هل صحيح ان هنالك حبا من النظره الاولى؟
تامي و قع قلبها صريع الهوي حين لمحت ادم الذي لم يعرها التفاته ,
كانت رائعة و فاتنه و غنيه لكنة اهملها ,
ولم يقل لها كلمه ,
وحين دبر و الدها قضية زواجها من ادم ,
كانت متفائله بان الايام ستجعلة يخر عند قدميها طالبا عطفها و حبها ,
ولكن ما رد الجبل ظل نائما و لم يلتفت الى عروسة المحترقه بنار اللوعه ,
قال لها: بعد سنه تحصلين على الطلاق و تعودين الى حريتك ,
قالت له: احبك و سيتحطم قلبي اذا تخليت عني.
ومرت الايام و اقتربت السنه من نهايتها ,
فعلت تامي جميع ما فو سعها لجذب اهتمام ادم و ارضائة و شدة اليها ,
قال لها : النسر لا يصبح سعيدا الا متي حلق و حيدا فالفضاء الواسع ,
وتذكرت هي الحكمه القائلة: خلق الله الرجل و حيدا ,
ثم خلق له المرأة لتزيد من و حدتة ,
زراعه طريق الحب بالورود تتطلب شهورا ,
وتامي لم يعد امامها من سنه زواجها سوي يوم واحد ,
فهل يكفيها لتصل الى قلب ادم؟
1- رائحه الاغنام
اجتاز المدخل بخطي و اسعه كانة نفحه ريح جبليه نقيه , |
ضاقت عينا جوك ما كسويل ,
وكان من البلاهه بحيث لم يدرك ان اللون الذي يكسو و جنتيى ابنتة مبعثة الانفعال , وقد لمحت عيناة الخبيرتا دموع الغيظ التي تترقرق فعينيها , رمق الشاب الذي يرافقها بنظره تفيض فضولا , ما من رجل فحياة ابنتة الصاخبه استطاع ان يخترق قوقعتها العصريه الى حد ابكائها , انفرجت اساريرة اعجابا عندما قدمتة تامي اليه. ” ابي , هذا السيد يقول انه على موعد معك”. ” لا شك انك ادم فوكس “. قالها جوك باسما: ” يؤسفنى اضطرارى الطلب اليك بحث امور العمل خارج ساعات الدوام , ولكنك قلت ان و قتك ضيق فلم اجد مناصا من هذا , تفضل الى مكتبى فنتبادل الحديث دونما ازعاج”. و افق ادم فوكس على الدعوه بايماءه من راسة و غادر القاعه فاعقاب جوك مخلفا تامي و راءة يساورها شعور بكونها مهجوره فو احه تغص باناس اشبة بالدمي , ولمدة عشر دقيقة راحت تتجول بين الحضور , وعيناها القلقتان عالقتان بباب مكتب و الدها , وكم كان ارتياحها عظيما عندما قام اول المدعوين مودعا , وما هي الا برهه حتي خلت القاعه الا من نفر ضئيل منهم , ونظرت الى الفوضي التي تعم القاعه و اطلقت زفره , كانت الحفله ناجحه فلماذا ينتابها ذلك الشعور بالقلق و عدم الرضى؟ كان ستيف هاريس احدث المغادرين فمدت الية يدها مودعه الا ان نظراتها التائهه استرعت انتباهه. ” حفله جميلة يا عزيزتى , ضمت الكثير من الناس المثيرين للاهتمام “. قال هذا و ربت على جيب سترتة بعدها اضاف: ” توفرت لدى مواد تكفى زاويتى فالصحيفة لعده ايام”. و بلهجه عاديه سال: ” من هو ذاك الشاب المتعجرف ؟ هل هو طريدتك الجديدة؟ لا تكتمى الامر عنى , ثمه تفاهم بيننا , هل تذكرين؟”