ان الايمان والرضى بقدر الله وقضائه ركن من اركان الايمان ان الايمان المطلق بقضاء الله وقدرة هو احد اركان الايمان لقولة عليه الصلاة والسلام حين ساله جبريل عن مساله الايمان قال (( ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )).
والزواج يعتبر من القدر المكتوب في اللوح المحفوظ لما ورد في صحيح مسلم ان الرسول عليه الصلاة والسالم قال ((كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق الله السماوات والارض بخمسين الف سنة، قال: وعرشه على الماء)) رواه مسلم•
فكل شي في حياة الانسان قد مكتوب والادله على ذلك كثيره حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)) وما قدره الله وقضاه وكتبه في اللوح المحفوظ هو من الغيب الذي لا يعلمه الا الله• الا ان الله قدر اسبابا موصلة الى المسببات(( كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ))’من سره ان يبسط له في رزقه او ينسا له في اثره فليصل رحمه(( رواه البخاري ومسلم•
وقوله تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب))• وقوله سبحانه: ((هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور)) وغيرها من الادلة التى تبين ان القدر مكتوب ولكنها تحث على الاخذ بالاسباب من اجل الوصول الى الرزق الحلال
ولكن البعض اصبح يتخذ طرقا محرمه للوصول الى الرزق او الزواج كنزع الحجاب او الاختلاط لايجاد الزوج المناسب ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم ((ان المرء ليحرم الرزق بالذنب يصيبة )) وعندما سئل الشيخ محمد بن ابراهيم الحمد وهو احد اعضاء هيئة التدريس بجامعه القصيم قال ان كل شي وكل ما كان وما سيكون من حياة الخلق مكتوب في اللوح المحفوظ وتندرج هذه الكتابه تحت الايمان بالقدر والايمان بالقدر قائم على اربع اركان رئيسية الا وهي العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهنا يجب علينا كمؤمنين بالقدر ان نؤمن ان لا يقع شي لا ويعلمه الله وكتبه وشاءه وخلقة ؟
ومن بين هذه الامور الزواج والادله كثيره على ذلك ومنها
1- قال الله -تعالى-: “الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير” [الحج: 70].
2- قوله -تعالى: “وكل شيء احصيناه في امام مبين” [يس 12].
3- قوله تعالى: “قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا” [التوبة:51].
4- قال -سبحانه- عن موسى -عليه السلام- دعائه: “واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة” [الاعراف: 156].
واما السنة فمنها ما يلي:
1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة” قال: “وعرشه على الماء” مسلم (2653).
2- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ما منكم من احد، ما من نفس منفوسة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة او النار، الا وقد كتبت شقية او سعيدة” صحيح مسلم وبناء على كل هذه الادله فان الزواج مكتوب في وقت لا نستطيع تقديمه او تاخيره ولكن هذا لا يعني ان نترك الاسباب والبحث والسؤال والاستخاره وغيرها من الاسباب . بل ان الاخذ بالاسباب من اعظم الامور للايمان بالقدر . واما ان بحثنا في موضوع ان الدعاء يرد القدر وهل الدعاء في الزواج يندرج تحتها فالجواب نعم صحيح فالدعاء شئ عظيم وبه يستمد الزرق وهو من اعظم الاسباب والتوفيق
لقولة صلى الله عليه وسلم ))ولا يرد القدر الا الدعاء)) ولكي نزيد الامور وضوحا لك اخي القارئ في موضوع القدر والقدر المثبت والقدر المعلق او ما تسمي بمساله المحو والاثبات فنلخصها ان البعض يسال وقد يحتارفي موضوع القدر وقد يلتبس الامر عليه فيقول اذا كان علم الله واسع في كل ما هو كائن وقد كتب هذا العلم في اللوح المحفوظ فما المقصود قوله تعالى “يمحوا الله ما يشاء ويثبت” [ الرعد: 39]. وقول رسول الله(( من سره ان يبسط له في رزقه، وان ينسا له في اثره فليصل رحمه)) رواه البخاري
وهنا نقول ان القدر ينقسمالى قدران :
الاول :
القدر المثبت، او المطلق، او المبرم الذي لا تغير فيه وهو ما كتب في اللوح المحفوظ فهذا القدر قدر ثابت لا تغير فيه .
الثاني
- القدر المعلق، او المقيد وهالقدر الذي كتب في كتب الملائكة فقط وهذا القدر هو الذي يمكن فيه امحو او الاثبات ومثال ذلك الاجل والرزق والعمر هي مكتوبه في اللوح المحفوظلا يمكن التغير فيها اما ما ورد في صحف الملائكه في وارد فيه التغير والتبديل حسب اعمال الانسان .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والاجل اجلان: اجل مطلق يعلمه الله، واجل مقيد) وبهذا يتبين معنى قوله –صلى الله عليه وسلم-: “من سره ان يبسط له في رزقه وينسا له في اثره – فليصل رحمه”. فان الله امر الملك ان يكتب له اجلا وقال: ان وصل رحمه زدته كذا وكذا. والملك لا يعلم ايزداد ام لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الامر، فاذا جاء الاجل لا يتقدم ولا يتاخر” مجموع الفتاوى 8/517.
و عندما سئل عن موضوع الرزق: هل يمكن ان يزيد اوينقص؟ “الرزق نوعان: احدهما ما علمه الله انه يرزقه، فهذا لا يتغير. والثاني: ما كتبه، واعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب الاسباب” مجموع الفتاوى 8/517. والله تعالىاعلم
- الزوج في اللوح المحفوض
- انواع التلامط
- هل الزواج مكتوب فلوح المحفوض