الطلاق بالهاتف

الاصل فالعقود الاسلاميه الشرعيه -وعقد النكاح (الزواج) احدها- بعد استكمال اركانها،
ان تكون فمجلس يجمع اطراف العقد،
وان يتم التعاقد بينهم بالصيغه الشرعيه فنفس المجلس،
ويتم التقابض او الاتفاق على طريقة نقد المبلغ فالمجلس عينه،
ويمكن للغائب ان يوكل احدا ليقوم مقامة فانجاز اي عقد من العقود الشرعيه و المعاملات بما فذلك عقد النكاح او الطلاق،
وتتوقف صحة بعض العقود على اجازة احد اطرافها المعنيين كما فعقد الفضولي.

ويختلف الطلاق عن غيرة بانه لا يحتاج الى اشهاد،
فالرجل او و كيلة او الزوجه -ان كانت موكله بطلاق نفسها،
وهو ما يطلق الناس عليه: ان العصمه بيدها- يلفظ جميع منهم لفظه الطلاق دون حاجة الى شهود و هذا بخلاف بقيه العقود.

ولما ظهرت الوسائل الجديدة كالهاتف و البرقيات و الفاكس و الانترنت،
استجدت اسئله لم تكن و ارده عند السلف الصالح،
ومنها ذلك السؤال عن صحة الطلاق –ومثلة النكاح و البيع و الرهن و غيرها- عبر الهاتف و غيرة من الوسائل المذكورة،
لاسيما و المتطور من الهاتف الثابت و الجوال و الانترنت يوفر الصوت و الصورة معا.

واهل العلم فهذه المساله يستوثقون من الوسيله و يتشددون فالتحقق خوفا من و قوع عارض من عوارض الاراده عند حديث احد الاطراف على الخط الاخر من الهاتف،
فاذا ارتفع الظن بوجود ما نع و تم التاكد بصحة اللفظ او الرساله (علي الهاتف النقال،
او الفاكس مثلا) يري كثير من اهل العلم و قوع العقد،
طلاقا كان او نكاحا او بيعا او غير ذلك.

وبالعوده الى السؤال اعلاه،
نقول: اذا تم التاكد من ان الزوج هو الذي يستعمل الهاتف،
وانة يتكلم بصوتة المعروف لدي السامع،
ولم يثبت حالا او مستقبلا انه كان مكرها تحت اي نوع من نوعيات التهديد،
ولا تحت اي ما نع من موانع الارادة،
فساعتئذ يقع الطلاق بهذه الصيغه المذكورة،
وتترتب عليه اثاره،
ويقع مره واحده مهما تعددت الالفاظ عملا بقول علماء المذهب الحنفى بان تكرار لفظه الطلاق من الزوج او و كيلة فمجلس واحد يعتبر طلقه واحدة،
لان اللفظ الاول طلاق،
وما تبعة توكيد.

 

(فائدة)

منعا لاشكاليات كثيرة،
واحتراما للروابط الزوجية،
وحرصا على اصلاح ذات البين،
لا تجيز الحكومة الماليزية،
الطلاق على الهاتف،
ثابتا كان او جوالا،
صوتا كان الطلاق او كتابة.

اما من اجاز الطلاق بالهاتف،
لاسيما رسائل الهاتف الجوال فقاسة على الرساله العاديه المكتوبة باليد،
وكان معمولا فيها فالعصور السابقة.

والله تعالى اعلم و احكم.

  • هل يجوز الطلاق عبر الهاتف


الطلاق بالهاتف