. هذي الكلمات اثارت حذر تامي , يحاول ستيف اصطياد المواد للزاويه التي يحررها فاحدي الصحف اليومية , كل صباح تلتهم مثيلاتها التعليقات التي يحررها عن المجتمع اللندنى , وكانت فالماضى نسر الية بمعلومات تجعلة يجرى كالملهوف لاستقصاء اخر الفضائح , اما الان فانها تعتبر تدخلة عدائيا. و قالت ببرودة: ” انه احد معارف و الدى فالعمل , فلا تتماد معى لئلا تفقد موردا رئيسيا لمعلوماتك”. ” لا تلومينى على محاولتى , خاصة انك الوحيده التي لم تكن مره موضوعا لاحدي مقالاتى , لانك لم تقترفى ايه هفوه بعد”. نظر اليها مليا و قال: ” يدهشنى هذا , فانت غارقه فالجو المتحرر , فى فرنسا فيللا فخمه تحت تصرفك , وهنا فلندن تملكين ذلك البيت و يختا دائم الاستعداد للابحار , ولديك وقت فراغ غير محدود , والمال الوفير لتحقيق كل رغباتك , ومغريات الوقوع فالخطا كثيرة احيانا , اما ان تكوني مثالا للفضيله او انك شديده التكتم ! ”. دفعت فيه عبر الباب للتخلص منه خشيه ان ينفتح باب مكتب و الدها و يضيع منها اروع رجل لاح فافق حياتها. “| حديثك يضاهى كتاباتك سخافه يا ستيف , الي اللقاء”. لم يكن ما يدعوها للخوف , اذ انقضي ما يناهز الساعة قامت خلالها بتنظيف القاعه و ترتيبها و فتحت النوافذ لتنقيه جوها من الدخان , ثم جلست على مقعد و ثير متظاهره بتصفح احدي المجلات , بينما كانت بالواقع تبذل جهدا فائقا لكي تبدو رصينه , كاد صبرها ينفد عندما فتح الباب و عاد ادم فوكس و والدها الى القاعة: ” تامي , هلا اعددت غرفه الضيوف ؟ لم يكن ادم ينوى المبيت هنا , ولكن حديثنا طال و فاتة القطار فاصريت على مبيته لدينا”. نظرت تامي الى و الدها و ربما تجدد حبها لهذا الرجل المكتنز الذي ممكن الاعتماد عليه دائما كحليف. و قالت متلعثمة: ” بكل سرور , ساهتم بذلك حالا”. بدت الحيره على ادم فوكس , وبان الذهول فعينية , غير ان صوتة كان جارفا : ” اكدت لوالدك انه لا داعى لازعاجك , بامكانى المبيت فعينية , غير ان صوتة كان جارفا : ” اكدت لوالدك انه لا داعى لازعاجك , بامكانى المبيت فاحد الفنادق”. قال جوك برقة: ” هراء يا بنى , انا من الشمال و اقدر لك ترددك فالقبول بمنة من احد , وارضاء لكرامتك ساطلب منك خدمه بالمقابل”. سارع ادم الى القول: ” ارجوك ان تفعل”. رسخ لدي جوك اعتقادة بانه يتعامل مع رجل حاد الطباع فقال ادم : ” كنت بالغ الكرم و خاصة فما يتعلق بالعمل , واذا كان من سبيل لاظهار امتناني…..”. قال و الابتسامه تداعب شفتية : ” هناك يا بنى , بعد قليل ساضطر للخروج و ذلك يعني بقاء هذي الصغيرة و حيده معظم فتره الليل , هل تتكرم بالبقاء برفقتها , وفى هذي الخلال تريك المناظر الخلابه هنا؟”. لاح الاستياء على محيا ادم فوكس , وما لبث ان زال بعد ان بذل جهدا كبيرا و قال باقتضاب: ” بكل سرور”. اثار استخفافة غيظ تامي و كادت تنفجر غضبا , الا انها كبتت غيظها و اجتازت محنه تجاهل ادم فوكس لها و ربما كان طوال فتره العشاء يوجة جديدة الى و الدها مباشره , امارات الغم الممزوج بالغيظ الباديه على محياها اطربت جوك و بكل خبث راح يطيل تعذيبها بتشجيع ادم على الاسترسال فالحديث عن العمل , مما اضطرها للمشاركه فالحديث بعد عده محاولات لتغيير الموضوع. |
” هل تتعاطي الاعمال التي يتعاطاها و الدى يا سيد فوكس؟”.
