انا لا احبك .
.
نعم انا متعلقه بك كثيرا .
.
انما تعلقى بك ليس كافيا للزواج

بك .



– لكنك عرفت مشاعرى التي اوضحتها لك .

وكان ان و افقت على الخروج

معى .
.
املتنى كثيرا.


و قف بعبنوته و شدها معه.


– لايمكننا الكلام هنا .



و اخرجها الى الشرفه .
.
فقالت :


– لم اعلم انك تريد الزواج بى .

اعلم انك تجدنى جذابه .
.
لكننى .
.


رد بحده :


– لاتكذبى .
.
لقد اوضحت نواياى منذ البداية .
.
ولكن لن تتجادل بشان ما

مضي .
.
فمستقبلنا هو المهم عندي .
.
اريد الزواج بك ليليان .
.
اريد ان

تشاركينى بيتي و حياتي .

اعدك بان تكون حياة طيبه .
.


– لا شك عندي فذلك انما لن يؤثر ما تقول على قرارى .

لا استطيع الزواج

بك لوك .
.
لاننى لست مغرمه بك .



– و هل هنالك سواى ؟



قالت كاذبه :


– لا .



– اذن ساجعلك تغيرين رايك لى .
.
لقد ارسلك القدر الى .



– لكننى لا اؤمن بذلك .
.بمعتقدكم .

– انا اؤمن فيه .
.
وقدرى هو قدرك.


جذبها غلي ذراعيه،
وعانقها بشده لم تتوقعها،
لكن كان من المستحيل ان تحس بين

يدية بايه مشاعر .
.مع انها شعرت بانفاسة اللاهثه و بارتعاشهه جسمة ظلت سلبية

بين ذراعية .
.وهذا ما اشعرة بالاحباط .
.فارتد عنها ينظر اليها بهدوء:


– انت خائفه منى ليليان ،

ولهذا لم تستجيبي ما دام لا وجود لاحد غيرى فقلبك

فساجعلك تحبيننى .



افزعتها ثقتة بنفسة ,

فشكت بقوه ارادتها .
.
لكن ما قالة سخيف ,

لا يمكنه

اجبارها على شيء .

ثم هي تحب شخصا احدث .
.
اعطاها للمره الاولي حبها لجوك

الراحه بدل الالم .



عادا الى غرفه الجلوس فوجدا انها فارغه الا من السيده بارف التي كانت تقف

قرب الطاوله تنظر الى بعض الصور التي التقطتها ليليان ,

فتوقف معها يبدي

اعجابة فيها .
.
ولكنة سرعان ما ادرك انه احدث الموجودين ,

فاعتذر على مضض .

تنهدت السيده :


– الان استطيع الذهاب الى النوم .
.
فضلت ان ابقي هنا ما دام موجودا ,

فقد

شاهدت بريق الحب فعينية !



– لم استجب له .



– قد هنالك ما هو قادم .



– لا .
.
هذا خارج اي جدال .



– بسبب حبك لجوك ؟



– و هل الامر و اضح الى هذي الدرجه ؟



– لى قفط .
.
والاسباب =اننى احبك .
.
اشك فان احدا لاحظ الامر .

– ليتك على حق .

فلا اريد ان يعرف جوك .



– اواثقه انه لا يعرف ؟



– قطعا .
.
فهو معجب بى لانة يقدر الذكاء فيمن يعمل عندة .

ولكنة فالاساس

يحتقر النساء العاملات .



– انت تعرفين الاسباب =.



– احس احيانا انه يكرة كل النساء .
.يحتاج اليهن ،

ولكنة يكرة نفسة بسبب

حاجتة تلك.


نظرت المرأة الى ليليان باشفاق :


– ان ذلك الامر مؤسف .
.
انكما زوج مثالى .

ولهذا حاولت لعب دور مدبرة

الزواج .
.
اة ليتنى ابقيت فمي مقفلا .
.
!



قالت ليليان :


– لاتشغلى بالك بالمساله .
.
بعد اسبوعين او يزيد ينتهى جميع ذلك .



رنت هذي العبارات فراسها بعد وقت طويل من نطقها ,

وكانها تتردد فو ادي

السنوات الطويله المستوحشه التي تمتد امامها .



قريبا ينتهى جميع ذلك !

 

7- كانة امير احلامها


دفع انشغال ليليان بالطباعه تود الى مرافقه السيده بارف فتجوالها فالمدينه .
.
وجدها خير دليل .

اما هي ,

فكانت تتسلي بملاحظاتة الخاليه من الاحترام ,

وبنظرتة الثاقبه .



لم تسمح قمر الليل روح تود المعنويه المرتفعه لليليان بالبقاء كئيبه .

ومع انها تتذكر احيانا ان جوك ربما خرج فنزهه مع كوني ما ولنغ ,

الا انها لم تفكر به بغضب الا بعد ما عاد الى البيت مساء الاحد .



بدا اكثر ارتياحا ,

فاحست بالغيره تجتاحها .
.
ولكنها لم تفضح مشاعرها بالمظهر او بالكلمه .

وعندما طلب اليها ***** ان تعمل معه مدة ساعة ,

ولفقت على الفور.


احست بوجود دفتر المذكرات فيدها بانها اقرب الية من اي وقت احدث .
.
وهي تعلم ان اقرب ما ممكن ان يكونا عليه .

بدا لها لدقيقة عده ضائعا فافكارة ,

وعندما تكلم اخيرا ,

سالها كيف تنظر الى تقدم المفاوضات ,

فاجابت :


– اشعر ان الجنرال يتعرض الى اكثر من الضغط الذي يعترف فيه .



– و ذلك ما اشعر فيه كذلك حينما نكون بمفردنا .

يلاحظ جميع شيء قبل ان اراة انا .
.
لكن اثناء اللقاءات العامة يتظاهر انه لا يفهمنى .

– انه يجادلك عامدا متعمدا ,

ليوهم اعضاء من و فدة بانه يقاومك .



خلل اصابعة فشعرة :


– ليتنى اعرف ما اذا كانت المعارضه تاتية من اليسار ام من اليمين .



– و ما الفرق ؟



– من مبدا اعرف عدوك .
.
اكرة القتال فالظلام .



فجاه ,

انطلق قارئا عليها ملاحظات مسجله .

الا انه كان يسرع فالكلام حتي و جدت قمر الليل صعوبه فمجاراتة .

قالت محتجه :


– لن استطيع طبع ذلك كله .



– لن احتاجها قبل الظهر لاننى ساتغدي مع الجنرال .

اتمني ان احل النقاط الرئيسيه معه فالغد ,

لكن ثمه امور كثيرة يتوجب على مراجعه و اشنطن بها ,

والتحدث الى و زير خارجيتنا .



– ايعني ذلك اضطرارك الى السفر الى البلاد و العوده ؟



– اجل .
.
ساغيب اسبوعا ,

او اسبوعين على الاكثر .
.
املت ان ترافقينى .



– انا سعيدة هنا مع السيده بارف .



– اريد مؤقتا .

ما دامت المفاوضات جاريه فانا بحاجة اليك فو اشنطن بمقدار حاجتى اليك هنا .



اطرقت الى الارض ,

غاضبه من نفسها على سوء فهمها :


– يجب ان اسال السيده بارف .



– سالتها و وافقت .



ارتفع راسها بحده :


– انت تاخذ الامور ,

وكانها مسلم فيها .



– الثقه بالنفس عامل ضروري فالنجاج !



– لكننى اسمى تصرفك غرورا !



برقت عيناة فهبت و اقفه بسرعه .
.
وقالت :


– سابدا الطباعه الان .



عندما نزلت ليليان فالصباح الاتي كان جوك ربما ترك البيت.


لم ترة او تكلمة حتي التقيا فالوزارة قبل دقيقة من اجتماع بعد الظهر .



همست قمر الليل له :


– كيف كان الغذاء ؟



– لم يكن غداء عمل .
.
يريد منى الجنرال ان اساعد احد اصدقائة .



– اسفه .
.
لم اقصد التطفل .
.
لم اكن اعرف ان الامر شخصى .



– و لا انا .
.
احد مساعدية متورط بعلاقه مع ” زوجه احد الوزراء ” و يريد منى الجنرال ان اساعدة .



– تساعد من .
.
؟

الزوجه ام العشيقه ام الحبيب ؟



– لا تغضبى هكذا!
يريد منى ابعاد مساعدة لبضعه اشهر لان اقل فضيحة فالوقت الراهن ربما تضرة .



– و لماذا ؟

ليس مسؤولا عن اخلاق موظفية !



– الصحف مستعده للقول بانه كان يشجع العلاقه .
.
لقد اسقطت حادثه ممائله الحكومة منذ سنتين .



تذكرت ليليان فضيحة مماثله هزت ايطاليا ,

وكادت تصل الى زعزعه الحكومة ,

فقدرت موقف الجنرال الذي وضع و صولة حدا لحديثهما .

انشغلت ليليان بعد هذا طوال اليوم و ما فكرت فالامر .

كان الوقت متاخرا بعد الظهر حينما تقدمت المفاوضات ,

ولان الاعضاء غير مستعدين للتوقف اقنعوا انفسهم باستراحه قصيرة لتناول القهوه ,

لكنهم سرعان ما انهوا يومهم .



كانت الساعة التاسعة عندما عاد جوك و ليليان الى البيت .



رافقت السيده بارف تود للتفرج على عرض محلى راقص .

كانت المائده غنيه بماكل باردة ,

ولكن جوك هانيز نظر اليها باشمئزاز :


– لا استطيع رؤية الاكل .



و تحرك فجاه نحو الدرج .

كانت يدة على عمود السياج عندما ترنح فجاه .

فاسرعت ليليان من غير تردد تساعدة و تصحبة الى غرفه الجلوس حيث دفعتة ليتمدد فوق الاريكه بعدها و ضعت و ساده تحت راسة .
.
شحبت بشرتة كثيرا ,

فادركت قمر الليل ان الصداع النصفى ربما عاودة .



– اين هي الحبوب ؟



– فغرفتي !



هرعت الى غرفتة لتحضرها .

وعادت بسرعه لتعطية حبتين مع كاس ماء ,

ثم اسرعت تغلق النوافذ و تطفىء النور .



– ان احتجتنى تجدنى فالغرفه المجاوره .



لم يرد عليها ,

وخرجت الى غرفه الاكل ,

كانت متعبه جدا جدا فلم تستطع طعام العديد .

بعد و جبه سريعة ,

عادت متسلله لتتفقدة ,

فاذا فيه يغط فالنوم ,

واذا بانفاسة ثقيله .

