ماذا كان يفعل الله قبل ان يخلقنا

يفعل يخلقنا ماذا كان قبل ان الله 20160909 3024

شرح كتاب الابانه – الايمان بان الله كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقة – للشيخ : ( حسن ابو الاشبال الزهيرى )


لقد خلق الله تعالى ادم عليه السلام و نهاة عن طعام الشجرة،
وعلم انه سياكل منها قبل ان يخلقه،
وهكذا سائر المعاصى و الشرور علمها الله تعالى قبل ان يخلقها؛
لانة لا يصبح شيء فملكوت الله تعالى الا بعلمة و تقديره،
خيرا كان او شرا،
وفى ذلك رد على الذين يقولون: ان الله تعالى لم يخلق الشر و لم يرده،
وان العبد يخلق فعل نفسه،
وهم القدريه الذين شابهوا المجوس،
ومن نحا نحوهم،
و لذا لما تحاج موسي و ادم حج ادم موسى؛
لانة احتج بقدر الله على معصيتة بعد ان تاب منها،
او على مصيبه خروجة من الجنة،
فذكر ان جميع هذا كان بقضاء الله تعالى و قدره.


ذكر مجمل مسائل القدر الوارده فالمجلد الرابع من كتاب الابانة


ان الحمد لله تعالى،
نحمدة و نستعينة و نستغفره،
ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا،
من يهدة الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادى له،
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له،
واشهد ان محمدا عبدة و رسوله.وبعد:فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى،
وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم،
وشر الامور محدثاتها،
وكل محدثه بدعة،
وكل بدعه ضلالة.لقد انتهينا من المجلد الثالث من كتاب الابانة،
وهو المجلد الاول فباب القدر،
ونحن الان مع المجلد الثاني فكتاب القدر،
والمجلد الرابع فكتاب الابانة،
وهذا المجلد كله يتعلق بالكلام عن عشر مسائل من مسائل القدر.


الايمان بان الله كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقه


و اولي هذي المسائل او الابواب: قال المصنف رحمة الله تعالى: [باب الايمان بان الله عز و جل كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقه] اي: اعتقاد ان الله عز و جل كتب المعصيه على ادم قبل ان يخلقه،
ومعصيه ادم كانت الطعام من الشجرة،
وقد نهاة الله عز و جل عن الطعام منها،
لكن الشيطان سول له ان هذي شجره الخلد،
وانة اذا طعام منها فانه سيخلد و لا يموت ابدا،
فانصاع ادم لكلام اللعين ابليس عليه لعنه الله،
فاكل من الشجرة،
فكان ما كان بعد الطعام ان طرد من الجنه و كثرت ذريتة و انتشر نسلة فالارض.والراجح ان هذي الجنه التي طرد منها ادم كانت فالسماء و لم تكن فالارض،
وقد جاءت بذلك بعض النصوص،
ومن رد هذا فهو من الفرق الهالكة،
اي: من قال: ان الله لم يكتب المعصيه على ادم قبل ان يخلقة فهو من الفرق الهالكه و الضالة،
وكما تعلمون ان النبى عليه الصلاة و السلام قال: (افترقت اليهود الى احدي و سبعين فرقة،
وافترقت النصاري الى اثنتين و سبعين فرقة،
وستفترق هذي الامه الى ثلاث و سبعين فرقة،
كلها فالنار الا واحدة،
قيل: يا رسول الله!
من هم؟
قال: من كانوا على كما انا عليه و اصحابي)،
اي: من كان على الهدى النبوى و على سيره الخلفاء الراشدين و الصحابه الاكرمين رضى الله عنهم اجمعين.ولا يلزم من قولنا ان هذي الفرق ضاله و انها فالنار انها مخلدة؛
لانة لا يخلد فالنار الا الكفار و المنافقون،
والدليل على ان هذي الفرق رغم ضلالها و هلاكها الا انها ليست كافره و لا تخلد فنار جهنم ان النبى عليه الصلاة و السلام قال: (وستفترق امتي)،
فسماهم من الامة،
ومفاد البحث فهذا الحديث او فهذه الجزئيه من الحديث ان الامه الاسلاميه ستفترق الى ثلاث و سبعين فرقة،
وقد بين شيخ الاسلام ابن تيميه فالفتاوي و غير واحد ممن تعرض لشرح ذلك الحديث ان هذي الفرق كلها ربما ظهرت فالامة،
والخوارج اول الفرق ظهورا حتي فزمان النبى صلى الله عليه و سلم،
والدليل: هذا الرجل الذي يدعي بذى الخويصره التميمى : (لما اتي الى النبى عليه الصلاة و السلام و قال: يا محمد!
اعطنى من ما ل الله لا من ما لك و لا ما ل ابيك،
فلما اعطاة النبى عليه الصلاة و السلام قال: و الله ما اريد بهذه القسمه و جة الله،
فقال النبي: و يحك!
ومن يعدل اذا لم اعدل؟!
فلما و لي مدبرا،
قال النبى عليه الصلاة و السلام: سيخرج من ضئضئ ذلك قوم تحقرون صلاتكم الى صلاتهم،
وصيامكم الى صيامهم،
يقرءون القران لا يجاوز تراقيهم)،
فانظر الى اوصاف اهل البدع،
فتجد انهم يجتهدون جدا جدا فالعبادة،
وهذا هو الذي يغر العامة؛
فيري رجلا من اهل البدع يصلى و يصوم اكثر منه،
ويقرا القران باستمرار لا يمل و لا يتعب،
فيغتر فيه فيقول: ذلك رجل من اهل الصلاح،
لكن لا يعلم انه من اهل البدع الا اهل العلم،
و لذا العلم نور و بصيرة،
وقوله فالحديث: (يقرءون القران لا يجاوز تراقيهم)،
اي: ان القراءه من اللسان و الفم و لا علاقه لها بالقلب،
و لذا قال النبى عليه الصلاة و السلام: (الخوارج كلاب النار)،
وغير هذا من الوعيد الذي و رد فيهم.ثم ظهرت بعدهم -بعد الخوارج- القدريه الذين انكروا القدر،
وقالوا: ان الامر انف،
وان الله لا يعلم الحاجات الا بعد و قوعها،
فنفوا العلم الازلى لله عز و جل،
كما نفوا الكتابة فاللوح المحفوظ و غير ذلك.وبلا شك ان غلاه الفرق كفار خارجون عن الملة،
وفى بعض فروع هذي الفرق فرق اخرى،
فتجد ان القدريه انقسموا الى اقسام كثيرة،
وتجد الشيعه او الرافضه انقسموا الى اكثر من عشرين فرقه داخلية،
فيندرجون تحت فرقه واحده و هي الشيعه او التشيع،
لكنهم انقسموا فيما بعد على انفسهم،
وكل انقسام اخذ فرقا داخلية فداخل الفرقه الواحدة،
ومن هذي الفرق الفرعيه ما اتي باقوال تنقض الايمان و الاسلام و التوحيد من اساسه،
وبلا شك لو و جدنا ان فبعض الفرق من يقول: الله تعالى رجل رائع المنظر!
ان ذلك القول كفر بواح،
ومن قال فيه او اعتقدة فقد كفر بالله عز و جل؛
لانة ليس له مثيل و لا شبية و لا كفء و لا ند: ليس كمثلة شيء و هو السميع البصير [الشورى:11]،
فالذى يقول: ان الله تعالى على صورة الرجل،
او انه رجل رائع المنظر غير انه مجوف او مصمت -هكذا قالوا- فهو كفر،
ولولا ان الله حكي مقاله الكافرين فالكتاب ما جرؤت ان احكى مقاله هؤلاء،
ولكن اقتداء بالقران الكريم لما حكا الله تعالى اقوال الكافرين جوز لنا ان نحكى اقوال الكافرين كذلك.قال: [الباب الاول: الايمان بان الله عز و جل كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقه،
فمن رد هذا فهو من الفرق الهالكة].


الايمان بان السعيد و الشقى من سعد او شقى فبطن امة و خلق الله للنطفه و ان عزل صاحبها


قال: [الباب الثاني: باب الايمان بان السعيد و الشقى من سعد او شقى فبطن امة قبل ان يخرج الى الوجود،
ومن رد هذا فهو من الفرق الهالكة.
الباب الثالث: الايمان بان الله عز و جل اذا قضي من النطفه خلقا -اي: اذا قدر للنطفه ان تكون خلقا و انسانا مكونا- كان،
وان عزل صاحبها]،
اي: و ان عزل عن امراته،
ولكن الله تعالى قدر للنطفه ان تكون و لدا كانت،
و لذا انتم تعلمون ما و رد فالسنة: (كنا نعزل و القران ينزل)،
والعزل هو ان يجامع الرجل امراتة فاذا اراد ان يقذف قذف ما ءة خارج الرحم،
والحره تستاذن فذلك و لا تستاذن الامة؛
لان ذلك باب من ابواب الايلام،
فالحره تستاذن به خلافا للامة،
والعزل جائز مع الكراهة،
كما ان الخصاء مكروه؛
ومن عزل لا ياثم بذلك؛
لان الصحابه كانوا يعزلون فحضره النبى عليه الصلاة و السلام،
(واستاذنة رجل فالعزل،
فقال: اعزل او لا تعزل،
فاذا قدر الله تعالى للنطفه ان تكون كانت)،
اي: انه يريد ان يبين ان هذي المساله لا تعلق لها ابدا بمشيئتك،
فاذا شاء الله تعالى ان تكون نطفه كانت و ان عزلت.ونحن الان نسمع كثيرا فالابحاث الطبيه ان امرأة تحمل دون جماع،
وانا لا اريد ان افتح ذلك الباب؛
لانكم تعلمون خطورته؛
فالباب هو ان جميع زانيه تاتى و تقول: انا حملت بغير جماع،
كما فتح الباب من قبل على مصراعية لما انتشر ان الجن يجامعون النساء،
فكل امرأة فاجره زنت تقول: لقد جامعني الجني!
وهذا خارج عن ارادتي،
ولا شك ان ذلك باب لو فتح على مصراعية فالامر به خطير.