نظرتة اليها حملت العديد من الدهشه , وكانة كان يتوقع منها الالتزام بقيامها بواجبها كمضيفه فحسب , اجابها: ” ليس بالمعني الصحيح , والدك يملك مصنعا لغزل الصوف و حياكتة , وانا امثل مجموعة من مربىالاغنام على الحدود , ويهمنى ان ابيع الصوف , نربى الاغنام و جز صوفها لنوفر المواد الاوليه للاقمشه التي يحوكها و يبيعها و الدك”. ” ذلك ممتع”. كانت نبره صوتها كاذبه …….فتابعت: ” عندما رايتك ادركت انك من محبى العمل فالعراء”. اجاب موافقا: “اننى فعلا امضى اطول وقت يمكن فجبال كمبريان “. قالت مستفسرة: ” جبال كمبريان”. اجابها و كانة يتساءل ان كانت هنالك جبال سواها: ” على الحدود الانكلوسكوتلاندية”. انفرجت اسارير تامي , واخيرا و جدت قاسما مشتركا بينهما ؟ ” هل سمعت هذا يا ابي؟ ربما كان اسلافنا جيرانا!”. و وجهت حديثها الى ادم بحماس: ” تنحدر عائلة و الدى من انانديل على حدود سكوتلاندا الجنوبية”. حتي لاحظ رده فعل ادم لدي سماع ذلك النبا , وتساءل عن اسباب ضغطة على شفتية و الحركات العبنوته التي يقوم فيها بقبضتة , وللحظه خبا بريق عينية كما يحدث عندما تمر غمامه عبر الشمس . وعندما انقشعت الغمامه كانت نظره ادم اكثر اشراقا و راحت تجوب ملامح جوك و كانها تسبر غورها. قال بعبوس : ” قد كنا فعلا جيرانا , اجد شبها كبيرا بينك و بين صورة ملعقه فمنزل احد جيرانى و هي تمثل رجلا يدعي جوك الاسود من انانديل”. ما ل جوك الى الامام باهتمام قائلا: ” كم اود ان اراها , انتقلت عائلتى الى هنا منذ جيلين عندما افتتحنا اول مصنع للنسيج , ولكن انهماكنا فتنميه اعمالنا شغلنا عن زياره اقربائنا السكوتنديين , كنت اجهل ان لى امثال هؤلاء الاقرباء , اظنهم كانوا مرموقين “. ثمه شيء فنظره ادم الحاده افقدت ضحكتة رونقها , فقال: ” كانوا معروفين جدا جدا فايامهم , ولا يزال اهالى الحدود يذكرون ما ثرهم حتي يومنا ذلك “. ارتعد كيان تامي , كان صوتة مرتعشا و يبدو ان ما سمعة اسباب له صدمه , والعبارة التي استخدمها لوصف اسلافها كانت بعيده عن الاطراء , كان بامكانة و صفهم بالبارزين او بالمشهورين , ولكنة اختار عبارة معروفين جدا جدا , معروفين جدا جدا بماذا؟ الكثير من اللصوص و الاوغاد كانوا معروفين جدا جدا , وهذه الصفه ممكن ان تنطبق على القتله ايضا. استبعدت تامي فكرة كونة نادما على تعاملة مع و الدها و كان جوك ما كسويل شهما عندما يخطىء احد الذين يعجبونة , ويبدو ان ذلك الغريب المديد القامه ربما حظي باعجابة , وهذا يفسر الرضي الذي لاحظتة تامي عليه لدي دخولة القاعه , واذا كان الغريب يمثل مجموعة كما يقول , فهو لا يملك الحريه باتباع ميولة الشخصيه , ولا يمكنة الانسحاب من الصفقه المعقوده حتي لو كان يتمني هذا , بل يحتم عليه الشرف وضع مصلحه مربى الاغنام فوق مشاعرة الشخصية. |
2- جروه منبوذة!
