ماذا افعل معا زوجتى

معا ماذا زوجتى افعل 20160907 1581

السؤال

و بركاته،

بالله عليكم،
اشيروا على ماذا افعل؟

مشكلتى كالتالي:

انا متزوج منذ خمس سنوات،
ولدى طفلان من زوجتي،
وطوال السنوات الخمس كانت المشكلة الرئيسه بينى و بين زوجتي هي الفراش،
فهي لا تحب ذلك،
وتظل تتحجج باسباب و اهية؛
منها: انها متعبة،
ومنها: انها ليس لديها الرغبة،
ونظل ايضا لدرجه اننى اجامعها تقريبا مره فالاسبوع على الاكثر،
وقد حاولت بكل السبل النفسيه و الجسديه و بالهدايا و بكل الطرق،
ولكن لا جدوى!

سالتها اكثر من مره عن الاسباب =الحقيقي،
فتظل تتهرب،
ومنذ اشهر امتنعت عنى مدة تزيد عن الاسبوعين،
بدون داع،
فقمت بالامتناع عن النوم بجانبها،
وامتنعت عن المحادثه اللطيفة؛
لكي افهمها انني غضبان منها،
فاتت الي،
والقت الصدمه فو جهى بانها لم تشعر باى مشاعر تجاهى طوال السنوات الخمس الماضية،
وانها لا تحبني،
فارسلتها عند اهلها،
وقاطعتها،
فقامت بملاحقتى و الاعتذار،
واخذت تقدم المبررات الواهية،
وللاسف رضخت انا نظرا لحبى الشديد و الجنونى لاولادي،
وخوفى من الا اراهم بعد ذلك،
ولكنها عادت لعادتها القديمة،
وطلبت الطلاق للمره الخامسة منذ زواجنا،
واظنها الاخيرة!

المشكلة كلها اننى احب اولادي حبا جما،
ولا استطيع الحياة بدونهم؛
فهم جميع ما املك،
وكذلك كنت اكن لزوجتي حبا،
ولكن هي من حولتة الى كره!

ارجوكم ساعدونى ماذا افعل؟
هل احافظ على ما تبقي لدى من كرامه و رجوله و اتركها؟
او اتنازل عن جميع هذا مقابل اولادي؟

الجواب

الحمد لله،
والصلاة و السلام على رسول الله،
وعلي الة و صحبة و من و الاه،
اما بعد:

فان عدم تلبيه زوجتك لرغباتك الشخصية،
ورفضها الجماع – مع الاسف – و انتما فشرخ الشباب و نضارتة – حال كثير من النسوة،
فانهن لا ممكن ازواجهن الا قليلا،
وكان الوعيد الشديد الوارد فالسنه من دعاء الملائكه على المغاضبه لزوجها،
الممتنعه من اجابتة الى فراشة – و رد فغير المسلمين!

وقوله – صلى الله عليه و سلم -: ((والذى نفسي بيده،
ما من رجل يدعو امراتة الى فراشها فتابي عليه،
الا كان الذي فالسماء ساخطا عليها،
حتي يرضي عنها))؛
رواة مسلم عن ابي هريرة.

وعنة فى الصحيحين: قال النبى – صلى الله عليه و سلم -: ((اذا دعا الرجل امراتة الى فراشة فابت ان تجيء،
فبات غضبان عليها،
لعنتها الملائكه حتي تصبح)).

وقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((ثلاثه لا تقبل لهم صلاة،
ولا تصعد لهم الى السماء حسنة: العبد الابق حتي يرجع،
والسكران حتي يصحو،
والمرأة الساخط عليها زوجها حتي يرضى))؛
رواة ابن خزيمه و ابن حبان و الطبراني ف“الاوسط”.

وعن طلق بن على قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((اذا الرجل دعا زوجتة لحاجتة فلتاتة و ان كانت على التنور))؛
رواة الترمذى و النسائى.

