افضل مواضيع جميلة بالصور

القدر القاسى

526- القدر القاسي – اماندا بروننغ- سلسلة قلوب عبير
الملخص
قبل خمس سنوات ، تزوج بيرس من اليكس ليوم واحد و نبذها في اليوم التالي. و لماذا؟ لانها كانت طريقة للوصول الى اسطول من السفن التجارية و ها هو قد عاد الان متطلبا كما كان دائما. انها مضطرة للزواج منه لتساعد والدها ، و مرة اخرى لم يكن لديها خيار اخر ، لكن هذه المرة كانت الامور مختلفة ، في ما مضى كانت تحبه ، لكنها الان تكرهه و مهما حدث لن تثق به ثانية.
نزلت اليكس بتراكوس من سيارة الاجرة بانتباه ، و اخذت لحظة كانت بحاجة ماسة لها كي تشد كتفيها قبل ان تبدا رحلتها في صعود السلالم الى باب الفندق المتلالئ بالاضواء. كان هناك حفل راقص ، و رغم انها كانت تتطلع لذلك بشوق في مناسبة اخرى ، الا ان الليلة لم تكن مهياة للمرح ، كانت تعبة جدا. لقد كان يوما مميزا طويلا و غير مثمر بعد سيل من الايام الطويلة غير المثمرة ، و لو انها لم تكن مضطرة للمحافظة على ما تتطلبه المظاهر من انها قد حضرت حفلة الاحسان الباهرة هذه ، لكانت بقيت في المنزل.
ساعدها واحد من الخدم على خلع معطفها ، اخذت نفسا عميقا قبل ان تتجه الى غرفة الرقص بشخصها الطويل النحيل الذي يمكن ان يكون قد خرج للتو من صفحات احدى مجلات الازياء. منتديات ***** مع ذلك ، و رغم ان ثوب السهرة الذي كانت ترتديه من تصميم سان لوران ، و حذاءها من صنع ايطالي يدوي و مجوهراتها من مصنوعات كارتييه ، كانت اليكس تعرف ان ايامهم معدودة ما لم تستطع ان تجد الدعم المالي الذي تحتاجه اعمال العائلة بشدة ، فان كل شيء سيذهب. و ليس سبب ذلك انها قد تكون تضحية بارزة بغيضة ، فهي لم تكن متيمة بالموضة الراقية و الطبقة التي تدل عليها. لا ، انما الامر المحزن هو ان ممتلكات العائلة كلها ان جمعت لن تكفي الا الى تسديد القليل من جبل الديون.
توقفت لبرهة بعد مدخل الغرفة مباشرة ، و القت نظرة عامة على الغرفة المكتظة ، و لم تفاجا حين عرفت العديد من الوجوه المتواجدة هناك. انها في الواقع ، قد امضت ساعات طويلة خلال الاسابيع القليلة الماضية تتحدث اليهم. الان اولئك الذين شهدوا وصولها سارعوا الى الابتعاد ، و سارعوا ايضا الى نشر اخبار الضيق المالي الذي تمر به عائلتها باصوات منخفضة.
جعلها ذلك تشد على شفتيها اللتين اظهرتا مدى الضيق المرتسم على وجهها الرقيق ، الامر الذي كان ملائما مع رقتها. منتديات ***** سمة اظهرتها قصة شعرها الحديثة ، فقد كانت قصة شعرها الاشقر ، تناسبها تماما. و سارت الى داخل الغرفة بكل ما استطاعت جمعه من هدوء.
و فيما هي متجهة لتحضر لنفسها كوب عصير ، ردت على تحيات اولئك الذين ما زالوا يتمتعون بشجاعة كافية لان تلتقي عيونهم بعينيها ، و هم يبتسمون ابتسامة متهكمة باهتة. اوه ، لقد كان كل شيء مختلفا قبل ستة شهور ، مختلف جدا. الان لقد انهار المظهر الكاذب و عليها ان تتعامل مع ما ترتب على تصرفات والدها غير الحكيمة. مع ذلك مهما اعتقد هؤلاء الناس ،redroses309 فانها لن تجعل ابدا التصرفات السيئة تزعجها هنا.