خيم جو من التوتر طوال فتره العشاء , |
بعد ساعتين من الهروله فالطرقات ,
فى محاوله لمجاراه خطاة الواسعه , ادركت تامي ان الغايه من هذا هي ارهاقها جسديا , وكان ادم فوكس بين الحين و الاخر يلقى على محياها نظره عابره فيري امارات الالم باديه عليه و يرتسم طيف ابتسامه شامتة. فالبداى , نبذت فكرة كونها ليست اهلا له , ولكن كلما كان غمها يزداد حده ازدادت امارات الرضي و ضوحا على محياة مما جعلها تتميز غيظا. و جارتة الخطي بكل عناد فيما تزاحمت الافكار فراسها , لم تتعرض فحياتها الى هذي المعامله الخشنه و خاصة من الجنس الاخر , من البديهى انه كان يحتقرها و يحتقر الطبقه التي تنتمى اليها , وهذه هي طريقتة الوضيعه فالاعراب عن ازدرائة , تمنعة عجرفتة من مشاهدة مسرحيه , ويترفع عن ارتياد المقاهى , ودقيق جدا جدا فاختيار مرافقية , كان ادم فوكس المتعجرف , المعادي للمجتمع بحاجة الى من يستفزة ليقلع عن هذي الصفات البغيضه , وكانت هي الكفيله بذلك. و حصل الاستفزاز بسهوله و بدون توقع: توقف فجاه ليواجهها بقوله: ” فالواقع يا ابنه المجتمع المخملى , لاول مره فحياتك تبذلين جهدا جسديا , والواضح انك لا تجدين متعه فذلك , هل استدعى سيارة اجره تعيدك الى الشقه ؟ بذلك تساهمين و لو قليلا بعمل اجتماعى و هو مساعدة سائق السيارة على كسب عيشه”. ذلك السيل من الكلمات الجارحه جعلها تحبس انفاسها , ولما حاولت الكلام كان عقلها يعمل بالسرعه و الدقه اللتين امتاز بهما و الدها الذي شهد له الكثيرون بكونة يملك اذكي عقل تجارى فبريطانيا باسرها. كانا يجتازان احد الجسور عندما توقف فجاه و اخفاء لامتعاضها اتكات على السياج و راحت تنظر الى تدفق المياة الداكنه . ” يؤسفنى احتقارك لى , هل من عادتك الاستنتاج بسرعه ؟ ”. ” اكون اعمي و اصم اذا لم اعرف اي نوع من الناس انت , فراشه مجتمع , طفيليه , تاخذين و لا تعطين شيئا بالمقابل , صحيح انك رائعة و لكنك تافهه , انانيه , انت تشكلين خساره تامه للجنس البشري”. ” يا لسعه ادراكك!”. قالتها و فحلقها غصه و ربما تولاها غضب شديد من نفسها لان عينيها اغرورقتا بالدموع , لماذا تبالى براى ذلك الحطاب المتخلف؟ انها بنت مرغوبه و يتمناها عشرات الرجال الذين يفوقونة و سامه و لباقه , فلماذا انكمشت تحت لسعات ازدرائة لها؟ قالت له: ” اود ان اريك شيئا قبل ان نعود الى الشقه , واؤكد انه سوف يستهويك و هو ليس بعيدا , جارنى فذلك , ان لم يكن ارضاء لى فاكراما لوالدي”. ذكرها لوالدها اصاب و ترا حساسا لدية , لا شك ان الصفقه المعقوده بينهما تضمن ربحا كبيرا لجماعة مربى الاغنام ما دام ممثلهم يبدى ذلك العرفان الفائق بالجميل. فقال باستخفاف: ” سيرى امامي”. كتمت تامي فرحتها بهذا الانتصار و سارت فيه نحو سلم ينحدر صوب النهر حيث اصطفت اعداد كبار من الزوارق الصغيرة , وسار خلفها يدفعة الفضول , وعندما توقفت مشيره الى زورق فخم رائع , ارتفع حاجباة دهشه و تبعها الى متن الزورق من دون ان يفوة بكلمه , ثم هبطا سلما الى المطبخ فاشارت بيدها الى المساحه الصغيرة و قالت: ” هلا اعددت لنا الشاى بينما اذهب لاقتراض زجاجه من الحليب؟”