التصديق بان الايمان لا يصح لاحد حتي يؤمن بالقدر


قال: [الباب الرابع باب: التصديق بان الايمان لا يصح لاحد و لا يصبح العبد مؤمنا حتي يؤمن بالقدر خيرة و شره،
وان المكذب بذلك ان ما ت عليه -اي: على التكذيب بالايمان بالقدر خيرة و شره- دخل النار،
والمخالف لذا من الفرق الهالكة]،
و لذا قال النبى عليه الصلاة و السلام: (لا يؤمن احدكم حتي يؤمن بالقدر خيرة و شره،
وان جميع هذا من عند الله).


الايمان بان الشيطان مخلوق مسلط على بنى ادم


قال: [الباب الخامس: باب الايمان بان الشيطان مخلوق] و الذي خلق الخلق هو الله عز و جل،
ومن بين المخلوقات ابليس،
وهو راس الشر،
والخير و الشر من عند الله،
والخير و الشر مخلوقان لله عز و جل.قال: [باب الايمان بان الشيطان مخلوق مسلط على بنى ادم يجرى منهم مجري الدم]،
اي: كما يجرى الدم فالعروق،
فايضا الشيطان يجرى منك كما يجرى الدم،
فما هو الدليل؟اليس قول النبى الكريم: (ان الشيطان اذا سمع الاذان و لي و له ضراط)؟
والحديث فالصحيحين،
لكن هل هو فالمساله التي ذكرتها؟
لا،
و لذا الدليل الذي يصح الاحتجاج فيه يشترط به شرطان: الاول: ان يصبح صحيحا،
والثاني: ان يصبح صريحا فالنزاع.ومن قبل قلت لكم: لو ان امرأة اتت الان و قالت: طلقنى زوجي،
اي: قال لها: اذهبى فانت طالق،
فهل ذلك الطلاق يقع ام لا؟الجواب: نعم يقع،
بدليل ان النبى عليه الصلاة و السلام قال: (من صام رمضان ايمانا و احتسابا بعدها اتبعة بست من شوال فكانما صام الدهر)!
فهذا الدليل صحيح ام لا؟الجواب: الدليل ليس صريحا فالنزاع؛
لانة ليس له علاقه بالقضية،
ما لقضية الصيام بقضية الطلاق؟!
اذا: الدليل الذي يجوز الاحتجاج فيه فقضية ما شرطاه: ان يصبح صحيحا،
وان يصبح صريحا فمحل النزاع،
وانا الان اطالب الطلبه بان ياتوا بحديث يثبت ان الشيطان يجرى من ابن ادم مجري الدم فالعروق،
فقال الاخ الكريم بحديث توفر به شرط واحد و فقد الشرط الثاني،
اذا ذلك يهدم من اساسة و لا يصح للاحتجاج به.
كما لو اتي انسان فقال: قال النبى عليه الصلاة و السلام: (ان الشيطان يجرى من ابن ادم مجري الدم فالعروق)،
اخرجة فلان،
وفية فلان الضعيف،
فاقول له: انت الان حكمت بان ذلك الدليل لا يصلح للحجة،
وان كان صريحا فالنزاع او فالطلب،
لكنة لا يصلح ان يصبح دليلا لضعفه.والحجة: (ان النبى عليه الصلاة و السلام كان يعتكف العشر الاواخر من رمضان،
فاتت صفيه فتاة حيى بن اخطب رضى الله عنها و لعن الله اباها،
ثم اراد النبى عليه الصلاة و السلام ان يقلبها الى بيتها،
فخرج من المعتكف ليردها الى المنزل،
فراة صحابيان،
فناداهما النبى عليه الصلاة و السلام و قال: انها صفيه فتاة حيى ،

فقالوا: سبحان الله!
يا رسول الله!
اوفيك نشك؟
فقال النبى عليه الصلاة و السلام: ان الشيطان يجرى من ابن ادم مجري الدم فالعروق)،
والحديث فالصحيحين،
وهو صريح فان الشيطان يجرى من ابن ادم مجري الدم فالعروق.وهنالك حديث صحيح و صريح من جهه العموم لا من جهه فصل النزاع فقضية فرعية،
وهو ان النبى عليه الصلاة و السلام قال: (يا معشر الشباب!
من استطاع منكم الباءه فليتزوج؛
فانة اغض للبصر و احصن للفرج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له و جاء)،
والوجاء الوقايه من الشيطان،
ويوضح ذلك قوله عليه الصلاة و السلام: (فضيقوا عليه بالصيام).فتبين ان الصائم يهبط فبدنة جريان الدم،
وبالتالي يهبط معه الشيطان و يخمد،
وانتم تعملون انه اذا دخل رمضان غلقت ابواب النيران و فتحت ابواب الجنان و صفدت الشياطين بسبب الصيام و غير ذلك.


الايمان بان جميع مولود يولد على الفطره و ذرارى المشركين


قال: [الباب السادس: باب الايمان بان جميع مولود يولد على الفطرة،
وذرارى المشركين]،
اي: ما من مولود من بنى ادم الا و يولد على الفطره كما جاء فالصحيحين انه عليه الصلاة و السلام قال: (كل مولود يولد على الفطره -وفى رواية: على فطره الاسلام،
اي: ما من مولود الا و يولد مسلما- فابواة يهودانة او ينصرانة او يمجسانة او يشركانه)،
اي: يجعلانة يهوديا او نصرانيا او مجوسيا او مشركا،
مع انه ما من مولود الا يولد على فطره الاسلام،
وهذا الميثاق الذي اخذة الله على ذريه ادم لما استخرجهم من ظهور ابائهم؛
يوم ان اخرجهم و وضعهم فكفة سبحانة و تعالى و قال: هؤلاء للنار و هؤلاء للجنة،
او العكس.وايضا ذرارى المشركين،
اي: ان جميع الكفار اذا انجبوا اولادا صغارا فانهم يولدون على الاسلام و على الايمان و التوحيد؛
للميثاق الاول الذي اخذ عليهم: و اذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلي [الاعراف:172]،
اي: شهدوا بربوبيه الله عز و جل،
والشهاده بالربوبيه عند الاطلاق تعني توحيد الربوبيه و الالهية،
واذا ذكر التوحيدان كان لكل منهما مضمون و مراد يختلف عن الاخر،
وقد اختلف العلماء فابناء المشركين اذا ما توا قبل البلوغ هل هم كفار؟
فقال اقوام من اهل العلم: انهم كفار تبعا لابائهم،
وقال بعض اهل العلم: هم مؤمنون،
وهم من اهل الجنه مع اطفال المسلمين الذين ما توا قبل البلوغ؛
لان اطفال المسلمين الذين ما توا قبل البلوغ يدخلون الجنه و لا اعلم فذلك خلافا؛
لانة لم يجر عليه القلم،
ولم يبلغ الحلم،
فلا ذنب اقترفة و لا اثم فعله،
وحينئذ هو من اهل الجنة،
و لذا جعل النبى صلى الله عليه و سلم ذلك بابا من ابواب الشفاعه فقال: (من ما ت له ثلاثه من الولد قبل ان يبلغوا الحنث فاحتسبهم دخل الجنة،
قالوا: يا رسول الله!
واثنان؟
قال: و اثنان).
صلي الله على نبينا محمد،
وقد جاء فالحديث: (سئل النبى عليه الصلاة و السلام عن اطفال المشركين فقال: الله اعلم بما كانوا عاملين)،
حتي تعلم منشا الخلاف عند اهل العلم؛
لان اهل العلم اختلفوا على مذاهب شتى،
فمنهم من قال: هم كفار،
ومنهم من قال: هم مؤمنون،
ومنهم من توقف،
ومنهم من قال: يبتلون يوم القيامه باختبار و امتحان،
فان نجحوا و فازوا دخلوا الجنة،
وان رفضوا دخلوا النار،
وهذا الامتحان فالتوحيد،
اذا منشا الخلاف قوله عليه الصلاة و السلام: لما سئل عن اطفال المشركين: (الله اعلم بما كانوا عاملين)،
اي: لا اعرف ماذا كانوا سيعملون؟
فلما توقف النبى توقف الناس فيهم،
او اختلف الناس فيهم،
لكن النبى عليه الصلاة و السلام (سئل فاخر حياتة عن اطفال المشركين فقال: هم فالجنه مع ابراهيم عليه السلام)،
ولا شك ان ذلك القول ينسخ القول الاول،
وهذا الذي استقر عليه مذهب جماهير العلماء من اهل السنه و الجماعة،
ان اطفال المشركين اذا ما توا قبل بلوغ الحلم و قبل ان يجرى عليهم القلم فهم مع اطفال المسلمين فالجنة،
وهذا هو القول الراجح،
وهو الذي نرجو و نود ان يصبح موافقا لرحمه الله عز و جل؛
لان هؤلاء لا يحاسبون.


ما روى فالمكذبين بالقدر و ما روى عن الصحابه فذلك


قال: [الباب السابع باب: ما روى فالمكذبين بالقدر.
الباب الثامن: باب ما روى فذلك عن الصحابه و مذهبهم فالقدر رحمهم الله] و ذكر ابا بكر الصديق بعدها عمر بعدها على بن ابي طالب .