“لا تتظاهري بالدهشة لهذه الدرجة.” كان ذلك صوت تردد من جانبها بسخرية ، و اضاف: “انها لعادة قديمة للفئران ان تغادر السفينة الغارقة بعد اصطدامها بالصخور.”
تلك اللهجة الرنانة المنخفضة هزت اعصابها ، و شعرت اليكس للحظة واحدة بالغثيان ، ان الغرفة تدور من حولها.
ثم تجمد الدم في عروقها و اشتدت عضلاتها ، و بدا انها بذلت كل ذرة من قوتها لتدير راسها كي تواجه صاحب الصوت ، لانها عرفت من سترى.
اجابته بسرعة: “مفسحة المجال للنسور كي تنقض و تلتقط الهيكل البالي.” و قد ادهشها كم بدا صوتها ثابتا ، فيما رؤية الرجل الذي قدم بهدوء تام ليقفبجانبها جعل قلبها يخفق بشكل مغث. و اضافت: “لماذا لدي شعور ان قول امر غريب رؤيتك هنا ، بالكاد يكون ملائما؟ فقد سمعت ان القرش يمكنه ان يشم رائحة الدماء عن بعد اميال كثيرة.”
دون ان تابه ان كانت قد مزجت بين استعارات ام لا. فقد كان هناك سؤال واحد يدور في راسها: ماذا يفعل هنا؟
ابتسم بيرس مارتينو ، ابتسامة كسولة طويلة ، قائلا:
“لقد اصبح عندك مخالب ، يا اليكس ، الامر الذي لا يثير دهشتي ، لكنك كما القطة الصغيرة تماما ، عليك بعد ان تتعلمي متى يجب ان تنبشي اظافرك.”
لسعتها تلك اللهجة الساخرة ، و ذكرتها كم كانت ضعيفة ذات يوم. مع ذلك فان تلك الايام مضت منذ زمن طويل ، و قد ارتفع جدار غليظ للحماية. فقالت: “في ما يختص بي ، ان ذلك يحدث دائما في كل اوان يا مارتينو!” سمحت لنقمتها ان تظهر ، راغبة ان تصفعه على الفور.
رفع احد حاجبيه السوداوين ، و نصحها قائلا ببرودة:
“هل تستقبلين دائما صديقا ببنادق لامعة؟ اعترف ان لها قيمة البدع ، لكن قد يكوم من الحكمة اكثر ان تضعي سلاحك جانبا ، يا اليكس. فالعدو لا يرتدي هذه الايام قبعة سوداء. redroses309 رغم كل ما تعرفينه ، يمكن ان تطلقي النار على حليف.”
قالت: “حليف!” خرجت الكلمة باشمئزاز كبير. ثم اضافت بعنف: “لم تكن كذلك قط ، و لن تستطيع ان تكون كذلك. انك العدو يا بيبرس ، و كونك كذلك ، ليس عندي لك شيء سوى الازدراء.” كان عليها ان تعرف انه قد يقول شيئا كهذا.
بدا لها انه لم يعد يتذكر كل ما كان ، و ان ما طبع في ذاكرته اقتصر على اشياء محددة ، فيما كان كل شيء مطبوعا بوضوح في ذاكرتها. قالت له: “اخشى ان عليك ان تعذرني الان. فكما ترى لقد اصبحت حسنة التمييز في اختيار اصدقائي هذه الايام.” و مع تلك العبارة استدارت بحدة و سارت بعيدا عنه و ساقيها تكاد ان تنهار تحتها مع كل خطوة.
لم تكن لديها فكرة واضحة الى اي مكان تتجه ، انما استمرت في السير حتى وجدت نفسها اخيرا في غرفة الانتظار حيث لا مخرج اخر منها. و توقفت حينها ، حيث اكتشفت ان كل اوصالها ترتجف. لم كان عليه ان يكون هنا؟ الم يكفه ما فعله؟ انها تكرهه ، تكرهه بقدر ما احبته في يوم من الايام ، بمشاعر عميقة لا تعرف الحدود.