عادت الى غرفه الاكل لتحضر بعض الاكل على صينية مع ابريق قهوه .



عندما عادت قمر الليل الية كان لا يزال مغمض العينين .
.
فوضعت الصينية على الطاوله ,

وجلست و لكنها سرعان ما شاهدتة يراقبها :


– هل نمت طويلا ؟



– ساعة .
.
حملت اليك بعض القهوه و السندويشات .



فتنهد ***** و تمطي :


– جميل .
.
احس بالجوع .
.
لا شك ان فيك ما يعيد الصداع الى !



تناول منها احد السندويشات .



– قد لانك تعمل جاهدا عندما اكون معك..فعلي اي حال،
مامن احد يستطيع مجاراتك فسرعه العمل !



ابتسم :


– فالواقع انت ملهمتى .

اشعر معك باننى شاب حار الدماء يحاول اثبات نفسة !



تورد و جهها لكنها حافظت على هدوئها :


– و ماذا لديك لتثبتة لى ؟



– مدي نجاحى .
.
اليس ذلك ما يعجب النساء فالرجل ؟

النجاح و القوه .
.
فما ان يكتشفن نقطه ضعف به حتي يستعملنها لتدميرة !



– نظرتك الى المرأة نظره عدائيه .



وضع السندويش نص الماكول من يدة ,

وكانة يجدة بلا طعم .



تمتم : ” قد .
.
اتظنين ان من الخطا ان يصبح المرء مكتفيا معتمدا على نفسة ؟

انها اروع كيفية للعيش .
.
فعندئذ لا يقدر احد على اذيتك ” .



– لا يمكنك العيش بمفردك .
.
هذا اذا كنت ترغب فحياة طبيعية .



– حياتي طبيعية !



– بلا حب ؟



– لدى الحب الذي احتاجة !



– الرغبه ؟



– لا اظن ان لديك حبا فما تتحدث عنه هو ” جميع شيء” الا الحب .



– انها الاسباب =الوحيد الذي يدفع الرجل الى الزواج.


– و هل تصدق ذلك حقاص؟


– اجل..فالرغبه احسن قوه دافعه على و جة الارض.


– لكنها ليست الوحيدة.


– بلي فيما يتعلق بعلاقه الرجل بالمراة.


– اذا كان و الدك من رباك على ذلك الاعتقاد,
فلا عجب ان يصبح زواجة فاشلا !



صدر عنه صوت مخنوق ,

فتوقفت مذعوره عن الكلام,
وشعرت بالاسف لانها فقدت قمر الليل السيطره على لسانها..


قال بصوت هادىء مدهش :


– انت لا تحجمين ابدا عن الهجوم .
.
اليس ايضا ؟

لكن اعتقد ان على الايضاح ان مشاعرى هي خاصة بى ,

وان لا علاقه لها بتصرفات ابي.


ردت بعناد :


– لكنة من رباك.
لا شك فانه اثر كثيرا فكيفية تفكيرك.


اصبح غير هادئ الان :


– انت عنيده .
.
اتشيرين الى انه كان مخطئا ؟



– اشير الى ان عليك تكوين حكمك الخاص .



– بشان ماذا ؟



– بشان امك.


– ليس لدى رغبه فمناقشه تصرفات ابي نحو امي.


– انما ذلك ما غير حياتك كلها.
ان تصرفاتك تجاة النساء متاثره بكل ما علمك اياة ابوك!


– تعرفين العديد عن حياتي الخاصة.


– عملت فشركتك ,

وعملت معك ,

والناس يتداولون الشائعات.


– ذلك ما يبدو .
.
ولكنها شائعات مغرضه ,

فقد احب و الدى امي ,

وعندما تركتة تحطم قلبة .
.
لقد بذل ما بوسعة لا ستعادتها.


– و لكنة تركها تعيش كما تريد.


– و ماذا عن و اجبات الزواج ؟



– الزواج جزء من الحياة لا الحياة كلها.
لم تتوقع امك من ابيك ان يتخلي عن عملة ليخصص نفسة لها طوال الوقت طوال الوقت !



– لاتكوني سخيفه !



– ما اقول ليس اسخف مما كان يريدة ابوك.
كانت امك عالمه احياء ناجحه عندما تزوجتة .
.
فلماذا يتوقع منها ان تتخلي عن مهنتها ؟



– من و اجب الزوجه ان .
.


– ان تحب زوجها و عائلتها.
انما ذلك لا يعني ان تتخلي عن حياتها الخاصة !

وما دام و الدك يريد ذلك النوع من النساء ,

فلماذا لم يختر سواها؟


رد بغضب :


– قد ما كان على امي ان تتزوج اساسا ,

بل ما كان عليها الانجاب !

ام تظنين ان من الطبيعي ان تهجر المرأة زوجها و طفلها من اجل بعض الابحاث فمكان ما من العالم ؟



– و هل هجرتك؟


– ماذا تعنين بهذا ؟



– عرفت ان امك كانت تصحبك اينما رحلت.


– كانت تصحبنى معها حتي بلغت السادسة.


– ست سنوات زمن طويل.
فلماذا تتكلم عنها و كانها هجرتك فالمهد؟


– كذا كان احساسي.


– لان و الدك اراد منك ان تشعر بهذا !

كان يريد منك ان تشعر بالذنب لانك تحب امك ,

وكان ان وصل بك الامر ان شعرت بانك لم تعش معها يوما.
ولهذا تتحدث و كان السنوات السته الاولي من عمرك غير موجودة.


– انت تتخيلين استنتاجات لا وجود لها.


– و هل هي فعلا خيالات ؟

..
انا ابنى كلامي على امور قلتها و قمت فيها و على تصرفاتك مع النساء .
.
فانت تؤمن ان المرأة تخطىء عندما ترغب فالزواج و العمل فان واحد.
ولهذا امضيت و ما زلت تمضى اوقاتك مع نساء جميلات غبيات و تهرب بعيدا عن اي ذكيه !

فان لم تدرك ان كهذا التصرف ينسجم مع التخلف ,

فوالدك اذن لم يلقنك ما تؤمن فيه فقط ,

بل غسل دماغك ايضا !



و مضت عيناة غضبا :


– ما دام ذلك رايك ,

فلماذا تهدرين و قتك ؟



– لاننى اعتقد ان هنالك املا!
اعرف اننى ازج انفي فما لا يعنينى ,

ولكنى لا استطيع منع نفسي .
.
الا تعتقد ان نسيانك للسنوات التي عشتها مع امك دليل على شعورك بالذنب ,

لانك تحبها ؟



– الذنب ؟

لا بد انك تمزحين !



– لا امزح .
.
شعرت بان حبك لامك هو عدم و لاء لابيك ,

والا لماذا تستمر فالاصرار على ان المرأة المثاليه بالنسبة لك هي من ليس لديها حياة منفصله عن بيتها و عن عائلتها ؟

لو فكرت مليا لعرفت اننى اقول الحقيقة ,

ولكنك مصمم على اتباع ما علمك اياة ابوك حتي تبرهن انك ابن بار.


– لكنة ما ت .
.


– انما لم تمت ذكراه.


رد بهدوء :


– ذلك صحيح .
.
لاننى ما زلت اذكر تعاستة .
.
ولا تستغربى ان لمت امي على تعاسته.


– و لماذا تلومها و لا تلومة ؟

لماذا لا تتقبل و اقع انهما زوج غير متجانس.


– يصعب نسيان الماضى .



– على الاقل حاول الا تجعل الذكري قاسية.


رد ساخرا :


– اعتقد انك تريدين منى ان اصدق ان امي كانت رائعة؟


– الم تكن جميلة ؟

سمعت انها كانت ذكيه فمضمار عملها.
من الواضح انها احبتك ,

والا لما ارادتك معها.
لا تلمها لان و الدك اخذك منها.


– كان يريدنى كذلك.


– هنا المشكلة ,

كان جميع منهما يريدك .
.
لكن لماذا تلوم امك ؟



– لانها هي من تركت البيت.


– كانت ذات عقل مفكر تريد استخدامة .
.
لو حاول فهمها .
.
لالتقيا .
.


– كيف ؟

بان يترك عملة و يلحق فيها ؟



سحبت قمر الليل نفسا عميقا:


– قد كانا سيتمكنان من التوصل الى حل و سطى ,

ان جميع ما اريد منك ان تعرفة ان امك لم تكن مخطئه بالكامل.


– و هل سيجلنى ذلك احب امرأة ذات عقل راجح؟
لماذا لا تتقبلين و اقع اننى اروع الغبيات اللواتى لا يطالبن بشيء؟


– اذا كان ذلك ما تريد ,

اذن لقد هدرت و قتى فمحادثتك و انا اسفة.


– لست اسفه ابدا لان شعله المعركه ما تزال فعينيك !



حدقت الية مدهوشه .
.
لقد توقعت غضبة ,

وفوجئت بمرحه.


فتحركت نحو الباب ,

لكنة سبقها الية سادا عليها الكيفية و سالها برقه :


– لم لا تقبلين بى على ما انا عليه ؟



ردت بحذر :


– ليس من و اجباتى ان اتقبلك .
.
فانا من الفتيات اللواتى لا تحبهن .
.
احب عملى ,

واتمني ان اؤسس عملا خاصا بى فعالم التصوير!


قبل ان تدرك ما ينوي كان ربما شدها اليه:


– انا مستعد لغض النظر عن ذلك .
.
ما اعندك.
لا شك ان الاسباب =هو لون النار فشعرك الاحمر!


حاولت ان تبتعد عنه ،

لكن حركتها جعلتة يشدها الية اكثر ،

نظرت عيناة فعينيها .
.
عندما ردت الية نظرتة و جدت ان لون عينية يزداد كثافه .
.
ام تراها كانت انعكاس صورتها فيهما؟
قال بصوت اجش:


– لا شك ان هنالك و سيله لاسكاتك.


انحني اليها يعاتقها،
انة الاتصال الاول بينهما..ومع انها طالما حلمت بهذه اللحظة،
الا ان حقيقتها كانت صدمه لكبريائها.


قاومتة بغضب،
دفعت ظهرها الى الوراء لتدفعة عنها،
لكن ذراعية ازدادتا اصرارا،
التحم قدها المياس بقدة الرشيق فيما كان و جهها طوال الوقت مدفون فصدره،
يسعي الى التفتيش عن رد لهذه العاطفه المشبوبه التي تاقت للاستجابه لها.