باب الايمان بان الله عز و جل كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقه


قال: [باب: الايمان بان الله عز و جل كتب على ادم المعصيه قبل ان يخلقه،
فمن رد هذا فهو من الفرق الهالكة].والباب به عن عمر بن الخطاب و ابي هريره و غير واحد من الصحابه رضى الله عنهم،
وكدت اقول: ان الطرق التي و رد فيها ذلك الحديث تكاد تكون متواترة،
لكن ليست متواتره على الحقيقة،
لكنها بلغت مبلغا من الشهره و الذيوع بالمكان العالي.


شرح حديث عمر: (ان موسي قال: يا رب!
ارنى ادم الذي اخرجنا و نفسة من الجنة)


قال: [عن عمر رضى الله عنه قال: قال النبى عليه الصلاة و السلام: (ان موسي قال: يا رب!
ارنى ادم الذي اخرجنا و نفسة من الجنة)]،
اي: ارنى ادم الذي اخرجنا نحن الذريه و اخرج نفسة من الجنة،
فهذه مصيبه حلت بادم قبل ان تحل بالذرية.قال: [(فاراة الله عز و جل ادم)]،
كلمه (فاراه) تصدق على رؤية المنام كما تصدق على رؤية العين،
و لذا تقول: رايت فيما يري النائم و تسميها رؤية،
مع انها فالحقيقة ليست رؤية بمعني الكلمة،
فلما احتملت هذي الكلمه و غيرها من العبارات المنصوصه فهذا الحديث اختلف اهل العلم فلقاء موسي بادم،
فمنهم من قال: كان لقاء موسي بادم لقاء ارواح،
ومنهم من قال: احيا الله لموسي ادم فلقية و كلمه،
ومنهم من قال: ان الله عز و جل انما اري موسي ادم فقبره،
او اري ادم موسي فقبرة عند الكثيب الاحمر ففلسطين،
وغير هذا من الاقوال،
والذى يترجح لدى ما رجحة الحافظ ابن حجر عليه رحمه الله فقال: و ذلك من ابواب الابتلاء فالايمان.فالنبى عليه الصلاة و السلام راي الانبياء فليلة الاسراء و صلى بهم،
ولا يجوز ان نتنازع كيف صلى بهم و لا كيف راهم؟
لكننا نقول: ان ذلك باب من ابواب الابتلاء فالايمان،
فاذا عجزنا عن البلوغ و الوصول الى الحكمه من النصوص فلا اقل من ان نسلم فذلك،
و لذا قال الحافظ ابن حجر قولا ممتعا جدا جدا فالفتح فشرح ذلك الحديث: و ذلك مما يجب الايمان فيه لثبوتة عن خبر الصادق و ان لم يطلع على طريقة الحال،
فينبغى الايمان بذلك،
وليس هو باول ما يجب علينا الايمان به،
وان لم نقف على حقيقة معناة كعذاب القبر.لكن يمكن ان يقول شخص: انا مؤمن بعذاب القبر،
لكنى اريد ان اعرف كيف يقع عذاب القبر؟
وكيف يجلس الميت فقبرة و هو ضيق جدا؟
لا تنظروا الى هذي الغرف الكبيرة،
وانما اصل القبر لحد كما قال عليه الصلاة و السلام: (اللحد لنا و الشق لغيرنا)،
فاللحد ضيق جدا جدا لا يكاد الانسان يتقلب به حركة واحدة،
فما بالك ان ياتى ملكان و يجلسانة و يسالانة و هو يجيبهم؟!
ثم اذا تلعثم فالجواب ضرب بمرزبه فغاص فالارض سبعين ذراعا،
كيف يتم هذا كله فهذا القبر الضيق الصغير؟
كل هذا نؤمن به،
وانة على الحقيقة،
وان الله على جميع شيء قدير،
فاذا كنت اؤمن ان الله على جميع شيء قدير،
اذا: انا اؤمن بان الله قادر على ان يجمع ذلك الكون فبيضه صغيرة،
بل يجمع ذلك الكون و يدخلة سم الخياط،
اي: خرم الابرة؛
لانة قادر على جميع شيء سبحانة و تعالى،
ولا اقيس قدره الخالق بقدرتي،
اذ ان قدرتى محدوده ضعيفة،
ولها قوانين ارضيه سفليه تحكمها،
اما الله عز و جل ففوق جميع القوانين،
وافعالة لا منتهي لها و لا مثيل لها.و لذا نحن نقول: توحيد الربوبيه يستلزم توحيد الالهية،
وتوحيد الربوبيه يعني ان الله هو الرب الخالق المدبر لشئون خلقة القيوم على شئون عباده،
ومعني توحيد الافعال،
اي: يفعلة الله و لا يفعلة احد،
كيف ذلك؟
الله تعالى يسمع،
فهل يسمع العالم كله منذ ان خلق الله السماوات و الارض الى قيام الساعة كسمع الله؟
لا يسمعون،
وان اجتمعت اسماعهم،
فالله تبارك و تعالى هو الذي يخلق و لا خالق غيرة و لا رب سواه،
ولو اجتمع الانس و الجن على ان يخلقوا رجلا او امرأة او طفلا رضيعا؛
فهل يستطيعون ان يخلقوا طفلا رضيعا كما يخلق الله؟
لا،
اذا: هو واحد فافعاله،
ولو قلت لي: هل بامكانك ان تدخل ذلك السلك فخرم الابرة؟
اقول لك: انا اعجز عن ذلك،
لكن الله يجمع الدنيا كلها اذا اراد و يدخلها من سم الخياط؛
لانة على جميع شيء قدير.قال: و ليس هو -اي: لقاء ادم لموسى- اول ما يجب علينا الايمان به،
وان لم نقف على حقيقة معناة كعذاب القبر و نعيمه.
واعلم ان ذلك الكلام بمثابه الاصول القويه المتينه لاهل السنه و الجماعة.قال: و متي ضاقت الحيل فكشف المشكلات،
اي: فبيان الحكمه من الامر او النهى اذا ضاقت علينا،
مثل: لماذا امرنا الله بصلاه اربع ركعات فالظهر و العصر و العشاء؟
لماذا امرنا الله بصلاه ركعتين فالصبح و المغرب ثلاثا؟
وما الحكمه من ذلك العدد؟
ولم لم يجعل الظهر خمسا او ثلاثا؟
خفيت علينا الحكمه و لم يبق لنا الا و جوب التسليم لله عز و جل.قال: و متي ضاقت الحيل فكشف المشكلات لم يبق الا التسليم،
اي: التسليم و الاذعان لله عز و جل.وقال ابن عبدالبر: كهذا عندي -اي: كلقاء ادم بموسى- يجب به التسليم و لا يوقف به على التحقيق؛
لانا لم نؤت من جنس ذلك العلم الا قليلا،
اي: لانا لم نؤت فبيان المشكلات و حل الغامض من ذلك الا شيئا نادرا جدا،
اذ ان معظم امور الغيب يجب بها التسليم و يمتنع السؤال عن الحكمة،
وليس ذلك فمسائل الغيب فقط،
بل من المسائل العملية التي يعملها الناس بالليل و النهار لا يعلمون لها حكمة،
و لذا المنى فمذهب جماهير العلماء طاهر و يوجب الغسل،
والبول بالاجماع نجس و لا يوجب الغسل،
لكن ربما يقول قائل: لماذا؟
انا لا استطيع ان اقول لك السبب،
لكن الذي استطيع ان اقوله لك: اننى امنت بذلك و سلمت لله عز و جل،
وانا على يقين ان افعال الله تعالى كلها و اوامرة و نواهية مبنيه على الحكمة،
لكن احيانا يخفى الله هذي الحكمه حتي يبتلينا فالايمان،
هل سنعمل بما يرضى الله عز و جل عنا ام لا؟
سنتحرك ام لا؟
ام انه لابد فاى شيء ان نحكم به عقولنا؟
و لذا لما جري الفلاسفه و تبعهم المعتزله على مبدا التقبيح و التحسين العقلى ضلوا فالكتاب و السنة؛
لان التحسين و التقبيح مردة الى الشرع،
فما حسنة الشرع فهو الحسن،
وما قبحة الشرع فهو القبيح،
اما المعتزله فقد ذهبوا الى ان الحسن ما حسنة العقل و ان قبحة الشرع،
والقبيح ما قبحة العقل و ان حسنة الشرع،
فاستحقوا ان يكونوا من الفرق الهالكه الضالة؛
لانهم خالفوا الكتاب و السنه و اجماع اهل السنه و الجماعة.قال: [(ان موسي قال: يا رب!
ارنى ادم الذي اخرجنا و نفسة من الجنة،
فاراة الله عز و جل ادم)]،
والحافظ النووى استظهر فكتابة شرح مسلم ان ذلك اللقاء كان على الحقيقة؛
لانة ليس ببعيد على الله عز و جل ان يحيى ادم فزمان موسي و يلتقيان و يتحادثان،
وهذا الذي يطمئن الية قلبي؛
لان اجراء النص على ظاهرة اذا كان ممكنا بغير تاويل و لا تكلف فلا يصار الى التاويل،
لكن كيف هو يمكن و ربما ما ت ادم؟
الامكانيه ان الله قادر على ان يردة حيا،
واذا كان الله تعالى ربما اقدر بعض خلقة كعيسي بن مريم ان يحيى الموتي باذنه،
فكيف لا يحيى الله تعالى ادم و يجعلة فلقاء مشافهه و مواجهه مع موسي عليه السلام؟
وهل ذلك بعيد على الله؟
اذا كان الله تعالى يخلق الخلق من العدم،
ثم يميتهم بعدها يحييهم مره ثانية و يحاسبهم،
فاما الى الجنه و اما الى النار،
فهو يقدر ان يخلق ادم مره اخرى،
او ان يعيد خلقة مره اخرى،
وهو الذي بداة من العدم سبحانة و تعالى،
والاعاده اهون من المبدا.قال: [(فاراة الله عز و جل ادم،
فقال: انت ابونا ادم؟)]،
اي: ان موسي عليه السلام يبكت ادم اباه،
[(انت ابونا ادم؟
فقال له ادم: نعم،
قال: انت الذي نفخ الله فيك من روحه،
وعلمك الاسماء كلها،
وامر الملائكه فسجدوا لك؟
قال: نعم،
قال: فما حملك على ان اخرجتنا و نفسك من الجنة؟)]،
اي: ما هو عذرك يا ادم فانك و قعت فيما و قعت فيه،
وتسببت فهذه المصيبه التي لحقت البشريه و الذريه من بعدك؟
قال: [(فقال له ادم: و من انت؟
قال: انا موسى،
قال: انت نبى بنى اسرائيل الذي كلمك الله من و راء حجاب،
ولم يجعل بينك و بينة رسولا من خلقه؟
قال: نعم،
قال: فما و جدت فكتاب الله ان هذا كائن قبل ان اخلق؟)]،
اي: الكتاب الذي انزل عليك يا موسى!
اليس به ان الله تعالى كتب هذا على قبل ان يخلقني؟قال: [(قال موسى: نعم،
قال ادم: ففيم تلومنى على امر ربما سبق من الله به القضاء قبل ان اخلق؟
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حينئذ: فحج ادم موسى،
فحج ادم موسى،
فحج ادم موسى)]،
اي: غلب ادم موسي بالحجه و انتصر عليه؛
لانة ارجعة الى الامر المكتوب ازلا،
وان ذلك الامر المكتوب كان فعلم الله الازلى الاولي.


