قالوا لئن لم تنتة يا لوط لتكونن من المخرجين قال انني لعملكم من القالين رب نجنى و اهلى مما يعملون فنجيناة و اهلة اجمعين الا عجوزا فالغابرين بعدها دمرنا الاخرين و امطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين .
قولهم كقول قوم نوح لنوح الا ان هؤلاء قالوا : ( لتكونن من المخرجين ) فهددوة بالاخراج من مدينتهم ; لانة كان من غير اهل المدينه بل كان مهاجرا بينهم و له صهر فيهم .
وصيغه ( من المخرجين ) ابلغ من : لنخرجنك ،
كما تقدم فقوله تعالى : لتكونن من المرجومين .
وكان جواب لوط على و عيدهم جواب مستخف بوعيدهم اذ اعاد الانكار قال انني لعملكم من القالين اي : من المبغضين .
وقوله : ( من القالين ) ابلغ فالوصف من ان يقول : انني لعملكم قال ،
كما تقدم فقوله تعالى : قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين فسورة البقره .
وذلك اكمل فالجناس ; لانة يصبح جناسا تاما فقد حصل بين ( قال ) و بين ( القالين ) جناس مذيل و يسمي مطرفا .
[ ص: 181 ] و اقبل على الدعاء الى الله ان ينجية و اهلة مما يعمل قومة ،
اى : من عذاب ما يعملونة فلا بد من تقدير مضاف كما دل عليه قوله ( فنجيناة ) .
ولا يحسن جعل المعني : نجنى من ان اعمل عملهم ; لانة يفوت معه التعريض بعذاب سيحل بهم .
والقصة تقدمت فالاعراف و فهود و الحجر .
والفاء فقوله ( فنجيناة ) للتعقيب ،
اى : كانت نجاتة عقب دعائة حسبما يقتضى هذا من اسرع لمدة بين الدعاء و امر الله اياة بالخروج باهلة الى قريه صوغر .
والعجوز : المرأة المسنه و هي زوج لوط ،
وقوله : ( فالغابرين ) صفه ( عجوزا ) .
والغابر : المتصف بالغبور و هو البقاء بعد ذهاب الاصحاب او اهل الخيل ،
اى : باقيه فالعذاب بعد نجاه زوجها و اهلة و هي مستثناه من ( و اهلة اجمعين ) .
وذلك انها لحقها العذاب من دون اهلها فكان صفه لها .
وقد تقدم هذا فقصتهم فسورة هود .
و ( بعدها ) للتراخي الرتبى ; لان اهلاك المكذبين اجدر بان يذكر فمقام الموعظه من ذكر انجاء لوط و المؤمنين .
والتدمير : الاصابة بالدمار و هو الهلاك و هذا انهم استؤصلوا بالخسف و امطار الحجاره عليهم .
والمطر : الماء الذي يسقط من السحاب على الارض .
والامطار : انزال المطر ،
يقال : امطرت السماء .
وسمى ما اصابهم من الحجاره مطرا ; لانة نزل عليهم من الجو .
وقيل : هو من مقذوفات براكين فبلادهم اثارتها زلازل الخسف فهو تشبية بليغ .
و ( ساء ) فعل ذم بمعني بئس .
وفى قوله : ( المنذرين ) تسجيل عليهم بانهم انذروا فلم ينتذروا