احنت اليكس راسها ، و شعرت بمعدتها تعتصر ، ما زال بيرس مارتينو يملك كل شيء. ما زالت لديه تلك النظرة التي تجعل قلب المراة يخفق بجنون. ذات مرة ، جعلت تلك النظرات قلبها يطير. حيث لم تكن محصنة تجاه الشعر الاسود الكثيف اللامع ، و لا تجاه العينين الثاقبتين الزرقاوين ، و لا تجاه الوجنتين المظللتين بالغموض اللتين تحيطان بذلك الفم الجميل ، كانت اناقته و ثقته بنفسه تشعان و كانها منارة ، فتشدانها ، كما العديد من الفراشات الاخرى ، للرقص ضمن نطاق حرارتها الخطرة و تالقها. كان يشربها الشراب و يطعمها الطعام ، و يعاملها بطريقة اكدت لقلبها الغارق في حبه انه يحبها هو ايضا.
شعرت بالمرارة و كانها قرح على لسانها ، و دون وعي منها ضغطت بشدة على الكوب الذي ما يزال في يدها. لقد حول ذلك الحب الى كراهية باكاذيبه. لان ذلك كله كان كذبا! كل شيء ، من البداية حتى النهاية! و قاطع تحطم الكوب ذكرياتها الغاضبة ، و قد اتبع ذلك على الفور صرخة رقيقة من الالم انطلقت منها. سقط الكوب المكسور من يدها ، و حدقت بانشداه نحو الدماء التي سالت بسرعة على راحة يدها.
عندها فقط لاحظت انها لم تكن في الغرفة لوحدها.
“هل جرحت نفسك؟ دعيني ارى.” لا بد ان بيرس تبعها ، و تقدم نحوها الان بسرعة و امسك بيدها و تفحصها قبل ان تتاح لها الفرصة ان تسحبها بعيدا.
ارتعدت اليكس ، حيث وجدت نفسها فجاة تحدق في راسه المنحني. اعادت اليها تموجات شعره الاسود الكثيف ذكريات ، اعتقدت انها دفنت بامان. شهقت بحدة ، فقط لتقذف احاسيسها برائحة عطره النافذة منه. ثم ، و كانما لزيادة الاهانة الى الاذى ، ارسلت لمسته في ذراعها شيئا يشبه صدمة كهربائية ، ارعبتها ردة فعلها هذه الغير متوقعة و غير المرغوب بها كليا ، فتجمدت مرتبكة ، و عقلها يصرخ في صمت لا!
“سوف تعيشين.”
كلمات بيرس سلختها من صدمتها ، و تاخيره البسيط في رفع نظره اتاح لها فرصة كافية لتعيد السيطرة على تعابير وجهها ، كي لا تظهر مدى تاثرها.
قال: “انه اكبر من خدش بقليل. و يبدو نظيفا.” نظر اليها
اضاف: “ماذا كنت تتخيلين الكوب ، عنقي؟”
بذلت كل جهدها ، لكنها لم تستطع ان تحتمل تلك النظرة ، و بسرعة ابعدت عينيها عن نظرات السخرية الظاهرة في هاتين الفجوتين الزرقاوين. و وقعت نظرات عينيها على يدها ، و اكتشفت انه قد ضمدها بمديله. كان هناك اثار دماء على المنديل الابيض النقي. دماؤها. دائما هناك اثار لدمائها عندما يدخل بيرس حياتها! ابدت امارات الامتعاض ، و تبخرت لحظة الوعي تلك مع رياح الذكريات الكئيبة القاسية.
قالت له ببرودة: “ان كان هناك رجل يستحق قطع عنقه ، فهو انت.”
كانت ردة فعل بيرس الوحيدة الضحك باستهتار ، و اجابها: “كثيرات حاولن ذلك ، و ما من واحدة نجحت.”
ابتسمت اليكس ابتسامة باهتة لغروره الواضح و قالت: “غرور كهذا لا بد ان يتحطم. اتمنى فقط ان اكون موجودة لاشهد ذلك.”
