مع الوقت الَّذِي يبدا فيه ابنك فِي الحركة،
يصبح التدريب علي الانضباك امرا يوميا.
يجدِ الاباءَ انفسهم يصححون تصرفات الطفل ويعاقبونه وذلِك مِن اجل امانه فِي المقام الاول وان يَكون نظيفا طول الوقت أو مَنعه مِن تدمير شىء.
اغلبنا يندفع بسهولة فِي استخدام كلمة “لا” بسهولة وهو ما يؤدي الي نوبات الغضب والبكاءَ مِن الطرفين احيانا)
هل هُناك بدائل نعم..
هُناك طرقا للتعامل مَع طفلك وتوضيح الصح مِن الخطا لَه .
.
نعم يُمكنك مِن خِلالها تجنب الصراعات اليومية قدر الامكان… نعم،
يمكنك القيام بِكُل هَذا مِن خِلال ما يسمي ب “الانضباط الايجابي”.
لا ينبغي الخلط بَين “الانضباط” و “العقاب”
يعتمدِ العقاب علي التسَبب فِي بَعض الانزعاج أو الخوف أو الحرمان للطفل والذي يجبره علي القيام بشىء.
ولكن العقاب لا يعلم طفلك “لماذَا لا؟” ولا يقدم لَه بدائل اخرى.
اما التربية الايجابية هدفها تعليم الطفل ومساعدته علي فهم “حدوده” وقدراته وكذلِك تشجعيه علي التواصل معك وفي نفْس الوقت الاعتمادِ علي نفْسه فِي التفكير.
سيتعلم طفلك مِن خِلال التربية الايجابية كَيف يري نفْسه ويري العالم مِن حوله مِن خِلال التجارب والخبرات الَّتِي يخوضها معك.
ما سوفَ يتعلمه الآن سيبقي نموذجا لَه فِي كَيفية التعامل عندما يصبح مراهقا أو شابا.
ومن هُنا تنبع أهمية تلك السنوات الاولي مِن عمر الطفل فِي تطوير قدراته علي الاختيار والتواصل مَع الاخرين.
[اقراي أيضا تعليم ابنك الانضباط] لماذَا اذن يسىء الطفل التصرف؟
ببساطة لانه يشعر أنه غَير مؤهل: يبدا الطفل فِي الشعور بالحاجة الي الاستقلال عندما يبلغ ١٨ شهر وهو امر جيدِ مِن اجل تطوير ثقته بنفسه.
فاذا كنت تقومين بعمل كُل شىء مِن اجله،
قدِ يشعر أنه غَير قادر علي القيام بهَذه الامور بنفسه.
الصراع علي السلطة: عامل آخر للشعور بالاستقلال،
هو ان يقول الطفل “لا” للاب والام.
يحدث الصراع عادة عندما يَكون الوالدين صارمين بشدة وغير مرنين.
بينما تبدو القواعدِ الصارمة جيدة،
فكري فِي هَذا السؤال” هَل تُريدين ان ينشا ابنك بارادة ضعيفة؟
الانتباه والاهتمام: إذا لاحظ ابنك انك تنتبهين لَه فَقط عندما يخطىء التصرف،
فسوفَ يستمر فِي التصرف بشَكل سىء كي يجذب انبتاهك دِائما.
احرصي علي الاهتمام بطفلك عندما يقُوم بتصرفات حسنة،
حتي يتعلم ان هُناك بدائل جيدة عندما يُريدِ ان يجذب انتباهك.
اليك بَعض النصائح الخاصة بالتربية الايجابية والَّتِي يُمكنك البدء فِي تنفيذها مِن اليوم:
ضعي قواعدِ قلِيلة وواضحة: القواعدِ مُهمة حتّى يعرف الطفل ما يَجب ان يفعله وما لا يَجب ان يفعله.
اشرحي لابنك تلك القواعدِ حتّى يعرف حدوده،
وبيني لَه عواقب تجاوزها.
تحديدِ بَعض القواعدِ يجعل الامر ايسر ليتذكرها وينفذها.
لتكُن الاولوية لقواعدِ الامان والسلامة مِثل “عدَم لمس الفرن” أو “تعدية الشارع وحده”.
انزلي بحيثُ يَكون مستوي عينيك فِي عيني طفلك: هَذا أفضل لجذب انتباه الطفل.
عندما تتكلمين بصوت عالي بعيدا عَن الطفل لَن يفهم هُو انك تتحدثين اليه.
خذي وقْت قَبل القيام بردِ فعل: إذا اساءَ ابنك التصرف،
لا يَجب ان تنهضي بسرعة اليه الا إذا كَان يؤذي نفْسه أو يؤذي الاخرين.
اعط نفْسك بَعض الثواني لاستيعاب الموقف والتفكير بهدوء فِي كَيفية التعامل معه.
تذكري ان يَكون صوتك حازما ولكن منخفضا عندما تتحدثين الي طفلك.
وفري بيئة مناسبة: قَدِ يجدِ ابنك صعوبة فِي السيطرة علي حركته،
لذلِك تاكدي مِن عوامل الامان والسلامة حوله.
اخفي كُل ما يجذب انبتاه طفلك مِن اثاث وديكور البيت.
وفري لَه كتاب أو صندوق مِن الالوان كبدائل للعب.
عبري عَن نفْسك،
واعرضي البدائل: استخدمي جملا تعَبر عَن شعورك الآن مِثل “لا استطيع قراءة الجريدة عندما تَقوم أنت بكرمشتها” أو “يمكنك احضار قصتك وقراءتها بجانبي”.
بهَذه الطريقَة تكوني قَدِ عبرت عَن نفْسك بشَكل ايجابي وارسلتي رسالة واضحة لطفلك.
وفي نفْس الوقت تقدمين لابنك بديل مناسب للحظة القائمة.
قدمي خيارات متعددة: عرض الخيارات المختلفة علي ابنك يعطيه احساسا بالاستقلال ويساعده علي القيام باتخاذ قرارات.
قولي لَه مِثلا” يُمكنك ان تاخذ حماما الآن أو بَعدِ العشاء” أو “هل تُريدِ ان تلبس القميص الازرق ام الاحمر؟”.
حاولي ان تقللي الخيارات الي خيارين فَقط فِي هَذه المرحلة حتّى تتجنبي التشتيت والحيرة مِن قَبل الطفل.
لا تستخدمي العقاب البدني..
ابدا: لا فائدة مطلقا مِن استخدام العقاب البدني لتربية ابنك وتعليمه الانضباط.
هَذه الطريقَة تغرس بداخله الخوف وتقلل مِن ثقته بنفسه بدلا مِن دِعم رغبته الداخلية فِي ان يقُوم بالتصرفات الصحيحة.
وكذلِك فانه يتعلم ان العقاب البدني هُو الوسيلة المناسبة للتعامل مَع الامور المختلف عَليها،
وقدِ يسىء التعامل مَع زوجته واصدقاءه عندما يكبر.