شرح حديث ابي هريرة: (احتج ادم و موسى) من عده طرق


قال: [وعن ابي هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (احتج ادم و موسى،
فقال موسي لادم: انت الذي ادخلت ذريتك النار؟
قال ادم لموسى: اصطفاك الله برسالتة و بكلامه،
وانزل عليك التوراة،
فهل و جدت انني اهبط؟
-اي: هل و جدت ذلك فالكتاب؟- قال: نعم،
فحجة ادم)]،
اي: غلبة بالحجة.
[وعن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تحاج ادم و موسى)]،
اي: كانت بينهما مناظرة،
والمناظره ايها الاخوة!
تجوز حتي بين الابن و ابيه؛
لان موسي ابن و ادم اب،
ومع ذلك فموسي هو الذي طلب ادم للحجاج و المناظرة،
والمناظره بين الولد و والدة ليست من سوء الادب؛
لان بعض الناس يظن ان الولد اذا اراد تبيين الحق لابية قالوا: كيف يتكلم مع ابية بهذه الطريقة؟
ان ابراهيم عليه السلام ناقش و الده،
ونوح عليه السلام ناقش و لده.فالمناظره بين الوالد و ولدة جائزه اذا كان المراد منها الوصول الى الحق،
وانما يعاب على من يناقش و الدة التعدى فالادب،
واختيار الالفاظ غير اللائقه بمقام الابوة،
اما المناظره لاجل الوصول الى الحق و مرضاه الرب فهذا امر محمود فالشرع،
والكيفية نفسها التي تكون احيانا مذمومه و احيانا محموده حسب ادب الولد.وايضا المناظره بين العبد و السيد،
وبين الزوجه و زوجها،
وبالتالي فلا باس ان تذكر المرأة زوجها بالله،
وان تشير عليه بامر قد خفى عليه،
كما اشارت ام سلمه رضى الله عنها على النبى صلى الله عليه و سلم فصلح الحديبية،
وذلك لما خرج عليهم النبى عليه الصلاة و السلام و قال: (اذبحوا الهدى و حلوا من احرامكم،
فلم يفعلوا،
فدخل مغموما خيمته،
فلما علمت ام سلمه بذلك قالت: يا رسول الله!
اخرج فاذبح الهدى و احلق،
واذا راوك ربما فعلت هذا فعلوا،
فلما خرج و فعل فعلوا رضى الله عنهم)،
فهذه من باب المشورة.
لكن لا ياتى شخص الان على خط مستقيم و يقول لامراته: ان رايك عندي استشاري،
وانت ليس لك قيمه عندي،
انت امراة،
انت انثى،
حتي و لو و افق رايك القران و السنه فايضا انت امراة!
ماذا يعني بهذا الكلام؟
ان الحق يا اخي!
يقبل من جميع من جاء فيه و ان كان يهوديا،
والسلف يقولون: الحكمه ضاله المؤمن اينما و جدها التمسها و اخذها،
وهذه ليست هي القضية،
وانما القضية فهذا الكلام الذي نسمعة احق ام باطل؟
موافق ام مخالف؟
مردود ام مقبول؟
فهذه هي القضية و هي الفيصل،
اما ان تقول: ما دام انك نصرانى فلن اخذ منك شيئا،
فلا؛
لان النبى عليه الصلاة و السلام قال لابي هريره : (صدقك و هو كذوب)،
اي: ان كلامة صدق،
فهل يرد الكلام الصدق؟
ولو كان يرد الصدق -وان اتي من ابليس- لما اقر النبى عليه الصلاة و السلام ابليس على ان نصح ابا هريره ان يقرا ايه الكرسى عند نومه،
فاذا قراها فلا يزال عليه من الله حافظ حتي يصبح،
وانما اقر النبى ابليس فهذا لانة صدق،
وليس له مصلحه فان يكذب فهذا الموطن،
فقال: (يا ابا هريره !

صدقك و هو كذوب،
اتدرى من يخاطبك منذ ثلاث؟
قلت: الله و رسولة اعلم،
قال: ذاك شيطان).فالحق يؤخذ من جميع من اتي به،
اما ان تقف مع امراتك على خط مستقيم فلا تقبل لها قولا و تنهرها و تسفة احلامها و غير ذلك،
فليس ذلك دينا،
وبعض الناس يتصور ان ذلك باب من ابواب الشهامه و الرجولة؛
انة دائما يضربها و يرد اقوالها،
ويقول لها: و ان و افقك الكتاب و السنة.
يا اخي!
انك جبار عنيد،
والحق يؤخذ منها اذا نطقت به.


معني قول ادم لموسى: (انت الذي اعطاك الله علم جميع شيء)


قال: [وعن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تحاج ادم و موسى،
فقال موسى: انت الذي اغويت الناس و اخرجتهم من الجنه الى الارض؟
-اغويت: من الغوايه و هي الضلال- فقال له ادم: انت الذي اعطاك الله علم جميع شيء)]،
وهل الله سبحانة و تعالى بالفعل اعطي لموسي علم جميع شيء؟
لا،
اذا: ذلك يسمي عند الاصوليين من العام المخصوص،
وكلمه (كل) من الفاظ العموم،
اي: علم جميع شيء ربما و رد فالكتاب الذي انزلة عليه،
بدليل انه ما احاط بشر قط بالعلم كله،
واعلم العلماء فالخلق نبينا عليه الصلاة و السلام،
ومع ذلك قال الله تعالى: و ما اوتيتم من العلم الا قليلا [الاسراء:85].اذا: قوله: (واعطاك الله علم جميع شيء)،
اي: علم جميع شيء ربما جاء فالتوراة،
ومصداق ذلك: ان موسي عليه السلام لما سئل: اتدرى احدا اعلم منك؟
قال: لا،
فعاتبة الله عز و جل على هذا لانة تعجل الجواب،
فقال: يوجد عبد من عبادى هو اعلم منك،
اذهب الية فمكان كذا،
والقصة طويله و ربما شرحناها من قبل،
والشاهد منها: ان موسي عليه السلام لما التقي بالخضر قال له الخضر : انت على علم علمكة الله لم يعلمنيه،
وانا على علم علمنية الله لم يعلمك.
اذا: موسي عليه السلام لم يحط بالعلم،
وانما احاط بالعلم الذي نزل اليه،
فهذا يسمي فالاصول من العام المخصوص،
اي: و ان كان اللفظ عاما،
لكن المراد من النص ليس العموم المطلق،
وانما العموم الخاص بالكتاب البيت عليك يا موسى!قال: [(انت الذي اعطاك الله علم جميع شيء و اصطفاك على الناس -اي: اختارك- برسالته؟
قال موسى: نعم،
قال: افتلومنى على امر ربما كتب على قبل ان افعله،
او قال: قبل ان اخلق؟
قال: فحج ادم موسى)].


اختيار الالفاظ المناسبه من محاسن اللغه العربية


[وعن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (التقي ادم و موسى)]،
وفى كلمه (التقى) مغزي لغوى مفاده: انه لا يصح استخدام لفظ احدث مكانة يربط بين ادم و موسى،
و لذا انا لا استطيع ان اقول: الشمس خرجت،
وانما: الشمس طلعت.
وايضا لما قال عمر رضى الله عنه: (كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ طلع علينا رجل)،
فقوله: (اذ طلع)،
هذا اللفظ لا يصلح ان يصبح لحقيقة الادميين،
وانما الذي يصلح للادمي: خرج او دخل علينا رجل،
اما (طلع) فلا هو قمر و لا هو شمس،
و لذا قال: (هو جبريل اتاكم يعلمكم دينكم)،
فربطنا قوله: (هو جبريل) بالقول الاول (طلع)،
فعمر ما قال: طلع علينا رجل الا لما علم انه جبريل،
فاختار لفظا يتناسب مع جبريل و لا يتناسب مع حقيقة الادمي،
فقال: طلع،
ولم يقل: خرج او دخل،
فايضا قوله هنا: (التقي ادم و موسى).