للحظة ، ومض في عينيه وميض غريب قد يكون ندما ، لكنه اختفى قبل ان تستطيع اثبات ذلك. و رد عليها قائلا: “ذلك ارث نتوارثه ، الا تعتقدين ان هذا هو اساس صنع الماساة اليونانية التقليدية؟ حيث ان الزوجات الحاقدات يخططن لاسقاط ازواجهن. هل سترقصين على ضريحي ، يا اليكس؟”
كان يعبث معها ، لكنها رفضت ان تلعب لعبته فردت عليه بسرعة: “زوجتك السابقة!” و عندها اعتصر قلبها بحدة ، حتى هي نفسها لم تستطع ان تدرك ما هية المشاعر التي عصفت بها في تلك اللحظة.
احنى بيرس راسه مسلما بذلك بسخرية و كانه لم يكن يتوقع اي جواب اخر و قال لها: “تقولين ذلك بخفة ظاهرة.”
رفعت ذقنها على الفور ، و تلالات عيناها ، فيما قالت: “كان اسعد يوم في حياتي!”
ان كانت تامل ان تجرحه ، فان هدفها ضل سبيله بشكل واضح. ذكرها قائلا بعذوبة: “غريب ، اذكر انك قلت هذا يوم زفافنا.”
اضطرارها للاعتراف كيف بامكانه ان يجعلها تنفعل حتى في هذا الوقت ، جعلها غاضبة بشكل جنوني من نفسها كما منه ، لاستذكارها كل تلك الاوقات السيئة بوضوح تام.
اجابته: “لم اكن اعرف حينها اي سافل انت.”
كل تعابير المرح غابت عن وجهه فجاة. و قال: “كان يجب ان يحصل ما حصل ، عليك ان تتفهمي ذلك.”
غامت عيناها الرماديتان بعواطف متاججة ، و كان بامكانه ان يقرا فيهما مدى كراهيتها له ، و قالت: “لن افهم ذلك اطلاقا ، و لن اصفح عنك ابدا. ساكرهك حتى اخر يوم في حياتي!.
اتسعت فتحتا انفه عندما اخذ نفسا عميقا و قال: “ابدا ، هو وقت طويل ، قد يصبح لديك يومها سبب لتشكريني.”
تطلب الامر منها بذل كل ذرة من السيطرة على نفسها لتمنعها من الوثب عليه و تمزيقه اربا. و انها في اللحظة التي ستفقد بها السيطرة على نفسها ، سيفوز هو و ذلك امر عليها تحاشيه مهما كلف ذلك ، لذا اجابته بعفوية: “علام؟! القتلك جدي؟”.
لا بد ان شوكتها غرزت في نقطة رقيقة ، لان بيرس تقدم بخطوة غاضبة نحوها ، ثم سيطر على نفسه بجهد واضح ، و قال لها برباطة جاش: “لا تلقي اللوم علي بذلك يا اليكس.

لقد كان رجلا عجوزا ، اقر بذلك ، لكنه عاش لسنوات عدة بعد ان التقيته لاخر مرة.”
ارتجفت شفتيها ، من الغضب و الحزن معا فضغطت عليهما ثم اجابته: “ربما كان الامر كذلك لكنك عجلت بموته باخذك كل شيء غال على قلبه.”
تصلب بكبرياء غاضب ، و تقززت عيناه الزرقاوان و كانهما فقدتا الحياة تقريبا. و اجابها: “لم اخذ شيئا لم يكن لي بحكم الحق ، و عوضا عن ذلك تركتك له.”
ضحكت اليكس بتكلف. لقد ترك جسدا. جسد امراة محطمة! قالت له: “انك لص ، و قاتل ، و انا احتقرك.”
بدا وجهه و كانه قطعة اقتطعت من حجر ، و اصبحت هادئة جدا في ما قال: “ضعي الاحتقار جانبا ، لكني ما زلت املك شيئا تريدينه.”
اجابته: “اقطع يدي قبل ان تمتد لقبول اي شيء منك يا بيرس مارتينو!”
عادت الابتسامة لترتسم على شفتيه لكنها كانت باردة و قاسية ، و قال: “انت دائما ماساوية جدا. لقد نسيت اية مخلوقة عاطفية انت.”