. قالت هذا و قفلت راجعه الى سطح الزورق بدون ان تنتظر ردا منه , وتركتة يبحث بفضول فالمساحه الضيقه التي تحتوى على طاوله الى جميع جانب منها مقعد و ثير ممكن تحويلة الى سرير , وعلي مطبخ حسن التجهيز بخزائن حافله بالمواد الغذائية. و عادت بعد نص ساعة تحمل نص زجاجه من الحليب , وكان ادم فوكس ربما اعد ابريقا من الشاى و وضع فنجانين على المائده . ” يدهشنى اعتبارك للذهاب ضروريا , الخزانه تغص بالحليب امعلب”. تولي تامي الحياء و سارعت الى القول : ” اروع الحليب الطازج , فالحليب المعلب يفسد نكهه الشاي”. شعرت بالارتياح عندما تقبل تفسيرها : ” اعتقد ان ذلك الزورق هو العوبه ثانية اشتراها و الد متساهل”. “انة ليس العوبه , بل احبة و امضى فيه ساعات طويله اجوب فيه النهر”. ” بمفردك؟”. ” غالبا”. ” تدهشيننى , لم يخطر لى انك تحبين الوحدة”. ” و لكنك لا تعرف عنى الا القليل , واستنتاجاتك مبنيه على اراء و هميه , لا على معرفتك الشخصية”. |
تجاهل قصدها .
” الزوارق تنتشل من الماء فالشتاء عندما لا تكون قيد الاستخدام , ويجب حمايتها من الطقس بقدر الامكان”. ” اعلم هذا , ولكننى استخدمة على مدار السنه و ليس فقط فالصيف , واقوم باعمال كثيرة لصيانتة , ثمه خبير يكشف عليه بين الحين و الاخر , وانا اقوم براب الشقوق و طلائة بنفسي”. نظره عدم التصديق التي بدرت منه كانت مثيره للغضب فهبت على قدميها تاركه فنجان الشاى على المائده , وصعدت الى سطح الزورق , شعرت بموجه من السرور تسرى فشرايينها عندما ادارت المحرك و راح صوتة يتردد على مسامعها , , وبلطف فائق ابتعدت بالزورق عن المرسي المزدحم اخذه بعين الاعتبار ان اي احتكاك بزورق ربما يقذف بوجبه الاكل ارضا , وعندما تاكدت ان ممرها خال انطلقت بالزورق الى عرض البحر. و ما هي الا ثوان حتي لحق فيها كما كانت تتوقع. ” ما الذي تفعلينه؟”. تعالى صوتة فوق ضجيج المحرك . ” البحر ليس مكانا للمبتدئين “. و بسرعه التفتت يمينا و يسارا متفحصا الانوار على الجانبين , وبذلك كشف عن معرفتة لقوانين البحار مما اثار حميه تامي”. ” لا تقلق , فقد درست التقويم البحرى , وجدول المد و الجزر و نظام العوم و لذلك يمكنك الاطمئنان معي”. كان سبر غور الظلام تسليه خطره بينما كان الزورق القوي ينطلق تحت توجية يديها الماهرتين , لا وجود ادم فوكس المحترق غيظا و لا شتائمة التي كانت تصفع مسمعها , استطاعت القضاء على شعورها بالقوه و بسيطرتها التامه على ذلك الرجل المتصلب. كانت تتوقع موقفا ظيفا عندما تبدر من المحرك اولي اشاراتة بالتوقف , وكان عليها ان تبذل جهدا فائقا لابعاد رنه الشماته عن صوتها و هي تجيب على سؤاله: ” ما الامر؟”