معني قول موسي لادم: (انت الذي اشقيت الناس و اخرجتهم من الجنة)


قال: [(التقي ادم و موسى،
فقال موسي لادم: انت الذي اشقيت الناس -من الشقاء و التعاسة،
وهو ضد السعادة- و اخرجتهم من الجنة؟
قال: فقال ادم لموسى)] و فالحقيقة يذكر الامر باعتبار ما سيكون؛
لان الذي خرج من الجنه هو ادم و حواء دون الذرية،
اذ ان الذريه ما كانت الا على الارض،
اي: لم يكن لادم نسل فالجنة،
وانما لما نفخ الله به الروح و امرة بهذه الاوامر و قعت المخالفه بعدين فورا من شده اغواء الشيطان و ابليس له،
فكان الخروج فورا من الجنه الى الارض،
فلم يحصل لادم تناسل فالجنة،
وانما اول التناسل حصل بعد ان نزل الى الارض،
فقوله هنا: (انت الذي اشقيت الناس و اخرجتهم من الجنة)،
هو فالحقيقة يريد ان يقول: انت الذي خرجت من الجنة،
وبالتالي كانت ذريتك حاصله على الارض و ليس فالجنة،
بدليل ان الاجماع منعقد على ان ادم لم ينجب فالجنة،
وانما انجب فالارض،
فقوله: انت الذي اخرجت الناس من الجنة،
هو فالحقيقة ما اخرجهم،
وانما اخرج نفسه،
وهو اس النسل عليه السلام.قال: [(فقال ادم لموسى: انت موسي الذي اصطفاك الله برسالته،
واصطفاك لنفسه،
وانزل عليك التوراة؟
قال: نعم،
قال: فهل و جدتة كتب على قبل ان يخلقني؟
قال: نعم،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فحج ادم موسى،
فحج ادم موسى،
فحج ادم موسى)]،
اي: غلبة بالحجة.[وعن ابي هريره قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تحاج ادم و موسي عليهما السلام،
فقال ادم لموسى: انت يا موسى!
الذى بعثك الله برسالته،
واصطفاك على خلقه،
ثم صنعت الذي صنعت؟)]،
فى جميع مره موسي هو الذي يقول لادم،
وهذه المره بدا ادم،
قال: (انت يا موسى!
الذى بعثك الله برسالته،
واصطفاك على خلقه،
ثم صنعت الذي صنعت؟)،
وانتم تعلمون ان موسي عليه السلام قتل نفسا،
وكان قد و قع فالنفس الثانية،
لولا انه استرجع ما كان منه بالامس: اتريد ان تقتلنى كما قتلت نفسا بالامس [القصص:19]،
اى فما الخبر يا موسى؟
او كلما تلقي شخصا تريد قتلة ام كلما يصرخ عليك شخص من قومك تقوم مباشره بقتله؟قال: [(فقال موسى: انت ادم ابو الناس الذي خلقك الله بيده،
واسجد لك ملائكته،
واسكنك جنته،
فلولا ما صنعت دخلت ذريتك الجنة؟
قال ادم لموسى: اتلومنى على امر ربما قدر على قبل ان اخلق؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فحج ادم موسى).ومن طريق ابي هريره قال: قال النبى صلى الله عليه و سلم: (لقى ادم موسي عليهما السلام،
فقال موسى: انت ادم الذي خلقك الله بيده،
واسكنك جنته،
واسجد لك ملائكته،
ثم فعلت ما فعلت،
فاخرجت ذريتك من الجنة؟
قال ادم: يا موسى!
انت الذي اصطفاك الله برسالته،
وكلمك و قربك نجيا؟
قال: نعم،
قال: فانا اقدم ام الذكر؟)]،
انظروا الى الحجة،
يقول له: ايهما خلق اولا انا ام اللوح المحفوظ؟
[قال: بل الذكر] الذي هو اللوح المحفوظ.[قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (فحج ادم موسى،
فحج ادم موسى)]،
وكان ادم اراد ان يقول لموسى: انا اقدم ام الذكر؟
قال موسى: الذكر،
والذكر مكتوب به جميع شيء الى قيام الساعة،
وبالتالي مكتوب به ان ادم سياكل من الشجرة.


اثر ابن عباس: (قد اخرج الله ادم من الجنه …)


قال: [وعن ابن عباس قال: (قد اخرج الله ادم من الجنه قبل ان يسكنة اياها)]،
اي: ربما قضي عليه بالهبوط منها قبل ان يدخلها،
لا انه ما دخل الجنه ابتداء،
فهو ربما دخلها،
ولكن الله تعالى علم انه سيخالف الامر و يرتكب النهى فيهبط بسبب هذا الى الارض،
ثم يتوب فيتوب الله عز و جل عليه.قال: [(ثم قرا: انني جاعل فالارض خليفه [البقرة:30])]،
وكلمه (خليفة) تعني: انه يخلف قوم قوما،
لا ان الله تعالى يخلف عنه احدا من خلقه؛
لان بعض اهل العلم فهموا ذلك،
فقالوا: (انى جاعل فالارض خليفة) اي: خليفه عن الله عز و جل،
قالوا: و مفاد هذا ان الله تعالى هو العدل،
وهو الحكم الذي يحكم بين عبادة بالعدل،
لكن الله لا يحكم بينة و بين عبادة مباشرة،
وانما بواسطه رسله،
فادم اول نبى بعثة الله عز و جل،
واول رسول ارسلة الله هو نوح عليه السلام،
وكل رسول نبي،
وليس جميع نبى رسولا كما تعلمون.فقالوا: فناسب ان يصبح لله تعالى خليفه فالارض ليحكم بين الذريه بالعدل نيابه عن الله عز و جل،
وهذا الكلام بعيد،
والصحيح ان معني (خليفة) اي: يخلف بعضهم بعضا،
ويصبح بعد جميع قرن قرن،
لا انه اراد ادم على جهه الخصوص.


اثر عبيد بن عمير: (قال ادم: يا رب!
ارايت ما اتيت …)


[وعن عبيد بن عمير قال: (قال ادم: يا رب!
ارايت ما اتيت،
اشيء ابتدعتة من تلقاء نفسي ام شيء قدرتة على قبل ان تخلقني؟
قال: لا،
بل شيء قدرتة عليك قبل ان اخلقك،
قال: اي رب!
فكما قدرتة على فاغفرة لي،
قال: فذلك قوله: فتلقي ادم من ربة عبارات فتاب عليه [البقرة:37]]،
اي: هذي هي العبارات التي كانت بين ادم و بين الله عز و جل.


اثر خالد بن مهران: (قلت للحسن: يا ابا سعيد!
ادم خلق للارض ام للسماء …)


[وقال خالد بن مهران الحذاء : قلت للحسن -اي: الحسن البصرى ابو سعيد -: يا ابا سعيد !

ادم خلق للارض ام للسماء؟
-اي: هل الاصل فخلق الله لادم انه للارض ام للسماء؟- فقال: ما ذلك يا ابا المبارك]!
اي: ما هذي الاسئله الغريبة التي تسالها،
الاصل ان هذي المسائل مستقره عندك.[قال: فقال: خلق للارض] اي: خلق للارض و لم يخلق للجنة،
وان دخلها و خرج منها،
فهذا المخلوق الوحيد الذي دخل الجنه و خرج منها،
ولا يدخل بعدة احد قط الجنه بعد البعث و يظهر منها،
بل من دخلها فانه يخلد بها ابدا،
وهذا خلافا للنار،
فانة من دخلها من الكفار و المنافقين خلد بها ابدا،
اما من دخلها من عصاه الموحدين فيخرج منها بشفاعه الشافعين او بشفاعه ارحم الراحمين سبحانة و تعالى،
اذا النار تختلف عن الجنة،
وبين الجنه و النار فروق كثيرة جدا.منها: ان للجنه ثمانيه ابواب،
والنار لها سبعه ابواب،
ولا تظن ان الباب شيء سهل،
فباب الجنه بين مصراعية كما بين المشرق و المغرب،
والقائمون على عتبتى الباب احدهم فالمشرق و الاخر فالمغرب،
ومع ذلك يتزاحم به الناس حتي يكادوا يختنقون،
اللهم اجعلنا منهم،
ولكن لا نخنق،
فيكفى الزحام الذي نحن فيه.وقوله: قلت للحسن: يا ابا سعيد !

