عن الشكر

عن الشكر 20160915 558

 

ايها الاخوه ،

من لوازم الايمان الشكر و العرفان ،

والله سبحانة و تعالى سخر لنا ذلك الكون تسخير تعريف و تكريم ،

تعريف باسمائة الحسني ،

وصفاتة الفضلي ،

وتكريم ذلك الانسان :

﴿ و لقد كرمنا بنى ادم و حملناهم فالبر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ﴾

[ سورة الاسراء: 70 ]

مادام ذلك الكون ربما سخرة الله لنا كى نتعرف الية من خلالة ،

فينبغى ان نؤمن ان نؤمن فيه واحدا ،

وكاملا ،

وخالقا ،

وربا ،

ومسيرا ،

وان نؤمن باسمائة الحسني و صفاتة الفضلي ،

وما دام ربما سخر ذلك الكون لنا تسخير تكريم ينبغى ان نشكر ،

فالانسان حينما يؤمن و حينما يشكر يصبح ربما حقق الهدف من و جودة ،

يؤكد ذلك ان الله سبحانة و تعالى يقول :

﴿ ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم و امنتم و كان الله شاكرا عليما ﴾

[ سورة النساء: 147]

اى انتم حينما تؤمنون ،

وحينما تشكرون ،

تتوقف عنكم جميع معالجه ،

لانكم حققتم الهدف من و جودكم ،

لذا الايمان كما قال عليه الصلاة و السلام :

(( الايمان نصفان نص صبر و نص شكر ))

[البيهقى فشعب الايمان عن انس]

الشكر غايه و لاهلة اقوى الجزاء :

المقال يشبة مقال الصبر ،

لقد امر الله ان نشكرة ،

ونهي عن ان نكفرة ،

واثني على الشاكرين ،

ووصف به خواص المتقين ،

وجعلة غايه خلقة و امرة ،

فالشكر غاية،
ووعد اهلة باقوى الجزاء ،

وجعلة سببا لمزيد من العطاء ،

وحارسا و حافظا لنعمتة ،

واخبر ان اهلة هم الذين ينتفعون باياتة ،

واشتق له اسما من اسمائة ،

فانة سبحانة هو الشكور،
وهو ينقل الشاكر الى مشكور ،

تشكر فتشكر ،

وهو غايه الرب من عبيدة ،

وهو ثمن الجنه ،

واهلة قليلون جدا جدا .

﴿ و قليل من عبادى الشكور ﴾

[ سورة سبا : 13 ]

قال تعالى :

﴿ و اشكروا لله ان كنتم اياة تعبدون ﴾

[ سورة البقرة: 172 ]

﴿ و اشكروا لى و لا تكفرون ﴾

[ سورة البقرة: 152 ]

﴿ ان ابراهيم كان امه قانتا لله حنيفا و لم يك من المشركين * شاكرا لانعمة ﴾

[ سورة النحل: 120 121]

﴿ انه كان عبدا شكورا ﴾

[ سورة الاسراء: 3]

﴿ و الله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الابصار و الافئده لعلكم تشكرون ﴾

[ سورة النحل: 78]

غايه الايات الكونيه ان نشكر .

﴿ و اعبدوة و اشكروا له الية ترجعون ﴾

[ سورة العنكبوت: 17]

ينبغى ان تشكر لمن ترجع الية :

﴿ و سيجزى الله الشاكرين ﴾

[ سورة ال عمران: 144]

ووعد الله عز و جل الذي يشكر ان يزيد من عطائة .

﴿ و اذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان عذابي لشديد ﴾

[ سورة ابراهيم: 7]

المؤمن صبار شكور :

المؤمن صبار و شكور .

﴿ ان فذلك لايات لكل صبار شكور ﴾

[ سورة ابراهيم: 7]

النبى عليه الصلاة و السلام كان يقوم الليل حتي تورمت قدماة ،

عن المغيره يقول:

(( قام النبى صلى الله عليه و سلم حتي تورمت قدماة ،

فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تاخر ،

قال : افلا اكون عبدا شكورا ))

[ متفق عليه عن المغيره ]

لذا كان عليه الصلاة و السلام يدعو بهذا الدعاء :

(( رب اعنى و لا تعن على ،

وانصرنى و لا تنصر على ،

وامكر لى و لا تمكر على ،

واهدنى و يسر الهدي لى ،

وانصرنى على من بغي على ،

رب اجعلنى لك شكارا ،

لك ذكارا ،

لك رهابا ،

لك مطواعا ،

لك مخبتا ،

اليك اواها منيبا ،

رب تقبل توبتى ،

واغسل حوبتى ،

واجب دعوتى ،

وثبت حجتى ،

وسدد لسانى ،

واهد قلبي ،

واسلل سخيمه صدري))

[الترمذى ،

ابو داود ،

ابن ما جة ،

احمد عن ابن عباس]

مستويات الشكر :

عن الشكر 20160915 559




ايها الاخوه ،

الشكر له مستويات ثلاث : اول مستوي : ان تعرف النعمه ،

لان معرفه النعمه احد نوعيات الشكر ،

هنالك نعم كثيرة جدا جدا ما لوفه ،

لكن هذي الالفه لهذه النعم ينبغى الا تجعلنا ننساها .