و لانة و جدها تقاومه،
اصبح اكثر تصميما على جعلها تستكين.
فزاد ضغطة عليها انما بلطف و رقه و بكيفية اخذت تنزع سلاحها تدريجيا..لكن حتي و مشاعرها المفعمه بالحب تصرخ مطالبة،
استولي عقلها على زمام الامور بقوه ادهشتها هي فدفعتة بعيدا و هي تصيح :


– اتركنى و شانى .
.
لا يحق لك ان تستغلني!


لاحظت ان فعينية ما لا ممكن سبر غورة .
.


قال : ” ذلك احدث ما اود فعله.
انت احدي النساء القليلات التي استطيع الوثوق فيها ” .



– رغم ما قلتة لك ؟



– قد بسببة .
.
انت على الاقل تنظرين الى كانسان له حقوقة ,

وعليه و اجباتة ,

لا كانسان ثرى فقط !



– و انت تحصل على ما تستحق.


ضحك :


– اما زال لسانك سليطا بحقى ؟



– اسفه .
.
لم اقصد هذا.


– اظهري لى الى اي حد انت اسفه اذن.


و احتوتها ذراعاة ثانية،
فى هذي المره لم تقاومه،
بل امتدت ذراعاها الى عنقه،
تشدة هي اكثر اليها و كانة امير احلامها.


لم يكن فلمستة نزعه للسيطرة،
بل عاطفه لجوج مستعرة.


فقد الوقت معناة و هويتة و اصبحا فقط رجلاص و امراة..كان عقلها يشدها الى الخلف فمت ذلك هو الحب الذي كانت تحلم به..
ومن الاروع ان توقف ما يجرى بينهما،
قبل ان تكرة نفسها الى الابد.


صاحت قمر الليل :


– لا استطيع..
انة تصرف غير سيلم!


– بل هو سيلم جدا!
وانت شابه رائعة جدا.


زادت لهجتة اكثر من كلامة حده غضبها،
فقالت:


_ انه تقارب..ايضا الرجل الذي تزوج من سكرتيرته!


تراج جوك:


– الشيء الوحيد الذي يفسد فتنه النساء هو عادتهن فتذكر جميع شيء!
لو كان للتقارب علاقه فعناقى هذا،
لفعلت هذا منذ اسابيع او منذ اشهر حتى،
وجدت فرصا كثيرة سانحة.


– كنت ابدو مختلفة يوممذاك.


– ما تبدين عليه غير مهم .
.
ان كيفية كلامك و تفكيرك هما المهمان ,

وهذا ما كان دائما نفسة .
.
حتي الان و انا افكر فيك ,

اتذكر كيف كنت تبدين .
.
قلت لك ذلك من قبل.


لم تعرف ما تقول ,

فاتجهت الاتجاة السليم :


– كان يومنا طويلا ,

انا متعبه و اريد الاخلاد الى الفراش.


كانت يدها على الباب عندما طبقت يدة على يدها :


– انا اسف حقا ليليان.
ارجو الا يؤثر ما جري على عملك معى ؟



كبحت قمر الليل ارتجافها .
.
يا لا هتمامة بعدم خسران سكرتيره قديرة!


– و لماذا يؤثر .
.
حتي اكثر الناس سيطره على انفسهم ينسون هذي السيطره احيانا !



رد بقسو :


– انا لم انس بل كنت اتذكر.


– تتذكر ما ذا؟


– رقتك .
.
تفهمك .
.


تمنت لو تصدق ما يقوله ,

لكنها تعلم ان ذلك امر خطير .
.
ردت بخفه :


– كنت افعل ما بوسعي لارضيك.


برقت عيناه:


– ايعني ذلك ان اعتبر رقتك و تفهمك جزءا من الخدمه العادية؟


– انا اخدمك مؤقتا فقط.
اتذكر؟


كانت ضحكتة صادقه فسارعت الى الابتعاد قبل ان يرد .
.
لكن مشاعرها بعناقة كان ملتصقا فكيانها كقطعة ذهب ن***ه مخباه بعنايه لئلا تختفى بسرعة…ان ذلك العناق الذكري الوحيده منه..لكن عليها الا تسمح لماحدث بان يتكرر.


كان نومها تلك الليلة متقطعا .
.
فى السابعة صباحا ,

نهضت و ارتدت ثوب سباحة,
ثم اتجهت الى المسبح.
سبحت نص ساعة ,

ثم تعبت ,

فاستلقت على ظهرها لتعوم و لتستمتع بدفء الشمس على و جهها.


– استيقظت باكرا ليليان.


اجفلها الصوت الممطوط فشهقت ,

وغاصت الى الاسفل لتعود الى السطح بعد هذا و هي تسعل.


– سيد هانيز!
لم اشاهدك تتقدم.


امتدت يداة القويتان لتجذباها من المسبح:


– لم اشا اخافتك !

انما لا ادرى لما يصدمك و جودى .
.
هل بمقدورك التوقف عن مناداتى السيد هانيز ؟

لقد تجاوزنا مرحلة الالقاب.


– ان ذلك التجاوز هو ارقنى ليلة امس،
واود الاعتذار اخرى على ما تماديت به.


– انسى الامر.


مدد ***** قدمية حيث جلس قبالتها،
واردف:


– و اناايضا لم انم كثيرا ,

فلم اتوقف عن التفكير فما قلتة لى .
.
كلامك كان مقنعا ليليان .
.
كنت ستنجحين لو كنت عالمه نفس.


– بل ساكون سيئه لاننى ساتورط بالمشاكل التي امامي.


– مع هذا تتورطين من اجلي.


– نحن نتكلم عن امرين مختلفين ,

فالتورط فعمل شخص غير التورط فحياتة الخاصة !



– لكن حياتي هي عملي.


– ذلك ما يؤسف عليه!


و قفت قمر الليل لتعقد روب الحمام,
فقال :


– لا احتاجك ذلك الصباح .
.
فاخرجى مع اخيك اذا شئت.اشعر بالذنب لاننى احول دون خروجك مع اخيك.


– انا سعيدة بمجرد و جودة هنا,
فان كنت ستمنحنى اجازة لهذا الاسباب =.
.


رد باختصار:


– ليس لهذا السبب.
لو كنت بحاجة اليك لا ستخدمتك.


– حاضر سيد هانيز.


– لا تنادينى بالسيد هانيز!


– انها العادة.


– اذن اجبرى نفسك على التخلص منها!
لم يكن ذلك صعبا علي.


ردت بعذوبة :


– لا املك قوه ارادتك.


سمعت ضحكتة الساخره ,

وهي تركض على المرجه متوجهه نحو البيت.

8-امرأة كاللؤلؤ


امضت ليليان معظم فتره قبل الظهر بالتجول فالمدينة,
للزياره و الاستمتاع بالتقاط الصور .
.
لدي عودتها الى البيت شاهدت كوني ما ولنغ تنزل من سيارتها.
بعد التحيه ابلغتها الفتاة انها مدعوه للغداء مع جوك:


-من المفترض ان اتناول الغداء مع جوك ,

فارجو الا يتاخر.


اشارت ليليان الى شخص يتقدم نحوهما :


-انا اراه.


قبل ان يصل كانت ربما قفزت قمر الليل صاعده الدرج متوجهه الى البيت.
غشيت الدموع عينيها,
فلم تشاهد تود الا بعد اصطدامها فيه .
.
فضحك لها و امسك فيها ,

ثم اجبرها على الرد على ابتسامتة ،
حينها نظرت الى الاكياس التي يحملها.


-لا تقل ان اخي الذكى و قع فما يقع به السواح من تفاهات.


-الحاجات رخيصه هنا,
لذا من الجنون الا اشتريها.


-وماهي هذي الاشياء؟


-ترؤوس تماثيل ,

غليونات محليه و رؤوس لبوذا.
استطيع بيعها فاميركا بما يزيد عن ثمنها بعشر مرات.


-لكنك ستدفع ما يزيد عن ثمنها اضعافا لتنقلها !



-فكرت ان تاخذى معك قسما منها ,

فلن تمكثى هنالك الا اسبوعا.
لا اظنك بحاجة الى حمل حقائب كثيرة.


اخذت ليليان قسما من المشتريات ,

وهي تتوجة الى الطابق الثاني.
كانت تحس بجوك و كوني يراقبانها,
وارتفع حاجبا جوك عندما راي ما تحمل :


– ليست لك؟


رد تود:


– انها لى ,

ولكن ليليان ستاخذها.


ضحكت كوني ,

ونظرت الى جوك بتملك :


-للشقيقات فائدة هن .



ارتقت ليليان بسرعه الدرج خافقه القلب خفقانا كاد يتعالى على جميع الاصوات .
.
ولانها لا ترغب فرؤية جوك و كوني معا ,

تناولت الغداء المكون من بعض الفاكهه فغرفتها ,

ولم تنزل حتي بعث جوك خادمه تستدعيها.


قال لها متوترا حينما و صلت الى الردهه :


-قلت لك اننى ساحتاجك بعد الظهر.


-لم اكن اعلم انك بنتظاري.


-لقد غادرت كوني البيت بعد الغداء مباشره .



و خرج نحو السيارة مشيرا اليها بنفاد صبر حتي تصمد.
شعرت بسبب احساسها بوجودة بان جميع عرق فجسدها ينبض.
مع هذا لم تعط الدليل على عذابها .
.
ولكنها لم تجد كلما تقولها لتكسر الصمت ,

بل استمرت ذكري حواهما ليلة امس تسيطر على تفكيرها ,

وهذا ما جعلها ترتجف .
.
فقال جوك برقه :


-لا تنزعجى كثيرا ليليان .
.

احست قمر الليل بصدمه تسرى فجسدها ,

هل تبدو افكارها و اضحه كذا ؟



-ليس تود بطفل.
سيصبح بخير عندما يعود بمفردة الى البلاد ,

بل رحله العوده امن من رحلتة الى هنا.


احست بالراحه لانة لم يفهم سبب حزنها .
.
لكنة لم يصدقها عندما قالت له انها ليست قلقه على اخيها.


-بل انت قلقه .
.
هذا ما اراة فعينيك عندما تنظرين الية .
.
مشكلتك انك تحسين بانه بحاجة الى حمايتك.


-انة شعور اشعر فيه تجاة كل من احبهم و من اشفق عليهم.


-ما تراة النساء حماية ,

هو فالواقع كبت !



-من الاروع ان نترك ذلك الموضوع،فانت تعلم الى اين اوصلنا ليلة امس.


