هل يجوز ان انصح وانا افعل نفس المعصية

يجوز وانا هل نفس انصح ان المعصية افعل 20160917 2375

 

 

السؤال :


مشكلتى انني اطلب القرب من الله عن طريق التحدث مع الناس ،

فعلي سبيل المثال ربما افعل المعصيه فاشعر بالذنب ،

فاذهب و اتكلم مع صديقاتى و اعظهن ان المعاصى حرام و الذنب الفلانى حرام ،

وربما اشير الى نفس الذنب الذي اقترفتة ،

لكنى بالطبع لا افضح نفسي و اقول انني فعلتة و الا لما تقبلوا نصحي و قد ابكى ،

واجد فهذا متنفسا عن شؤم المعصيه التي فعلتها،
وانا بهذا الفعل اشعر انني ارائى ،

وان فعلى ذلك اقرب الى النفاق منه الى الوعظ ،

اذ الاحري بى ان اصب دمع عيني بين يدى الله و ان اندم على معصيتى لدية ،

لا ان اهيج مشاعرى امام الاخرين .

ليس فهذا الامر فحسب ،

فالمعركه قائمة تكاد رحاها لا تقف بينى و بين الشيطان،
ففى جميع عمل افعلة اسعي جاهده قدر الامكان لتخليص نيتى لله عز و جل ،

ولكن الشيطان يحرص جميع الحرص على صرف هذي النيه و تلطيخها بالرياء و السمعه و ما شابة هذا ،

فما العمل؟
ارجو منكم النصح.

الجواب :


الحمد لله


نسال الله لنا و لك الثبات على دينة ،

وان يصرف عنا كيد الشيطان ،

انة عدو مضل مبين .



اعلمي ان الامر بالمعروف و النهى عن المنكر من صفات اهل الايمان .



قال الله تعالى : ( و المؤمنون و المؤمنات بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر … ) التوبة/71 .



و لكن يجب على الامر بالمعروف و الناهى عن المنكر ان لا يخالف قوله فعلة ,

بل يامر بالمعروف و ياتمر فيه ,

وينهي عن المنكر و ينزجر عنه .



قال تعالى : ( يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) الصف/ 2،
3 .



و قال شعيب عليه السلام : ( و ما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ) هود/ 88 .



و روي البخارى (3267) و مسلم (2989) عن اسامه بن زيد رضى الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( يجاء بالرجل يوم القيامه فيلقي فالنار فتندلق اقتابة – يعني امعاءة – فالنار فيدور كما يدور الحمار برحاة ،

فيجتمع اهل النار عليه فيقولون : اي فلان ما شانك اليس كنت تامرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟

قال : كنت امركم بالمعروف و لا اتية و انهاكم عن المنكر و اتية ) .



و قال ابن باز رحمة الله :


” و من الاخلاق و الاوصاف التي ينبغى بل يجب ان يصبح عليها الداعيه ,

العمل بدعوتة ,

وان يصبح قدوه صالحه فيما يدعو الية ,

ليس ممن يدعو الى شيء بعدها يتركة ,

او ينهي عنه بعدها يرتكبة ,

هذه حال الخاسرين نعوذ بالله من هذا ,

اما المؤمنون الرابحون فهم دعاه الحق يعملون فيه و ينشطون به و يسارعون الية ,

ويبتعدون عما ينهون عنه ” .



انتهي مجموع فتاوي ابن باز (1 /346) .



و قال ابن عثيمين رحمة الله :


” من اداب الامر بالمعروف و النهى عن المنكر ان يصبح الانسان اول ممتثل للامر و اول منتة عن النهى ” انتهي من “شرح رياض الصالحين” (ص 202) .

ومن و عظ اخاة فمعصيه يقع هو بها : فهذا مع كونة لا يليق بالمسلم الا انه ليس من النفاق او الرياء .