لديه الوقاحة فقط ليذكرها باستجابتها المطلقة له ، استجابة استغلها من اجل مصلحته الشخصية ، لقد كانت غبية حينها ، لكن ذلك لن يحصل ثانية. قالت له بايجاز بليغ: “انك على حق ، لدي شيء علي ان اشكرك لاجله ، تعليمي درسا قيما ، درسا لن انساه ابدا.”
قال برقة: “ان كنت استاذا جيدا ، فانت كنت تلميذة راغبة بالتعلم بشدة.” متعمدا عدم فهم ما رمت اليه ، ثم اضاف: “يبدو ان ذلك قد افادك ، ايضا ، اذ انك تبدين اكثر جمالا مما اذكر.”
صرت اليكس على اسنانها بغضب. الواقع انه تزوج من فتاة بريئة. و كان امرا وجدت صعوبة في التاقلم معه، بالنظر لم تبعه. اعتصرت معدتها لانعدام احساسه اذ عمل على تذكيرها بذلك الان ، فقالت: “اتمنى ان لا تتوقع مني ان اشكرك على ثنائك. لانه بصراحة تامة ، سيخنقني لفظ تلك الكلمات.”
رقصت عيناه ، و قال: “ذلك لن يفي بالغرض ابدا. ربما علي التوقف قبل ان تصابي بسكتة قلبية ، لكني لا استطيع مقاومة ذلك. تعجبني قصة شعرك هكذا ، انها تجعلك تبدين انيقة و حساسة في ان معا. عمل رائع. متى قصصته؟”
اجابته: “في الواقع ، قصصته لاول مرة منذ خمس سنوات!” و تركته يستنتج ما يريد من وراء ذلك.
لم يكن بيرس بطيء الفهم قط ، و قد فهم الان ما قصدته على الفور. فقال لها: “اه ، مع كل ما هو قديم ، و اهلا بكل جديد… كنت معجبا جدا بشعرك الطويل الاسود ، كنت احلم في غمر اصابعي و الامساك به.”
كاذت ان تختنق حينها ، لانها كانت تقريبا تحلم الاحلام ذاتها عنه ، حتى بعد ان انتهى الزواج بفترة طويلة. كانت الذكرى الان تبدو كقطعة جليد حول قلبها. فقالت: “ذلك هو السبب الذي جعلني اقصه تماما.” و اضافت محاولة ان تعيده الى حقيقة قدره: “لم ارد ان يبقى شيء يذكرني بك.”
لف بيرس ذراعيه ، و تاملها بتهكم قائلا: “و مع ذلك لم تنس ، على ما يبدو. الهذا السبب انت وحيدة هنا الليلة؟”
شهقت بحدة. ليس هناك من رجل اخر مثل بيرس يطرح اسئلة بفوارق دقيقة في المعنى لا تكاد تدرك من قبل الاخرين. اجابته: “يمكنك ان تحرر نفسك من فكرة ان لك اية صلة في حياتي الان. اني هنا لوحدي لان والدي مريض ، و على الارجح انك تعرف ذلك جيدا. لكنا اتينا كعائلة مجتمعة ، لكن عوضا عن ذلك اتيت بمفردي. هل يرضي ذلك فضولك؟”
اجابها: “ليس تماما. هل جميع الرجال في انكلترا عميان؟ الم يكن هناك احد ما غيره ليرافقك؟”
اتخذت وضع المقاتل ، و سالته: “ماذا تريد ان تعرف بالضبط يا بيرس ، حالة حياتي العاطفية؟”
اجابها: “نظرا لحالتك المتوقدة ، استطيع القول انك لم تحصلي على فرصة واحدة ، او ان اسلوبه سيء جدا فتركك محبطة.”
سالته: “كيف تجرؤ؟”
“ايعني ذلك انني مخطئ ام انني على صواب؟”
اجابته بغضب: “ذلك يعني ان وقاحتك ثقيلة ، و ليس في نيتي الاجابة عن سؤال شخصي كهذا.”
