وظيفة صراف بنك

وظيفة صراف بنك 20160916 3453

حكم العمل فالبنوك الربوية

لقد قدمت الى هذي الديار الطيبه منذ اكثر من خمس سنوات.
لقد عانيت و تعبت غايه التعب اول الامر،
ولم يكن عند كفيلى اي عمل يظهرنى مما انا به من ضيق و حاجة للمال؛
لتسير فيه حياتي،
وانفق على اهل بيتي من الوالدين و الاخوان.

وبحثت عن عمل،
وتنقلت فاكثر من اربع مؤسسات تجارية،
واخيرا استقر بى المقام فاحد المصارف هنا فالرياض،
وقد بذلت غايه جهدي،
واخلصت فعملى حتي صرت محاسبا فالحسابات الجارية،
فعلمت ان ذلك المصرف يضع اكثر ما له فبنوك داخل المملكه و خارجها بالفوائد الربوية،
وهنالك حسابات للعملاء تاتينا الاوراق المصرفيه بتسجيل فوائد ربويه لحساباتهم طرفنا،
وهي من بنوك خارجية.

ويعلم الله تعالى انني فغايه الضيق لهذا الامر،
ولم يهدا لى بال منذ ان عرفت ذلك الامر،
علما بانى ربما تزوجت و احضرت زوجتي،
ورزقنى الله تعالى بولدين،
وانا طالب علم شرعي”..
الي ان قال: “انا احب الفقة فالدين،
واحضر ندوات العلم،
وسوف اقع فضيق و فحرج لو تركت ذلك العمل،
وساتاخر فالصرف على ابي و امي،
فبالى مشغول من ذلك،
وانتظر من سماحتكم فتوي بهذا[1].

 

الله جل و علا احل لعبادة ما به نجاتهم و قضاء حاجاتهم،
وحرم عليهم ما يضرهم؛
فليس العبد مضطرا الى ما حرم الله عليه،
بل عليه ان يسعي جهدة فطلب الرزق الحلال.

والتوظف فالبنوك لا يجوز؛
لانة اعانه لهم على الاثم و العدوان – سواء كان محاسبا او كاتبا او غير هذا – فالواجب على المؤمن ان يحذر ذلك،
وان يبتعد عن البنوك؛
لان الله يقول سبحانة و تعالى: و تعاونوا على البر و التقوي و لا تعاونوا على الاثم و العدوان[2].

فالتعاون مع البنوك او مع قطاع الطريق او مع السراق،
او مع الغشاشين،
او مع اصحاب الرشوة،
كلة تعاون على الاثم و العدوان،
فلا يجوز.

وما قبضتة قبل هذا – اي قبل العلم – فلك ما سلف،
وما كان بعد العلم فليس لك؛
لقول الله جل و علا: فمن جاءة موعظه من ربة فانتهي فلة ما سلف و امرة الى الله و من عاد فاولئك اصحاب النار هم بها خالدون[3]،
فما قبضتة سابقا قبل ان تعلم فهو لك،
واما بعد ان علمت،
فعليك ان تترك ذلك العمل،
وان تتوب الى الله سبحانة مما سلف،
وتبذل ما قبضتة من طريق الربا و انت عالم فيه فجهه البر و الخير؛
كالصدقة على الفقراء و المساكين،
الي غير ذلك،
حتي تتخلص من ذلك المال الذي جاءك بغير و جة شرعي.

وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام: (انة لعن طعام الربا و موكله،
وكاتبه،
وشاهديه،
وقال: ((هم سواء))[4].

فالواجب على المؤمن ان يحذر من هذا : و من يتق الله يجعل له مخرجا[5]،
ومن يتق الله يجعل له من امرة يسرا[6].

فانت اذا اتقيت الله يسر الله امرك،
ورزقك من حيث لا تحتسب،
فالتمس اعمال ثانية و لو باجر قليل؛
اذا كنت تاخذ من البنك خمسه الاف او سته الاف،
او عشره الاف شهريا،
فسوف تجد – ان شاء الله – من الاعمال المباحه بمعاش يكفيك،
ويبارك الله لك فيه،
ولو الفين او ثلاثه او اربعة،
ولو اقل من هذا بكثير.

انت عليك ان تطلب الحلال،
والله يعوضك،
يقول النبى صلى الله عليه و سلم فالحديث الصحيح،
لما سئل: اي الكسب اطيب؟
قال: ((عمل الرجل بيده،
وكل بيع مبرور))[7]،
وقال ايضا: ((ما طعام احد طعاما اروع من ان ياكل من عمل يده،
وان نبى الله داود كان ياكل من عمل يده))[8] عليه الصلاة و السلام.

[1] سؤال موجة الى سماحته،
بعد تعليقة على ندوه الجامع الكبير بالرياض بعنوان: (الربا و خطره).

[2] سورة المائدة،
الايه 2.

[3] سورة البقرة،
الايه 275.

[4] رواة مسلم ف(المساقاة)،
باب (لعن طعام الربا و مؤكله)،
برقم: 1598.

[5] سورة الطلاق،
الايه 2.

[6] سورة الطلاق،
الايه 4.

[7] رواة الامام احمد ف(مسند الشاميين)،
حديث (رافع بن خديج)،
برقم: 16814.

[8] رواة البخارى ف(البيوع)،
باب (كسب الرجل و عملة بيده)،
برقم: 2072.

 


وظيفة صراف بنك