ونزعنا ما فصدورهم من غل تجرى من تحتهم الانهار ۖ و قالوا الحمد لله الذي هدانا لهٰذا و ما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله ۖ لقد جاءت رسل ربنا بالحق ۖ و نودوا ان تلكم الجنه اورثتموها بما كنتم تعملون (43)
( و نزعنا ) و اخرجنا ،
( ما فصدورهم من غل ) من غش و عداوه كانت بينهم فالدنيا فجعلناهم اخوانا على سرر متقابلين لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله فيه بعضهم .
( تجرى من تحتهم الانهار ) روي الحسن عن على رضى الله عنه قال : فينا و الله اهل بدر نزلت : ( و نزعنا ما فصدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) .
و قال على رضى الله عنه كذلك : انني لارجو ان اكون انا و عثمان و طلحه و الزبير من الذين قال لهم الله – عز و جل – : ( و نزعنا ما فصدورهم من غل )
اخبرنا عبدالواحد المليحى انبانا احمد بن عبدالله النعيمى انبانا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن اسماعيل حدثنا الصلت بن محمد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتاده عن ابي المتوكل الناجى عن ابي سعيد الخدرى قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : ” يخلص المؤمنون من النار ،
فيحبسون على قنطره بين الجنه و النار ،
فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم فالدنيا ،
حتي اذا هذبوا و نقوا اذن لهم فدخول الجنه ،
فوالذى نفس محمد بيدة لاحدهم اهدي بمنزلة فالجنه منه بمنزلة كان فالدنيا ” .
و قال السدى فهذه الايه : ان اهل الجنه اذا سيقوا الى الجنه و جدوا عند بابها شجره ،
فى اصل ساقها عينان ،
فشربوا من احداهما ،
فينزع ما فصدورهم من غل ،
فهو الشراب الطهور ،
واغتسلوا من الثانية فجرت عليهم نضره النعيم فلن يشعثوا و لن يسحنوا بعدين ابدا ،
اى الى ذلك ،
يعني طريق الجنه .
و قال سفيان الثورى : معناة هدانا لعمل ذلك ثوابة ،
( و ما كنا ) قرا ابن عامر : ” ما كنا ” بلا و او ،
( لنهتدى لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) ذلك قول اهل الجنه حين راوا ما و عدهم الرسل عيانا ،
( و نودوا ان تلكم الجنه اورثتموها بما كنتم تعملون ) قيل : ذلك النداء اذا راوا الجنه من بعيد نودوا ان تلكم الجنه .
و قيل : ذلك النداء يصبح فالجنه .
اخبرنا ابو بكر محمد بن عبدالله بن ابي توبه الخطيب انبانا ابو طاهر محمد بن الحارث انبانا محمد بن يعقوب الكسائى انبانا عبدالله بن محمد انبانا ابراهيم بن عبدالله الاثناء حدثنا عبدالله بن المبارك عن سفيان عن ابي اسحاق عن الاغر عن ابي سعيد و عن ابي هريره قالا ينادى مناد : ان لكم ان تصحوا فلا تسقموا ابدا ،
وان لكم ان تحيوا فلا تموتوا ابدا ،
وان لكم ان تشبوا فلا تهرموا ابدا ،
وان لكم ان تنعموا فلا تباسوا ابدا ،
فذلك قوله : ” و نودوا ان تلكم الجنه اورثتموها بما كنتم تعملون ” ،
هذا حديث صحيح اخرجة مسلم بن الحجاج عن اسحاق بن ابراهيم و عبد الرحمن بن حميد عن عبدالرزاق عن سفيان الثورى بهذا الاسناد مرفوعا .
وروى عن ابي هريره قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : ” ما من احد الا و له منزلة فالجنه و منزلة فالنار ،
فاما الكافر فانه يرث المؤمن منزلة من النار ،
والمؤمن يرث الكافر منزلة من الجنه ” .
- اورثتموها
- تلكم الجنة اورثتموها
