رفض المشي , الركوب

 

رفض المشي الركوب 20160913 3488

السؤال

في تاريخ علماء المسلمين و المحدثين ما يحكي عن ان كثيرا منهم عندما يظهر لطلب العلم كان يمشي و لا يركب و اذا عرض عليه الناس ان يركب معهم اكراما له يرفض و يقول ما كان لى ان اركب و انا اطلب حديث رسول الله,
ايضا فالحديث ان رجلا كان ابعد الناس عن المسجد و لما طالبة الناس ان يتخذ دابه تعينة رفض منتظرا الثواب من الله بعدها اخبرة الرسول صلى الله عليه و سلم ان الله جمع له ما يتمني من الثواب،
والسؤال هو: لماذا يرفض العلماء ان يركبوا او ذلك الصحابى،
اليس فذلك اخذا لاسباب الله التي يسرها لنا،
ثم ثانيا: اليس فذلك تيسيرا اكثر فالوقت و من بعدها يتسني وقت احدث لامور ثانية يتقربون فيها الى الله او ينفعون فيها الناس،
وثالثا: اليس فذلك راحه الجسد و هذا فيما ليس به حرام؟

الاجابة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:


فقد و ردت عده احاديث فبيان ان المشي الى بعض العبادات اروع من الركوب اليها،
فمن هذا المشي الى صلاه الجماعة كما فالحديث الذي اشار الية السائل و هو فصحيح مسلم عن ابي بن كعب قال: كان رجل لا اعلم رجلا ابعد من المسجد منه و كان لا تخطئة صلاة،
قال: فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبة فالظلماء و فالرمضاء،
قال: ما يسرنى ان منزلي الى جنب المسجد،
انى اريد ان يكتب لى ممشاى الى المسجد و رجوعى اذا رجعت الى اهلي،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ربما جمع الله لك هذا كله.


فهذا الصحابي كان مستقرا عندة ان مشية الى المسجد اعظم لاجرة من ركوبة الية و ربما اقرة النبى صلى الله عليه و سلم على ذلك،
ومن هذا كذلك المشي الى صلاه الجمعة لما اخرجة احمد و ابو داود و النسائي و ابن ما جه،
عن اوس بن اوس الثقفي،
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: من غسل يوم الجمعة و اغتسل بعدها بكر و ابتكر و مشي و لم يركب و دنا من الامام فاستمع و لم يلغ،
كان له بكل خطوه عمل سنه اجر صيامها و قيامها.


و من هذا كذلك المشي الى صلاه العيد،
فقد روي الترمذى عن الحارث عن على بن ابي طالب قال: من السنه ان تظهر الى العيد ما شيا.
وقال الترمذي: ذلك حديث حسن و العمل على ذلك الحديث عند اكثر اهل العلم يستحبون ان يظهر الرجل الى العيد ما شيا.


و من هذا المشي عند تشييع الجنازه كما سبق بيانة فالفتوي رقم: 24279.


فيدل هذا كله على استحباب المشي الى العبادات و القربات و ان هذا اروع من الركوب،
ولكن هذا مقيد بما اذا لم يشق المشي مشقه ظاهره و يضعف و يقعد عما هو اولي منه و افضل،
او يصبح مفوتا لما هو احب الى الله،
فان الله تعالى لا يحب ان يترك الاحب الية بفعل ما هو دونه،
ولذا جاء فنهاية المحتاج الى شرح المنهاج: و يشبة ان يصبح الركوب اروع لمن يجهدة المشي لهرم او ضعف او بعد منزلة بحيث يمنعة ما ينالة من التعب الخشوع و الحضور فالصلاة عاجلا.


و يتايد هذا بانه ربما ثبت فالاحاديث الصحيحة ان النبى صلى الله عليه و سلم حج من المدينه راكبا و لم يمش اذ ان المشي هذي المسافه الطويله مظنه التعب و الاجهاد الزائد الذي يمنع مما هو اولي منه،
وفى حديث عقبه بن عامر: ان اختة نذرت ان تحج ما شيه فسال عقبه عن هذا النبى صلى الله عليه و سلم فقال: مرها فلتركب فظن انه صلى الله عليه و سلم لم يفهم عنه فلما خلا من كان عندة عاد فساله،
فقال: مرها فلتركب فان الله عز و جل عن تعذيب اختك نفسها لغني.
رواة احمد.


و بهذا يخرج جواب ما استشكلة السائل من كون الركوب اولي اخذا بالاسباب التي يسرها الله لنا و حتي يتم انجاز و استثمار اكثر للوقت مع اراحه البدن فان محل افضليه المشي هو اذا لم يشق مشقه كبار او يمنع مما هو اروع و احب الى الله تعالى،
وفى ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية: مما ينبغى ان يعرف ان الله ليس رضاة او محبتة فمجرد عذاب النفس و حملها على المشاق حتي يصبح العمل جميع ما كان اشق كان اروع كما يحسب كثير من الجهال ان الاجر على قدر المشقه فكل شيء،
لا و لكن الاجر على قدر منفعه العمل و مصلحتة و فائدته… الى ان قال: ذلك فكل عباده لا تقصد لذاتها كالجوع و السهر و المشي.


و الله اعلم


رفض المشي , الركوب