العداله فالاسلام
ارسي الاسلام قواعد العدل بين الناس،
لان العدل اساس الملك و هو من كالعليا و القيم الخالدة،
فى جميع زمان و مكان.
وفرض الله على المؤمنين اتباع الحق،
والتزام الصدق،
والترفع عن الظلم،
لان الظلم مرتعة و خيم؛
ولان الظلم ظلمات يوم القيامة،
والله لا يحب الظالمين.
ويهتف الاسلام بالضمير البشرى ان يتحري العدل فالقول و العمل،
ولا سيما فالشهادة،
لان الشهاده لله تعالى فلا يجوز كتمانها،
قال تعالى:
ويفرض الاسلام على المؤمنين ان يظلوا قائمين بالقسط،
مواظبين على العدل يقولون الحق و لو على انفسهم او الوالدين و الاقربين قال تعالى:
وفى الايه الكريمه توجية سام بان لا نخاف فالله لومه لائم،
فلا نحابي الغنى لغناه،
او فقير لفقره،
بل نقول الحق لانة احق ان يتبع.
ولا يجوز للمسلم ان يتبع هوي النفس و ينحرف عن جاده العدل و الصواب.
ان الاسلام يامر بمراعاه قواعد العدل مع الاصدقاء و الاعداء على حد سواء،
ولا يحل لاحد ان ينحرف عن طريق الصواب بدافع من الكراهيه و البغضاء حتي مع الاعداء،
فيظلم او يجور و يرتكب ما لا يحل؛
لان العدل من تقوي القلوب قال الله تعالى:
اى لا يحملنكم شده بغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم،
او نقض العهد تشفيا مما فقلوبكم.
ففى ففتح مكه اغلق عثمان بن طلحه بن عبدالدار باب الكعبة،
وابي ان يدفع المفتاح الى الرسول (صلي الله عليه و سلم) ليدخل بها و قال:
«لو علمت انه رسول الله لم امنعه»
فلوي على كرم الله و جهة يدة و اخذ المفتاح منه عنوة،
فدخل رسول الله (صلي الله عليه و سلم) و صلى بها ركعتين،
ولما خرج سالة عمة العباس (رضى الله عنه) ان يدفع له المفتاح و يجمع له السقايه و السدانه فنزل قول الله تعالى:
فامر رسول الله (صلي الله عليه و سلم)،
عليا (رضى الله عنه) بان يرد المفتاح الى عثمان بن طلحه و يعتذر الية ففعل هذا علي،
فصار هذا سببا لاسلامه.
ونزل الوحى بان السدانه فاولادة ابدا.
فاذا كان ذلك هو العدل مع المشركين فما ظنك بالعدل مع المؤمنين؟
ان من سبب هلاك الامم ان يحابي الاشراف و الرؤساء و ذوو الجاه،
بينما يعاقب الضعيف الذي لا جاة له يحميه،
ومن شان هذي التفرقه ان تثير احقاد العامة،
وتبعث كامن العداوه و البغضاء فنفوسهم،
وقد يظهرون على القانون،
كما انها تشجع المعتدين من الاشراف و العظماء على التمادى ففسادهم و جراتهم،
وفى ذلك يقول الرسول (صلي الله عليه و سلم): «انما اهلك الذين من قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه،
واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد،
وايم الله لو ان فاطمه فتاة محمد سرقت لقطعت يدها»
بهذا القول الفصل بلغ الرسول (صلي الله عليه و سلم) الحد الاعمي فالتاثير على قومة فلم يبق مجالا للشفاعه او المحاباة.
وعن معقل بن يسار (رضى الله عنه) قال سمعت رسول الله (صلي الله عليه و سلم) يقول:
«ما من عبد يسترعية الله رعيه فيموت يوم بموت و هو غاش لرعيته،
الا حرم الله عليه الجنة».
ذلك ان الرعيه امانة،
ومن و لاة الله تعالى شؤون خلقة وجب عليه ان يحوطهم بالنصح،
ويحكمهم بالعدل،
ومن قصر فحق من حقوق الرعيه فهو غاش للامه ان ما ت على هذا حرم الله عليه الجنة،
وهذا و عيد شديد لمن و لى امور الناس فلم يعدل بينهم و لم يتق الله فمعاملتهم.
وعلي هدى الرسول (صلي الله عليه و سلم)،
سار الصحابه (رضى الله عنهم) فهذا ابو بكر بعد ان و لى الخلافه يقول:
«ايها الناس انني ربما و ليت عليكم،
ولست بخيركم،
فان رايتمونى على حق فاعينوني،
وان رايتمونى على باطل فسددوني،
اطيعونى ما اطعت الله فيكم فاذا عصيتة فلا طاعه لى عليكم.
الا ان اقواكم عندي الضعيف حتي اخذ الحق منه».
بهذه العبارة ارسي ابو بكر (رضى الله عنه) قاعده عامة للعلاقه بين الحاكم و المحكوم و هي علاقه تقوم على التعاون و العدل فسبيل المصلحه العامة و تم بذلك تاكيد رقابه الامه على تصرفات الخليفه فادارة شؤوون الدولة.
وسار عمر (رضى الله عنه)،
علي خطي سلفة ابي بكر،
واوصي احد القضاه فقال:
«…واجعل الناس عندك سواء،
لا تبالى على من وجب الحق،
ثم لا تاخذك فالله لومه لائم.
واياك و الاثره و المحاباه فيما و لاك الله».
ان عدل الحاكم بين رعاياة من شانة ان يوثق الصله بينة و بين الناس فتشيع الطمانينه و تستقر الاوضاع و يمضى جميع لغايته،
وقد اظل الجميع الويه الامن و السلام.
هذه هي الخطوط التي و ضعها الاسلام لاقامه العدل و بناء مجتمع زاخر بالمباديء الانسانيه السامية،
وحافل بالعدل و الحق و الحب و الاخاء.
وما قيمه الحياة لو تجردت من هذي المعاني،
واقفرت من العدل و غاض بها نبع الحب و الحنان؟!