ضحك ثم قال لها: “اعتقد انك فعلت هذا للتو. منتديات ***** على اي حال ، ان لم يكن الرجال قد شغلوا وقتك ، فماذا كنت تفعلين طوال السنوات الخمس الماضية؟”
اجابته: “يسعدني القول اني كنت اتقدم بشكل رائع بدونك.”
اجابها موافقا: “هذا ما اراه.” و بقليل من الصعوبة ثمن ملابسها و مجوهراتها ثم اضاف ساخرا: “انك تعيشين فوق ما هو متاح لك. من دفع ثمنها جميعها ، والدك؟”
اتقدت احمرارا من جديد ، و اجابته بحدة: “غير صحيح. اني اكسب المال لادفع ثمن ملابسي ، و ذلك من خلال العمل بجد. و مجوهراتي هي هدية ذكرى مولدي الواحد و العشرون ، و لا اظنك ، تظن علي بذلك!”
قال بتهكم: “تتكلمين و كانك لبوة تدافع عن اشبالها.”
اجابته: “لم لا؟ ربما انك تستمتع بضرب الناس فيما هم في الحضيض و لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم ، اما انا فلا ، و في الحقيقة ، اني لا احب حتى مصادقة اناس هكذا. لذا ان كنت لا تمانع…” ابتسمت ابتسامة باردة ، و كادت ان تمر من امامه ، الا ان يده امتدت لتمسك بيدها و تؤخر مغادرتها.
“ليس بهذه السرعة. ما زال علينا التحدث.”
حاولت ان تبعده عنها ، لكنه قاوم ذلك دون بذل اي جهد ، و كل ما استطاعت القيام به هو ان ترمقه بنظرة قاسية قاتلة بفتور: “بقدر ما يعنيني الامر ، لقد قلنا اكثر مما ينبغي.”
هز بيرس راسه قائلا: “يا عزيزتي ، لم نبدابالحديث بعد. لكنك محقة. ليس هذا هو الوقت او المكان المناسبين. ساكون في مكتبك صباح الغد عند الساعة العاشرة.”
“يمكنك ان تاتي ، لكنني لن اراك فلدي مواعيد طوال اليوم و كذلك في المستقبل المنظور.”
افلت معصمها ، لكن فقط ليرفع يده ليمسك بذقنها ، ليرغمها على التحديق به قائلا: “تفرغي لذلك! و ان لم يكن هذا تحذيرا كافيا ، توقفي عن التفكير بنفسك و ابداي التفكير بشان موظفيك بدلا من ذلك. قد تكون هذه ربما فرصتك الاخيرة في انقاذ وظائفهم. ان الامر على عاتقك يا اليكس. هل يمكن تحمل نتائج كبريائك؟” و استمر تحديق عينيه في عينيها للحظة اطول ، مطلقا سراحها من بعدها و هو يعدها بقوله: “حتى نهار الغد.” و غادر الغرفة بايماءة من راسه.
راقبت قامته المديده و كتفيه العريضتين و هو يمشي مبتعدا ، فيما كانت تغلي من شدة الغضب الهادر. كم تمنت ان تقول له اغرب عن وجهي ، لكن كلماته اوقفتها ، حيث كانت متاكدة من ان كلماته قد تمنعها. لقد عرف ايضا انها سوف تراه في الغد ، من اجل الوظائف العديدة التي كانت تحاول بصعوبة انقاذها ، لكن دون ان يحالفها النجاح. طعم الفشل كان شيئا كريها يجب ان تبتلعه الان. ها هو بيرس يلمح انه قد يكون مستعدا لفعل شيء ما ، و بالرغم من انها تكرهه ، كانت تعرف انه لا يمكنها ان تصده.
غادرت الحفلة باكرا ، لكنها لم تذهب مباشرة الى المنزل ، بل استقلت سيارة اجرة الى مستشفى لندن حيث كان ستيفن بتراكوس ما زال في غرفة العناية الفائقة. فقد عانى منذ ثلاثة اسابيع مضت من نوبة قلبية حادة ، و قد سبقتها نوبة اقل حدة. كان بقاؤه على قيد الحياة اشبه باعجوبة. كانت حياته معلقة في الميزان عندما اكتشفت حالة شؤون دار النشر المحفوفة بالمخاطر. فيما كان الاطباء يكسبون ببطء معركة بقاء والدها على قيد الحياة ، كانت هي ما تزال تحاول انقاذ شركته.