فهمت قمر الليل متاخره ما قالتة ،

ومة انها ابقت عينيها بعدتين عنه الا انها احست بنظرتة الحاده .
.
وعندما تكلم كان المقال مختلفا جميع الاختلاف.


-اعرف انك تريدين البقاء مع السيده بارف حتي تنهى عملها هنا .
.
ولكن ما رايك بالعوده الى العمل عندي لاحقا؟


-ليست العوده بمحموده العواقب.


-لا تكوني سخيفه !

فكرى فالامر ليليان .
.
انا احبذ العمل معك اكثر من اي كان .
.
انت تفهميننى .
.
معك لا اجدنى بحاجة الى شرح الامور ,

فكري.


كانت الرغبه فالقبول قوية.


-لا .
.
جوك .
.
لن ينجح هذا.
لن اعود اليك.


ما تبقي من الاسبوع ,

كانت مشغوله جدا جدا بحيث لم تستطع التفكير فنفسها ,

وما ان اقترب العيد حتي امسك جوك بزمام المفاوضات بيد ثابته .



قررت السيده بارف اقامه عشاء تقليدى بمناسبه العيد ,

ثم قررت تزيين البيت ,

فكان ان تولي المهمه ليليان و تود ,

فامضيا عده ايام و هما يعلقان بسعادة حبال الزينة.


علق جوك على التحضيرات :


-قد ابطل الاحتفال بالعيد لو استطعت .
.
انة اسوا فرصه فالعالم لاجتماع العائلة .
.
وهو فالغالب يقود الى الشجار.
يقول علماء النفس ان عياداتهم تمتلىء بالمرضي لاشهر بعد هذي المناسبة.


-يؤسفى شعورك هذا,
لكننى اعتقد ان الزينه سخيفه بدون اطفال يستمتعون بها.


-انت طفلة … و انت تقومين بالزينه لنفسك.


تذكرت ملاحظتة عندما كانت تشترى له هديه .
.
بعد تردد,
اشترت له مثقله ورق للقرود الحكماء الثلاثه ذات العيون و الاذان و الافواة المقفله .
.
بعدما لفتها تساءلت عما اذا كان سيقرا منها اكثر مما تعني.


لان السيده بارف تعلم ان اعلان سهرة مفتوحه سيجلب العديد من الزوار قررت ان تجعل المناسبه عائليه فقط ,

مع انها دعت كوني و لوك.
وكانت السيده ربما دعت لوك على الرغم من احتجاجات ليليان التي رات ان من غير اللائق دعوتة بعد رفضها الزواج به,
ولكن بسبب وجود جوك فالمنزل قررت استغلال وجود لوك كدعم عاطفى لها,
وكتغطيه لمشاعرها فالوقت نفسه.


كانت ساعات الصباح الاولي عند ليليان ساعات مغلقه بالحزن لانها تذكرت الاعياد السعيدة التي امضتها مع اخيها و والديها .
.
ولكن ما ان تجمع الجميع فمنتصف النهار حتي و لي حزنها و حل محلة المرح.


صاحت قمر الليل بسرور عندما تسلمت هديه السيده بارف و هي عبارة عن عقد ذهبى و قرطين,
بينما تسبب خف تود الصوفى بضجه ضاحكة,
اما زجاجه العطر ال كبار هديه لوك,
فجعلتها تدرك انه رغم حبة لها ,

فهولا يفهمها ابدا.


فاجاتها هديه جوك .
.
وفيما هي تنظر الى القلاده ذات الحجر اللازوردى ,

القابعه فعلبه مخمليه سوداء ,

تمنت لو انها فتحتها بعيدا عن العيون المحدقه اليها .
.
احست و هي تمسك السلسله الذهبية الجميلة بين اصابعها بجوك يتقدم ليركع الى جانبها.


-اعجبتك ليليان ؟



-انها جميلة .
.
متي و جدت الوقت لتشتريها ؟



-اشتريتها فاميركا.


جلست قمر الليل مذهوله تحدق اليه:


-لكننى .

كيف عرفت انك ستقابلنى هنا؟


-كنت هنا .
.
وكنت انوى رؤيتك.


-هل تعامل دائما سكرتيراتك السابقات بهذا السخاء ؟



-فقط عندما يبقين فذاكرتى !

اود رؤيتك تضعينه.


و ضعتة حول عنقها و لكن اناملها تعثرت باقفالة فمد يدة يساعدها،
فكان ان استراحت يداة للحظات على مؤخره عنقها..
استدارت ببطء تواجهه,فاستقرت عيناة على الحجر الازرق العميق اللون المستريح بدلال على جيدها.


همس لها :


-خلق جيدك للالماس.
سيقدمها اليك لوك لوقلت له الكلمه المناسبة.


-لست بحاجة ما سه للالماس !



-ارجو ان يظل ذلك هو شعورك دوما .
.
لا تتزوجي ابدا من اجل التقارب.


هنالك فعينية شعله تحترق للحظات بعدها تموت.
قال لها :


-يجب ان اري هديتي.


ما ان راي القرود الثلاثه ,

حتي التوي فمه,
ورماها بنظره ممتزجه ما بين المرح و التوتر :


-لا تستطيعين مقاومه النصح حتي و انت تشترين لى هديه !

اتصفنى هذي القرود فالوقت الحالى ام تراك تريديننى على ذلك الحال ؟



-انها مجرد مثقله للورق .

لم اشا ان تكون تعليقا على شخصيتك !



-لا اصدقك.
لكنك على الاقل لم تشتر نسخه عن تمثال ” رودين ” عن القبلات الثلاث .
.
الا ترين انها انسب من هذي الهدية.


لم تستطع التفكير فرد لاذع ,

فوقفت و تقدمت الى و سط الغرفه .
.
وفى سائر النهار تمكنت من اجتناب مكالمتة مع انها كانت تشعر بالغيره لانة سيغادر البيت ليقضى ما تبقي من يومة و اليوم الاتي فمنزل كوني ما ولنغ.


بذلت ما بوسعها لنسيانه,
ولكنة لم تستطع نسيان التلميحات المتعدده التي كشفها و التي تدل على انه رجل وحيد .
.
ان كهذا الرجل بحاجة لزواج ذهنى فكرى اضافه الى زواج جسدى ,

لكن ان لم يتمكن من الهرب من ما ضية ,

فلن يتقبل ابدا ذلك الواقع .
.


تمنت ليليان من جميع قلبها لو تتمكن من دفعة الى ادراك ذلك الامر.
تعرف انها لن تشاركة مستقبله,
ومع هذا يؤلمها ان تفكر فما يفعل بنفسه.


صممت فالصباح الاتي ,

الا تكون فالمنزل لدي عوده جوك ,

فكان ان خرجت مع تود الى الاستوديوم الكبير لمشاهدة حفله ملاكمة.
كانت رياضه و طنية,
والكيفية التي يقدم بها اللاعبون على الحلبه كيفية ساحره ,

فهم يرتدون اروابا حريريه ,

وكل لاعب منهم يصل الى زاويتة المحدده له حيث يركع و يصلى ,

ثم تزال الارواب و تربط الرؤوس برباط و مقدس,
ويبدا باستعراض امام مشجعية ,

ويقدم فروض الطاعه لروح مدربة و استاذة .
.
بعضهم يتحرك كراقصى البالية ,

وبعضهم كالبهلوانات ,

ولكن ما ان تنتهى هذي المقدمات و تبدا المنافسه حتي يسود العنف على جميع شيء.


تغلب الغثيان على اعجاب ليليان بسبب ما تراة من عنف امامها ,

واحست بالفرح عندما دق الجرس مرسلا جميع مقاتل الى مكانة للراحة.
لم تصدق ان لهذا الشعب الرقيق الضئيل الجسم كهذه الرياضه الوطنية العنيفة..


فنهاية الامسيه كانت مرهقه : اولا بسبب ما شاهدت ,

وثانيا بسبب خوفها مما يسببة ذلك العنف من اصابات خطيرة.


بعد يومين من ذلك سافر تود عائدا الى ريتشموند,
وكانت ليليان غارقه بالعمل درجه لم تشعر معها بالتكدر بسبب سفرة .
.
وكان المؤتمر ربما حقق درجه عاليه من النجاح,
ومع ان هنالك بعض نقاط الخلاف الا ان جوك كان مقتنعا بسهوله التغلب عليها.


ابلغ الجنرال لوك انه سيقيم حفله للوفد بعد يومين.
وبعد اتنهاء الاجتماع تقدم الجنرال ليحدث السكرتاريا ,

مشجعا و شاكرا جهودهما ,

مع انه و جة معظم كلامة الى ليليان.


-عرفت انك كنت تعملين عند جوك هانيز فاميركا .
.
وانك تركتة بسبب رغبتك فالسفر.


فابتسمت قمر الليل:


-لكننى ما زلت اعمل عندة !



-هذا لانة سافر هو كذلك !

اتمني رؤيتك فحفلتى ؟



-لم اكن اعرف ان السكرتيرات مدعوات.


-بالتاكيد مدعوات ,

ما من احد مهما كان صغيرا الا و له اهميتة فالدولاب الكبير !



بعد ليلتين حين و قفت قمر الليل فقاعه الرقص المشعه ففندق كيزون انترناشيونال لتراقب الراقصين فالحلبه .
.
كان لوك كونة مساعدا شخصيا للوزير مضطرا للتجول بين المدعوين ,

ولمجامله الاطراف ,

فاحست بانها تسير فحديقه عامة .
.
تابعت المسير بكسل من ممر الى احدث ,

تلوح بالكاميرا .
.
لم تستعمل حتي الان سوي نص فليم.
قررت ان تضع الكاميرا فغرفه الملابس مع معطفها حالما تعود الى الداخل.
استدارت لتعود و لكن صدمها منظر السقف الضخم الذي بدا راسة مدببا ,

وكانة طاعن فالسماء المعتمة.
وهي هنالك و اقفه شاهدت من بعيد رجلا و امرأة ,

فارتدت الى الوراء بحده لانها لا تريد ان تقاطع مشهدا غراميا.


احست قمر الليل ان ما بين هذين الشخصين امر سرى .
.
فكرت بانهما يقومان بعملية تخريبية.
اخذت نبضات قلبها تتسارع ,

وحرك النسيم الخفيف اغصان الاشجار,
ولامس النور الفضى راس المرأة .
.
انها كوني ما ولنغ.