انسان عندة زوجه لا تخونة ،

هذه نعمه كبار جدا جدا ،

لكنها ما لوفه عند الناس ،

فحينما تكون ما لوفه يتوهم الانسان انها ليست نعمه ،

لكن لو كان العكس لغلي الانسان كالمرجل ،

نعمه انك تتنعم بصحتك ،

باجهزتك ،

باعضائك ،

بجوارحك ،

بحواسك الخمسه ،

نعمه انه لك ما وي ،

فكلما نقلت المالوفات الى النعم زادك الله نعما و كرمك ،

هذا المستوي الاول ،

ان تعرف انها نعمه ،

عن انس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان اذا اوي الى فراشة قال :

(( الحمد لله الذي اطعمنا ،

وسقانا ،

وكفانا ،

واوانا ،

فكم ممن لا كافى له و لا مؤوى ))

[مسلم عن انس]

عن الشكر 20160915 560




ترون و تسمعون ماذا يحل فاخوتنا ففلسطين و فالعراق ،

نعمه الماوي ،

نعمه السلامة ،

نعمه ان العدد مساء صحيح ،

هذه من نعم الله الكبري .



المستوي الاعلي : ان يمتلئ القلب امتنانا لله عز و جل ،

دون ان تشعر تلهج بحمد الله ،

يا رب لك الحمد .



المستوي الاعلي و الاعلي : ان تقابل هذي النعم بعمل صالح ،

بخدمه عبادة ،

يؤكد ذلك المعني قوله تعالى :

﴿ اعملوا ال داوود شكرا ﴾

[ سورة سبا : 13 ]

الشكر الحقيقي هو ما ترجم الى عمل .

علي الانسان ان يشكر الله الشكر الذي يليق بنعمة :

ايها الاخوه ،

يقول الله عز و جل فحديث قدسى :

(( اهل ذكرى اهل مودتى ،

اهل شكرى اهل زيادتى ،

اهل معصيتى لا اقنطهم من رحمتى ،

ان تابوا فانا حبيبهم ،

وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ،

ابتليهم بالمصائب لاطهرهم من الذنوب و المعايب ،

الحسنه عندي بعشره امثالها و ازيد ،

والسيئه بمثلها و اعفو ،

وانا اراف بعبدى من الام بولدها… ))

[ رواة البيهقى و الحاكم عن معاذ،
والديلمى و ابن عساكر عن ابي الدرداء ]

وفى حديث صحيح عن النعمان بن بشير قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم على المنبر :

(( من لم يشكر القليل لم يشكر العديد ،

ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ،

التحدث بنعمه الله شكر ،

وتركها كفر ،

والجماعة رحمه ،

والفرقه عذاب ))

[رواة الامام احمد عن النعمان بن بشير]

لكن ايها الاخوه ،

المعني الدقيق ان شكر النعمه لا يتم الا بنعمه حديثة ،

وهي نعمه الشكر ،

لذا فالدعاء الشريف :

(( اللهم اعنا على دوام ذكرك و شكرك ))

[ورد فالاثر]

كذلك نستعين بالله على ان نشكرة ،

الشكر الذي يليق بنعمة .

من لم يشكر الناس لم يشكر الله :

عن الشكر 20160915 561




لكن لا بد من تعليق ،

هنالك انسان يتوهم نفسة موحدا ،

يقول : انا لا اشكر الا الله ،

جيد ذلك الكلام ،

لكن ذلك الذي ساق لك الخير على يدية هو انسان و مخير ،

واختار ان يقدم لك ذلك الخير ،

وفى الحديث:

(( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ))

[الترمذى عن ابي سعيد]

ليس هنالك تناقض بين شكر الناس و بين شكر الله ،

لكن الله عز و جل هو الذي مكن ذلك الانسان ان يقدم لى هذي الخدمه ،

وسمح له بذلك ،

ووفقة الى هذا ،

اذا انا و اجبى ان اشكر الله اولا ،

ثم ان اشكر ذلك الانسان ،

لان ذلك يقوى العمل الصالح فالمجتمع ،

اما كلما جاءتك نعمه من انسان فتنكرت له ،

وقلت : انا لا اشكر الا الله ،

ليس ذلك من اخلاق المؤمن.