تطلعت امها التي كانت تحيك الصوف بصنارتها نحوها ، عندما دخلت اليكس الى الغرفة. و قد رسمت المراة الضعيفة ذات الوجه الشاحب الصغير ابتسامة مرحبة عند رؤية ابنتها قائلة: “مرحبا ، يا عزيزتي ، هل امضيت وقتا طيبا؟”
انحنت اليكس لتطبع قبلة على الخد الناعم. كانت اميلي بتراكوس امراة من النوع الذي تضفي طبيعتها الحلوة حماية من حولها ، و ليس اكثر من الحماية التي تقدمها فعلا لعائلتها ، و اصبح امرا غريزيا لديها و قبل مرض والدها بزمن طويل ، ان تحمي امها من الجانب القاسي جدا في الحياة. و سبب ذلك هو الفوضى التي تكافح بياس لتسويها الان. لكن رغم ان والدتها كانت تشتبه بالتاكيد ان هناك شيء ما ، و طالما ان والدها لم يخبر زوجته بشيء ، اذا فانها لا تستطيع ان تقول شيئا لها ايضا. الامر الذي جعل اليكس الان ترسم على وجهها ابتسامة فرحة.
اجابتها: “اوه ، انت تعرفين كيف تجري هذه الحفلات. كان سبب اقامتها وجيها. كيف حال والدي؟”
تنهدت امها مجيبة: “انه نائم الان ، لكنه كان متعبا جدا قبل ذلك. اتمنى لو انه يخبرنا ما الامر.” و اخذت تلوك شفتها باهتمام ، و دون ان تدري اكدت شكوك ابنتها.
عانقتها اليكس ، قائلة : ” حاولي ان لا تقلقي ، يا اماه ، انت تعرفين كم يكره والدي ان يكون مريضا خاصة عندما يبعده المرض عن اعماله. على اية حال ، اني اسيطر على الامور مؤقتا ، و اعتقد اني قد احمل اليه اخبارا جميلة في القريب العاجل.” و توسلت في قرارة نفسها املة ان يكون ذلك صحيحا.
قالت اميلي بتراكوس و هي تبتسم : “انك قوية يا اليكس. و لا احد يعلم ماذا كنت لافعل من دونك.” ثم زالت ابتسامتها ليحل محلها التجهم و هي تضيف : “لكنك تبدين متعبة يا عزيزتي ، الا تنامين؟”
كان النوم امرا نادرا هذه الايام ، و حتى حين كانت تغفو قليلا كانت احلامها مزعجة، الا انها ما كانت لتعترف بتلك الامور. لذا قالت : “انني بخير ، كل ما في الامر ان اليوم كان يوما مرهقا، انوي ان اذهب الى الفراش مباشرة عندما اصل الى المنزل. لا تنسي ان تنامي انت ايضا يا امي. انت تعرفين ان رؤيتك قلقة ستحزن والدي كثيرا.”
اجابتها: “انت تجعلينني ابدو كدواء!”
ضحكت اليكس برقة، و قالت: “انك كذلك ، و افضل دواء يمكنه الحصول عليه.” تظاهرت بالتثاؤب، نظرت الى ساعتها ، و اضافت ، قبل ان تقبل امها مرة اخرى و تغادر : “من الافضل ان اذهب . سوف امر عليكما غدا. قبلي والدي عني و اخبريه ان لا يقلق.”