سرعان قمر الليل ما استرخت اعصابها ,

والتفتت اخرى الى الفندق فاكتشف ان منظرة من هذي الزاويه مختلف .
.
فرفعت الكاميرا لتسجل الواقع.
وفيما هي تلتقط الصورة شاهدت الرجل الذي يرافق كوني يعطيها لفافه لها غطاء مذهب انعكس نور القمر عليه.
جعلتها حركتهما المفاجئه تنتفض فارتدت الى الوراء فقفلت راجعه الى الداخل.


صدمها الهواء المبرد فالداخل .
.
وبعد اسوداد الليل و لون القمر الفضى بدت لها الوان الفساتين المبهجه و الوان البدلات الكاكيه الرسمية مختلفة .
.


سالها صوت عميق :


-اتسمحين ؟



التفتت قمر الليل فشاهدت جوك امامها.
لحقتة بصمت الى باحه الرقص ,

حيث خفت الانوار فوق الرؤوس ,

وتلاشت ايقاعات السامبا العنيفه ,

وحلت محلها نغمات السلو الناعمه ,

تردد ضرباتها موسيقي ضربات قلبها.


-انت المرأة الوحيده التي ترتدى الاسود .
.
يجب ان ترتدية دوما.


-لماذا ؟

لانة يبقينى فالصفوف الخلفيه ؟



-لا .
.
بل لانة يبرز الوانك ,

فانت تبدين بهذه البشرة,
وبهذا الشعر فاتنة.


-شكر لك سيدي.


-اعنى ما اقول .
.
لقد جعل الاسود بشرتك تشع كاللؤلؤ.


اشتد احراجها ,

فحاولت اخفاء مشاعرها.


-لؤلؤ صناعي .
.
تربيه مزارع ؟



-لا ذلك و لا ذاك ,

بل انت من الصنف الطبيعي .
.
مع انك الان تتصرفين بتصنع !

ما بالك ليليان .
.
هل مراقصتى تجعلك متوتره ؟



و جدت ان الحقيقة هي اروع نوعيات الكذب ,

فقالت :


-بل تخوفنى .
.
بعد رقصك مع جميع هؤلاء الجميلات ,

لن ابدو رائعة فعينيك.


ضحك : ” ما زلت تبدين لى صغار .
.
ربما لانك رشيقه الجسم “.


اخطات خطوه فالرقص ,

فهزها *****:


-هل انت متعبه من مراقصتى ؟



-متعبه فقط.


-اجهدتك بالعمل.
عندما نعود من سفرتنا الى اميركا,
عليك ان تاخذى عطلة.
يمكنك قضاء وقت فقصر كوني الريفى .
.
السباحه هنالك رائعة.


-كوم منك ان تعرض على ضيافه شخص اخر!


-لن تمانع كوني .
.
وهي لن تكون هنالك على اي حال .
.
ستسافر بعد حوالي الشهر .
.
يبدو انك متعبة.


و جذبها الى خميله تظللها ورود رائعة لا رائحه لها ,

وتمتم لها :


-هذه الورود كالنساء الجميلات .
.
منظرهن جميل انما ينقصهن العطر الاصيل !



-ظننتك بحاجة الى الجمال فقط.


-ما الذي يجعلك قادره على الحكم على ما احتاج الية ؟



-اظننى كنت اكثر سكرتيراتك عنادا,
ولا بد انك سررت لانك تخلصت مني.

-تعرفين ان ذلك غير صحيح … فقد طلبت منك العوده ,

ولن اكرر عرضي.
فهل من الممكن ان تغيرى رايك ؟



-لا .
.
فلن ننجح.


-لكننا نجحنا هنا.


-لان الاجواء مختلفة ,

كما اننى ربما اكرة ان تعود رب عملى مره اخرى.


تنهد:


-فهمت .
.
قد تكونين على حق.


احست قمر الليل بخيبه الامل لانة تخلي عن ملاحقه الامر:


-اظن ان على العوده الى البيت ,

فانا مرهقة.


-تبدين مرهقه .
.
استخدمى سيارتى مع السائق.
لا اريد ان تعودى بسيارة اجره فمثل ذلك الوقت.


اصطحبها نحو سيارة السفاره التي عينت له و طلب من السائق ان يوصلها بعدها انتظرها حتي جلست فالمقعد الخلفى و تمتم ” تصبحين على خير” و عاد الى الفندق .
.
حجبتة الدموع عن نظرها و احست بالسرور لابتعاد لئلا يراها .
.
انها فعلا متعبه ,

نفخت انفها فمنديلها ببؤس .
.
انها متعبه من مقاومه حبها له و من التظاهر بانها قادره على نسيانة .
.
وكانما المسافات قادره على محو ذكراة !



استولي عليها الياس كاملا ,

فدفنت راسها بين يديها و اجهشت بالبكاء .
.

9- من اجل حبك

عشيه السفر,
دخلت الى غرفه جوك لتشرف على توضيب حقائبه..وجدت ” مندى ” الخادم الذي عينتة السفاره لخدمه جوك اثناء و جودة فالبلاد,
يوضب له الحقائب و على و جهة تقطبيه عابسة.
اشار الى الحاجات الرائعة الكثيرة التي ممكن ان يشتريها المرء من هنا كهدايا و كانة يشير الى كابوس.


– تمكنت من وضع جميع شيء فمكانة الا هذا,
انة اكبر من ان تستوعبة حقيبه من حقائب السيد.


اشار مندى الى اسباب مشكلته,
لفافه مربعه ملفوقه بورق ذهبى مطروحه على السرير..
قدرت صعوبه مشكلة الخادم..
انها اكبر من ان يحملها جوك بنفسه.رفعت قمر الليل اللفافه تهزها فقال الخادم :


– لاشك انها هديه لشخص ما لانها كانت على السرير بين هدايا ثانية عندما اتيت لاوضب له الحقائب.


قالت بمرح :


– حسنا,
لا يمكنك تقسيمها..
ومن الاروع ان اضعها فحقيبتي..لدى مكان شاغر.


فالصباح كان فالمنزل ضوضاء السفر و عجلته.
فى المطار,
فعل سحر الجواز الدبلوماسى ,

ووجود نائب القنصل معهما دورا فتخليصهما من الاجراءات القانونيه ,

لكن ذلك لم يمنع تفتيش حقائبهما.

قال جوك بتوتر و عجرفه لمامورالجمرك :


– قلت لك ان لا شيء معى يستحق الاعلان عنه.


– عذرا سيدى .
.
هذا اجراء رسمي.


سال نائب القنصل :


– عم لتفتشون ؟

علي السيد هانيز ان يلحق بطائرته..
فما من ضروره لتفتيش الحقائب فطريق الخروج من البلاد ؟



– للاسف..
الامر ضروري..لقد جعل طلابكم الامر ضروريا.


– و ما شان طلابنا بالسيد هانيز؟


لكن المسؤول هز كتفة بعدها تحول لتفتيش حقائب ليليان .
.
اخرجت جميع اغراض تود من لفائفها و فحصت .
.
اصبح الموقف حرجا عندما وصل الدور الى الملابس الداخلية الحريريه التي عرضت كى يجرى فحصها.


تمتم جوك ساخرا:


– قد يفتشون عن رموز كتابة على الملابس الداخلية.


امسك الضابط باللفافه ال كبار ففتحها بعدها كشف عن اطار به صورة الجنرال مبتسما .
.كان الرجل من المعجبين بالجنرال ،

وتاثر بما اعتبرة عاطفه طبيه من الجنرال تجاة هذي الفتاة الاميركيه .

عندما شاهد جوك الصورة رفع حاجبية دهشه .
.
فعرفت ان ” مندي” لم يخبرة بامرالصورة,
فتقدمت نحو لتشرح,
لكن الكلمه التي صدرت من بين اسنانة اوقفتها.
فاستدرات لتشاهد الرجل يعاين حافه الاطار المحفوره باصابعه..
فقالت قمر الليل بصوت مرتفع :


– انه اطار عادي..فلماذا تفتحها؟


– عفوا.


لكنة تابع تفحصه..
فتقدم جوك نحوة ,

وما ان اطل ليحدق الى الصورة حتي انكسر طرف الاطار.
فصاحت ليليان .



– ها ربما كسرتة !

الا يمكنك …


و ما تت العبارات على شفتيها حينما وضع الرجل القطعة المكسورة,
واخرج من ثانية لفافه ملفوفه بورق مشمع .
.
طولها عده سنتمترات و سماكتها سنتمتران .
.فتح الورق المشمع بحذر بعدها شم البودره البيضاء فشهقت:


– ما ذلك بحق الله ؟



نظر اليها الرجل ببرود .



– ارجو ان تتبعيني.


– لماذا..
لم افعل شيئا ,

لا اعرف ما هذا.


نظرت الى جوك .
.
لماذا ينظر اليها هكذا؟


صاحت قمر الليل ثانية:


– ما الامر…ماهي هذي البودرة؟


– انها مخدرات..
من الاروع ان ترافقى الضابط,
سالحق بك بعد لحطات.


لحقت الرجل و هي لا تصدق ان ذلك يصيبها .
اصطحبهاالرجل الى غرفه صغار على نافذتها قضبان حديدية.
مخدرات فاطار صورة..
يقرا المرء عن هذي الامور فكتاب او صحيفة ,

ولكنة لا يراة على ارض الواقع.


لكنة اصابنى .
.
اصابنى انا .
.
!



ما هذي الجراه التي اظهرها جوك فاخفاء المخدرات فاطار صورة الجنرال؟
الصورة موقعه منه ليبدو الاطار جزءا من الهدية!


انما لماذا يفعل شيئا مجنونا كهذا؟
ليس من اجل المال طبعا..
فلماذا اذن؟
اتراة تصرفا يريد منه الاثارة؟


تذكرت ما قالة ليلة و صول تود : لاشيء اكثر اثاره من تحدى السلطات .
.
عندما تملك المال الذي تحتاجه,لا يبقي امامك ما تخافة سوي سمعتك.


و ذلك ما حصل اليوم الا ان الكارثة و قعت على راسها,
فهي التي تحمل الاطار!


انفتح الباب ليدخل جوك برفقه ضابطين .
.
فسالتة قمر الليل هامسة:


– ماذا يجري؟


تقدم منها :


– سيحجزونك .
.
لماذا بالله عليك حملت الاطار؟


– لم اكن اعرف ما فيه!
ولو علمت لاتلفته!
لم اكن اعرف!


– ستواجهين صعوبه فاثبات هذا.


-انت تعرف الحقيقة,
ويجب ان تظهرنى من هنا.


– سافعل ما بوسعى ,

انما انا بحاجة الى وقت طويل و الى نفوذ كبير.الا تدركين ما يعني هذا؟
قد يدمر جميع ما فعلنا.
انت سكرتيرتى .
.
جزء من الوفد .
.
والصورة موقعه من الجنرال.
ان شيئا كهذا سيغضبه.