وهذه الاحاديث مما تنخلع له قلوب و نفوس المؤمنات،
وقد رغب النبى – صلى الله عليه و سلم -المؤمنات ترغيبا عظيما فطاعه الزوج،
وطلب مرضاته،
وذكر انها موجبه للجنة،
و لذا لا تتركة الا من زهدت فيما عند الله – تعالى – من ثواب،
قال النبى – صلى الله عليه و سلم -: ((لو امرت احدا ان يسجد لاحد،
لامرت المرأة ان تسجد لزوجها؛
ولو ان رجلا امر امراتة ان تنقل من جبل احمر الى جبل اسود،
ومن جبل اسود الى جبل احمر،
لكان نولها ان تفعل))؛
رواة احمد و ابن ما جه.

وفى سنن ابن ما جة عن عبد الله بن ابي اوفي – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((لو كنت امرا احدا ان يسجد لغير الله،
لامرت المرأة ان تسجد لزوجها،
والذى نفس محمد بيده،
لا تؤدى المرأة حق ربها حتي تؤدى حق زوجها،
ولو سالها نفسها و هي على قتب،
لم تمنعه)).

وعن ابي سعيد اتي رجل بابنتة الى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فقال: ان ابنتى هذي ابت ان تتزوج،
فقال لها رسول الله – صلى الله عليه و سلم – ((اطيعى اباك))،
فقالت: و الذي بعثك بالحق لا اتزوج حتي تخبرنى ما حق الزوج على زوجته؟
قال: ((حق الزوج على زوجتة لو كانت فيه قرحه فلحستها او انتن منخراة صديدا او دما،
ثم ابتلعته،
ما ادت حقه)).

قالت: و الذي بعثك بالحق لا اتزوج ابدا فقال النبى – صلى الله عليه و سلم – ((لا تنكحوهن الا باذنهن)) رواة البزار و صححة الالباني.

ولا تقوي على مخالفه تلك النصوص القاطع،
والزواجر القاسمه الا امرأة عدوه نفسها،
وعداوه المرأة الشديده لنفسها سمه متميزه لعديد من النساء و انا لله و انا الية راجعون.

هذا؛
وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيميه – رحمة الله – عن رجل له زوجه تصوم النهار و تقوم الليل،
وكلما دعاها الرجل الى فراشة تابي عليه،
وتقدم صلاه الليل و صيام النهار على طاعه الزوج: فهل يجوز ذلك؟

فاجاب:

لا يحل لها هذا باتفاق المسلمين؛
بل يجب عليها ان تطيعة اذا طلبها الى الفراش،
وذلك فرض و اجب عليها،
واما قيام الليل و صيام النهار،
فتطوع،
فكيف تقدم مؤمنه النافله على الفريضة؟!
حتي قال النبى – صلى الله عليه و سلم – فالحديث الذي رواة البخارى و مسلم،
عن ابي هريره ان النبى – صلى الله عليه و سلم – قال: ((لا يحل للمرأة ان تصوم و زوجها شاهد الا باذنه،
ولا تاذن فبيته الا باذنه))؛
ورواة ابو داود و ابن ما جة و غيرهما،
ولفظهم: ((لا تصوم امرأة و زوجها شاهد يوما من غير رمضان الا باذنه)).

فاذا كان النبى – صلى الله عليه و سلم – ربما حرم على المرأة ان تصوم تطوعا اذا كان زوجها شاهدا الا باذنه،
فتمنع بالصوم بعض ما يجب له عليها: فكيف يصبح حالها اذا طلبها فامتنعت؟!