. بقولها : ” لست ادرى , لم ادرس فن الميكانيك البحري”. ” يا الهي!”. كان تصلبة لينا اذا قورن بنبره صوتة الغاضبه , وفى تلك اللحظه توقف المحرك كليا , مخلفا و راءة صمتا رهيبا. ” ما الذي حدث برايك؟”. سالتة بوداعه و هي تتسلل من جانبة مبتعده عن قامتة الضخمه . فاجاب متجهما : ” جهاز ادارة المحرك او الضغط او الوقود , اننى اشكر الله لكوننا بعيدين عن الخط الرئيسى لمرور السفن! ولكن على سبيل الاحتياط راقبى جيدا بينما اكشف على المحرك”. هزت تامي كتفيها حبسه ضحكه راودتها , بينما راحت تراقبة و هو يكشف على المحرك , وعندما اقتنع بانه غير معطل حول اهتمامة الى جهاز الضغط و كاخر سهم فجعبتة حل انبوب الوقود. تشنجت و هي تتوقع ان ينفجر غاضبا , ولكن عندما استدار ليواجهها كان صوتة هادئا الى حد لا ممكن تصديقه. ” نفد الوقود ……. الخزان فارغ”. ” اة , يا لحماقتي!”. كان ارتجاف صوتها حقيقيا لا تصنع فيه.” لا باس , سنضطر الى المبيت على متن الزورق و فالصباح نجد من يقطرة لنا”. خيم صمت طويل مشحون بالترقب , وراحت تتململ باضطراب , واخذت تتساءل عن الافكار التي تتزاحم و راء عبوسة , والكلمات اللاذعه التي ستنطلق من فمة , وبجهد استطاع السيطره على نفسة و جعل ردة عبارة مقتضبة. ” اهبطي انت , سامضى الليلة على سطح الزورق”. و اعترضت قائلة: ” و لكن البرد شديد”. ” اهبطي يا انسه ما كسويل “. ” سافعل , ولكن لا تلمنى اذا انهمر المطر عليك”. امضت الساعات مستلقيه على الاريكه مصغيه الى و قع خطاة على سطح الزورق , ولما لاحت تباشير الفجر راحت تشجع نفسها على مواجهتة , ولكنها رات ان اروع و سيله لتهدئه الوحش الثائر هي اعداد افطار شهى له. |
وسريعا ما عبق الجو برائحه الاكل المؤلف من البيض و اللحم ,
وكالمغناطيس اجتذبت اهتمام الرجل الكليل العينين فهرع الى المطبخ و طوق فنجان القهوه الساخن باصابعة المتجعده , نظره واحده الى عينية الزرقاوين المنغلقتين انباتها بان الوقت غير مناسب لتقديم الاعتذار , وبدون ان تفوة بكلمه و ضعت امامة صحنا حافلا بالاكل , وانتظرت بصمت الى ان التهم جميع محتوياته. ” ايها القوم”. و صلهما ذلك النداء بوضوح عبر المياة , وتقابلت عيونهما بعدها قفز ادم مندفعا الى سطح الزورق و لحقت هي فيه , كان ثمه زورق دوريه نهريه بمحاذاه زورقهما. ” هل انتما فما زق؟”. انطلق ذلك السؤال من مكبر الصوت. و اجاب ادم : ” يلزمنا من يقطر لنا الزورق , هلا اسديتم الينا ذلك الجميل؟”