سئلت اللجنه الدائمه :


اذا كنت اعظ اخوانى و احذرهم من بعض المعاصى ،

لكن اقع انا فهذه المعاصى ؛

هل اعتبر منافقا ؟



فاجابت اللجنه : ” يجب عليك التوبه من المعاصى و موعظه اخوانك عنها ،

ولا يجوز لك الاقامه على المعاصى و ترك النصيحه لاخوانك ؛

لان ذلك جمع بين معصيتين ،

فعليك التوبه الى الله من هذا ،

مع النصيحه لاخوانك ،

ولا تكون بذلك منافقا ،

ولكنك تقع فيما ذمة الله و عاب فيه من فعلة فقوله سبحانة : ( يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ) و فقوله سبحانه: ( اتامرون الناس بالبر و تنسون انفسكم و انتم تتلون الكتاب افلا تعقلون ) ” انتهي من “فتاوي اللجنه الدائمة” (12 /268) .

وعليه فينبغى ان تستمرى فالامر بالمعروف و النهى عن المنكر ،

ولا يمنعك الوقوع فالمعصيه من النهى عنها ،

ولكن يجب عليك ان تجتهدى فتركها و ترك جميع معصيه ،

فان عاقبه عصيان الله و رسولة و بال على صاحبها فالدنيا و الاخره ،

وان تنتبهى كذلك الى انه اذا كان من الواجب على جميع احد ان يترك ما هو عليه من المعاصى ؛

فهذا الامر اشد و اوكد فحق من يامر الناس و ينهاهم ؛

لان كهذا حالة مذمومه مرذوله عند الله ،

كما سبق .



و لا شك ان معاتبتك نفسك على ذلك مما تحمدين عليها ،

فاستثمرى هذا ،

واحسنى الظن بالله ،

ولا تقنطى من رحمتة ،

وجاهدى نفسك على الترك .

واعلمي ان مجاهده النفس لتخليصها من شوائب الرياء و تجريد العمل لله من اعمال البر ،

ولكن توهم الرياء من النفس بعدها مدافعه الشيطان الذي زرع ذلك التوهم بها ليس من اعمال البر ؛

لان من طرق الشيطان كى يترك ابن ادم العمل ان يوهمة انه يرائى فيجب عدم الالتفات الى هذا و مدافعتة .



روي ابن المبارك ف“الزهد” (ص 12) عن الحريث بن قيس قال : اذا اردت امرا من الخير فلا تؤخرة لغد ،

واذا كنت فامر الاخره فامكث ما استطعت ،

واذا كنت فامر الدنيا فتوح ،

واذا كنت فالصلاة فقال لك الشيطان : انك ترائى ،

فزدها طولا ” .



انتهي من الزهد لابن المبارك (ص 12) .

وقال ابن مفلح رحمة الله :


” مما يقع للانسان انه اذا اراد فعل طاعه يقوم عندة شيء يحملة على تركها خوف و قوعها على و جة الرياء ،

والذى ينبغى عدم الالتفات الى هذا ،

وللانسان ان يفعل ما امرة الله عز و جل فيه و رغبة به ،

ويستعين بالله تعالى ،

ويتوكل عليه فو قوع الفعل منه على الوجة الشرعى .



و ربما قال الشيخ محيى الدين النووى رحمة الله : لا ينبغى ان يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من ان يظن فيه الرياء بل يذكر بهما جميعا ،

ويقصد فيه و جة الله عز و جل ” .



انتهي “الاداب الشرعية” (1 /333) .



فعليك بالقصد و السداد ،

وعدم الالتفات الى و ساوس الشيطان ،

وكلما جاءك الشيطان ليقذف فنفسك توهم الرياء فاصرى على العمل و سارعى به و لا تتثانية عنه يذهب عنك ذلك الوسواس ان شاء الله ؛

لان الشيطان اذا راي العبد كلما اوهمة انه يرائى ازداد فالعمل و نشط الية و لم يكترث فيه ايس منه و ترك ذلك الوسواس لانة ياتى بالنتائج العكسيه .



اما اذا و سوس الية فاتبع و سواسة زاد عليه منه حتي يصرفة عن العمل .

والله اعلم .


هل يجوز ان انصح وانا افعل نفس المعصية