حدقت الية قمر الليل مذهوله و هي غير قادره على التصديق ,

بكل تاكيد لن يتركها تحمل و زر جرم ارتكبه.


صاحت بسخط :


– اعرف خير معرفه ما ربما يفعل ذلك بالجنرال!
لكن لا يمكنك ان تضع و زر الجرم علي!
لولا …


امسك بكتفيها بقوه اخرستها:


– ليليان .
.
!

الغرفه مراقبه .
.
كوني حذره فيما تقولين.


يقصد الا تورطه,
انسلت من بين يديه:


– انت من يجب ان يصبح حذرا!


– انا احاول .
.
انها سمعتى ,

انة النجاح الذي عملنا عليه اثناء شهر..
سامارس كافه الضغوط لاخرجك .
.
لكن ربما يستغرق ذلك و قتا..
سامارس كافه الضغوط لاخر الجنرال,
لكنة مضطر الى الحذر كذلك.جك..لكن ربما يستغرق ذلك و قتا..سيساعدنا الجنرال،
لكنة مضطر الى الحذر كذلك.


– هل ستقول له الحقيقة ؟



– لافوائد … سيساعدنا على اي حال.


-اذن ستتركة يعتقد اننى مذنبه ؟



– و هل يقلقك ذلك ما دمت ستنالين حريتك ؟



– انا اهتم بسمعتى كذلك.


رد بعذوبه و بصوت خفيض :


– لكنك تفكرين فسمعه شخص اخر,
والا لقلت ان الاطار ليس لك.


– انت تعرف لماذا بقيت صامتة.


– اجل .
.
اعرف.
حاولى الا تقلقى .
.
ما اغباك !

لماذا اخذتها؟


اقفل الباب و راءه.
واحست ليليان داخل الغرفه المربعه الصغيرة بانها و حيده اكثرة من اي وقت مضى.


فالصباح .
.
زارها نائب القنصل ,

ليخبرها ان جوك سافر:


– سافر؟
لا اصدق انه ذهب و تخلي عنى !



– لم يكن لدية خيار .
.
فهو مضطر لتقديم تقريرة الى الوزارة .
.
كان جميع شيء مرسوما ,

ولكنة سيعود بعد عشره ايام.


عشره ايام من السجن ,

حدقت ليليان الى الطاوله الخشبيه اممامها .
.
وهمست :


– ماذا سيحل بى ؟

لست مذنبه سيد فونزى .
.
انا لم اضع المخدرات فالاطار .
.
بل ليس …


رفع راسة بحده الى المصباح المعلق فوق راسيهما:


– اعرف .
.


فحركت فمها بعبارات صامته :


– هل يصغون الى جميع شيء ؟



هز فونزى راسة الاشيب .
.
فتابعت صمتها .
.
فهل اعترف جوك لنائب القنصل ان الاطار له ؟

ايحاولون تدمير سمعتها بدلا من سمعتة ؟

علي اي حال,
ماهي سمعه سكرتيره بسيطة بالمقارنة مع نتيجة مفاوضات تجاريه صناعيه ضخمة؟


– نحن نبذل جهدنا لاطلاق سراحك .
.
لم يتمكن السيد هانيز من رؤية الجنرال قبل سفرة ,

ولكنة اتصل فيه هاتفيا.


– و ماذا سيحصل اذا لم تستطع اطلاق سراحى ؟

انهم يعاملون مهربى المخدرات بقسوة.
اليس ايضا ؟



– انهم متشددون بحق من يتعامل بالمخدرات الصعبة اما البسيطة فامرها هين.


– و لكننى ذاهبه الى السجن.


– انا و اثق من اننا قادرون على اجتناب ذلك .
.
فقد قال السيد هانيز انه سيدفع اي مبلغ مهما كان.


– ما اكرمه!


– انه فعلا كريم .
.
فقد كاد تصرفك .
.


و رفع راسة الى فوق بعدها صمت .

اردف : اذ اردت شيئا فاتصلى بى رجاء.


– ما داموا مستعدين لتغريمى بالمال ,

فلماذا لا يغرموننى و ننتهي؟


– يجب ان تخضعى للمحاكمه ,

انما يامل السيد هاينز ان يمنع الجنرال حدوث المحاكمة،
ان هذا لمؤسف.


– و لكان الامر اعظم لو كان السيد هانيز هو .
.


تذكرت اجهزة التنصت المدسوسه فالغرفه فصمتت ,

ثم اضافت :


– من الاروع ان تطلب منه ان يشرح لك الامر..
اذا كان مستعدا!


ارجع بسرعه نائب القنصل كرسية الى الوراء و وقف مودعا .
.
ثم ترك الغرفة.


تساءلت ليليان و هي فزنزانتها كيف كان شعورة عندما فتشوا حقائبه,
فلم يجدوا الصورة بها .
.
وفيم فكر حينما و جدوها فحقيبتها؟
انها متاكده من شيء واحد و هو انه لم يخبر احدا بان الصورة له,
والشيء الاخر انه سيتركها تتحمل المسؤوليه و حدها.


ثبتت صحة ذلك الاعتقاد عندما زارتها السيده بارف فنهاية الاسبوع لاهثة.
دخلت المرأة الى غرفه الزوار,
لتضم ليليان بعناق حار.
لا بد انها تلقت تحذيرا بصدد ما ستقول,
فعلي الرغم من تدفق حديثها لم تتطرق لقضيتها بكلمة.
لكن فيما كانت على و شك المغادره امسكت ليليان بذراعها,
واقتربت من اذنها:


– انا بريئه .
.
الاطار لم يكن لي.


ردت بهمس مماثل :


– اعرف.

– هل اخبرك جوك ؟



– اجل .
.
قال انك تحمين شخصا اخر.


– و هل قال لك من ؟



هزت المرأة راسها ,

فتنفست ليليان الصعداء و زالت اوهامها كما يزول الضباب امام نور الشمس.


– كان غاضبا منك جدا.


– يجب ان يغضب من نفسة اكثر.


– و لماذا؟
..
لا ممكن لومه.


نظر الحارس الى ساعته,
ولئلا تصبح الايماءه كلاما حضنت السيده بارف ليليان بشدة,
وذهبت.


اخذت ليليان تفكر فعبارات السيده بارف الاخيرة.
لماذا يغضب جوك منها و هي من انقذته؟
ام انه مؤمن ان الاطار لو كان فحقيبتة لما شددوا فالتفتيش.


مرت نهاية الاسبوع طويله .
.
خلالها لم يسمح لاحد بزيارتها.اما السجن فكان صامتا كالمغارة.
عشيه الاحد,
كانت ليليان ربما غاصت الى قعر الياس عندما تقدم منها حارس ليرافقها الى غرفه الانتظار .
.
حيث و جدت لوك:


– كان على ان اراك ليليان .
.
لم استطع الانتظار.


لم تكن و اثقه كيف ترد عليه,
فهو لم يتقدم منها ليحييها فانتظرت ليكمل كلامه:


– لماذا فعلت هذا؟
انت لست مهربه مخدرات .
.
لااصدق!
،انت تحمين شخصا اخر..
اليس كذلك؟


اعطتها ثقتة ببراءتها الدفء.
ومع انها تاقت الى اخطارة بالحقيقة لم تفعل .
.
فلو اخبرتة انها تحمى جوك لتدمر جميع شيء.


سالها بعنف:


– اخبرينى من تحمين؟


– لا احد.


– لا اصدقك .
.
انت بريئه .
.
لا يمكنك خداعي!


اجبرت قمر الليل نفسها على اخفاء سرورها لانة مؤمن ببراءتها.
قالت له بهدوء و حزم,
حتي يسمع الشرطى الذي يصغى لحديثهما الى هذي النقطه بالذات:


– لكننى لم اضع المخدرات فالاطار .
.
هنالك من و ضعها!


– من اين اشتريت الاطار؟


– لا اذكر..
ذهبت الى محلات عده قبل ان اجد ما اريد..


– انت غبيه مجنونه لانك تستمرين فالكذب .
.
قد تسجنين سبع سنوات .
.
ارجوك كوني و اقعية!


– اخبرتك الحقيقة .
.
الاطار لى ,

ولكننى لم اضع به شيئا .
.
مطلقا!


– انت تحمين شخصا اخر!


اريد بحده نحو الباب ,

ثم التفت اليها و فتح فمة ,

وكانة يريد قول شيء ,

لكنة صمت و خرج.


مره عده ايام ثانية .
.
وتلاشي لون البراعم عن خديها,
مع ان شعرها ظل براقا كعادته.
فى نهاية الاسبوع الاتي زارها نائب القنصل مره ثانية .
.
وقال :


– لا اخبار حديثة على ما اخشى.
مازال الجنرال مسافرا,
وليس بامكاننا فعل شيء حتي عوته.
نبذل جهدنا الان حتي لا تعقد المحاكمه قبل عودته.


– و هل المحاكمه محتملة؟

– لا .
.
لا .
.
ما ان يعود الجنرال حتي يطلق سراحك.


– و بعد هذا ماذا سيحدث لى ؟



– سيرحلونك الى اميركا.


فهمت قمر الليل عندئذ فقط انها بحمايتها لجوك دمرت مستقبلها..
وفقدت اي امل فالعوده الى هنا و العمل عند السيده بارف .
.
وما هي فرصتها للحصول على عمل لا ئق؟
لا يقدم الناس بسهوله على استعمال مهربه مخدرات..


قال السيد فونزى ليذكرها بوجوده:


– لا تياسى ياعزيزتي.


ابتسمت له بذهول ,

وسرها انه و قف ليخرج.
ظلت شارده الذهن كئيبه حتي اقتيدت مره ثانية الى غرفه الزيارة.
ما ان دخلت الى الغرفه حتي توقفت فجاه .
.
جوك!
لقد عاد..


تقدم منها,
وما ان بزر و جهة للضوء..
حتي تراجعت:


– جوك!
متي و صلت,
لم يخبرنى السيد فونزى شيئا!


– لم يعرف انني و صلت..
وصلت منذ ساعة بعدها توجهت مباشره من المطار الى السجن..
لقد شاهدت تود..
وصلتة برقيتك,
وجاء لمقابلنى حالما و صلت الى ريتشموند..
اراد معرفه ما حدث.


– هل اخبرتة الحقيقة؟


صاح منفجرا:


– الحقيقة !