ادم خلق للارض ام للسماء؟
هذا اشاره الى ان الجنه التي كان بها ادم كانت فالسماء لا فالارض.قال: [فقال: ما ذلك يا ابا المبارك!
قال: فقال: خلق للارض،
قال: فقلت: ارايت لو استعصم فلم ياكل من الشجرة؟] اي: الست تقول لي: انه خلق للارض،
اذا فما رايك لو ان ادم لم ياكل من الشجرة،
ايصبح للارض ام للسماء؟وهذا فرض جدلي،
والمطلوب طرحة و ردة و عدم الجواب عليه.[قال: فقلت: ارايت لو استعصم -اي: استعصم بالله و استعاذ به- فلم ياكل من الشجرة؟
قال: لم يكن له بد من ان ياكل منها؛
لانة للارض خلق].
انظر الى جواب الحسن البصري،
يقول له: انس ذلك الامر.وتذكرون قبل حوالى سبع او ثمان سنوات عندما قالوا فمجلة العلمانيين المجرمة: ان ابليس ذهب الى الشيخ على جاد الحق فمشيخه الازهر،
وقال له: يا مولانا!
انا اريد ان اتوب،
واريد ان اسلم لله،
ولا ادرى ماذا اعمل؟!
اي: ان ابليس ذهب الى الازهر من اجل ان يشهر اسلامه!
لان ذلك شرط،
والان الازهر عمل شرطا جديدا للنصرانى الذي يريد ان يسلم،
وهو انه لابد ان يحفظ خمسه اجزاء من القران من اجل ان يعطية الشهادة،
يعني: انتم تكفروة حتي يحفظ خمسه اجزاء؟
فيظل على كفرة حتي يحفظ القران؟
فانت اذا قلت اليوم: لابد من خمسه اجزاء،
فيمكن ان ياتى غيرك و يقول: عشره اجزاء،
ولو ان نصرانيا طلع من ذلك الباب،
او من عند ذلك المنبر فيجب علينا ان يدخل فالاسلام اولا،
ثم يذهب فيغتسل،
والمسافه قريبة،
ويحرم علينا ان نقول له: اغتسل اولا بعدها تعال و انطق بالشهادتين؛
لانة لو ما ت فالطريق فمن الذي يتحمل اثمه؟
كذلك افرض يا اخي!
ان ذاكرتة ضعيفة،
يحفظ جميع سنه جزءا،
فهل يظل خمس سنوات كافرا؟
هذا شيء عجيب جدا.فالمجرمه روز اليوسف قالت: ان ابليس ذهب الى سيدنا جاد الحق و قال له: يا مولانا!
انا اريد ان اشهر ديني و اتوب الى الله،
فقال له سيدنا جاد الحق : اذهب حتي نري حلا لمشكلتك!
انظروا الى ذلك الكلام الفارغ،
انة استهزاء بالدين.والجواب على هذي الشبهة: انه مستحيل ان يطلب ابليس ذلك الطلب،
ولو من باب احراج القران و السنة؛
فمستحيل ان يخطر ببال ابليس هذا،
او ان يخطر ببالة الدخول فالاسلام؛
لان الله ربما قضي عليه فالازل الكفر حتي نهاية العالم،
فاذا كان الله تعالى قال فحياة ابي لهب : تبت يدا ابي لهب و تب * ما اغني عنه ما له و ما كسب * سيصلي نارا ذات لهب * و امراتة [المسد:1-4]،
اي: ام رائع فتاة حرب ايضا فنفس المصير،
فلو كان ابو لهب يريد ان يحرج النبي،
او ان يخرج ان ذلك القران كذب،
وان الامر لا يجرى على مراد الله و علمة السابق الازلى فقال: ما دام ان القران يقول ذلك،
اذا فانا اسلمت،
لكن حتي ما قالها نفاقا،
فكيف يقولها ابليس؟!اذا: ذلك الذي يحدث على صفحات هذي المجلة الشيطانيه ما هو الا استهزاء بالاسلام،
و لذا نحن لا نتوقف مطلقا فتكفير قائل هذي المقالات،
والمستهزئ بالدين فاحكام اهل العلم كافر بالاجماع.[قال: فقلت له: اكان له ان يستعصم؟
قال: لا] اي: هل كان يمكن ان يقع منه الاعتصام بالله ام لا؟
قال: مستحيل ان يقع منه و لا يخطر على باله؛
لان الله كتب هذا فعلمة الازلى السابق فاللوح المحفوظ فلا يمكن.


تعليق ابن بطه على احاديث و اثار احتجاج ادم و موسي و تعلقها بالقدر


[قال الشيخ ابن بطة] يشرح هذي الاحاديث الطويله بكلمتين فمنتهي الاختصار،
وهذا هو وضع السلف انهم كانوا قليلى الكلام كثيرى العمل،
اما نحن فعلي العكس تماما،
كلام كثير جدا جدا و العمل صفر.
[قال الشيخ: فقد علم الله عز و جل المعصيه من ادم قبل ان يخلقه]،
وانتبة الى قوله: ربما علم،
فهذا به اثبات مرتبه العلم.
ونحن ربما قلنا: ان مراتب القدر اربع: مرتبه العلم،
ومرتبه الكتابة،
ومرتبه الاراده و المشيئة،
ومرتبه الخلق.فانتبة الى هذي المراتب،
ان لم تحفظها و تلم فيها و باحكامها و بادلتها ستضيع فباب القدر.ومرتبه العلم،
اي: اثبات العلم الازلى لله عز و جل،
وانة علم جميع شيء كان و يصبح الى قيام الساعة،
فعلم هذا من خلقة فكتبة فاللوح المحفوظ،
فهو عندة تحت العرش،
وفى الحديث: (اول ما خلق الله القلم،
فقال: اكتب،
قال: و ما اكتب؟
قال: اكتب جميع شيء كان و يصبح الى قيام الساعة،
فجري القلم بما هو كائن الى قيام الساعة) و ذلك قلم القدرة،
فهذه هي المرتبه الاخرى من مراتب القدر،
وهي مرتبه الكتابة،
التى كتبت على مقتضي علم الله عز و جل.
اذا: المرتبه الاولى: العلم الازلي،
ولا نقول كما قالت القدرية: ان الله لا يعلم الحاجات الا بعد و قوعها و بعد حدوثها،
بل علمها فالازل،
فلما علمها الله عز و جل كتبها،
ولا اقصد بقولي: (فلما) انه لم يكن يعلم فعلم،
انما قصد الكلام الدارج.ثم ان الله عز و جل جعل للعبد مشيئه و ارادة،
والله سبحانة مشيئه و ارادة،
وما تشاءون الا ان يشاء الله،
فجعل للعبد مشيئه و لله مشيئة: تريدون عرض الدنيا و الله يريد الاخره [الانفال:67]،
فاثبت للعبد اراده و لله تعالى ارادة،
لكن العبد لا يريد الا ما ارادة الله،
ولا يشاء الا ما يشاؤة الله،
بمعنى: انه لا يقع من العبد عمل او قول او فعل او حركة او سكون الا ان ياذن فخلقها و ايجادها الله عز و جل،
وهذه هي المرتبه الرابعة التي تسمى: مرتبه الخلق و الايجاد،
فلا يصبح فملك الله الا ما اراد و قدر و شاء،
لكن الاعمال التي تتم فالكون منها ما هو خير و طاعه موافق للشرع و موافق لمحبه الله و رضاة و امره،
ومنها ما و قع و هو شر و معصية،
والله تعالى هو الذي اذن به و فو قوعه؛
لانة لا يصبح فالكون الا ما اراد،
فاما ان تكون اراده شرعيه مبناها على المحبه و الرضا،
فانا الان اصلي،
فهل ممكن ان اصلي على غير مشيئه الله و ارادته؟
اي: هل للعبد ان يقول: انا اصلي اربع ركعات شاء الله ام ابى؟
هل يقع منه ذلك؟
لا يقع منه ذلك،
ولو اراد الله تعالى ان يميتة فمكانة و قبل ان يتم كلامة لفعل سبحانة و تعالى.فلا يضمن العبد ان يدخل فعمل او ان يتكلم بقول او ان يضمن حياته،
ولا ان يضمن ايتم هذا منه ام يخرص و يصم قبل ان يتم؟
و لذا الاراده الشرعيه هي الموافقه للشرع،
سواء كانت من الله عز و جل فاوامرة التي امر الله فيها العباد،
او من العبد الذي تقرب الى الله بفعل هذي الطاعات.فنقول: ذلك العبد يصلي،
فهو ربما اراد ما ارادة الله شرعا و قدرا،
والقدر هو القدر الكوني او القدر الشرعي،
فالله تعالى اراد ان يقع منه فالكون ما اراد شرعا،
وهو تحقيق الصلاة.ونقول: ان الاراده الكونيه القدريه دون الشرعيه تكون من العبد اراده و اكتسابا،
وتكون من الرب تبارك و تعالى ايجادا و خلقا،
فالله تعالى هو الذي اذن فو قوع الكفر فالكون،
ولو اراد الله تعالى ازلا الا يقع فالكون كفر لما و قع،
وما استطاع احد ان يكفر،
حتي و ان اراد الناس الكفر لا يكفرون الا باراده الله؛
لانة لا يصبح فملك الله الا ما اراد،
لكن بعض الناس يخلط بين الاراده الشرعيه التي مبناها على المحبه و الرضا الموافقه للشرع،
وبين الاراده الكونيه القدرية،
فالله تعالى اذن فهذا و اذن فذاك،
اذن فالشرعيه لانة احبها و رضيها و امر بها،
واذن فالقدريه و منها الموافق للشرع و منها المخالف؛
والمخالف اذن به الله تعالى ابتلاء للعبد،
حتي اذا تاب تاب الله عز و جل عليه،
واذا لم يتب فهو فمشيئه الله ان كان موحدا،
ان شاء عفا عنه و ان شاء عذبه،
واذا كان كافرا اختار الكفر اختيارا بارادته،
وهذا هو الذي يجاب فيه عن سؤال: هل الانسان مسير ام مخير؟
فانت تختار الطريق بارادتك،
ومن قبل قلنا: لو ان انسانا امامة هدف،
والموصل الى الهدف طريقان: احدهما: معبد،
والاخر غير معبد،
وقلنا له: اسلك احد الطريقين فورا،
فانة سيسلك الطريق المعبد الممهد بعيدا عن الشوك و الحجاره و الطوب و غير ذلك،
والذى سيوصلة الى الهدف بسرعة،
وهذا هو اختيار العقل،
اذا فلم تختار طريق المعصيه فحياتك و انت تعلم انها معصية،
وانها تؤدى الى النار؟
ثم تقول: الله تعالى هو الذي قدر على ذلك؟
لم لم تسلك ذلك الطريق الممتلئ بالشوك و تقول: هو الذي قدر على ذلك؟
اذا انت مختار مريد للمعصية،
ووقعت منك باذن من الله تعالى؛
لانة لا يصبح فملك الله من خير او شر الا بارادتة و اذنة و خلقة و ايجاده،
فالمعصيه فباب الخلق و الايجاد لله عز و جل،
وفى باب الكسب و العمل من العبد.
هذه مراجعه سريعة على مراتب القدر.