. و كان الجواب : ” بكل تاكيد , سنرسيكم باسرع ما يمكن”. بعد ساعة بر طاقم الزورق بوعدة و اعادهما الى مرساهما سالمين , ولوحا بايديهما للطاقم شاكرين مودعين , تقبل الرجال قول ادم ان الوقود نفد منهما ساخرين , ولحسن حظ تامي كانت كلمات السخريه معدوده , ولكن بينما كان منقذوهما يرحلون شعرت بان صبر ادم ربما نفد. و بينما كانا يترجلان الى الشاطىء , ثمه ساعة اعلنت الخامسة , تمتم قائلا: ” سنكون محظوظين اذا و جدنا سيارة اجره فهذه الساعة المبكره , استعدى لمسيره طويله للعوده الى الشقه “. لاول مره منذ ساعات نظر مباشره الى محياها الرصين , ردت الية النظره بثانية جريئة و ربما ندمت على تسرعها , خوفها من الانتقام منعها من الاقرار بان ما حدث لم يتعد كونة مزاحا. و مضه من نور بهرت عينيها , ولاول و هله عزت هذا الى تاثير ادم على مشاعرها , وعندما ادار راسة تبعت عيناها الاتجاة الذي تركزت عليه نظراتة المنفعلة. لوح ستيف هاريس باله التصوير و على شفتية ابتسامه عريضه . ” صورة ثانية على سبيل الاحتياط ! ”. و ابتسم اخرى قبل ان تلتقط الاله صورة اخرى لهما و هما فحالة من الذهول الشديد! |
3- حرب بين قلبين
نادرا ما كانت تامي تشارك و الدها اكل الافطار , |
استعادت تامي الجراه على الكلام ,
واندفعت تبدى الايضاح الذي تاجل مرتين: ” حقا يا ابي , لا لوم على ادم , بل يقع الذنب على , انا اخرجت الزورق و لم اتاكد من كميه الوقود فكانت النتيجة ان توقفنا لبضع ساعات الى ان قطرتنا دوريه الى الشاطىء فالصباح الباكر , وقد امضي ادم اليل على سطح الزورق و نمت انا تحت”. لم يبد على جوك اي لين و زار صارخا: ” انا اصدقك , ولكن هل يصدق الناس ذلك؟”. و تدخل ادم بعبارات تفيض احتقارا: ” و هل تبالى بتصرفات بعض الاغبياء؟”. ” انني و الله ابالي”. قالها جوك حانقا. فالجبال المعزوله تجد مناعه ضد الالسن الثرثارة, اما نحن فنعايشهم يوميا , فى الاشهر القليلة ستكون ربما نسيت ذلك الحادث , بينما اطون و تامي هدفا للانتقادات اللاذعه و النظرات الحافله بالمعاني , الحقت العار بابنتى , فى الايام الغابره كان عمل كهذا يثير العداء المستحكم”. اعربت تامي عن عدم تصديقها بقولها: ” كم ذلك سخيف يا ابي”. استدار جوك نحوها و هو يرتجف غضبا و امرها قائلا: ” اذهبى الى غرفتك , لى حديث مع ذلك الشاب”. القت تامي نظره على و الدها , كانت ربما راتة يصب غضبة على الاخرين , ولكنها لم تكن مره هدفا له , شده غضبة كانت مخيفه , ولاحظت العروق تبرز فصدغية و توشك ان تنفجر , كان يتنفس بصعوبه و احتقن و جهة بلون داكن مخيف. توسلت الية و ربما اعترتها رهبه مفاجئه : ” يجب ان تهدا يا ابي!”. نبرتها الهادئه لم تزدة الا انفعالا , وبغضب هائل لوح بذراعية باتجاة غرفتها مصرا على تنفيذها لامرة , وقفت متردده و نظرت الى ادم الذي اوما براسة فاذعنت و توجهت متمهله الى غرفتها . جلست فغرفتها مدة ربع ساعة تصغى الى سوت و الدها الغاضب و الى اجوبه ادم الهادئه , كان يتكلم بنبره معتدله , مزيلا تدريجيا الحده من نبره و الدها . اما الان و ربما اتيح لها التفكير بنتائج تصرفها الارعن شعرت بتانيب الضمير , لم تتوقع ان تسبب جميع ذلك العذاب