وفى الصحيحين عن النبى – صلى الله عليه و سلم -: ((اذا دعا الرجل المرأة الى فراشة فابت،
لعنتها الملائكه حتي تصبح))،
وفى لفظ: ((الا كان الذي فالسماء ساخطا عليها حتي تصبح))،
وقد قال الله تعالى: ﴿ فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ﴾ [النساء: 34]،
فالمرأة الصالحه هي التي تكون “قانتة”؛
اي: مداومه على طاعه زوجها،
فمتي امتنعت عن اجابتة الى الفراش،
كانت عاصيه ناشزة،
وكان هذا يبيح له ضربها؛
كما قال تعالى: ﴿ و اللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن فالمضاجع و اضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ [النساء: 34]،
وليس على المرأة بعد حق الله و رسولة اوجب من حق الزوج؛
حتي قال النبى – صلى الله عليه و سلم -: ((لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة تسجد لزوجها؛
لعظم حقة عليها))،
وعنة – صلى الله عليه و سلم – ان النساء قلن له: ان الرجال يجاهدون و يتصدقون و يفعلون و نحن لا نفعل ذلك؟
فقال: ((حسن فعل احداكن يعدل ذلك))؛
اي: ان المرأة اذا احسنت معاشرة بعلها،
كان هذا موجبا لرضا الله و اكرامة لها؛
من غير ان تعمل ما يختص بالرجال”.
اة “مجموع الفتاوى” (32 / 274).

وقال ايضا: “لا يحل لها ان تنشز عليه،
ولا تمنع نفسها؛
فقد قال النبى – صلى الله عليه و سلم -: ((ما من رجل يدعو امراتة الى فراشة فتابي عليه،
الا كان الذي فالسماء ساخطا عليها حتي تصبح))،
فاذا اصرت على النشوز فلة ان يضربها،
واذا كانت المرأة لا تقوم بما يجب للرجل عليها،
فليس عليه ان يطلقها و يعطيها الصداق؛
بل هي التي تفتدى نفسها منه،
فتبذل صداقها ليفارقها،
كما امر النبى – صلى الله عليه و سلم – لامرأة ثابت بن قيس بن شماس ان يعطى صداقها فيفارقها،
واذا كان معسرا بالصداق لم تجز مطالبتة باجماع المسلمين”.
اه.

فعليك بنصحها اولا،
وبين لها انه لا يجوز ان تمتنع عن فراشك اذا دعوتها الية دون مسوغ شرعي،
واطلعها على فتوى: “زوجتي ترفض الجماع”.

فان لم ترعو،
او شعرت ان النصيحه لن تجدى معها،
فهددها بانك سوف تتزوج،
فان استمرت،
فلك ان تتزوج من ثانية؛
لان ذلك الامر ربما شرعة الله و اباحه،
بشرط القدره على مؤنته،
وان تانس من نفسك القدره على العدل بين زوجتيك،
وراجع على موقعنا فتوي اللجنه الدائمة: “حكمة اباحة تعدد الزوجات“.

والله – تعالى – ربما رخص فالتعدد؛
لمواجهه مشكلات الحياة البشريه و ضرورات الفطره الانسانية،
وحماية المجتمع من الجنوح الى الانحلال او الضلال،
تحت ضغط الضرورات الفطرية،
وتعنت بعض الزوجات او زهدها فهذا الجانب،
او غير هذا،
مع قله خشيتها من الله،
ومن زواجر الشريعه التي حمت مصالح الطرفين،
فحمي الحياة الزوجية من الفوضى؛
حمي الزوجه من جور و ظلم الرجل،
وحمي كرامتها،
وايضا حمي الزوج من جنوح الزوجه الى الانا،
وحرمانة من حقوق الفراش تحت دعوي كراهيه الزوج،
او كراهيه الحياة الزوجية،
او شيخوخه المرأة المبكرة،
او غير ذلك،
وهنا لا يترك الشرع الحنيف الزوج ضحيه لنزق زوجته،
فاباح له من الزوجات ما يسد حاجته،
والله حكم عدل،
فكما اوجب – سبحانة – على الرجل اعفاف امراتة و تفقد حالها،
اوجب ايضا على الزوجه الاستجابه لرغبات زوجها و قضاء حاجاتة .

قال – تعالى -: ﴿ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلوا فواحده او ما ملكت ايمانكم هذا ادني الا تعولوا ﴾ [النساء: 3].

فالنظام الاسلامي يواجة جميع و اقعيات الحياة،
ومن بعدها جعل التعدد حلا لبعض مشكلات و ضرورات الحياة،
ولتبق
علي زوجتك،
ولتحافظ على ابنائك كى يتربوا بينكما.

 


ماذا افعل معا زوجتى