معني قول المؤلف: (فقد علم الله المعصيه من ادم قبل ان يخلقة …)


قال: [فقد علم الله عز و جل المعصيه من ادم قبل ان يخلقه،
ونهاة عن طعام الشجرة،
وقد علم انه سياكلها]،
اي: ان الله عز و جل علم علما ازليا قبل ان يخلق ادم ان ادم سياكل من الشجرة،
وبعد علم الله عز و جل خلق ادم،
وبعد خلقة نهاة ان ياكل من الشجرة،
والله تعالى يعلم ازلا انه سياكل منها بغوايه الشيطان له.
قال: [وخلق ابليس لمعصيتة -اي: ان الله خلق ابليس من اجل ان يعصيه- و لمخالفتة فيما امرة فيه من السجود لادم]،
ومعني ذلك: ان الله تعالى خلق ابليس و هو يعلم انه اذا امرة بالسجود لادم فانه لن يسجد،
كما علم ان ادم لن يمتثل الامر بل سيقع فالنهي،
قال: [وقد علم انه لا يسجد،
فكان ما علم و لم يكن ما امر]،
اي: فكان من الله ما علم و لم يكن منه ما امر،
فهو امر بالسجود لادم و نهي عن الطعام من الشجرة،
فخالف ابليس الامر،
وخالف ادم النهي،
والله تعالى يعلم هذي المخالفة،
ومع ذلك امر،
فالذى كان من الله عز و جل الامر و النهي،
والذى و قع على ادم هو النهي،
والذى و قع على ابليس هو الامر،
فخالف ابليس فالامر و ارتكب ادم النهي.وهذا النهى الذي و قع به ادم و الامر الذي خالفة ابليس كان فعلم الله تعالى الازلى انهما لا يمتثلان.قال: [فكان ما علم و لم يكن ما امر،
وايضا خلق فرعون و هو يعلم انه يدعى الربوبيه و يفسد فالبلاد و يهلك العباد،
وارسل الية موسي يامرة بالتوحيد لله و الاقرار له بالعبودية،
وهو يعلم انه لا يقبل].
وهذا فميزان البشر،
فاذا كان هو يعلم انه لن يقبل فلماذا يبعثه؟
من اجل ان يقيم عليه الحجة،
فلا تظن ان الله عز و جل يظلم عبادة ابدا: ان الله لا يظلم الناس شيئا [يونس:44]،
وقال: و ما كنا معذبين حتي نبعث رسولا [الاسراء:15]،
فالله تعالى ارسل اليك الرسول،
وانزل معه الكتاب،
ومنحك العقل الذي هو مناط التكليف،
فماذا تريد بعد ذلك؟
الان -ولله المثل الاعلى- عندما يقول لك ابوك: انا ااكلك و اشربك و اصرف عليك و اعطيك دروسا خصوصية،
لكن لابد ان تكون النتيجة احدث السنه مرضية،
فانت على مدار السنه تكون مرعوبا ان لم تات بالنتيجة المرضية،
وتعمل جاهدا على ان تحقق اعلي نسبة نجاح ترضى الوالد،
والله تعالى احق بالرضى،
فهو الذي ربي كل الخلائق و قام على شئونهم،
وهو الذي خلقهم و سواهم و عدلهم،
افلا يستحق بان يرضى؟!
وغير هذا فوق الاكل و الشراب و المسكن و الماوي مما لا يملكة الا الله،
فقد ارسل اليك الرسل من اجل ان يبين لك طريق الهدايه من الغواية،
وانزل معهم الكتب التي بها هدي و نور او كلها هدي و نور،
ومنحك العقل لتميز بين الحق و الباطل،
بين الخير و الشر،
بين الجنه و النار،
بين الطاعه و المعصية؛
وتعلم هذا يقينا من نفسك.


العمل اسباب لدخول الجنة


اذا: لو خالفت الامر او ارتكبت النهى تستحق دخول النار،
والاكثر من هذا ايها الاخوة!
اننا مهما عبدنا الله لا نستحق الجنة،
اذ ان دخول الجنه بفضل الله تعالى و رحمته،
الا انه سبحانة جعل العمل سببا لدخول الجنة،
اما ان العمل يكافئ الجنه و يوازيها و يساويها فلا و الله،
و لذا اخرج الحاكم فالمستدرك من حديث انس : (ان رجلا عبدالله ستمائه عام)،
تصور شخصا قائما صائما لله تعالى ستمائه سنة،
قال: (فقال الله تعالى لملائكته: ادخلوا عبدى الجنه برحمتي،
قال: يا رب!
بعملي،
قال: زنوا عمل عبدى و نعمي عليه)،
انظروا الى الاختبار و الابتلاء،
اي: ضعوا عملة فكفة،
وضعوا نعمي عليه فكفه اخرى،
واعلم ان ذلك الكلام ليس له علاقه بالجنه و النار،
فالان نحن سنضع النعم فكفه و العمل فكفة،
فاذا غلبت النعم فعملك ليس بنافع،
واذا غلب العمل -ومحال ان يغلب العمل- فلا اقل من اننا نقول لك: شكرا لك،
لكن انعمنا عليك و انت عملت،
ليس لك لا جنه و لا نار،
فيصبح مثلك كالاعراف،
اليس كذلك؟
لانة لن يصبح الا ذلك.قال: (فوضعت الملائكه نعمه واحدة؛
نعمه البصر فكفة،
ووضعوا عمل ستمائه سنه فكفة،
فطاش العمل -اي: ثقلت فيه كفه النعمه الواحدة- فقال الله تعالى: ادخلوا عبدى النار)؛
لان عملة لم ينقذه،
وهذه نعمه واحدة: و ان تعدوا نعمه الله لا تحصوها [ابراهيم:34]،
فكيف اذا كانت نعما كثيرة؟!قال: (فقال الله: ادخلوا عبدى النار،
قال: يا رب!
ادخلنى الجنه برحمتك)،
لماذا لم يكن ذلك الكلام اولا؟


المؤمن بين الخوف و الرجاء


اذا: فلا يغتر احدنا بطاعته،
ولا يقنط احد من معصيته؛
لانكم تعلمون ان جناحى المؤمن فالسير الى الله: الخوف و الرجاء،
الخوف الذي يزيدة عملا،
والرجاء الذي لا يقنطة من رحمه الله،
فهل هنالك طائر ممكن ان يطير بجناح واحد؟
لا،
بل لو انكسر احد جناحية لسقط،
وايضا المؤمن لو فقد الخوف من الله ارتكب المعاصي،
ولو فقد الرجاء فالله قنط من رحمه الله و ايس،
ولا يقنط من رحمه الله الا القوم الكافرون،
و لذا العلماء يقولون: من عبدالله بالخوف فقط كفر،
ومن عبدة بالرجاء فقط كفر،
اذ انه لا ممكن ان يستقيم العبد الا اذا مشي الاثنان سويا،
فلا يغلب الخوف على الرجاء،
ولا الرجاء على الخوف،
ولذا قالوا: اذا كان المرء فشبابة فلا باس ان يزيد عندة الخوف الذي يؤدى الى مزيد العمل،
وعند الموت او كبر السن فلا باس ان يغلب الرجاء عليه حتي يلقي الله تعالى و هو حسن الظن به،
اما ان يغتر الانسان بعملة فهذه مصيبه عظيمة،
ولذا من الكبائر ان تري لنفسك عملا مع نعم الله عز و جل،
فمهما عبدت الله عز و جل فليست بشيء و لا تؤهلك لاى شيء،
فاياك ان تغتر و تقول: انا رجل سنى و ملتحى و البس جلبيه بيضاء قصيرة .
.
الي غير هذا من التزكيه للنفس،
فاياك ان تغتر بهذا و الله لا ينفعك،
و لذا العلماء يقولون: رب طاعه ادخلت صاحبها النار،
ورب معصيه ادخلت صاحبها الجنة؛
فالاول لانة اغتر و تعالى و افتخر فيها على الناس،
كان يقول: انا اصلي الخمس،
واصوم رمضان،
واحج جميع سنه و اعتمر هكذا و كذا،
ويظل يفاخر بانه يصلى و يصوم و يزكى و يحج و يتصدق،
وانة حل قضايا فلان و مشاكل فلان و غير ذلك،
مع ان الذي و فقة لهذا العمل هو الله تعالى،
ولو ان الله تعالى تخلي عنه لحظه ما فعل شيئا من ذلك.اذا: مرد العمل كله لله عز و جل،
ولو انه سبحانة اوكلك الى نفسك طرفه عين لهلكت،
فانت فكنف الله و رعايتة فلا تغتر،
ولا تنسب شيئا من هذا لنفسك،
فاذا فعلت طاعه فاحمد الله عليها،
ولا تحمد نفسك،
واذا فعلت معصيه فاستغفر الله منها،
ورب معصيه اورثت صاحبها ذلا و انكسارا و توبة،
فكان بسببها ان دخل الجنة.
شخص التقي باناس كثيرين و قال: انا ابو المعاصي،
والله تعالى يسترنى و يستركم جميعا،
لكن احيانا ياتى انسان و يقول: يا شيخ!
انا قتلت و زنيت و شربت الخمر و اكلت الخنزير،
وهو يتقطع و يتمزق الما،
ثم منهم من يهيم على و جهة بسبب هذي المعصية،
وينقطع للعبادة،
ولا يري انه يعبد الله تعالى و يكافئة باى شيء من نعمه،
فهذا بلا شك معصيه اورثت صاحبها خيرا.