الشكر يقوى العلاقات بين الناس :

عن الشكر 20160915 562




شيء احدث ،

عن اسامه بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

(( من صنع الية معروف فقال لفاعلة : جزاك الله خيرا فقد ابلغ فالثناء ))

[الترمذى عن اسامه بن زيد]

كما ان الله شكور ينبغى ان تكون انت ايضا شكورا ،

فاى انسان قدم لك خدمه ينبغى ان تشكرة عليها ،

والحقيقة ان الشكر يقوى العلاقات بين الناس ،

ايه خدمه قدمت لك ايه هديه قدمت لك ،

اى معروف صنع لك ينبغى ان تبادر ،

فتشكر ذلك الذي قدمة لك ،

هذا من اخلاق النبى عليه الصلاة و السلام : عن الشكر 20160915 563

(( من صنع الية معروف فقال لفاعلة : جزاك الله خيرا فقد ابلغ فالثناء ))

[الترمذى عن اسامه بن زيد]

الحقيقة هنالك اشخاص مهما قدمت اليهم المعروف ،

ولا كلمه ،

ولا شكر ،

ولا اشاره ،

ولا عبارة ،

ولا اتصال هاتفى ،

ولا بطاقة شكر ،

وكانة و اجب عليك ان تكون خادما له ،

وهو فاستعلاء و كبر ،

والعياذ بالله ،

وهنالك اشخاص اقل خدمه تقدمها له يبادر فيشكرك ،

فاذا استطعت ان ترد على هذي الخدمه بخدمه فهذا هو الاصل ،

اما اذا لم تستطع فادع له ،

فانك بهذا تشكرة ،

اثن عليه و ادع له ،

ان قلت له : جزاك الله خيرا ،

فهذا نوع من الشكر .

علي الانسان ان يتحدث بالنعم المشتركه بين جميع العباد :

شيء احدث ،

عن ابي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

(( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ))

[الترمذى عن ابي سعيد]

النبى عليه الصلاة و السلام جاءة صحابي و نزع عن ثوبة قشه ،

فرفع النبى يدية الى السماء ،

وقال : جزاك الله خيرا .



اما التحدث بنعمه الله فهنالك من يتوهم انك اذا سافرت الى بلد ،

واستمتعت ،

وانفقت اموالا طائله ،

ولك دخل كبير ،

فكلما جلست فمكان تحدثت عن نعمه الله عليك بهذا الدخل الكبير ،

وبهذا الاكل الطيب ،

وبهذه الحركات الممتعه ،

ليس ذلك هو القصد ،

القصد ان تتحدث بالنعم المشتركه بين جميع العباد ،

اما ان تبدو فقيرا و انت غنى فهذا كذلك ليس من الدين فشيء ،

وفى الحديث عن عمرو بن شعيب عن ابية عن جدة قال :

(( ان الله يحب ان يري اثر نعمتة على عبدة ))

[الترمذى عن عمرو بن شعيب عن ابية عن جده]

انت فبحبوحه ارتد ثيابا رائعة ،

ثيابا نظيفه ،

ان تكون بمظهر رث و انت لست ايضا فهذا من كفر النعمه كذلك .

من استعان بالله على شكر نعمة ادي حقيقة نفسة :

ثم ان الانسان ايها الاخوه حينما يستعين بالله على شكر نعمة يصبح ربما ادي حقيقة نفسة ،

وتاكد انه يستحيل ان تاتيك نعمه ،

وان تشكرها بعدها تحجب عنك ،

لان الله :

﴿ ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم ﴾

[ سورة الرعد: 11 ]

اذا كنت شاكرا لنعمة فانت فحصن حصين ،

وانت فبحبوحه من رب العالمين ،

اما اذا تغيرت اخلاقك ،

واستغنيت عن الله بعد النعم فانتظر زوال هذي النعم ،

والله عز و جل اذا اعطي ادهش ،

واذا اخذ ادهش ،

احيانا الانسان ينتقل من جميع شيء الى لا شيء،
وقد سمعت عن اناس كثيرين لهم دخول فلكيه ،

والله انتهت حياتهم انهم نقبوا بالقمامه ،

شيء لا يصدق ،

انسان من دخل فلكي الى تنقيب بالقمامه !
؟
.


فارجو الله سبحانة و تعالى ان نكون مؤدبين مع الله ،

وان نشكر نعم الله علينا ،

فكل نعمه انت بها ينبغى ان تشكر الله عليها .

والحمد لله رب العالمين


عن الشكر