حدثنا سعيد بن عفير حدثنى الليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب قال اخبرنى سعيد بن المسيب ان ابا هريره قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا انا نائم رايتنى فالجنه فاذا امرأة تتوضا الى جانب قصر قلت لمن ذلك القصر قالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتة فوليت مدبرا قال ابو هريره فبكي عمر بن الخطاب بعدها قال اعليك بابي انت و امي يا رسول الله اغار
الحاشيه رقم: 1
[ ص: 434 ] قوله : ( باب القصر فالمنام ) قال اهل التعبير : القصر فالمنام عمل صالح لاهل الدين و لغيرهم حبس و ضيق ،
وقد يفسر دخول القصر بالتزويج .
حديث ابي هريره ” بينا نحن جلوس عند رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال : بينا انا نائم رايتنى فالجنه ” اخرجة من روايه عقيل عن ابن شهاب ،
ووقع عند مسلم من روايه يونس بن يزيد عن ابن شهاب بلفظ : ” بينما انا نائم اذ رايتنى ” و هو بضم التاء لضمير المتكلم .
قوله : ( فاذا امرأة تتوضا ) تقدم فمناقب عمر ما نقل عن ابن قتيبه و الخطابي ان قوله : ” تتوضا ” تصحيف و ان الاصل ” شوهاء ” بشين معجمه مفتوحه و واو ساكنه بعدها هاء عوض الضاد المعجمه ،
واعتل ابن قتيبه بان الجنه ليست دار تكليف ،
ثم و جدت بعضهم اعترض عليه بقوله : و ليس فالجنه شوهاء ،
وهذا الاعتراض لا يرد على ابن قتيبه لانة ادعي ان المراد بالشوهاء الحسناء كما تقدم بيانة و اضحا ،
قال : و الوضوء لغوى و لا ما نع منه و قال القرطبي : انما توضات لتزداد حسنا و نورا لا انها تزيل و سخا و لا قذرا ؛
اذ الجنه منزهه عن هذا ” .
وقال الكرمانى : تتوضا من الوضاءه و هي النظافه و الحسن ،
ويحتمل ان يصبح من الوضوء ،
ولا يمنع من هذا كون الجنه ليست دار تكليف لجواز ان يصبح على غير و جة التكليف .
قلت : و يحتمل ان لا يراد و قوع الوضوء منها حقيقة لكونة مناما فيصبح مثالا لحالة المرأة المذكوره ،
وقد تقدم فالمناقب انها ام سليم و كانت فقيد الحياة حينئذ فراها النبى – صلى الله عليه و سلم – فالجنه الى جانب قصر عمر ،
فيصبح تعبيرة بانها من اهل الجنه لقول الجمهور من اهل التعبير ان من راي انه دخل الجنه انه يدخلها فكيف اذا كان الرائى لذا اصدق الخلق ،
واما و ضوءها فيعبر بنظافتها حسا و معني و طهارتها جسما و حكما ،
واما كونها الى جانب قصر عمر ففية اشاره الى انها تدرك خلافتة و كان ايضا ،
ولا يعارض ذلك ما تقدم فصفه الجنه من بدء الخلق من ان رؤيا الانبياء حق و الاستدلال على هذا بغيره عمر لانة لا يلزم من كون المنام على ظاهرة ان لا يصبح بعضة يفتقر الى تعبير ،
فان رؤيا الانبياء حق يعني ليست من الاضغاث سواء كانت على حقيقتها او مثالا ،
والله اعلم .
وقد تقدمت فائدة ذلك الحديث فالمناقب .
وقوله : ” اعليك بابي انت و امي يا رسول الله اغار ” تقدم انه من المقلوب لان القياس ان يقول اعليها اغار منك ،
وقال الكرمانى : لفظ ” عليك ” ليس متعلقا باغار بل التقدير مستعليا عليك اغار عليها ،
قال : و دعوي القياس المذكور ممنوعه ؛
اذ لا محوج الى ارتكاب القلب مع و ضوح المعني بدونة ،
ويحتمل ان يصبح اطلق ” على ” و اراد ” من ” كما قيل ان حروف الجر تتناوب ،
وفى الحديث جواز ذكر الرجل بما علم من خلقة كغيره عمر ،
وقوله : ” رجل من قريش ” عرف من الروايه الثانية انه عمر ،
قال الكرمانى : علم النبى – صلى الله عليه و سلم – انه عمر اما بالقرائن و اما بالوحى .
حدثنا عمرو بن على حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دخلت الجنه فاذا انا بقصر من ذهب فقلت لمن ذلك فقالوا لرجل من قريش فما منعنى ان ادخلة يا ابن الخطاب الا ما اعلم من غيرتك قال و عليك اغار يا رسول الله
الحاشيه رقم: 1
قوله : ( معتمر ) هو ابن سليمان التيمى البصرى ،
وعبيد الله بن عمر هو العمري المدنى ،
وتقدم حديث جابر اتم من ذلك و شرحة مستوفي فالمناقب .