كانت شقتها تقع قرب النهر في تشيلسي. كانت شقة صغيرة الا انها كانت تناسبها تماما ، استاجرتها قبل زواجها القصير جدا. و لانها رفضت ان تقبل اي مساعده مالية من مطلقها ، كانت سعيدة بالعودة اليها لتضمد جروحها. دخلت و هي تتنهد بارتياح، و لم تشعر بالامان الا بعد ان اقفلت المزلاج. بيرس هو من جعلها تشعر هكذا، و كان عليها ان تهرب، و ان تستمر في الهروب. سارت نحو غرفة الجلوس ، القت بمعطفها على الاريكة و سارت لتسكب لنفسها شرابا منعشا. كان حضوره صدمة بالنسبة اليها، فهي لم تتوقع ان تراه ثانية بعد الطلاق. ثم فكرت و قد قلبت شفتيها ، بعد كل ما جرى ، لماذا عاد و قد اخذ كل ما اراده؟
لقد صدقت يوما انها تجسد تلك الكلمات الثلاث العاطفية لكنها لم تكن سوى اداة. فقد اعد خططه كجنرال في الجيش، خطط لكل شيئ. فكانت كل الكلمات الرقيقة و نظرات الحب التي تبادلاها مجرد تصميم لهدف واحد. ليخفي وراءه هدفه الحقيقي.
لم تعرف احدا في حياتها قط قد يستطيع التظاهر على هذا النحو. لقد احبته و صدقت انه يحبها، لكن ذلك ما كان يفترض ان تعتقده. كانت سذاجتها كسوط لروحها المعذبة.
كانت في الواحدة و العشرين من عمرها صغيرة بالنسبة الى عمره البالغ التاسعة و العشرين و الواسع الخبرة، و لولا ذلك ما كان ليتاكد انها ستقع في حبه فقد كان يعرف ما يكفي عن النساء ليستطيع ان يجعل ذلك الامر ممكنا بشكل واضح.
اخذت اليكس ترتجففتقوقعت على كرسي ذات ذراعين ، كان بيرس محقا بشان حياتها العاطفية ، فقد كانت خالية فعلا. و هل هناك اي عجب في ذلك؟ فما قاسته على يديه جعلها تخشى النار كاي انسان مذنب.
لن تؤمن اي رجل على سعادتها ثانية. لديها بعض الاصدقاء من الرجال و الذين خرجت برفقتهم احيانا، لكن رغم انها كانت تعرف ان بعضهم كان يرغب في توثيق العلاقة اكثر، الا انها كانت دائما منتبهة لابقاء مسافة بينها و بينهم.
توقف اصدقاؤها عن سؤالها عن سبب تغيرها بعد عودتها من امريكا عندما تمنعت عن الاجابة، و رغم ذلك استمروا في محاولة ايجاد زوج لها . لكنها في احسن الاحوال كانت محاولة فاترة ، و احترموا رغبتها الخفية بعدم البوح عن خصوصياتها.
اغمضت عينيها. فقد كان ايقاف الاسئلة امر سهل، لكن ايقاف الذكريات كان امرا اخر. كانت المشاهد ترواد ذاكرتها الواحد تلو الاخر ، لكن رغم انها كانت تطاردها ، تنام حينا و تستيقظ احيانا خلال السنوات الخمس الماضية، ثم اخذت تطول الفترة بينها ، حتى لم تفكر به منذ فترة طويلة ، لكن الليلة عاد كل شيئ بقوة.
كان بيرس ذكي جدا ليجعلها تعتقد ما ارادت ان تصدقه ، انه يحبها. الا انه لم يفعل ، لقد بدا لها ذلك واضحا في ساعة قصيرة واحدة. لقد لعب دوره ببراعة فائقة، حتى انها لم تكتشف ، الا صباح اليوم الذي تلا زفافهما ، ان الرجل الذي تزوجته ليس سوى دجال.
و التقت اخيرا، في اليوم الذي كان يفترض ان يكون بداية حياتهما معا ، بيرس مارتينو الحقيقي…

 

  • مدي الايام القاسي والداني
  • اجمل صور بنات ببنادق
  • القدر القاسي اناندا براوننغ
  • القدر القاسي رواية
  • تحميل رواية القدر القاسي كاملة بدون نت
  • تحميل رواية عبير القدر القاسي pdf
  • رواية القدر القاسي
السابق
مسجات للاصدقاء 2024
التالي
اسئلة اسلامية مسابقة واجوبتها