هذا ما لا اعرفه..لم يقرر موعد عودتى قبل الاسبوع القادم..
انما بعد مقابله تود اسرعت بالمجيء..
ارجوك ليليان..
حبا بالله ليليان .
.ماهي اللعبه التي تلعبينها؟


– سبق ان شرحت لك الامر سابقا.


– انما ما قلتة غير منطقي..
فانت لم تعرفى شيئا عن المخدرات فالاطار..
اليس كذلك؟


هزت راسها نفيا..
فسالها :


– من اين حصلت عليه اذن؟
يجب ان تخبريني.


سؤالة رهيب لا يصدق,
ظنت نفسها تعيش كابوسا..
ايقول لها بكيفية غير مباشره انه مستعد لتحمل المسؤولية.
تساءلت للمره الاولي عما اذا انهارت المحادثات..
وحتي تتحقق من نظريتها,
قالت:


– هل ذهبت الى و اشنطن؟


– طبقا..
فهذا احد سبب اضطرارى للسفر.


– و هل جميع شيء على ما يرام؟


– طبعا..
ثمه عده امور بحاجة للتسويه انما جميع شيء على و شك ان يتم.


– اذن يجب الا تسمح لاى شيء باعاقه الاتفاق النهائي.


– و هل تظنين ان عليك ابلاغى بهذا؟


– يبدو لى ضروريا..
ما يصيبنى غير مهم.
قال السيد فونزى انك ستدفع الكفاله مهما كانت,
وكان و اثقا من ان صداقتك للجنرال ستساعدك فاطلاق سراحي.


– اهذا ما يهمك؟
الن تنزعجى من و صمك بالتهريب؟


تمتمت متجنبه النظر اليه:


– اسمى غير مهم كاسمك.


– و ما شان اسمى بالموضوع؟


– له جميع الشان.
سالتزم بقصتى جوك..
لذا ارحل..
ودعنى و شاني.


بد ان غضبها امتص غضبه..
قال بصوت منخفض:


– انه الحب .
.
علي ما اعتقد.


هزت راسها لان كبرياءها غدت غير مهمة,
فقد دمرها السجن الانفرادى فزنزانة.


قالت قمر الليل هامسة:


– اجل .
.
انة الحب.


– هل انت و اثقه من انك لن تندمي؟


– قطعا.


– انما هذا لن يؤدى الى الزواج.
اتفهمين هذا..؟
انت فنظر العالم مذنبة..
وهذا سيلغى اي فرصه للزواج نهائيا.


– لم اتوقع الزواج.


– اذن .
.
انت اشد غباء مما توقعت !

حملت اليك بعض الكتب.


بعدها تركها و مضي قبل ان تتمكن من الرد.


اجتاحتها المراره مره اخرى..
ورمت لفافه الكتب التي جلبها جوك الى الارض..
انها لا تريد شيئا منه,
بما فذلك الشفقه او التفهم اوالمساعدة.
بل هي تفضل البقاء سجينه الى الابد بدلا من ان يشترى لها حريتها!


اطلت الشمس عليها من نافذه زنزاتها الصغيرة,
فانارت الطاوله و الكرسى الذي سارعت الى ضربة بقدمها غاضبه و رمتة فوق الكتب..
انحنت لتعيد الكرسى و لتلتقط الكتب المغلفه بورق مذهب.


تذكرت قمر الليل عن غير توقع منها قبه المعبد الذهبية,
وهو المعبد الذي زارتة فاول يوم استعملت به الكاميرا,
ثم تذكرت احدث مره استعملتها بها ففندق كيزون انترناشيونال..
عندما كانت تتمشي فالحديقه ,

وكادت تجد نفسها و جها امام كوني..
ملست الورقه المذهبه بكابة..
كانت كوني تحمل لفافه مذهبه مثلها..
كبيرة,
مربعة,
وكانها اطار لصورة.


اطار لصورة..


خطرت على بالها فكرة مجنونه خياليه سرعان ما صرفتها من تفكيرها .
.
من الجنون التفكير هكذا.لكن..اكان جنونا ام لا..
رفضت الفكرة التنحي,
واحست بدافع غريب الى مقاومتها,
ولكنها علمت ان عليها التفكير مليا,
اما لاثباتها و اما لصرف النظر عنها نهائيا.


عبست ليليان مفكرة : لن يثق جوك باحد فمثل هذا.
لذلك,
لا ممكن ان تكون كوني متوطة..
الرزمتان متشابهتان,
ولكن تشابههما لا يعني شيئا فبلد يكثر به ذلك النوع من الورق!


خطرت لها فكرة مجنونه اخرى..
لنفترض ان كوني متورطه و ان جوك لا يعرف شيئا؟


لا..لا بد ان غيرتها من كوني هي التي تدفعها الى اساءه الظن بالفتاة..او ان تفكيرها المنطقى هو ما قادها الى ذلك التفكير؟


انه الواقع المنطقي..
واقع وجود رزمه مربعه ملفوفه بورق مذهب,
تماثل فالحجم و الشكل اطار الصورة..
وقد يصبح ذلك كله من عمل ذراع الصدف الطويلة..غير ان ذلك الاحتمال يقود الى سؤال يحتاج الى رد: هل جوك بريء؟


ماذا لو اعطتة الفتاة الصورة هديه بعدها اتي شخص احدث خبا المخدرات فيها..
وربما ذلك ما جعل رجال الجمارك يبحثون عن المخدرات,
لان شخصا ما ابلغهم بوجودها,
بقصد الاساءه الى اسم جوك.
الدافع لا يحتاج الى تفكير… ان تدمير اسمه يعني تدمير المفاوضات.

راجعت قمر الليل بحذر فذهنها جميع ما قالة جوك .
.
ثم اجبرت نفسها على العوده الى حديثهما قبل سفره..
ان تذكر الاحداث لامر صعب الا ان ما تذكرتة كان كافيا لاقناعها تقترب من الحل.


اتهمها جوك بانها تحمى شخصا..فان كان بريئا,
فهذا يعني انه يشير الى اخيها تود..
كان جوك فالردهه عندما اعطاها تود بعض المشتريات لتحملها معها الى اميركا.اذن جوك افترض ان احد هذي المشتريات هو اطار الصورة,
ولكنة عندما التقي بتود فاميركا علم انه بريء,
فتساءل من هو الذي تحميه.


ما اغباها لانها لم تدرك ذلك كله عندما سالها بغضب ذلك السؤال بالذات.
كان يحاول ابلاغها ان تود بريء,
ويحاول معرفه من اعطاها الصورة اصلا!


جعلها ذلك التفكير تواجة الحل الوحيد..شخص ما دس الاطار فاغراض جوك..
هاهى الشكوك جميعها تدل على كوني ما ولنغ!


انما لماذا ترغب كوني فتدمير سمعه جوك؟
اجبرت نفسها على الهدوء حتي تتوصل الى الحقيقة.


حاولت ليليان لما بدا لها و قتا ابديا ان تتفهم الوضع غير المعقول .
.
هى و اثقه الان من ان جوك بريء,
وبان شخصا ما يريد اظهارة بمظهر المذنب,
وهي مقتنعه ايضا بان ذلك الشخص هو كوني..


لكن كيف لهذه الملخوقه الرقيقه التي لم تعان عائلتها من رياح الحرمان منذ اجيال طويلة,
ان تكون قوميه متطرفة؟..
الفكرة سخيفه .
.
مع ذلك..
للقوميين مبادئهم التي ربما تروق للعديد من الناس مهما اختلفت مستوياتهم.
فان كانت هذي المبادىء اجتذبت كوني ,

فستكون المبرر لعملها..
ومااشد ما كان عملها ما كرا!


لكن الاثاره التي شعرت فيها بسبب ما اكتشفت سرعان ما خبت.
نعم ما توصلت الية منطقى و سليم,
انما كيف السبيل الى اثباته؟


صرخت قمر الليل صرخه انتصار,
ثم هبت و اقفه على قدميها,
فقد تذكرت حفله الجنرال..
لقد شاهدت كوني تاخذ الرزمه الذهبية من رجل فالوقت الذي كانت به تلتقط صورة الفندق الاثري..تري هل التقطت صورة كوني ايضا؟
اتكون الرزمه ظاهره فالصورة؟
ان الصورة فالكاميرا التي ما زال الفيلم بها .
.عندما تشاهد ما به فستمكن من اتخاذ قرار بشان الخطوه الاتية،
انما يجب اولا استعاده الكاميرا من بيت =السيده بارف حيث تركتها.


اسرعت الى الباب,
واخذت تضربة و تصبح..
ظلت على هذي الحال حتي سمعت و قع اقدام تقترب بعدها اعقبها صوت المفتاح فالقفل ,

وبعدة و اجهها رجل قاسي الملامح لم ترة من قبل.


افترض انها تود الرجوع الى زنزانتها,
هز راسة و امسك بذراعها يدفعها الى الممر ،

لكنها احتجت :


– اود محادثه السيد هانيز.


كان الرد عليها دفقا من العبارات باللغه المحلية.
لو دخلت الى زنزانتها لضاعت.
صاحت مره ثانية :


– يجب ان اكلم السيد هانيز!
الامر هام !



كان لا حتجاجها مجددا رد فعل عكسيا من الحارس ,

فقد صاح بها,
ودفعها الى زنزانتها,
لكنها تشبثت بالباب و صاحت :

تبدلت تعابير و جة الحارس من الغضب الى الشك,
فتابعت استغلال ترده.


– اريد محادثه المايجور لوك..
مايجور لوك تشوك!


لكن الرجل تهكم غاضبا و اقفل الباب عليها,
فبدات تضرب عليه..
ساورتها مشاعر مركبة,
يزايد الواحد منها على الاخر حتي تلاشت لديها القدره على التفكير المنطقي..
لن تبقي هنا الى الابد و حيدة..
لا ريب ان شخصا ما سيزورها.
يجب ان تستعيد الكاميرا..
انها املها الوحيد الان.


اوقفها صرير الباب مجددا على قدميها.
تقدم جسد نحيل صغير نحوها..
فصاحت :


– لوك..!
شكرا لله على قدومك .
.اردت الاتصال بجوك ،

لكنهم لم يسمحوا لي.


امسكها لوك بكتفيها مطمئنا:


– ما الامر ليليان؟


– عرفت من وضع المخدرات فالاطار!


– من و ضعها؟


– اجل..
قلت انك و اثق من براءتي.
انا الان قادره على اثباتها,
اعرف من وضع الاطار فغرفه جوك!


– اذن..
كان جوك !