نزول المصائب و البلايا بالعبد منحه لا محنة


و لذا ايها الاخوة!
عديد من البلايا تنزل بالعبد فيراها محنة،
وهي فحقيقتها منحه من الله عز و جل،
فتكون فهذه البلايا افاقه و رجوع و انابه الى الله عز و جل.والمصائب كما قال النبى عليه الصلاة و السلام: (الخير فيديك،
والشر ليس اليك)،
اي: ان الشر المحض الذي لا مصلحه به ليس من افعال الله عز و جل،
وانما الشر الذي يراة الناس شرا و هو به خير،
فهذا من افعال الله عز و جل،
اي: من افعال الله التي اذن فخلقها و ايجادها،
فلو ان انسانا قتل اخر،
فهذا القتل يراة كل الناس شرا محضا،
لكن لو ان القاتل اقيم عليه الحد على الهواء مباشرة،
وراة العالم،
وقيل: فلان ذلك قتل فلانا،
واولياء القتيل يطالبون بالقصاص،
وهذا هو القصاص،
ويضرب عنقة و يقتل كما قتل،
لفكر جميع سفاح او مصاص للدماء او قاتل مليون مره فالعالم كله قبل ان يقتل انه يمكن فيوم من الايام ان يعرض ذلك المعرض و يشهدة الناس فهذا المشهد،
وبالتالي تقل الجريمة او تنعدم.ولذا لو اردنا ان نعد الحدود التي و قعت فزمن النبوه فلن نستطيع ان نعدها على اصابع اليد الواحدة،
فكم امرأة اقيم عليها الحد؟
او كم شخص اقيم عليه الحد بالزنا؟
قله قليلة جدا،
اثنان او ثلاثة؛
المرأة الغامديه ،

وماعز الاسلمي،
والمرأة التي و قع عليها العسيف الاجير،
وقال النبى عليه الصلاة و السلام: (يا عبدالله بن انيس !

اذهب الى امرأة هذا،
فان اعترفت فارجمها)،
فهؤلاء ثلاثه قتلوا او رجموا فالزنا،
وهذا الاجير العسيف اقيم عليه حد الجلد؛
لانة لم يكن محصنا،
وقد و ردت السنه بهذا.اما القتل فقله قليلة جدا،
بل اقل من ذلك،
وايضا شرب الخمر قله قليلة،
مع ان الصحابه رضى الله عنهم ما اتي اليهم النبى الا و هم يرزحون تحت نير الخمر،
لكن لما نزلت ايات التحريم الصريحه سالت اوديه المدينه بقدور الخمر،
لكن ربما يقول قائل: انا اشرب سجائر و لا استطيع تركها،
اشربها و عمري سبع سنوات،
وانا الان فثلاث و خمسين سنة،
وماذا يعني ذلك؟
الا توجد عزيمه و ارادة؟!
الا تخاف من الله يا اخي؟!
ثم ايها اعظم: الخمر ام السجائر؟
ان الصحابه رضى الله عنهم كان شرابهم الخمر،
لكن عند ان نزل التحريم استجابوا لله تبارك و تعالى،
وانتهي الكل عن شرب الخمر،
مع ان جميع واحد منهم كان عندة قدور من الخمر،
ومع هذا اخذها و صبها فسكك المدينة،
حتي اصحبت الشوارع كلها مبتله هنا و هناك؛
لانهم يعلمون قدر الله عز و جل،
وعظم الامر الموجة اليهم من السماء،
ويعلمون من الالة الحق الذي يعبدونه؟
انة صاحب الامر و النهي،
ولو امر الله تعالى الصحابه ان يظهروا من ابائهم و امهاتهم و ازواجهم و اولادهم و الله لخرجوا و ما توقفوا،
بل و ربما خرجوا،
فهنالك حالات خروج،
وانتم تعلمون ان عبدالله بن عبدالله بن ابي بن اسلول خرج من ابيه،
وهو الذي طلب من النبى عليه الصلاة و السلام ان يقتل اباة المنافق الذي قال: لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل [المنافقون:8]،
فوقف عبدالله لابية على مشارف المدينة،
وقال: اانت الذي قلت: لئن رجعنا الى المدينه ليخرجن الاعز منها الاذل؟
ثم قال له: و الله انك الذليل و رسول الله هو العزيز،
ولد يكلم اباة بهذا الخطاب؛
لانة ربما خرج منه و باعة لله عز و جل: (لا يؤمن احدكم حتي اكون احب الية من و الدة و ولدة و الناس اجمعين)،
هذا هو الايمان الحق.[قال الشيخ: فقد علم الله عز و جل المعصيه من ادم قبل ان يخلقه،
ونهاة عن طعام الشجرة،
وقد علم انه سياكلها،
وخلق ابليس لمعصيتة و لمخالفتة فيما امرة فيه من السجود لادم و امرة بالسجود،
وقد علم انه لا يسجد،
فكان ما علم و لم يكن ما امر،
وايضا خلق فرعون و هو يعلم انه يدعى الربوبيه و يفسد فالبلاد و يهلك العباد،
وارسل الية موسي يامرة بالتوحيد لله و الاقرار له بالعبودية،
وهو يعلم انه لا يقبل،
فحال علمة به دون امره].
اي: فنفذ ففرعون علم الله و لم ينفذ به امره.قال: [وعن مجاهد فقول الله تعالى: انني اعلم ما لا تعلمون [البقرة:30] قال: علم من ابليس المعصية،
وخلقة لها،
وعلم من ادم الطاعه و خلقة لها]،
اي: الطاعه بعد التوبة.


كلام الامام النووى فالمراد بالتقدير فقوله عليه السلام: (اتلومنى على امر قدرة الله علي)


لما ذكر الامام النووى عليه رحمه الله هذي الاحاديث التي ذكرناها قال: المراد بالتقدير فقوله عليه الصلاة و السلام: (اتلومنى على امر قدرة الله علي)،
لا يفهم منه انه مجبور على ذلك،
اذ ان الجبريه من الفرق الضاله الهالكة.وانما معني التقدير فقوله: (اتلومنى على امر قدرة الله علي) اي: كتبة الله علي،
اذا: التقدير هنا بمعنى: الكتابة،
بدليل انه قال: اانا اقدم ام الذكر؟
قال: الذكر،
اذا انت قرات فالذكر اننى سافعل ذلك قبل ان اخلق باربعين عاما.قال: و فصحف التوراه و الواحها،
اي: كتبة على قبل خلقى باربعين سنة،
وقد صرح بهذا فالروايه التي بعد هذه،
فقال: (بكم و جدت الله كتب التوراه قبل ان اخلق؟
قال موسى: باربعين سنة)،
اي: انه فالتوراه التي نزلت على موسي ان ادم عليه السلام سيرتكب ما ارتكب قبل هذا باربعين سنة.قال: (قال: اتلومنى على ان عملت عملا كتبة الله على ان اعملة قبل ان يخلقنى باربعين سنة؟)،
فهذه الروايه مصرحه ببيان المراد بالتقدير،
وانة الكتابة.والكتابة مرتبه من مراتب القدر،
وهي متعلقه بالمرتبه الاولي من جهه علم الله،
اي: ان الله تعالى علم ازلا ما يصبح من العباد من خير و شر و صالح و طالح،
فلما كان هذا كتبة فاللوح المحفوظ.ولا يجوز ان يراد فيه حقيقة القدر،
فان علم الله تعالى و ما قدرة على عبادة و اراد من خلقة ازلى لا اول له؛
لانة لا يصح ان نقول: ان علم الله تعالى متعلق بخلقة قبل ان يخلقهم باربعين سنة؛
لان ذلك القول يستلزم ان الله كان جاهلا فعلم،
وهذا كفر.ولم يزل سبحانة مريدا لما ارادة من خلقة من طاعه و معصيه و خير و شر.قال: (فحج ادم موسى)،
اي: غلبة بالحجه و ظهر عليه بها،
ومعني كلام ادم: انك يا موسى!
تعلم ان ذلك ربما كتب و قدر على قبل ان اخلق،
فلابد من و قوعه،
ولو حرصت انا و الخلائق اجمعون على رد مثقال ذره منه لم نقدر،
فلم تلومنى على ذلك؟
ولان اللوم على الذنب شرعى لا عقلي،
واذا تاب الله تعالى على ادم و غفر له زال عنه اللوم،
فمن لامة كان محجوجا بالشرع لا بالعقل.فان قيل: فالعاصى منا لو قال: هذي المعصيه قدرها الله علي،
لم يسقط عنه اللوم و العقوبه بذلك،
كان تجد شخصا يشرب الخمر فتقول له: يا فلان!
لماذا تعمل ذلك؟
فيقول: ذلك مقدر علي!
فيحتج بالقدر على المعصية،
والمتفق عليه بين اهل السنه و الجماعة ان القدر يحتج فيه فباب المصائب لا فباب المعائب،
كان يمرض شخص فيقول له اخر: لماذا يا اخي!
مرضت؟
فيقول له: ذلك قدر،
واحتج له بالقدر؛
لان ذلك المرض لا يملكة و ليس سببا فيه.

  • ماذا كان يفعل الرب قبل الخلق
  • هل عبد ابليس الله قبل أن يعصيه
  • ماذا كان الامام علي قبل ان يخلقه الله في الدنيا
  • ماذا كان يفعل الرسول عندما يمل
  • ماذا كان يفعل الله قبل خلق
  • ماذا يحدث لو لم يخلقنا الله
  • هل اين الامه رضي الله عنه قتل والده لانه كان مشركا


ماذا كان يفعل الله قبل ان يخلقنا