افضل مواضيع جميلة بالصور

نصائح الطفل العنيد

7 اساليب للتعامل مع طفلك العنيد
د. دعاء العدوي

العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الاطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به او يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالاصرار وعدم التراجع حتى في حالة الاكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة او مرحلة عابرة او يكون نمطا متواصلا وصفة ثابتة وسلوكا وشخصية للطفل.

* متى يبدا العناد ؟
العناد ظاهرة سلوكية تبدا في مرحلة مبكرة من العمر, فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه؛ لانه يعتمد اعتمادا كليا على الام او غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسما بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.
وللعناد مرحلة اولى: حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام قبل سن الثلاث سنوات من العمر او بعد السنتين الاوليين؛ وذلك نتيجة لشعوره بالاستقلالية, ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في راسه من خيال ورغبات.
اما المرحلة الثانية: فهي العناد في مرحلة المراهقة؛ حيث ياتي العناد تعبيرا للانفصال عن الوالدين، ولكن عموما وبمرور الوقت يكتشف الطفل او المراهق ان العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الاخذ والعطاء، ويكتشف ان التعاون والتفاهم يفتحان افاقا جديدة في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصا اذا كان الابوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.

* وللعناد اشكال كثيرة :
* عناد التصميم والارادة:
وهذا العناد يجب ان يشجع ويدعم؛ لانه نوع من التصميم، فقد نرى الطفل يصر على تكرار محاولته، كان يصر على محاولة اصلاح لعبة، واذا فشل يصيح مصرا على تكرار محاولته.
* العناد المفتقد للوعي:
يكون بتصميم الطفل على رغبته دون النظر الى العواقب المترتبة على هذا العناد، فهو عناد ارعن, كان يصر الطفل على استكمال مشاهدة فلم تلفازي بالرغم من محاولة اقناع امه له بالنوم؛ حتى يتمكن من الاستيقاظ صباحا للذهاب الى المدرسة.
* العناد مع النفس :
نرى الطفل يحاول ان يعاند نفسه ويعذبها، ويصبح في صراع داخلي مع نفسه، فقد يغتاظ الطفل من امه؛ فيرفض الطعام وهو جائع، برغم محاولات امه وطلبها اليه تناول الطعام، وهو يظن بفعله هذا انه يعذب نفسه بالتضور جوعا.
* العناد اضطراب سلوكي:
الطفل يرغب في المعاكسة والمشاكسة ومعارضة الاخرين, فهو يعتاد العناد وسيلة متواصلة ونمطا راسخا وصفة ثابتة في الشخصية, وهنا يحتاج الى استشارة من متخصص.
* عناد فسيولوجي:
بعض الاصابات العضوية للدماغ مثل انواع التخلف العقلي يمكن ان يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي.

* اسباب العناد
العناد صفة مستحبة في مواقفها الطبيعية – حينما لا يكون مبالغا فيه – ومن شانها تاكيد الثقة بالنفس لدى الاطفال، ومن اسبابها :
* اوامر الكبار: التي قد تكون في بعض الاحيان غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي الى عواقب سلبية؛ مما يدفع الطفل الى العناد رد فعل للقمع الابوي الذي ارغمه على شيء, كان تصر الام على ان يرتدي الطفل معطفا ثقيلا يعرقل حركته في اثناء اللعب، وربما يسبب عدم فوزه في السباق مع اصدقائه، او ان يكون لونه مخالفا للون الزي المدرسي، وهذا قد يسبب له التانيب في المدرسة؛ ولذلك يرفض لبسه، والاهل لم يدركوا هذه الابعاد.
* التشبه بالكبار: قد يلجا الطفل الى التصميم والاصرار على رايه متشبها بابيه او امه، عندما يصممان على ان يفعل الطفل شيئا او ينفذ امرا ما، دون اقناعه بسبب او جدوى هذا الامر المطلوب منه تنفيذه.
* رغبة الطفل في تاكيد ذاته: ان الطفل يمر بمراحل للنمو النفسي، وحينما تبدو عليه علامات العناد غير المبالغ فيه فان ذلك يشير الى مرحلة النمو, وهذه تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التاثير, ومع الوقت سوف يتعلم ان العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب.
* التدخل بصفة مستمرة من جانب الاباء وعدم المرونة في المعاملة: فالطفل يرفض اللهجة الجافة، ويتقبل الرجاء، ويلجا الى العناد مع محاولات تقييد حركته، ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة اقناع له.
* الاتكالية: قد يظهر العناد رد فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الام، او الاعتماد الزائد على المربية او الخادمة.
* الشعور بالعجز: ان معاناة الطفل وشعوره بوطاة خبرات الطفولة, او مواجهته لصدمات, او اعاقات مزمنة تجعل العناد وسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والقصور والمعاناة.
* الدعم والاستجابة لسلوك العناد: ان تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته للعناد, تعلمه سلوك العناد وتدعمه، ويصبح احد الاساليب التي تمكنه من تحقيق اغراضه ورغباته.

* كيف تتعاملين مع الطفل العنيد ؟
يقول علماء التربية: كثيرا ما يكون الاباء والامهات هم السبب في تاصيل العناد لدى الاطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئا عن العناد، فالام تعامل اطفالها بحب وتتصور ان من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين ان الطفل يصر عليها، وهي ايضا تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد وفي هذه الحالة يفضل:
* البعد عن ارغام الطفل على الطاعة, واللجوء الى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف, فالعناد اليسير يمكن ان نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن ياتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
* شغل الطفل بشيء اخر والتمويه عليه اذا كان صغيرا, ومناقشته والتفاهم معه اذا كان كبيرا.
* الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل من انجح الاساليب عند ظهور موقف العناد ؛ حيث ان ارجاء الحوار الى وقت لاحق يشعر الطفل انه قد ربح المعركة دون وجه حق.
* العقاب عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع هذا الطفل بالذات؛ لان نوع العقاب يختلف في تاثيره من طفل الى اخر, فالعقاب بالحرمان اوعدم الخروج اوعدم ممارسة اشياء محببة قد تعطي ثمارا عند طفل ولا تجدي مع طفل اخر، ولكن لا تستخدمي اسلوب الضرب والشتائم؛ فانها لن تجدي، ولكنها قد تشعره بالمهانة والانكسار.
* عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره باننا نتوقع منه الرفض؛ لان ذلك يفتح امامه الطريق لعدم الاستجابة والعناد.
* عدم وصفه بالعناد على مسمع منه, او مقارنته باطفال اخرين بقولنا: (انهم ليسوا عنيدين مثلك).
* امدحي طفلك عندما يكون جيدا، وعندما يظهر بادرة حسنة في اي تصرف, وكوني واقعية عند تحديد طلباتك.

واخيرا لابد من ادراك ان معاملة الطفل العنيد ليست بالامر السهل؛ فهي تتطلب الحكمة والصبر، وعدم الياس او الاستسلام للامر الواقع.

السابق
مناظر طبيعية من ماليزيا
التالي
سر جمال شعر الفنانات