كنت تهربينها لمصلحته؟


– بالطبع لا..
وجدتها فغرفتة و لكنها ليست له .
.
بل هو لا يعرف بوجودها حتي .
.
كانت موضوعه هنالك للاساءه اليه!


– و لماذا يريد احد الاساءه اليه؟


– لتشوية سمعتة و تخريب المحادثات.
انت تعرف ما هي الفضيحة التي ستحدث لوضبطت المخدرات بين اغراضه؟


– لكن كيف وصل اليك الاطار؟


– صدفة..
كنت اساعد مندى ,

الخادم,
فى توضيب اغراض جوك,
فعرضت عليه ان اضعها فحقيبتى بسبب عدم وجود مكان لها فحقائب جوك الذي لم يشاهدها قط.


– و كيف تاكدت من هذا؟
اما كان جوك ليلا حظها؟


– هنا ممكن المكر فالمؤامره كلها.
لو راي جوك الصورة,
وراي صورة الجنرال و توقيعه,
لظنها هديه منه.


– لكن .
.


– انا محقة!
انها الصدفه التي جلعتنى اخذ الاطار من مندي,
والا لكان جوك هو من يحملها.


– اذن كنت تحمينة طوال هذي المدة؟


– لكنة لا يعرف بامر الاطار..
لقد دستة كوني ما ولنغ له!


بدا الذهول على لوك :


– كوني..؟
لست جادة!


– لكننى لست فمزاج للمزاح.
لقد دست له الاطار فالليلة التي سبقت سفرنا.
كانت تتناول العشاء هناك,
وكان امامها الوقت الكافى لتدسة حيث تريد بدون ان يراها احد.


– انما ذلك غير منطقي..لماذا تفعل شيئا؟
كهذا؟


– لانها من القوميين المتطرفين.


– اتتوقعين ان اصدق قولك.
عائلتها من اشد العائلات احتراما هنا.


– لا يهمنى و لو كانت الاكثر احتراما فالعالم كله!
انها كما قلت.


– ابدا.

– لقد شاهدتها بنفسي تاخذه.


ارضتها اخرى رؤية الصدمه على و جهه:


– شاهدتها بنفسي تاخذ الاطار؟
متي كان هذا؟


– ليلة حفله الجنرال..
كنت التقط بعض الصور فالحديقه عندما رايتها تحدث رجلا.


– رجل!
هل شاهدت من هو؟


كان جسدة ينتفض كجسدها,
وهزت راسها.


– كانا بين الاشجار,
لكن كوني تحركت و شاهدت الرجل يعطيها الرزمة,
اطار الصورة.


– و ماذا لو اعطاها احد رزمة..
هذا لا يثبت شيئا؟


– كانت تشبة تلك التي و جدتها على سرير جوك.


– ستكون كلمتك ضد كلمتها.


– ليست مجرد كلمه ضد كلمة..
لدى الدليل,
صورة لها فالكاميرا.


– صورة فالظلام..
بالله عليك .
.لا تعلقى امالك على هذا!
مع هذا فلوحصلت على الصورة ,

فكيف تثبتين انها رزمه ذهبية؟


– ساظهرالفليم,
وستراها بنفسك..
يجب ان تساعدنى لوك..
انها فرصتى الوحيده لاثبات براءتى و براءه جوك.


تنهد *****:


– اكرة ان اراك تبنين امالا على شيء و اة .
.
اين هي الكاميرا؟


– فغرفه نومى .
.
فى بيت =السيده بارف .
.
اتصل بجوك انا و اثقه من انه .
.


– ساحضرها بنفسي.
لدى اجتماع مع الجنرال بعد نص ساعة .
.
ساذهب حالما انتهى .
.
انما ارجوك عزيزتى ,

لا تكوني و اثقه الى ذلك الحد.


– بل انا و اثقة,
انما لااظن ان السيده بارف موجوده فالمنزل لانها مسافره لبضعه ايام.


– لديها حارس فالمنزل,
وليس من الصعب الدخول.


– الا يمكنك الذهاب الان؟


– و اترك الجنرال منظرا؟
سيقطع راسي!


تلاشت الاثاره اخرى من نفسها,
لتتركها مع احساس الفراغ.
لكن لماذا؟
ما الذي جعلها ترتجف هكذا؟
الان لوك يشك فان هنالك ما ربما يخرج فالصورة؟


استلقت قمر الليل فسريرها مطمئنه لانها توصلت الى تاكيد الشكوك,
ولكن اطمئنانها سرعان ما شابة بعض الخوف.


الخوف مماذا؟
الخوف ممن؟


تنهدت قمر الليل..
انها و مندى الوحيدان اللذان رايا ان الرزمه ملفوفه بورق مذهب,
وهنالك كذلك كوني.
ان من يعرف انها ملفوفه بورق مذهب هم ثلاثة.


ثلاثه فقط!


هبت ليليان على قدميها .
.
هذا هو السر اذن !

هذا هو سر الخوف الذي دار فكيانها و كانة نقار الخشب .
.
اشخاص ثلاثه فقط يعرفون ان الاطار ملفوف بورق مذهب .
.
هى ,

مندى ,

وكوني .
.


مع هذا فقد قال لوك انها لفافه ذهبية .
.
ليس مره واحدة,
بل مرتين.


حافظى على هدوئك ,

وفكرى بروية.


راجعت ما حصل فالساعة الاخيرة,
محاوله تذكر جميع كلمه قبلت..
لكن فكرة واحده كانت على راس الاولويات..
تزيد من اضطربها,
وتجعل الهدوء مستحيلا..
لقد توسلت الى لوك حتي يذهب لاحضار الكاميرا.

انما يجب الا يصل اليها,
فان وصل اليها ضاع جميع شيء,
هى و جوك و المحادثات .
.
ضاع جميع ما قاومت بشده لانقاذه.


” لن تستطيعى و ان حصلت على الصورة ان تثبتى انها ملفوفه بورق ذهبي”.


ازدادت مخاوفها..
لم تعد مجرد فكرة بسيطة ,

بل اصبحت كالاخطبوط يمد اذرعة ليخنقها لئلا تفضح الحقيقة,
حقيقة معرفتة بلون اللفافة,
لانة شاهدها..
لانة كان الشخص الخفى الذي اعطاها لكوني ما ولنغ!


ما اعمي بصيرتها لانها لم تر الحقيقة من قبل..
لا غرابه انه كان مقتنعا ببراءتها.وكيف لا؟
وهو يعرف من المذنب!


لماذا تضيع الوقت فمحاوله اقناع الجميع؟
لماذا لا تسعي الى تحرير نفسها.


لم تمهل نفسها مجالا للتفكير اذ لفت ذراعيها على خصرها و راتمت على الارض و هي تصيح متاوهة،
ورفست الكرسى الى جانبها ليقع على الارض .

لم يحدث شيء..فضاعفت من صراخها و اهاتها..سمعت من و رائها المفتاح يدور فالقفل،
وظهر و جة الحارس،
لكنها ظلت تتلوي على الارض حتي دخل رجل اخر.
تبادلا النظرات قبل ان يتقدم احدهما ليسال:


– مريضة؟


– الزائدة..


امسكت قمر الليل جنبها تتاوة مره اخرى,
فانحني الحارس فوقها لحظات بعدها تحدث مع زميلة الذي سارع الى الابتعاد.
اما ليليان,
فتابعت صراخها,
حتي بعدما حملها الرجل و وضعها بلطف على الاريكة.


– الم سيء؟


هزت قمر الليل راسها بالايجاب,
فبدا عليه المزيد من الاهتمام.
دخل رجل لم تشاهدة ليليان من قبل,
وقال لها بانكليزيه لا تشوبها شائبة.


– فهمت انك متالمة!


– اظنها الزائدة..
تعرضت لمثل هذي الازمه سابقا.
لقد حذرنى الطبيب اننى عرضه للاصابة بالالم ثانية.


تاوهت من جديد,بصوت مرتفع اكثر.


– من المؤسف انك لم تشعري فيها ابكر من هذا,
فلا طبيب مناوب هنا الليلة.


و كان ذلك اروع خبرتسمعه.
كانت الصرخه التي اطلقتها صرخه ارتياح اكثر من صرخه الم,
وشهقت:


– الى المستشفى..هنالك مستشفي اميركي.


– اخشي ان ذلك مستحيل..يجب ان تذهبى الى مستشفي السجن.


و التفت الرجل الى الحارس بكلمة بحدة,
ثم قال لها:


– لقد دبرت امر نقلك الى المستشفى..
سنحضر النقاله لنحملك الى السيارة.


ارتفعت معنوياتها و رفرفت كعصفور اطلق من القفص.
وسمحت لهم بمقدار ما استطاعت من خنوع بنقلها الى السيارة..
لم يكن هنالك داع للقلق,
لانة لم يعتقد اي منهم بانها ستهرب,
بل كان جل اهتمامهم منصب على نقلها الى المستشفي قبل ان تموت بين ايديهم.

والان كيف ستنفذ الخطة و الحارس يجلس فوقها و السيارة تسير بسرعة..
وبسرعه زائدة..وشهقت:


– ابطىء السير ارجوك,
الارتجاج يزيد من الالم!


سالهاالحارس:


– الالم سيء؟


– كثيرا.


– اتريدين بعض الثلج؟


رفعت قمر الليل نظرها الية مدعيه الغباء,
فقال :


– عملت فالجهاز الطبي فالجيش و هنالك شاهدت طبيبا يضع الثلج على خاصره الرجل .
.
ساحضر لك الثلج من المطعم,
فذلك ربما يخفف من حده الالم.


صاح للسائق حتي يتوقف,
ثم قال لها:


– ساعود..
بسرعة.


و قفز من السيارة.


علمت ليليان ان عليها الان ان تتصرف بسرعة.
فتاؤهت من جديد حتي يطل عليها السائق:


– ثلج..
احضر لى الثلج بسرعة.


و كان الصرخه كانت مهمازا مدببا,
اذ قفز السائق يسعي و راء الحارس.


فتحت ليليان الباب الجانبى و رمت نفسها الى الخارج و هنالك انحنت بشكل مضاعف لئلا يراها الحارس او السائق من ابواب المطعم,
ثم ركضت نحو جهه الشارع الاخرى..
سارت قليلا حتي و صلت الى المنحى..
ثم بدات تعدو و تعدو و هي لا تلوى على شيء.
كان جل اهتمامها منصب على الابتعاد قدر الامكان عن اسريها.

  • لا تلوم ى القدر روايات احلام


قراءة روايات احلام الرومانسية