لوالدها , منذ طفولتها و هي مقال محبه و الدها , ولو كان و الد سواة لكانت موضع كراهيتة , لم تكن المره الاولي التي تحن بها تامي الى حكمه و الدتها و مؤاساتها , دللها جوك الى درجه مشينه ضاربا بتحذيرات الاصدقاء عرض الحائط , مدعيا ان تصرفات ابنتة المعوجه سيصلحها الادراك السليم الذي و رثتة عن و الدتها و هي سيده فاضله من يوركشاير اعتمد جوك عليها كليا طوال العشرين عاما من زواجهما . مولد تامي وضع خاتمه لزواج قام على مدي السنين على المحبه و الثقه , الطفلة التي طالما توسلاها جاءت متاخره جدا جدا فحياتهما , وتسببت بتضحيه و الدتها بحياتها من اجلها. اغرورقت عينا تامي بالدموع و هي تفكر بالمحبه الفائضه التي لقيتها طوال حياتها , وتلطيفا لعذابة من جراء خسارتة , صب جوك جميع طاقتة على تنميه اعمالة و انهالت ثمار هذا عليها و هي لا تستحقها , كيف ردت الية الرائع ؟ بعمل طائش واحد خانت ثقتة و زعزعت ايمانة و اسكتت الى الابد مباهاتة بان تامي لم تسبب له لحظه من الهم منذ و لادتها . قرع على الباب و صوت امر انتشلاها من افكارها اقاتمة: ” ارجوك ان تظهرى يا انسه ما كسويل , يرغب و الدك فالتحدث اليك”. طار قلبها استجابه لنداء ادم و اسرعت الى الباب تفتحة , كان يقف على العتبه بقامتة المديده و شفتية المومومتين و نظرت الى حيث يجلس و الدها يرشف المرطبات. ” هل انت بخير يا ابي؟”. و جرت لتجثو عند قدمية و تري بعينيها الخائفتين الامتقاع الغريب الذي يكتنف محياة . ابتسم جاهدا و كانت فصوتة رنه يشوبها الامل و هو يشير نحو ادم قائلا: ” شرح لى ادم الامر يا عزيزتى , ويجب ان اعتذر لكما على ما بدر مني”. ” ادم شرح الامر؟”. رددتها بحذر و التفتت الية تستقرىء محياة الرصين الهادىء. ” لا افهم لماذا و جدتما صعوبه فاطلاعى على حقيقة مشاعركما………”. قال جوك متذمرا: ” ربما يهزا البعض بنظريه الحب من النظره الاولي , اخبرتك مرات عديده عن لقائى بوالدتك , حين رايتها ادركت انها الفتاة الوحيده التي اريدها زوجه لي”. و مد يدة يربت فيها على راس تامي: ” اجل , تلك الساعات الاولي من اكتشاف الامر ربما تتحكم بتفكير المرء و تطرد جميع ما عداها من خواطر , اذكر لقاءنا الاول جيدا , كنا فحفله و تطوعت ان احمل اليها بعض المثلجات و كانت تقف فاحدي زوايا القاعه و حيده مرتبكه , يسيطر عليها الحياء , وعندما رجعت اكتشفت ان الحياء يلجم لسانى , التقت عيوننا و وقفنا صامتين يسبر احدنا غور الاخر الى ان ارتطم احدهم بذراعى فانسكبت المثلجات على مقدمه ثوبها. الم الذكري عقد لسانة و بدا لها انه يشيخ امام عينيها الخائفتتين , ثم نفض عنه تلك الذكريات الاليمه و بشيء من حيويتة المعهوده خاطب ادم : ” الوقت مناسب الان لاعمل بنصيحتك , اشعر بالتعب , لذا سانام قليلا و اتركك يا ادم لتنتهز الفرصه التي كنت تتحين , لا اشك فما سيصبح ردها “. |